سلام وصلاة شكر
1: | مِنْ بولُسَ الّذي شاءَ اللهُ أنْ يَدعُوَهُ ليكونَ رَسولَ المَسيحِ يَسوعَ، ومِنَ الأخِ سُوسْتانيسَ، |
2: | إلى كَنيسةِ اللهِ في كُورِنْثوسَ، إلى الّذينَ قَدَّسَهُمُ اللهُ في المَسيحِ يَسوعَ ودَعاهُم ليكونوا قِدِّيسينَ معَ جميعِ الّذينَ يَدْعُونَ في كُلِّ مكانٍ باسمِ ربِّنا يَسوعَ المَسيحِ، رَبِّهِم ورَبِّنا.
|
3: | علَيكُمُ النِّعمةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ أبـينا ومِنَ الرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ.
|
4: | أشكُرُ إلهي لأجلِكُم دومًا على النِّعمَةِ الّتي وهَبَها لكُم في المَسيحِ يَسوعَ، |
5: | فَصِرتُم بِه أغنياءَ في كُلِّ شيءٍ، في أساليبِ الكلامِ وأنواعِ المَعرِفَةِ. |
6: | على قَدْرِ ما رسَخَتْ فيكُم شَهادةُ المَسيحِ، |
7: | حتّى إنَّهُ لا تُعوزُكُم موهِبَةٌ مِنَ المَواهبِ، وأنتُم تَنتَظِرونَ ظُهورَ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، |
8: | وهوَ الّذي يَحفَظُكم ثابِتينَ إلى النِّهايَةِ حتّى لا يكونَ علَيكُم لومٌ في يومِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ. |
9: | أمينٌ هوَ اللهُ الّذي دَعاكُم إلى شَرِكةِ ابنِهِ يَسوعَ المَسيحِ رَبِّنا.
|
خلاف بـين المؤمنين |
10: | أناشِدُكُم أيُّها الإخوةُ، باسمِ ربِّنا يَسوعَ المَسيحِ، أنْ تكونوا جميعًا مُتَّفِقينَ في الرَّأْيِ وأنْ لا يكونَ بَينَكُم خِلافٌ، بَلْْ كونوا على وِفاقٍ تامٍ، لكُم رُوحٌ واحدٌ وفِكرٌ واحدٌ. |
11: | فأهلُ بَيتِ خُلُوَةَ أخبَروني أيُّها الإخوةُ أنَّ بَينَكُم خِلافًا، |
12: | أعني أنَّ كُلَّ واحدٍ مِنكُم يَقولُ ((أنا معَ بولُسَ)) و((أنا معَ أبُلُّوسَ)) و((أنا معَ بُطرُس)) و((أنا معَ المَسيحِ)). |
13: | فهَلِ المَسيحُ اُنقَسَمَ؟ هَلْ بولُسُ هوَ الّذي صُلِبَ مِنْ أجلِكُم؟ أو باسمِ بولُسَ تَعَمَّدتُم؟
|
14: | أشكُرُ اللهَ على أنِّي ما عَمَّدتُ أحدًا مِنكُم غيرَ كِريسبُسَ وغايُسَ، |
15: | فلا يَقدِرُ أحَدٌ أنْ يقولَ إنَّكُم باسمي تَعمَّدتُم. |
16: | نعم، عَمَّدتُ أيضًا عائِلَةَ استفاناسَ. وما عَدا هَؤُلاءِ، فلا أذكُرُ أنِّي عَمَّدتُ أحدًا. |
17: | فالمَسيحُ أرسَلَني لا لأُعَمِّدَ، بَلْ لأُعلِنَ البِشارَةَ غَيرَ مُتَّكِلٍ على حكِمَةِ الكلامِ لِئَلاَّ َ يَفقُدَ موتُ المَسيحِ على الصَّليبِ قـوَّتَهُ.
|
المسيح قدرة الله وحكمته |
18: | فالبِشارةُ بالصَّليبِ ((حماقَةٌ)) عِندَ الّذينَ يَسلُكونَ طريقَ الهلاكِ. وأمَّا عِندَنا نَحنُ الّذينَ يَسلُكونَ طريقَ الخلاصِ، فهوَ قُدرَةُ اللهِ. |
19: | فالكِتابُ يقولُ: ((سأمحو حِكْمَةَ الحُكَماءِ، وأُزيلُ ذَكاءَ الأذكياءِ)). |
20: | فأينَ الحكيمُ؟ وأينَ العَلاَّمةُ؟ وأينَ المُجادِلُ في هذا الزَّمانِ؟ أمَا جعَلَ اللهُ حِكمَةَ العالَمِ حماقةً؟
|
21: | فلَمَّا كانَت حِكمَةُ اللهِ أنْ لا يَعرِفَهُ العالَمُ بالحِكمَةِ، شاءَ اللهُ أنْ يُخلِّصَ المُؤمنينَ بِه ((بِحماقَةِ)) البِشارَة. |
22: | وإذا كانَ اليَهودُ يَطلُبونَ المُعجزاتِ، واليونانِـيّونَ يَبحَثونَ عَنِ الحِكمَةِ، |
23: | فنَحنُ نُنادي بِالمسيحِ مَصلُوبًا، وهذا عَقبَةٌ لليَهودِ وحماقَةٌ في نظَرِ الوثنيِّينَ. |
24: | وأمَّا لِلَّذينَ دَعاهُمُ اللهُ مِنَ اليَهودِ واليونانيّينَ، فالمَسيحُ هوَ قُدرَةُ اللهِ وحِكمَةُ اللهِ. |
25: | فما يَبدو أنَّهُ حماقَةٌ مِنَ اللهِ هوَ أحكمُ مِنْ حِكمَةِ النّاس ِ، وما يَبدو أنَّهُ ضُعفٌ مِنَ اللهِ هوَ أقوَى مِنْ قُوَّةِ النّاس ِ.
|
26: | تذَكَّروا أيُّها الإخوةُ كيفَ كُنتُم حينَ دَعاكُمُ اللهُ، فما كانَ فيكُم كثيرٌ مِنَ الحُكماءِ بِحكمَةِ البشَرِ ولا مِنَ الأقوِياءِ أو الوُجَهاءِ. |
27: | إلاََّ أنَّ اللهَ اختارَ ما يَعتَبِرُهُ العالَمُ حماقَةً ليُخزِيَ الحكماءَ، وما يعتبرُهُ العالمُ ضُعفًا ليُخزِيَ الأقوِياءَ. |
28: | واختارَ اللهُ ما يَحتَقِرُهُ العالَمُ ويَزدَريهِ ويَظُنُّهُ لا شيءَ، لِيُزيلَ ما يَظُنُّهُ العالَمُ شيئًا، |
29: | حتّى لا يَفتَخِرَ بشَرٌ أمَامَ اللهِ. |
30: | وأمَّا أنتُم، فَبِفَضلِه صِرتُم في المَسيحِ يَسوعَ الّذي هوَ لَنا مِنَ الله حِكمَةً وبِرّاً وقَداسَةً وفِداءً، |
31: | كما جاءَ في الكِتابِ: ((مَنْ أرادَ أنْ يَفتَخِرَ، فلْيَفتَخِرْ بالرَّبِّ)).
|
|
الفصل : 2 |
1: | وأنا، عِندَما جِئتُكُم أيُّها الإخوَةُ، ما جِئتُ بِبَلْيغِ الكلامِ أوِ الحِكمَةِ لأُبشِّرَكُم بِسِرِّ اللهِ، |
2: | وإنَّما شِئْتُ أنْ لا أعرِفَ شيئًا، وأنا بَينَكُم، غَيرَ يَسوعَ المَسيحِ، بَلْ يَسوعَ المَسيحَ المَصلوبَ. |
3: | وكُنتُ في مَجيئي إلَيكُم أشعُرُ بالضُّعفِ والخَوفِ والرِّعدَةِ، |
4: | وكانَ كلامي وتَبْشيري لا يَعتَمِدانِ على أساليبِ الحِكمَةِ البَشرِيَّةِ في الإقناعِ، بَلْ على ما يُظهِرُهُ رُوحُ اللهِ وقُوَّتُهُ، |
5: | حتّى يَستَنِدَ إيمانُكُم إلى قُدرَةِ اللهِ ، لا إلى حِكمَةِ البَشَرِ.
حكمة الله
|
6: | ولكِنْ هُناكَ حِكمَةٌ نَتكَلَّمُ علَيها بَينَ النّـاضِجينَ في الرُّوحِ، وهِيَ غَيرُ حِكمَةِ هذا العالَمِ ولا رُؤَساءِ هذا العالَمِ، وسُلطانُهُم إلى زَوالٍ، |
7: | بَلْ هِيَ حِكمَةُ اللهِ السِّريَّةُ الخَفِـيَّةُ الّتي أعَدَّها اللهُ قَبلَ الدُّهورِ في سَبيلِ مَجدِنا، |
8: | وما عَرَفها أحدٌ مِنْ رُؤساءِ هذا العالَمِ، ولو عَرَفوها لَما صَلَبوا رَبَّ المَجدِ. |
9: | لكِنْ كما يَقولُ الكِتابُ: ((الّذي ما رَأَتْهُ عَينٌ ولا سَمِعَتْ بِه أذُنٌ ولا خطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ أعَدَّهُ اللهُ لِلَّذينَ يُحبّونَهُ)). |
10: | وكشَفَهُ اللهُ لَنا بالرُّوحِ، لأنَّ الرُّوحَ يَفحَصُ كُلَّ شيءٍ حتّى أعماقِ اللهِ. |
11: | فمَنْ هوَ الّذي يَعرِفُ ما في الإنسانِ غَيرُ الرُّوحِ الّتي في الإنسانِ؟ وكذلِكَ ما مِنْ أحدٍ يَعرِفُ ما في اللهِ غَيرُ رُوحِ اللهِ. |
12: | وما نِلنا نَحنُ رُوحَ هذا العالَمِ، بَلْْ نِلنا الرُّوحَ الّذي أرسَلَهُ اللهُ لنَعرِفَ ما وَهبَهُ اللهُ لنا. |
13: | ونَحنُ لا نتَكَلَّمُ علَيها بِكلامِ تُعَلِّمُه الحِكمَةُ البَشَرِيَّةُ، بَلْْ بِكلامٍ يُعَلِّمُه الرُّوحُ القُدُسُ، فنَشرَحُ الحقائِقَ الرُّوحانِـيَّةَ بِعباراتٍ روحانِـيَّةٍ. |
14: | فالإنسانُ البَشَريُّ لا يَقبَلْ ُ ما هوَ مِنْ رُوحِ اللهِ لأنَّهُ يَعتَبِرُهُ حَماقَةً، ولا يَقدِرُ أنْ يَفهمَهُ لأنَّ الحُكمَ فيهِ لا يكونُ إلاََّ بالرُّوحِ. |
15: | وأمَّا الإنسانُ الرُّوحانيُّ، فيَحكُمُ في كُلِّ شيءٍ ولا يَحكُمُ فيهِ أحدٌ. |
16: | فالكِتابُ يَقولُ: ((مَنْ هوَ الّذي يَعرِفُ فِكْرَ الرَّبِّ ليُرشِدَهُ؟))وأمَّا نَحنُ، فلَنا فِكرُ المَسيحِ.
|
|
الفصل : 3 |
خدمة الله
1: | ولكِنِّي أيُّها الإخوَةُ، ما تَمكَّنْتُ أنْ أُكَلِّمَكُم مِثلَما أُكَلِّمُ أُناسًا روحانِيّينَ، بَلْ مِثلَما أُكَلِّمُ أُناسًا جَسديِّينَ هُمْ أطفالٌ بَعدُ في المَسيحِ. |
2: | غذَّيتُكُم باللَّبَنِ الحَليبِ لا بالطَّعامِ، لأنَّكُم كُنتُم لا تُطيقونَهُ ولا أنتُم تُطيقونَهُ الآنَ. |
3: | فأنتُم جَسَدِيُّونَ بَعدُ، فإذا كانَ فيكُم حسَدٌ وخِلافٌ، ألاَ تكونونَ جَسديِّينَ وتَسلُكونَ مِثلَ بَقِيَّةِ البشَرِ؟ |
4: | وعِندَما يَقولُ أحدُكُم: ((أنا معَ بولُسَ))، والآخَرُ ((أنا معَ أبلُّوسَ))، ألا تكونونَ مِثلَ البشَرِ الآخرينَ؟
|
5: | فمَنْ هوَ أبلُّوسُ؟ ومَنْ هوَ بولُسُ؟ هُما خادِمانِ بِهِما اُهتَدَيتُم إلى الإيمانِ على قَدْرِ ما أعطاهُما الرَّبُّ. |
6: | أنا غَرَستُ وأبلُّوسُ سقى، ولكنَّ اللهَ هوَ الّذي كانَ يُنمي. |
7: | فلا الغارِسُ لَه شَأْنٌِ ولا السّاقي، بَلْ ِ الشَّأْنُ للهِ الّذي يُنمي. |
8: | فلا فَرقَ بَينَ الغارِسِ والسّاقي، غَيرَ أنَّ كُلاًّ مِنهُما يَنالُ أجرَهُ على مِقدارِ عَمَلِهِ. |
9: | فنَحنُ شُركاءُ في العَمَلِ معَ اللهِ، وأنتُم حَقلُ اللهِ والبِناءُ الّذي يَبنيهِ اللهُ. |
10: | وبِقَدْرِ ما وهَبَني اللهُ مِنَ النِّعمَةِ، كبانٍ ماهِرٍ، وَضَعتُ الأساسَ وآخرُ يَبني علَيهِ. فليَنتَبِهْ كُلُّ واحدٍ كيفَ يَبني، |
11: | فما مِنْ أحدٍ يَقدِرُ أنْ يَضعَ أساسًا غيرَ الأساسِ الّذي وضَعَهُ اللهُ، أي يَسوعَ المَسيح. |
12: | فكُلُّ مَنْ بَنى على هذا الأساسِ بِناءً مِنْ ذَهَبٍ أو فِضَّةٍ أو حجارَةٍ كَريمَةٍ أو خَشَبٍ أو قَشٍّ أو تِبنٍ، |
13: | فسَيَظهرُ عَملُهُ، ويومُ المَسيحِ يُعلِنُهُ لأنَّ النّار َ في ذلِكَ اليومِ تكشِفُهُ وتَمتَحِنُ قيمةَ عمَلِ كُلِّ واحدٍ. |
14: | فمَنْ بَقِيَ عَمَلُهُ الّذي بَناهُ نالَ أجرَهُ، |
15: | ومَنِ احتَرَقَ عمَلُهُ خَسِرَ أجرَهُ. وأمَّا هوَ فيَخلُصُ، ولكِنْ كمَنْ يَنجو مِنْ خلالِ النّار ِ.
|
16: | أمَا تَعرِفونَ أنَّكُم هَيكَلُ اللهِ، وأنَّ رُوحَ اللهِ يَسكُنُ فيكُم؟ |
17: | فمَنْ هدَمَ هَيكَلَ اللهِ هَدمَهُ اللهُ، لأنَّ هَيكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ، وأنتُم أنفسُكُم هذا الهَيكَلُ.
|
18: | فلا يَخدَعْ أحدٌ مِنكُم نَفسَهُ. مَنْ كانَ مِنكُم يَعتَقِدُ أنَّهُ رَجُلٌ حكيمٌ بِمقاييسِ هذِهِ الدُّنيا، فلْيكُنْ أحمَقَ لِيَصيرَ في الحقيقَةِ حكيمًا، |
19: | لأنَّ ما يَعتَبِرُهُ هذا العالَمُ حِكمَةً هوَ في نَظَرِ اللهِ حَماقَةٌ. فالكِتابُ يَقولُ: ((يُمسِكُ اللهُ الحُكماءَ بِدَهائِهِم)). |
20: | ويَقولُ أيضًا: ((يَعرِفُ الرَّبُّ أفكارَ الحُكماءِ، ويَعلَمُ أنَّها باطِلَةٌ)). |
21: | فَلا يَفتَخِرُ أحدٌ بالنّاس ِ، لأنَّ كُلَّ شيءٍ لكُم، |
22: | أبولُسَ كانَ أم أبلُّوسَ أم بُطرُسَ أمِ العالَمَ أمِ الحياةَ أمِ الموتَ أمِ الحاضِرَ أمِ المُستقبلَ: كُلُّ شيءٍ لكُم، |
23: | وأمَّا أنتُم فلِلمَسيحِ، والمَسيحُ للهِ.
|
|
الفصل : 4 |
رسل المسيح
1: | فليَعتَبِرْنا النّاس ُ خُدّامًا لِلمسيحِ ووُكلاءَ أسرارِ اللهِ. |
2: | وكُلُّ ما يُطلَبُ مِنَ الوُكلاءِ أنْ يكونَ كُلُّ واحدٍ مِنهُم أمينًا. |
3: | وأنا لا يَهُمُّني كثيرًا أنْ تَدينوني أنتُم أو أيُّ مَحكَمَةٍِ بَشرِيَّةٍ، بَلْ لا أدينُ نَفسي، |
4: | فضَميري لا يُؤنِّبُني بِشيءٍ، إلاََّ أنَّ هذا لا يُبَرِّرُني، وإنَّما ديَّاني الرَّبُّ. |
5: | فلا تَحكُموا على أحدٍ قَبلَ الأوانِ، حتّى يَجيءَ الرَّبُّ الّذي يُنيرُ ما خَفِيَ في الظَّلامِ ويكْشِف نِيّاتِ القُلوبِ، فيَنالَ كُلُّ واحدٍ مِنَ اللهِ ما يَستَحِقُّهُ مِنَ المَديحِ.
|
6: | وأنا لأجلِكُم، أيُّها الإخوَةُ، جَعَلْتُ مِنْ نَفْسي ومِنْ أبلُّوسَ مثالاً لِتتَعَلَّموا بِنا ((أنْ تُحافِظوا على الأُصولِ)) ، كما هوَ مكتوبٌ. فلا يكُنْ فيكُم مَنْ يَعتَزُّ بِواحدٍ مِنْ دونِ الآخَرِ. |
7: | فمَنْ مَيَّزَكَ أنتَ على غَيرِكَ؟ وأيُّ شَيءٍ لكَ ما نِلتَهُ مِنَ اللهِ؟ فإنْ كُنْتَ نِلتَهُ، فلِماذا تَفتَخِرُ كأنَّكَ ما نِلتَهُ؟
|
8: | والآنَ شَبِعتُم واغتَنَيْتُم! صِرتُم مُلوكًا مِنْ دُونِنا! ويا لَيتكُم كُنتُم بالفِعلِ مُلوكًا حتّى نُشارِكَكُم في المُلْكِ! |
9: | فأنا أرى أنَّ الله جَعَلَنا نَحنُ الرُّسُلَ أدنى النّاس ِ مَنزِلَةً كالمَحكومِ علَيهِم بالمَوتِ عَلانيَةً، لأنَّنا صِرنا مَشهَدًا لِلعالَمِ، لِلمَلائِكَةِ والنّاس ِ. |
10: | نَحنُ حَمقى مِنْ أجلِ المَسيحِ وأنتُم عُقَلاءُ في المَسيحِ. نَحنُ ضُعَفاءُ وأنتُم أقوِياءُ. أنتُم مُكرَّمونَ ونَحنُ مُحتَقَرونَ. |
11: | ولا نَزالُ إلى هذِهِ السَّاعَةِ نُعاني الجُوعَ والعَطَشَ والعُرْيَ والضَّرْبَ والتَّشَرُّدَ، |
12: | ونَتعَبُ في العَمَلِ بأيدينا. نَرُدُّ الشَّتيمةَ بالبَركَةِ، والاضطِهادَ بالصَّبْرِ، |
13: | والافتِراءَ بالنُّصحِ. صِرْنا أشبَهَ ما يكونُ بِقَذارَةِ العالَمِ ونِفايَةِ كُلِّ شيءٍ.
|
14: | لا أكتُبُ هذا لأجعلَكُم تَخجَلونَ، بَلْ لأنصَحَكُم نَصيحَتي لأبنائي الأحبّاءِ. |
15: | فلَوْ كانَ لكُم في المَسيحِ عَشرَةُ آلافِ مُرشِدٍ، فما لكُم آباءٌ كَثيرونَ، لأنِّي أنا الّذي ولَدَكُم في المَسيحِ يَسوعَ بالبِشارَةِ الّتي حَمَلتُها إلَيكُم. |
16: | فأُناشِدُكُم أنْ تَقتَدُوا بي. |
17: | ولذلِكَ أرسَلْتُ إلَيكُم تيموثاوُسَ، ابني الحبيبَ الأمينَ في الرَّبِّ، وهوَ يُذكِّرُكُم بِسيرَتي في المَسيحِ يَسوعَ، كما أُعَلِّمُها في كُلِّ مكانٍ في جميعِ الكنائسِ.
|
18: | ظَنَّ بَعضُكُم أنِّي لَنْ أََجَيءَ الآنَ إلَيكُم فانتَفَخوا مِنَ الكِبرياءِ، |
19: | ولكِنِّي سأجيءُ قَريبًا إنْ شاءَ الرَّبُّ، فأعرِف لا ما يَقولُهُ هَؤُلاءِ المُتكَبِّرونَ، بَلْ ما يَفعلونَهُ. |
20: | فَمَلكوتُ اللهِ لا يكونُ بالكلامِ، بَلْ بالفِعلِ. |
21: | أيُّما تُفضِّلونَ؟ أنْ أجيءَ إلَيكُم بالعَصا أمْ بالمَحبَةِ ورُوحِ الوَداعَةِ؟
|
|
الفصل : 5 |
حادث زنى
1: | شاعَ في كُلِّ مكانٍ خَبَرُ ما يَحدُثُ عِندكُم مِنْ زِنًى، وهوَ زِنًى لا مَثيلَ لَه حتّى عندَ الوَثنيّينَ: رجُلٌ مِنكُم يُعاشِرُ زَوجَةَ أبيهِ. |
2: | ومعَ ذلِكَ فأنتُم مُنتَفِخونَ مِنَ الكِبرياءِ! وكانَ الأولَى بِكُم أنْ تَنوحوا حتّى تُزيلوا مِنْ بَينِكُم مَنِ ارتكَبَ هذا الفِعلَ. |
3: | أمَّا أنا، فغائِبٌ عَنكُم بالجَسَدِ ولكِنِّي حاضِرٌ بالرُّوحِ، فحَكَمْتُ كأنِّي حاضِرٌ على الّذي فعَلَ هذا الفِعلَ. |
4: | فعِندَما تَجتَمِعونَ، وأنا مَعكُم بالرُّوحِ، باسمِ رَبِّنا يَسوعَ وقُدرَتِهِ، |
5: | سَلِّموا هذا الرَّجُلَ إلى الشَّيطانِ، حتّى يَهلِكَ جَسَدُهُ، فتَخلُصَ رُوحُهُ في يومِ الرَّبِّ.
|
6: | لا يَحسُنْ بِكُم أنْ تَفتَخِروا! أمَا تَعرِفونَ أنَّ قَليلاً مِنَ الخَميرِ يُخَمِّرُ العَجينَ كُلَّهُ؟ |
7: | فتَطهَّروا مِنَ الخَميرَةِ القَديمَةِ لِتَصيروا عَجينًا جديدًا لأنَّكُم فَطيرٌ لا خَميرَ فيهِ، فحَمَلُ فِصْحِنا ذُبِحَ، وهوَ المَسيحُ. |
8: | فلنُعَيِّدْ إذًا، لا بالخَميرَةِ القَديمَةِ ولا بِخَميرَةِ الشَّرِّ والفَسادِ، بَلْ بِفَطيرِ النَّقاوَةِ والحَقِّ.
|
9: | كتَبْتُ إلَيكُم في رِسالَتي أنْ لا تُخالِطوا الزُّناةَ. |
10: | ولا أعني زُناةَ هذا العالَمِ على الإطلاقِ أوِ الفُجّارَ أوِ السَّرّاقينَ أو عُبّادَ الأوثانِ، وإلاََّ اضطُرِرتُم إلى الخُروجِ مِنَ العالَمِ! |
11: | لكنِ الآنَ أكتبُ إلَيكُم أنْ لا تُخالِطوا مَنْ يُدعى أخًا وهوَ زانٍ أو فاجِرٌ أو عابِدُ أوثانٍ أو شتَّامٌ أو سِكّيرٌ أو سَرّاقٌ. فمِثلُ هذا الرَّجُلِ لا تَجلِسوا معَهُ لِلطَّعامِ.
|
12: | هَلْ لي أن أدينَ الّذينَ خارجَ الكَنيسَةِ؟ أمَا علَيكُم أنتُم أنْ تَدينوا الّذينَ في داخِلِها؟ |
13: | لأنَّ الّذينَ في خارِجِها يَدينُهُمُ اللهُ. فالكِتابُ يَقولُ: ((أزيلوا الفاسِدَ مِنْ بَينِكُم)).
|
|
الفصل : 6 |
دعاوى الإخوة لدى القضاة الوثنيين
1: | إذا كانَ لأحَدِكُم دَعوى على أحَدِ الإخوَةِ، فكيفَ يَجرُؤُ أنْ يُقاضيَهُ إلى الظَّالِمينَ، لا إلى الإخوَةِ القِدِّيسينَ؟ |
2: | أمَا تَعرِفونَ أنَّ الإخوَةَ القِدِّيسينَ هُمُ الّذينَ سَيَدينونَ العالَمَ؟ وإذا كُنتُم أنتُم ستَدينونَ العالَمَ، ألاَّ تكونونَ أهلاً لأنْ تَحكُموا في القَضايا البَسيطَةِ؟ |
3: | أمَا تَعرِفونَ أنَّنا سَنَدينُ المَلائِكَةَ؟ فكَمْ بالأولى أنْ نَحكُمَ في قَضايا هذِهِ الدُّنيا. |
4: | وإذا وقَعَ خِلافٌ بَينَكُم على مِثلِ هذِهِ القَضايا، أتَعرِضونَهُ على مَنْ تَحتَقِرُهُمُ الكَنيسَةُ لِلحُكمِ فيهِ؟ |
5: | أقولُ هذا لِتَخجَلوا. أمَا فيكُم حَكيمٌ واحدٌ يَقدِرُ أنْ يَقضيَ بَينَ إخوَتِهِ، |
6: | فلا يُقاضي الأخُ أخاهُ إلى غَيرِ المُؤمِنينَ؟
|
7: | أنتُم تُقاضونَ بَعضُكُم بَعضًا، وهذا عيبٌ! أمَا هوَ خَيرٌ لكُم أنْ تَحتَمِلوا الظُّلمَ؟ أمَا هوَ خَيرٌ لكُم أنْ تَتَقبَّلوا السَّلْبَ؟ |
8: | وذلِكَ بدَلَ أنْ تَظلِموا أنتُم وتَسلُبوا حتّى الّذينَ هُم إخوتُكُم! |
9: | أمَا تَعرِفونَ أنَّ الظَّالِمينَ لا يَرِثونَ مَلكوتَ اللهِ؟ لا تَخدَعوا أنفُسَكُم، فلا الزُّناةُ ولا عُبّادُ الأوثانِ ولا الفاسِقونَ ولا المُبتَلونَ بالشُّذوذِ الجِنسيِّ |
10: | ولا السّارِقونَ ولا الفُجّارُ ولا السِّكّيرونَ ولا الشَّتّامونَ ولا السّالِبونَ يَرِثونَ مَلكوتَ اللهِ. |
11: | كانَ بَعضُكُم على هذِهِ الحالِ، ولَكنَّكُم اغتَسَلْتُم، بَلْ تَقَدَّسْتُم، بَلْ تَبَرَّرتُم باسمِ الرَّبِّ يَسوعَ المَسيحِ وبِرُوحِ إلَهِنا.
|
لتكن أجسادكم لمجد الآب |
12: | هُناكَ مَنْ يَقولُ: ((كُلُّ شَيءٍ يحِلُّ لي))، ولكِنْ ما كُلُّ شَيءٍ يَنفَعُ. ((كُلُّ شَيءٍ يَحِلُّ لي))، ولكِنِّي لا أرضى بأنْ يَستَعبِدَني أيُّ شيءٍ. |
13: | الطَّعامُ لِلبَطنِ، والبَطنُ لِلطَّعامِ، واللهُ سيَقضي على الاثنَينِ معًا. أمَّا جسَدُ الإنسانِ فَما هوَ لِلزِّنى، بَلْْ هوَ للرَّبِّ والرَّبُّ لِلجسَدِ. |
14: | واللهُ الّذي أقامَ الرَّبَّ مِنْ بَينِ الأمواتِ سيُقيمُنا نَحنُ أيضًا بقُدرتِه.
|
15: | أمَا تَعرِفونَ أنَّ أجسادَكُم هيَ أعضاءُ المَسيحِ؟ فهَلْ آخُذُ أعضاءَ المَسيحِ وأجعَلُ مِنها أعضاءَ امرأةٍ زانِيَةٍ؟ لا، أبدًا! |
16: | أمْ إنَّكُم لا تَعرِفونَ أنَّ مَنِ اتَّحدَ بامرأةٍ زانيةٍ صارَ وإيَّاها جسَدًا واحِدًا؟ فالكِتابُ يَقولُ: ((يَصيرُ الاثنانِ جسَدًا واحِدًا)). |
17: | ولكِنْ مَنِ اتَّحَدَ بالرَّبِّ صارَ وإيَّاهُ رُوحًا واحِدًا.
|
18: | أُهرُبوا مِنَ الزِّنى، فكُلُّ خَطيئَةٍ غَيرُ هذِهِ يَرتكِبُها الإنسانُ هيَ خارِجَةٌ عَنْ جَسَدِهِ. ولكِن الزّاني يُذنِبُ إلى جَسَدِهِ. |
19: | ألا تَعرِفونَ أنَّ أجسادَكُم هِيَ هَيكَلُ الرُّوحِ القُدُسِ الّذي فيكُم هِبَةً مِنَ الله؟ فَما أنتُم لأنفُسِكُم، بَلْ للهِ. |
20: | هوَ اشتَراكُم ودَفَعَ الثَّمنَ. فمَجِّدوا الله إذًا في أجسادِكُم.
|
|
الفصل : 7 |
الزواج والبتولية
1: | وأمَّا مِنْ جِهَةِ ما كَتَبتُم بِه إليَّ، فخَيرٌ لِلرَّجُلِ أنْ لا يَمَسَّ امرَأةً. |
2: | ولكِنْ، خَوفًا مِنَ الزِّنى، فلْيكُنْ لِكُلِّ رَجُلٍ امرأتُهُ ولِكُلِّ امرأةٍ زَوجُها، |
3: | وعلى الزَّوجِ أنْ يوفيَ امرأتَهُ حَقَّها، كما على المرأةِ أنْ توفيَ زَوجَها حَقَّهُ. |
4: | لا سُلطَةَ لِلمرأةِ على جَسِدَها، فهوَ لِزَوجِها. وكذلِكَ الزَّوجُ لا سُلطَةَ لَه على جَسَدِهِ، فهوَ لامرأتِهِ. |
5: | لا يَمتَنِعْ أحدُكُما عَنِ الآخَرِ إلاََّ على اتِّفاقٍ بَينَكمُا وإلى حينٍ، حتّى تتَفَرَّغا لِلصَّلاةِ. ثُمَّ عودا إلى الحياةِ الزَّوجِيَّةِ العادِيَّةِ لِئَلاَّ َ يُعوزَكُم ضَبطُ النَّفسِ، فتَقَعوا في تَجرِبَةِ إبليسَ.
|
6: | أقولُ لكُم هذا لا على سَبيلِ الأمْرِ، بَلْ على سَبيلِ السَّماحِ، |
7: | فأنا أتَمنّـى لَو كانَ جميعُ النّاس ِ مِثْلي. ولكِنْ لِكُلِّ إنسانٍ هِبَةٌ خَصَّهُ الله بِها، فبَعضُهُم هذِهِ وبَعضُهُم تِلكَ.
|
8: | وأقولُ لِغَيرِ المُتَزوِّجينَ والأرامِلِ إنَّهُ خَيرٌ لهُم أنْ يَبْقَوا مِثْلي. |
9: | أمَّا إذا كانوا غَيرَ قادِرينَ على ضَبطِ النَّفسِ، فَليَتزوَّجوا. فالزَّواجُ أفضَلُ مِنَ التَّحَرُّقِ بالشَّهوَةِ.
|
10: | وأمَّا المُتَزوِّجونَ فوَصيَّتي لهُم، وهيَ مِنَ الرَّبِّ لا مِنِّي، أنْ لا تُفارِقَ المرأةُ زَوجَها، |
11: | وإنْ فارَقَتْهُ، فلْتَبقَ بِغَيرِ زَوجٍ أو فَلتُصالِحْ زَوجَها، وعلى الزَّوجِ أنْ لا يُطَلِّقَ امرأتَهُ.
|
12: | وأمَّا الآخَرونَ، فأقولُ لهُم أنا لا الرَّبُّ: إذا كانَ لأخٍ مُؤمنٍ امرَأةٌ غَيرُ مُؤمِنَة رَضِيَتْ أنْ تَعيشَ معَهُ، فَلا يُطَلِّقْها. |
13: | وإذا كانَ لامرأةٍ مُؤمِنَةٍ زَوجٌ غَيرُ مُؤمِنٍ يَرضى أنْ يَعيشَ مَعَها، فَلا تُطَلِّقْهُ. |
14: | فالزَّوجُ غَيرُ المُؤمِنِ يتَقَدَّسُ بامرأتِهِ المُؤمِنَةِ، والمرأةُ غَيرُ المُؤمِنَةِ تتَقَدَّسُ بِزَوجِها المُؤمِنِ، وإلاََّ كانَ أولادُكُم أنجاسًا، معَ أنَّهُم مُقَدَّسونَ. |
15: | وإنْ أرادَ غَيرُ المُؤمِنِ أو غَيرُ المُؤمِنَةِ أنْ يُفارِقَ فلْيُفارِقْ، ففي مِثلِ هذِهِ الحالِ لا يكونُ المُؤمِنُ أوِ المُؤمِنَةُ خاضِعَينِ لِرِباطِ الزَّواجِ، لأنَّ اللهَ دَعاكُم أنْ تَعيشوا بِسَلامٍ. |
16: | فكَيفَ تَعلَمينَ أيَّتُها المرأةُ المُؤمِنَةُ أنَّكِ سَتُخَلِّصينَ زَوجَكِ؟ وكيفَ تَعلَمُ أيُّها الرَّجُلُ المُؤمِنُ أنَّكَ سَتُخلِّصُ زَوجَتَكَ؟
|
بقاء المؤمن على حاله |
17: | فلْيَسلُكْ كُلُّ واحِدٍ في حَياتِهِ حسَبَ ما قسَمَ لَه الرَّبُّ وكما كانَت علَيهِ حالُهُ عِندَما دَعاهُ اللهُ، وهذا ما أفرِضُهُ في الكنائِسِ كُلِّها. |
18: | فمَنْ دَعاهُ اللهُ وهوَ مَختونٌ، فَلا يُحاوِل أنْ يَستُرَ خِتانَهُ، ومَنْ دَعاهُ الرَّبُّ وهوَ غير مَختونٍ، فَلا يَختَتِنْ. |
19: | لا الخِتانُ لَه مَعنى ولا عَدَمُ الخِتانِ، بَلْ ِ الخَيرُ كُلُّ الخَيرِ في العمَلِ بوَصايا اللهِ. |
20: | فَعَلى كُلِّ واحِدٍ أنْ يَبْقى مِثلَما كانَت علَيهِ حالُهُ عِندَما دَعاهُ اللهُ. |
21: | فإنْ كُنتَ عَبدًا عِندَما دَعاكَ اللهُ فلا تَهتَمَّ. ولكِنْ إنْ كانَ بإمكانِكَ أنْ تَصيرَ حُرًّا، فالأَولى بِكَ أنْ تَغتَنِمَ الفُرصَةَ. |
22: | فمَنْ دَعاهُ الرَّبُّ وهوَ عَبدٌ كانَ لِلرَّبِّ حُرًّا، وكذلِكَ مَنْ دَعاهُ المَسيحُ وهوَ حُرٌّ كانَ لِلمَسيحِ عَبدًا. |
23: | والله اشتَراكُم ودَفَعَ الثَّمَنَ، فلا تَصيروا عَبيدًا لِلناسِ. |
24: | فليَبقَ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم، أيُّها الإخوةُ، أمَامَ اللهِ مِثلَما كانَت علَيهِ حالُهُ عِندَما دَعاهُ.
|
غير المتزوجين والأرامل |
25: | وأمَّا غَيرُ المُتزوِّجينَ فَلا وَصِيَّةَ لهُم عِندي مِنَ الرَّبِّ، ولكِنِّي أُعطي رَأْيي كرَجُلٍ جَعَلَتْه رَحمَةُ الرَّبِّ مَوضِعَ ثِقَةٍ، |
26: | فأقولُ إنَّهُ مِنَ الخَيرِ، نظَرًا إلى ما في الوَقتِ الحاضِرِ مِنْ ضيقٍ، أنْ يَبقى الإنسانُ على حالِهِ. |
27: | هَلْ أنتَ مُقتَرِنٌ بامرأةٍ؟ إذًا، لا تَطْلُبِ الانفِصالَ عَنها. هَل أنتَ غيرُ مُقتَرِنٍ بامرأةٍ؟ إذًا، لا تَطلُبِ الزَّواجَ بامرأةٍ، |
28: | وإذا تَزَوَّجْتَ فأنتَ لا تُخطِئُ، ولكِنَّ الّذينَ يَتَزوَّجونَ يَجدِونَ مَشقَّةً في هُمومِ الحياةِ، وأنا أُريدُ أن أُبعِدَها عَنكُم.
|
29: | أقولُ لكُم، أيُّها الإخوةُ، إنَّ الزَّمانَ يَقصُرُ. فلْيكُنِ الّذينَ لهُم نِساءٌ كأنَّ لا نِساءَ لهُم، |
30: | والّذينَ يَبكونَ كأنَّهُم لا يَبكونَ، والّذينَ يَفرَحونَ كأنَّهُم لا يَفرَحونَ، والّذينَ يَشتَرونَ كأنَّهُم لا يَملِكونَ، |
31: | والّذينَ يَتعاطَوْنَ أُمورَ هذا العالَمِ كأنَّهُم لا يَتعاطَوْنَ، لأنَّ صورَةَ هذا العالَمِ في زَوالٍ.
|
32: | أُريدُ أن تكونوا مِنْ دُونِ هَمٍّ. فغَيرُ المُتَزوِّجِ يَهتمُّ بأمورِ الرَّبِّ وكيفَ يُرضي الرَّبَّ، |
33: | والمُتَزَوِّجُ يَهتَمُّ بأمورِ العالَمِ وكيفَ يُرضي امرأتَهُ، |
34: | فهوَ مُنقَسِمٌ. وكذلِكَ العَذراءُ والمرأةُ الّتي لا زَوجَ لها تَهتَمّانِ بأُمورِ الرَّبِّ وكيفَ تَنالانِ القَداسَةَ جسَدًا ورُوحًا، وأمَّا المُتَزوِّجةُ فتَهتَمُّ بأُمورِ العالَمِ وكيفَ تُرضي زَوجَها. |
35: | أقولُ هذا لِخَيرِكُم، لا لأُلقيَ علَيكُم قَيدًا، بَلْ لِتَعمَلوا ما هوَ لائِقٌ وتَخدُموا الرَّبَّ مِنْ دونِ ارتِباكٍ.
|
36: | إنْ رأى أحدٌ أنَّهُ يُسيءُ إلى فَتاتِهِ إذا مضى الوقتُ وكانَ لا بُدَّ مِنَ الزَّواجِ فليتزوَّجا إذا أرادَ فهو لا يُخطئُ. |
37: | ولكِنْ مَنِ اقتَنَعَ في قَلبِهِ كُلَّ الاقتِناعِ، وكانَ غَيرَ مُضطَرٍّ، حُرًّا في اختيارِهِ، وعَزَمَ في قَلبِهِ أنْ يَصونَ فَتاتَهُ فحَسَنًا يَفعَلُ. |
38: | إذًا، مَنْ تَزَوَّجَ فَتاتَهُ فعَلَ حَسَنًا، ومَنِ امتَنَعَ عَنْ ذلِكَ فعَلَ الأحسَنَ.
|
39: | تَرتَبِطُ المرأةُ بِشَريعةِ الزَّواجِ ما دامَ زَوجُها حيّاً، فإنْ ماتَ عادَتْ حُرَّةً تتزَوَّجُ مَنْ تَشاءُ، ولكِنْ زَواجًا في الرَّبِّ. |
40: | إلاََّ أنَّها في رَأْيي تكونُ أكثَرَ سَعادَةً إذا بَقِـيَتْ على حالِها، وأَظُنُّ أنَّ رُوحَ اللهِ فِـيَّ أنا أيضًا.
|
|
الفصل : 8 |
ذبائح الأوثان
1: | أمَّا مِنْ جِهَةِ ذَبائِحِ الأوثانِ، فنَحنُ نَعلَمُ أنَّ المَعرِفَةَ لَدينا جميعًا إلاَّ أنَّ المَعرِفَةَ تَزهو بِصاحِبِها، والمَحبَّةُ هِيَ الّتي تَبني. |
2: | فمَنْ ظَنَ أنَّهُ يَعرِفُ شَيئًا، فهوَ لا يَعرِفُ بَعدُ كيفَ يَجِبُ علَيهِ أنْ يَعرِفَ. |
3: | لكِنِ الّذي يُحبُّ اللهَ يَعرِفُهُ اللهُ.
|
4: | وأمَّا الأكْلُ مِنْ ذَبائِحِ الأوثانِ، فنَحنُ نَعرِفُ أنَّ الوَثَنَ لا كيانَ لَه، وأنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ الأحدُ. |
5: | وإذا كانَ في السَّماءِ أو في الأرضِ ما يَزعمُ النّاس ُ أنَّهُم آلِهةٌ، بَلْ هُناكَ كثيرٌ مِنْ هذِهِ الآلِهَةِ والأربابِ، |
6: | فلَنا نَحنُ إلهٌ واحِدٌ وهوَ الآبُ الّذي مِنهُ كُلُّ شيءٍ وإلَيهِ نَرجِعُ، ورَبٌّ واحدٌ وهوَ يَسوعُ المَسيحُ الّذي بِه كُلُّ شيءٍ وبِه نَحيا.
|
7: | ولكِنْ ما كُلُّ واحِدٍ يَعرِفُ هذِهِ الحَقيقةَ، فبَعضُهُم تَعَوَّدوا على الأوثانِ إلى هذا اليومِ، حتّى إنَّهُم يأْكُلونَ الذَّبائِحَ كأنَّها بالفِعلِ ذَبائِحُ للأوثانِ، فيَشعُرونَ في ضمائِرِهِمِ الضَّعيفَةِ أنَّهُم تَدَنَّسوا، |
8: | إلاَّ أنَّ الطَّعامَ لا يُقرِّبُنا إلى اللهِ، فإنْ ما أكَلْنا لا نَخسَرُ شيئًا، وإنْ أكَلْنا لا نَكسِبُ شَيئًا.
|
9: | ولكِنْ علَيكُم أنْ تَنتَبِهوا لِئلاَّ َ تكونَ حُرِّيَّتُكُم هذِهِ حجَرَ عَثرَةٍ لِلضُّعَفاءِ. |
10: | فإذا رَآكَ أحدٌ، أنتَ يا صاحبَ المَعرِفَةِ، تأكُلُ في هَيكَلِ الأوثانِ، ألا يتَشَجَّعُ إذا كانَ ضَعيفَ الضَّميرِ فيَأْكُل مِنْ ذبائِـحِ الأوثانِ؟ |
11: | فتَكونُ مَعرِفَتُكَ أنتَ سبَبًا لِهَلاكِ هذا الضَّعيفِ، وهوَ أخٌ لكَ ماتَ مِنْ أجلِهِ المَسيحُ. |
12: | وهكذا تُخطِئونَ إلى المَسيحِ حينَ تُخطِئونَ إلى إخوَتِكُم وتَجرَحونَ ضَمائِرَهُمُ الضَّعيفَةَ. |
13: | فإذا كانَ بَعضُ الطَّعامِ سبَبًا لِسُقوطِ أخي، فلَنْ آكُلَّ اللَّحمَ أبَدًا لِئلاَّ أكونَ سبَبًا لِسُقوطِ أخي.
|
|
الفصل : 9 |
ما للرسول وما عليه
1: | أمَا أنا حُرُّ؟ أمَا أنا رَسولٌ؟ أمَا رأيتُ يَسوعَ رَبَّنا؟ أمَا أنتُم ثَمَرَةُ عَمَلي في الرَّبِّ؟ |
2: | وإنْ ما كُنتُ رَسولاً عِندَ غَيرِكُم، فأنا رَسولٌ عِندَكُم لأنَّكُم أنتُم خَتْمُ رِسالّتي في الرَّبِّ؟
|
3: | وهذا هوَ رَدِّي على الّذينَ يُخاصِموني: |
4: | أمَا لنا حَقٌّ أنْ نَأْكُلَّ ونَشْرَبَ؟ |
5: | أمَا لنا حَقٌّ مِثلَ سائِرِ الرُّسُلِ وإخوَةِ الرَّبِّ وبُطرُسَ أنْ نَستَصحِبَ زَوجَةً مُؤمِنَةً؟ |
6: | أمْ أنا وبَرنابا وحدَنا لا يَحِقُّ لنا إلاَّ أنْ نَعمَلَ لِتَحصيلِ رِزقِنا؟ |
7: | مَنْ هوَ الّذي يُحارِبُ والنَّفَقَةُ علَيهِ؟ مَنْ هوَ الّذي يَغرِسُ كَرْمًا ولا يأكُلُ مِنْ ثَمَرِهِ؟ مَنْ هوَ الّذي يَرعى قَطيعًا ولا يأكُلُ مِنْ لَبَنِهِ؟
|
8: | أيكونُ كلامي هذا كلامًا بَشَرِيّاً؟ ألا تَقولُهُ الشَّريعةُ أيضًا؟ |
9: | فجاءَ في شريعةِ موسى: ((لا تَكمَّ الثَّورَ على البيدر وهوَ يَدوسُ الحصادَ)). فهَلْ بِالثِّيرانِ يَهتَمُّ اللهُ؟ |
10: | أمَا قالَ ذلِكَ بالفِعلِ مِنْ أجلِنا؟ نعم، مِنْ أجلِنا كُتِبَ ذلِكَ ومَعناهُ: على الّذي يَفلَحُ الأرضَ والّذي يَدرُسُ الحُبوبَ أنْ يَقوما بِعَمَلِهِما هذا على رجاءِ أنْ يَنالَ كُلٌّ مِنهُما نَصيبَهُ مِنهُ. |
11: | فإذا كُنَّا زَرَعْنا فيكُمُ الخَيراتِ الرُّوحِيَّةَ، فهَلْ يكونُ كثيرًا علَينا أنْ نَحصُدَ مِنْ خَيراتِكُمُ المادِّيَّةِ؟ |
12: | وإذا كانَ لِغَيرِنا حقًّ أنْ يأخُذَ نَصيبَهُ مِنها أفَما نَحنُ أولى بِه؟ ولكنَّنا ما استَعْمَلْنا هذا الحَقَّ، بَلْ ِ احتَمَلْنا كُلَّ شيءٍ لِئَلاَّ َ نَضَعَ عقَبَةً في طريقِ البِشارَةِ بالمَسيحِ. |
13: | ألاَ تَعرِفونَ أنَّ مَنْ يَخدُمُ الهَيكَلَ يَقتاتُ مِنْ تَقدِماتِ الهَيكَلِ، وأنَّ مَنْ يَخدُمُ المَذبَحَ يَأْخُذُ نَصيبَهُ مِنَ الذَّبائِـحِ؟ |
14: | وهكذا أمَرَ الرَّبُّ لِلَّذينَ يُعلِنونَ البِشارَةَ أنْ يَنالوا رِزقَهُم مِنَ البِشارَةِ.
|
15: | أمَّا أنا، فما استَعْمَلْتُ أيَّ حَقٍّ مِنْ هذِهِ الحُقوقِ، ولا أنا أكتُبُ هذا الآنَ لأُطالِبَ بِشيءٍ مِنها. فأنا أُفَضِّلُ أنْ أموتَ على أنْ يَحرِمَني أحدٌ مِنْ هذا الفَخرِ. |
16: | فإذا بَشَّرتُ، فلا فَخرَ لي، لأنَّ التَّبشيرَ ضَرورَةٌ فُرِضَتْ علَيَّ، والوَيلُ لي إنْ كُنتُ لا أُبشِّرُ. |
17: | وإذا كُنتُ أُبشِّرُ بإرادتي، كانَ لي حَقٌّ في الأُجرَةِ. وأمَّا إذا كُنتُ لا أُبَشِّرُ بإرادَتي، فأنا أقومُ بوَصِيَّةٍ عُهِدَتْ إليَّ، |
18: | فما هِيَ أُجرَتي؟ أُجرَتي هِيَ أنْ أُبشِّرَ مَجّانًا وأتَنازَلَ عَنْ حَقّي مِنْ خِدمَةِ البِشارَةِ.
|
19: | أنا رَجُلٌ حُرٌّ عِندَ النّاس ِ، ولكِنِّي جَعَلْتُ مِنْ نَفسي عَبدًا لِجميعِ النّاس ِ حتّى أربَحَ أكثرَهُم. |
20: | فَصِرتُ لليَهودِ يَهودِيّاً لأربَحَ اليَهودَ، وصِرتُ لأهلِ الشَّريعةِ مِنْ أهلِ الشَّريعةِ وإنْ كُنتُ لا أخضَعُ للشَّريعةِ لأربَحَ أهلَ الشَّريعةِ، |
21: | وصِرتُ للَّذينَ بِلا شريعةٍ كالّذي بِلا شريعةٍ لأربَحَ الّذينَ هُمْ بِلا شريعةٍ، معَ أنَّ لي شَريعةً مِنَ اللهِ بِخُضوعي لِشريعةِ المَسيحِ، |
22: | وصِرْتُ لِلضُّعفاءِ ضَعيفًا لأربَحَ الضُّعَفاءَ، وصِرتُ لِلنّاسِ كُلِّهم كُلَّ شيءٍ لأُخلِّصَ بَعضَهُم بِكُلِّ وسيلَةٍ. |
23: | أعمَلُ هَذا كُلَّهُ في سَبيلِ البِشارَةِ لأُشارِكَ في خَيراتِها. |
24: | أمَا تَعرِفونَ أنَّ المُتَسابِقينَ في الجَريِ يَشتَرِكونَ كُلُّهُم في السِّباقِ، ولا يَفوزُ بِه إلاَّ واحدٌ مِنهُم. فاجرُوا أنتُم مِثلَهُ حتّى تَفوزوا. |
25: | وكُلُّ مُسابِقٍ يُمارِسُ ضَبطَ النَّفسِ في كُلِّ شيءٍ مِنْ أجلِ إكليلٍ يَفنى، وأمَّا نَحنُ، فمِنْ أجْلِ إكليلٍ لا يَفنى. |
26: | فأنا لا أَجري كمَنْ لا يَعرِفُ الهَدَفَ، ولا أُلاكِمُ كمَنْ يَضرِبُ الهواءَ، |
27: | بَلْ أقسو على جَسَدي وأستَعبِدُهُ لِئَلاَّ أكونَ، بَعدَما بَشَّرتُ غَيري، مِنَ الخاسِرينَ.
|
|
الفصل : 10 |
عبادة الأوثان
1: | فلا أُريدُ أنْ تَجهَلوا، أيُّها الإخوةُ، أنَّ آباءَنا كانوا كُلُّهم تَحتَ السَّحابَةِ، وكُلُّهُم عَبَروا البحرَ، |
2: | وكُلُّهُم تَعَمَّدوا لِموسى في السَّحابةِ وفي البحرِ، |
3: | وكُلُّهُم أكَلوا طعامًا روحِيّاً واحدًا، |
4: | وكُلُّهُم كانوا يَشرَبونَ شَرابًا روحيًّا واحدًا مِنْ صَخرَةٍ روحيَّةٍ تُرافِقُهُم، وهذِهِ الصَّخرَةُ هِيَ المَسيحُ. |
5: | ومع ذلِكَ، فما رَضِيَ الله عَنْ أكثَرِهِم، فسَقَطوا أمواتًا في الصَّحراءِ.
|
6: | حَدَثَ هذا كُلُّهُ لِيكونَ لنا مَثَلاً، فلا نَشتَهي الشَّرَّ مِثلَما اشتَهَوهُ هُم، |
7: | ولا تَعبُدوا الأوثانَ مِثلَما عَبَدَها بَعضُهُم، فالكِتابُ يَقولُ: ((جَلَسَ الشَّعبُ يَأْكُلُ ويَشرَبُ، ثُمَّ قاموا يَلهُونَ)). |
8: | ولا نَستَسلِمُ إلى الزِّنى مِثلَما استَسلَمَ بَعضُهُم، فَماتَ مِنهُم ثلاثَةٌ وعِشرونَ ألفًا في يومٍ واحدٍ، |
9: | ولا نُجَرِّبُ المَسيحَ مِثلَما جَرَّبَهُ بَعضُهُم، فأهلَكَتْهُمُ الحَيّاتُ. |
10: | ولا تتَذَمَّروا أنتُم مِثلَما تَذَمَّرَ بَعضُهُم، فأهْلَكَهُم مَلاكُ الموتِ.
|
11: | وحَدَثَ لهُم هذا كُلُّهُ لِـيكَونَ نَذيرًا، وهوَ مكتوبٌ لِيَكونَ عِبرَةً لَنا نَحنُ الّذينَ انتَهَتْ إلَيهِم أواخِرُ الأزمِنَةِ.
|
12: | فلْيَحْذَرِ السُّقوطَ مَنْ ظَنَّ أنَّهُ قائِمٌ. |
13: | ما أصابَتكُم تَجرِبَةٌ فوقَ طاقةِ الإنسانِ، لأنَّ اللهَ صادِقٌ فلا يُكَلِّفُكُم مِنَ التَّجارِبِ غَيرَ ما تَقدِرونَ علَيهِ، بَلْ يهَبُكُم معَ التَّجرِبَةِ وَسيلَةَ النَّجاةِ مِنها والقُدرَةَ على احتِمالِها.
|
لا مشاركة في الأوثان |
14: | فلذلِكَ اهرُبوا، يا أحِبّائي، مِنْ عِبادَةِ الأوثانِ. |
15: | أُكَلِّمُكُم كما أُكَلِّمُ عُقَلاءَ، فاحكُموا أنتُم في ما أقولُ: |
16: | كأْسُ البَرَكَةِ الّتي نُبارِكُها، أمَا هِيَ مُشارَكَةٌ في دمِ المَسيحِ؟ والخُبزُ الّذي نَكسِرُهُ، أمَا هوَ مُشارَكَةِ في جَسَدِ المَسيحِ؟ |
17: | فنَحنُ على كَثرَتِنا جَسَدٌ واحِدٌ لأنَّ هناكَ خُبزًا واحدًا، ونَحنُ كُلُّنا نَشتَرِكُ في هذا الخُبزِ الواحدِ.
|
18: | أُنظُروا إلى بَني إِسرائيلَ: أمَا الّذينَ يأْكُلونَ الذَّبائحَ هُمْ شُرَكاءُ المَذبَحِ؟ |
19: | فماذا يَعني كلامي هذا؟ أيَعني أنَّ لِلوَثَنِ كيانًا أو لِذَبيحَةِ الوَثَنِ قِيمَةً؟ |
20: | لا، بَلْ يَعني أنَّ ذَبائِحَ الوَثنيّينَ هِـيَ ذبائِحُ لِلشَّياطينِ لا للهِ. وأنا لا أُريدُ أنْ تكونوا شُركاءَ الشَّياطين. |
21: | لا تَقدِرونَ أنْ تَشرَبوا كأسَ الرَّبِّ وكأسَ الشَّياطينِ، ولا أنْ تَشتَرِكوا في مائِدَةِ الرَّبِّ ومائِدَةِ الشَّياطينِ. |
22: | أم هَلْ نُريدُ أنْ نُثيرَ غَيرةَ الرَّبِّ؟ وهَلْ نَحنُ أقوى مِنهُ؟
|
إعملوا كل شيء لمجد الله |
23: | ((كُلُّ شيءٍ حَلالٌ))، ولكنْ ما كُلُّ شيءٍ ينفَعُ. ((كُلُّ شيءٍ حَلالٌ))، ولكنْ ما كُلُّ شيءٍ يَبني. |
24: | يَجبُ أنْ لا يسعى أحَدٌ إلى مَصلَحَتِهِ، بَلْ إلى مَصلَحَةِ غَيرِهِ.
|
25: | كُلوا مِنَ اللَّحمِ كُلَّ ما يُباعُ في السُّوقِ ولا تَسألوا عَنْ شيءٍ بِدافِعِ الضَّميرِ. |
26: | فالكِتابُ يَقولُ: ((الأرضُ وكُلُّ ما علَيها لِلرَّبِّ)). |
27: | إنْ دَعاكُم وثَنِيٌّ وقَبِلتُم دَعوَتَهُ، فكُلوا ما يُقَدِّمُهُ لكُم ولا تَسألوا عَنْ شيءٍ بِدافِعِ الضَّميرِ. |
28: | ولكِنْ إنْ قالَ لكُم أحدٌ: ((هذا الطَّعامُ مِنْ ذَبائِحِ الأوثانِ))، فَلا تأْكلُوا مِنهُ، لأجلِ مَنْ أخبَرَكُم ولأجلِ الضَّميرِ. |
29: | ولا أَعني ضَميرَكُم أنتُم، بَلْ ضَميرَ غَيرِكُم. فلِماذا يُقيِّدُ ضَميرُ غَيري حُرِّيَّتي؟ |
30: | وإذا أكلَتُ طعامًا وشكَرتُ اللهَ علَيهِ، فلِماذا يَلومُني أحدٌ في ما أشكُرُ اللهَ علَيهِ؟
|
31: | فإذا أكَلتُم أو شَرِبتُم، أو مَهما عَمِلتُم، فاعمَلوا كُلَّ شيءٍ لِمَجدِ اللهِ. |
32: | لا تكونوا حجَرَ عَثرَةٍ لِليَهودِ أو غَيرِ اليَهودِ ولا لِكَنيسةِ الله، |
33: | بَلْ كونوا مِثلي، فأنا أُحاوِلُ أنْ أُرضِيَ جميعَ النّاس ِ في كُلِّ ما أعمَلُ، ولا أسعى إلى خيري، بَلْ إلى خَيرِ الكَثْرةِ مِنَ النـاسِ ليَنالوا الخَلاصَ.
|
|
الفصل : 11 |
1: | إقتَدوا بـي مِثلَما أقتَدي أنا بالمَسيحِ.
تغطية الرأس
|
2: | أمدَحُكُم لأنَّكُم تَذكُروني دَومًا وتُحافِظونَ على التَّقاليدِ كما سَلَّمْتُها إلَيكُم. |
3: | لكِنِّي أُريدُ أنْ تَعرِفوا أنَّ المَسيحَ رأْسُ الرَّجُلِ، والرَّجُلَ رأْسُ المرأةِ، والله رأْسُ المَسيحِ. |
4: | فكُلُّ رَجُلٍ يُصَلّي أو يَتَنَبَّأُ وهوَ مُغَطَّى الرّأْسِ يُهينُ رأْسَهُ، أيِ المَسيحَ، |
5: | وكُلُّ امرأةٍ تُصلّي أو تَتَنبَّأُ وهِـيَ مَكشوفَةُ الرّأْسِ تُهينُ رأْسَها، أيِ الرَّجُلَ، كما لَو كانَت مَحلوقَةَ الشَّعرِ. |
6: | وإذا كانَتِ المرأةُ لا تُغَطِّي رأْسَها، فأَولى بِها أنْ تَقُصَّ شَعرَها، ولكن إذا كانَ مِنَ العارِ على المرأةِ أنْ تَقُصَّ شَعرَها أو تَحلِقَهُ، فعلَيها أنْ تُغَطيَّ رأْسَها. |
7: | ولا يَجوزُ لِلرَّجُلِ أنْ يُغَطّيَ رأْسَهُ لأنَّهُ صُورَةُ اللهِ ويَعكِسُ مَجدَهُ، وأمَّا المرأةُ فتَعكِسُ مَجدَ الرَّجُلِ. |
8: | فَما الرَّجُلُ مِنَ المرأةِ، بَلْ ِ المرأةُ مِنَ الرَّجُلِ، |
9: | وما خَلَقَ اللهُ الرَّجُلَ مِنْ أجلِ المرأةِ، بَلْ خَلَقَ المرأةَ مِنْ أجلِ الرَّجُلِ. |
10: | لذلِكَ يَجِبُ على المرأةِ أنْ تُغطِّيَ رأْسَها علامَةَ الخُضوعِ، مِنْ أجلِ المَلائِكَةِ. |
11: | ففي الرَّبُّ لا تكون المرأةُ مِنْ دونِ الرَّجُلِ، ولا الرَّجُلُ مِنْ دون المرأةِ. |
12: | لأنَّهُ إذا كانَتِ المرأةُ مِنَ الرَّجُلِ، فالرَّجُلُ تَلِدُهُ المرأةُ، وكُلُّ شيءٍ مِنَ اللهِ.
|
13: | فاحكُموا أنتُم لأنفُسِكُم: هَلْ يَليقُ بِالمرأةِ أنْ تُصَلِّيَ للهِ وهِيَ مَكشوفَةُ الرّأْسِ؟ |
14: | أمَا تُعَلِّمُكُمُ الطَّبيعَةُ نَفسُها أنَّهُ مِنَ العارِ على الرَّجُلِ أنْ يُطيلَ شَعرَهُ، |
15: | ولكِنْ مِنَ الفَخرِ لِلمرأةِ أنْ تُطيلَ شَعرَها؟ لأنَّ اللهَ جَعَلَ الشَّعرَ سِترًا لها. |
16: | فإنْ أرادَ أحَدٌ أنْ يُعارِضَ، فما هذا مِنْ عادَتِنا ولا مِنْ عادَةِ كنائِسِ اللهِ.
|
عشاء الرب |
17: | لكِنّي في ما يَتبَعُ مِنَ الوصايا لا أمدَحُكُم، لأنَّ اجتِماعاتِكُم تَضُرُّ أكثَرَ مِمَّا تَنفَعُ. |
18: | فأوَّلُ كُلِّ شيءٍ، بَلَغَني أنَّكُم حينَ تَجتَمِـعُ كَنيسَتُكُم تَنقَسِمونَ شِيَعًا. وأنا أُصدِّقُ هذا بَعضَ التَّصديقِ، |
19: | لأنَّهُ لا بُدَّ مِنَ البِدَعِ فيما بَينَكُم لِيَظهَرَ فيكُم الثَّابِتونَ في الإيمانِ. |
20: | وأنتُم لا تأكلونَ عَشاءَ الرَّبِّ حينَ تَجتَمِعونَ، |
21: | بَلْ يأكُلُ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم عَشاءَهُ الخاصَ، فيَجوعُ بَعضُكُم ويَسكَرُ آخَرونَ. |
22: | أمَا لكُم بُيوتٌ تأكُلونَ فيها وتَشرَبونَ؟ أم إنَّكُم تَستَخِفـّونَ بِكَنيسَةِ اللهِ وتُهينونَ الفُقَراءَ؟ فَماذا أقولُ لكُم؟ هَلْ أمدَحُكُم؟ لا، أنا لا أمدَحُكُم في هذا الأمرِ.
|
23: | فأنا مِنَ الرَّبِّ تَسَلَّمتُ ما سَلَّمتُهُ إلَيكُم، وهوَ أنَّ الرَّبَّ يَسوعَ في اللَّيلَةِ الّتي أُسلِمَ فيها أخَذَ خُبزًا |
24: | وشكَرَ وكَسَرهُ وقالَ: ((هذا هوَ جَسَدي، إنَّه لأجلِكُم. إعمَلوا هذا لِذِكري)). |
25: | وكذلِكَ أخَذَ الكأسَ بَعدَ العَشاءِ وقالَ: ((هذِهِ الكأسُ هِيَ العَهدُ الجَديدُ بِدَمي. كُلَّما شَرِبتُم، فاعمَلوا هذا لِذِكري)). |
26: | فأنتُم كُلَّما أكَلتُم هذا الخُبزَ وشَرِبتُم هذِهِ الكأسَ تُخبِرونَ بِمَوتِ الرَّبِّ إلى أنْ يَجيءَ. |
27: | فمَنْ أكَلَ خُبزَ الرَّبِّ أو شَرِبَ كأسَهُ وما كانَ أهلاً لَهما خَطِئَ إلى جسَدِ الرَّبِّ ودَمِهِ.
|
28: | فليَمتَحِنْ كُلُّ واحِدٍ نَفسَهُ، ثُمَّ يأكُل مِنْ هذا الخُبزِ ويَشرَب مِنْ هذِهِ الكأْسِ، |
29: | لأنَّ مَنْ أكَلَ وشَرِبَ وهوَ لا يُراعي جسَدَ الرَّبِّ، أكَلَ وشَرِبَ الحُكمَ على نَفسِهِ. |
30: | ولذلِكَ كَثُرَ فيكُمُ المَرضى والضُّعَفاءُ وماتَ بَعضُكُم. |
31: | فلَو كُنَّا نَمتحِنُ أنفُسَنا، لتَجَنَّبنا الحُكمَ علَينا. |
32: | ولكِنَّ الرَّبَّ يَحكُمُ علَينا ويُؤدِّبُنا لِئَلاَّ يَدينَنا معَ سائِرِ العالَمِ.
|
33: | فمَتى اجتَمَعتُم يا إخوَتي لِتناولِ العَشاءِ، فلْيَنتَظِرْ بَعضُكُم بَعضًا. |
34: | وإذا كانَ أحدُكُم جائِعًا فلْيأْكُلْ في بَيتِه، لِئَلا يكونَ اجتِماعُكُم سَبَبًا لِلحُكمِ علَيكُم. أمَّا ما بَقِيَ مِنَ المَسائِلِ، فعِندَ مَجيئي أنْظُر فيها.
|
|
الفصل : 12 |
المواهب الروحيّة
1: | وأمَّا المَواهِبُ الرُّوحِيَّةُ، أيُّها الإخوَةُ، فلا أُريدُ أنْ تَجهَلوا حَقيقَتَها. |
2: | تَعرِفونَ أنَّكُم، عِندَما كُنتُم وثَنيّينَ، كُنتُم تَندَفِعونَ إلى الأوثانِ البُكْمِ على غَيرِ هُدًى. |
3: | أمَّا الآنَ فاعلَموا أنَّ ما مِنْ أحدٍ إذا ألهَمَهُ رُوحُ اللهِ يَقولُ إنَّ يَسوعَ مَلعونٌ مِنَ اللهِ، ولا يَقدِرُ أحدٌ أنْ يَقولَ إنَّ يَسوعَ رَبٌّ إلاَّ بإلهامٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ.
|
4: | فالمَواهِبُ الرُّوحِيَّةُ على أنواعِ، ولكِنَّ الرُّوحَ الّذي يَمنَحُها واحدٌ. |
5: | والخِدمَةُ على أنواعِ، ولكِنَّ الرَّبَّ واحدٌ. |
6: | والأعمالُ على أنواعِ، ولكِنَّ اللهَ الّذي يَعمَلُ كُلَّ شيءٍ في الجميعِ واحدٌ. |
7: | كُلُّ واحدٍ يَنالُ مَوهِبَةً يتَجَلّى فيها الرُّوحُ لِلخَيرِ العامِ. |
8: | فهذا يَنالُ مِنَ الرُّوحِ كلامَ الحِكمَةِ، وذاكَ يَنالُ مِنَ الرُّوحِ نَفسِهِ كلامَ المَعرِفَةِ. |
9: | والرُّوحُ الواحدُ نَفسُهُ يَهَبُ أحَدَهُمُ الإيمانَ، والآخرَ موهِبَةَ الشِّفاءِ، |
10: | وسِواهُ القُدرَةَ على صُنعِ المُعْجزاتِ، والآخرَ النُّبوءَةَ، وسِواهُ التَّمييزَ بَينَ الأرواحِ، والآخرَ التَّكَلُّمَ بلُغاتٍ مُتَنوِّعَةٍ، والآخرَ تَرجَمَتها. |
11: | وهذا كُلُّهُ يَعمَلُهُ الرُّوحُ الواحدُ نَفسُهُ مُوزِّعًا مواهِبَهُ على كُلِّ واحدٍ كما يَشاءُ.
|
جسد واحد وأعضاء كثيرة |
12: | وكما أنَّ الجَسَدَ واحدٌ ولَه أعضاءٌ كثيرَةٌ هِيَ على كَثْرَتِها جَسَدٌ واحدٌ، فكذلِكَ المَسيحُ. |
13: | فنَحنُ كُلُّنا، أيَهودًا كُنَّا أم غَيرَ يَهودٍ، عبيدًا أم أحرارًا، تَعَمَّدنا بِرُوحِ واحدٍ لِنكونَ جَسَدًا واحدًا، وارتَوَيْنا مِنْ رُوحٍ واحدٍ.
|
14: | وما الجَسَدُ عُضوًا واحدًا، بَلْ أعضاءٌ كثيرةٌ. |
15: | فَلَو قالَتِ الرِّجْلُ: ((ما أنا يَدًا، فَما أنا مِنَ الجَسَدِ؟ |
16: | ولَو قالَتِ الأُذُنُ: ((ما أنا عينًا، فما أنا مِنَ الجَسَدِ))، أتَبطُلُ أنْ تكونَ عُضوًا في الجَسَدِ؟ |
17: | فلَو كانَ الجَسَدُ كُلُّهُ عينًا، فأينَ السَّمعُ؟ ولَو كانَ الجَسَدُ كُلُّهُ أذُنًا، فأينَ الشَّمُّ؟ |
18: | ولكِنَّ اللهَ جعَلَ كُلَّ عُضوٍ في الجَسَدِ كما شاءَ. |
19: | فَلَو كانَت كُلُّها عُضوًا واحدًا فأينَ الجَسَدُ؟ |
20: | ولكِنَّ الأعضاءَ كثيرةٌ والجَسَد واحدٌ.
|
21: | فلا تَقدِرُ العينُ أن تَقولُ لِليَدِ: ((لا أحتاجُ إلَيكِ)). ولا الرَّأْسُ لِلرِّجلَينِ: ((لا أحتاجُ إلَيكُما! )) |
22: | فما نَحسبهُ أضعفَ أعضاءِ الجَسَدِ هوَ ما كانَ أشَدَّها ضرورَةً، |
23: | وما نَحسبهُ أقَلَّها كَرامَةً هوَ الّذي نَخُصُّهُ بِمَزيدٍ مِنَ التَّكريمِ، وما نَستَحي بِه هوَ الّذي نَخُصُّهُ بِمَزيدٍ مِنَ الوَقارِ. |
24: | أمَّا الأعضاءُ الكريمَةُ، فلا حاجَةَ بِها إلى ذلِكَ. ولكِنَّ اللهَ صنَعَ الجَسَدَ بِطريقةٍ تَزيدُ في كرامةِ الأعضاءِ الّتي بِلا كرامةٍ، |
25: | لِئَلاَّ يَقعَ في الجَسَدِ شِقاقٌِ، بَلْ لِتَهتَمَّ الأعضاءُ كُلُّها بَعضُها بِبَعضٍ. |
26: | فإذا تألَّمَ عُضوٌ تألَّمَت معَهُ جميعُ الأعضاءِ، وإذا أُكرِمَ عُضوٌ فَرِحَتْ معَهُ سائِرُ الأعضاءِ.
|
27: | فأنتُم جَسَدُ المَسيحِ، وكُلُّ واحدٍ مِنكُم عُضوٌ مِنهُ. |
28: | واللهُ أقامَ في الكنيسةِ الرُّسُلَ أوّلاً والأنبـياءَ ثانيًا والمُعَلِّمينَ ثالثًا، ثُمَّ منَحَ آخَرينَ القُدرَةَ على صُنعِ المُعجِزاتِ ومَواهِبَ الشِّفاءِ والإسعافِ وحُسْنِ الإدارَةِ والتَّكَلُّمِ بِلُغاتٍ مُتنوِّعَةٍ. |
29: | فهَلْ كُلُّهُم رُسُلٌ وكُلُّهُم أنبياءُ وكُلُّهُم مُعَلِّمونَ وكُلُّهُم يَصنَعونَ المُعجِزاتِ |
30: | وكُلُّهُم يَملِكونَ مَوهِبَةَ الشِّفاءِ وكُلُّهُم يَتكَلَّمونَ بِلُغاتٍ وكُلُّهُم يُتَرجِمونَ؟ |
31: | فارغَبوا في المواهِبِ الحُسنى، وأنا أَدُلُّكُم على أفضَلِ الطُّرُقِ.
|
|
الفصل : 13 |
المحبة
1: | لَو تَكَلَّمتُ بِلُغاتِ النّاس ِ والملائِكَةِ، ولا مَحبَّةَ عِندي، فما أنا إلاَّ نُحاسٌ يَطِنُّ أو صَنْجٌ يَرِنُّ.
|
2: | ولَو وهَبَني اللهُ النُّبُوَّةَُ وكُنتُ عارِفًا كُلَّ سِرٍّ وكُلَّ عِلمٍ، وليَ الإيمانُ الكامِلُ أنقُلُ بِه الجِبالَ، ولا مَحبَّةَ عِندي، فما أنا بِشَيءٍ.
|
3: | ولَو فَرَّقْتُ جميعَ أموالي وسَلَّمْتُ جَسَدي حتّى أفتَخِرَ، ولا مَحبَّةَ عِندي، فما يَنفَعُني شيءٌ.
|
4: | المَحبَّةُ تَصبِرُ وتَرفُقُ، المَحبَّةُ لا تَعرِفُ الحَسَدَ ولا التَّّفاخُرَ ولا الكِبرِياءَ.
|
5: | المَحبَّةُ لا تُسيءُ التَّصَرُّفَ، ولا تَطلُبُ مَنفعَتَها، ولا تَحتَدُّ ولا تَظُنُّ السُّوءَ .
|
6: | المَحبَّةُ لا تَفرَحُ بِالظُّلمِ، بَلْ تَفرَحُ بالحَقِّ.
|
7: | المَحبَّةُ تَصفَحُ عَنْ كُلِّ شيءٍ، وتُصَدِّقُ كُلَّ شيءٍ، وتَرجو كُلَّ شيءٍ، وتَصبِرُ على كُلِّ شيءٍ.
|
8: | المَحبَّةُ لا تَزولُ أبَدًا. أمَّا النُّبُوّاتُ فتَبطُلُ والتَّكَلُّمُ بِلُغاتٍ ينتَهي. والمَعرِفَةُ أيضًا تَبطُلُ، |
9: | لأنَّ مَعرِفَتَنا ناقِصَةٌ ونُبوّاتِنا ناقِصةٌ. |
10: | فمَتى جاءَ الكامِلُ زالَ النَّاقصُ.
|
11: | لمَّا كُنتُ طِفلاً، كَطِفلٍ كُنتُ أتكَلَّمُ وكَطِفلٍ كُنتُ أُدرِكُ، وكَطِفلٍ كُنتُ أُفَكِّرُ، ولمَّا صِرْتُ رَجُلاً، تَركْتُ ما هوَ لِلطِّفلِ. |
12: | وما نَراهُ اليومَ هوَ صُورةٌ باهِتَةٌ في مِرآةٍ، وأمَّا في ذلِكَ اليومِ فسَنَرى وَجهًا لِوَجهٍ. واليومَ أعرِفُ بَعضَ المَعرِفَةِ، وأمَّا في ذلِكَ اليومِ فسَتكونُ مَعرِفَتي كامِلَةً كمَعرِفَةِ الله لي.
|
13: | والآنَ يَبقى الإيمانُ والرَّجاءُ والمَحبَّةُ، وأعظَمُ هذِهِ الثَّلاثَةِ هيَ المَحبَّةُ.
|
|
الفصل : 14 |
النبوَّة والتكلّم بلغات
1: | لِتكُنِ المَحبَّةُ غايَتَكُمُ المَنشودَةَ، وارغَبوا في المواهِبِ الرُّوحِيَّةِ، وخُصوصًا مَوهِبَة النُّبوءَةِ. |
2: | فالّذي يَتكَلَّمُ بِلُغاتٍ لا يُكَلِّمُ النـاسَ بَل ِ اللهِ ، لأنَّ ما مِنْ أحَدٍ يَفهَمُ كلامَهُ، فهوَ يَقولُ بالرُّوحِ أشياءَ خَفِيَّةً. |
3: | وأمَّا الّذي يتَنبّأُ، فهوَ يُكَلِّمُ النّاس َ بِكلامٍ يَبني ويُشَجِّعُ ويُعَزّي. |
4: | الّذي يتكَلَّمُ بِلُغاتٍ يَبني نَفسَهُ، وأمَّا الّذي يَتنَبَّأُ فيَبني الكنيسةَ.
|
5: | أُريدُ أنْ تَتكَلَّموا كُلُّكُم بِلُغاتٍ، ولكِنْ بالأَولى أنْ تَتنَبّأوا، لأنَّ الّذي يتَنبّأُ أعظَمُ مِنَ الّذي يَتكَلَّمُ بِلُغاتٍ، إلاَّ إذا كانَ يُتَرجِمُ ما يَقولُ حتّى تَفهَمَهُ الكنيسةُ، فتنالَ بِه ما يُقوّي بُنيانَها.
|
6: | فإذا جِئتُ إلَيكُم، أيُّها الإخوةُ، وكَلَّمْتُكُم بِلُغاتٍ، فكيفَ أنفَعُكُم إذا كانَ كلامي لا يَحمِلُ وَحْيًا أو مَعرِفَةً أو نُبُوءَةً أو تَعليمًا.
|
7: | فلَو كانَت آلاتُ العَزْفِ الجَمادِيَّةُ كالمِزمارِ والقيثارَةِ لا تُخرِجُ أنغامًا مُتميِّزَةً بَعضُها مِنْ بَعضٍ، فكيفَ نَعرِفُ اللَّحنَ المَعزوفَ بِها؟ |
8: | ولَو أخرَجَ البُوقُ صَوتًا مُشوَّشًا، فمَنْ يتَأَهَّبُ لِلقِتالِ؟ |
9: | وكذلِكَ أنتُم، إنْ نَطَقَ لِسانُكُم بِكلامِ غيرِ مَفهومٍ، فكيفَ يَعرِفُ أحدٌ ما تَقولونَ؟ ألا يَذهَبُ كلامُكُم في الهَواءِ؟ |
10: | في العالَمِ لُغاتٌ كثيرةٌ ولا واحدةٌ مِنها بِغَيرِ مَعنًى، |
11: | فإذا جَهِلتُ مَعنى الألفاظِ، أكونُ كالأعجمِ عِندَ مَنْ أُكَلِّمُهُ، ويكونُ مَنْ يُكَلِّمُني كالأعجمِ عِندي. |
12: | أمَّا وأنتُم أيضًا تَرغَبونَ في المواهِبِ الرُّوحِيَّةِ، فاطلُبوا أن يَزيدَكُمُ اللهَ مِنها لبُنيانِ الكنيسةِ.
|
13: | لذلِكَ يَجبُ على المُتكَلِّمِ بِلُغاتٍ أنْ يَلتمِسَ مِنَ الله موهِبَةَ تَفسيرِها، |
14: | لأنِّي إذا صَلَّيتُ بِلُغاتٍ فَرُوحي يُصَلّي ولا يَستَفيدُ عَقلي شيئًا. |
15: | فماذا أعمَلُ؟ أُصلّي بِروحي وأُصلّي بِعَقلي أيضًا. وأُرَنِّمُ بِرُوحي وأُرَنِّمُ بعَقلي أيضًا. |
16: | فإذا كُنتَ لا تَحمَدُ اللهَ إلاَّ بالرُّوحِ، فكيفَ يُمكِنُ لِلمُستَمِعِ المُبتَدِئِ أنْ يُجيبَ ((آمين)) على حَمدِكَ، وهوَ لا يَعرِفُ ما تَقولُ؟ |
17: | أنتَ أحسَنتَ الحَمدَ، ولكِنَّ غَيرَكَ ما كسَبَ شيئًا لِلبُنيانِ.
|
18: | أحمَدُ اللهَ على أنِّي أتكَلَّمُ بِلُغاتٍ أكثَرَ مِمَّا تتكَلَّمونَ كُلُّكُم، |
19: | ولكِنِّي في الكنيسةِ أُفَضِّلُ أنْ أقولَ خَمسَ كَلِماتٍ مَفهومَةٍ أُعَلِّمُ بِها الآخَرينَ على أنْ أقولَ عَشَرَةَ آلافِ كَلِمَةٍ بِلُغاتٍ.
|
20: | لا تكونوا أيُّها الإخوَةُ أطفالاً في تَفكيرِكُم، بَلْ كونوا أطفالاً في الشَّرِّ وراشِدينَ في التَّفكيرِ. |
21: | ِ جاءَ في الشَّريعةِ: ((قالَ الرَّبُّ: سأُكَلِّمُ هذا الشَّعبَ بألسِنةٍ غَريبَةٍ وبِشفاهٍ غَريبةٍ، ومعَ ذلِكَ لا يُصغونَ إليَّ)).
|
22: | فَما اللُّغاتُ آيَةً لِلمُؤمِنينَ، بَلْ لِغَيرِ المُؤمِنينَ. أمَّا موهِبَةُ النُّبُوءَةِ فهِـيَ لِلمُؤمنينَ، لا لِغَيرِ المُؤمنينَ.
|
23: | فلَو اجتَمَعَتِ الكنيسةُ كُلُّها وتَكلَّمَ كُلُّ واحدٍ فيها بِلُغاتٍ، فدَخَلَ مُستَمِعونَ مُبتَدِئونَ أو غيرُ مُؤمنينَ، ألا يَقولونَ إنَّكُم مَجانينُ؟ |
24: | ولكنْ لَو تَنَبّأوا كُلُّهُم، فدَخَلَ علَيهِم مُستَمِعٌ مُبتَدِئٌ أو غَيرُ مُؤمِنٍ، لَوَبَّخَهُ الحاضِرونَ ودانوهُ كُلُّهُم، |
25: | فتَنكَشِفُ خَفايا قَلبِهِ، فيَسجُدُ ويَعبُدُ الله مُعتَرِفًا أنَّ الله بالحقيقَةِ بَينَكُم.
|
النظام في الكنيسة |
26: | فَماذا بَعدُ، أيُّها الإخوَةُ؟ عِندَما تَجتَمِعونَ ولِكُلِّ واحدٍ مِنكُم تَرنيمَةٌ أو تَعليمٌ أو وَحْيٌ أو رِسالةٌ بِلُغاتٍ أو تَرجَمَةٌ، فلْيكُنْ كُلُّ شيءٍ لِلبُنيانِ. |
27: | وإذا تكَلَّمتُم بِلُغاتٍ، فلْيَتكَلَّمْ مِنكُم اثنانِ أو ثلاثةٌ على الأكثَرِ، واحدٌ بَعدَ الآخَرِ، وليكُنْ فيكُم مَنْ يُتَرجِمُ. |
28: | وإذا كانَ لا يُوجَدُ مُترجِمٌ، فَلْيصمُتِ المتكلِّمُ بلغاتٍ في الكنيسةِ ويُحَدِّثُ نَفسَهُ واللهَ. |
29: | أمَّا الأنبياءُ، فلْيتكَلَّمْ مِنهُم اثنانِ أو ثلاثةٌ، وليَحكُمِ الآخَرونَ. |
30: | وإنْ تَلَقَّى غَيرُهُم مِنَ الحاضِرينَ وحْيًا مِنَ اللهِ، فلْيَصمُتْ مَنْ كانَ يَتكَلَّمُ، |
31: | لأنَّ في إمكانِكُم كُلِّكُم أنْ تَتَنبّأوا، واحدًا بَعدَ الآخَرِ، ليتَعَلَّمَ جميعُ الحاضِرينَ ويتَشَجَّعوا. |
32: | فأرواحُ الأنبياءِ خاضِعَةٌ لِلأنبياءِ، |
33: | فما اللهُ إلَهَ فوضى، بَلْ إلهُ السَّلامِ.
وكما تَصمُتُ النِّساءُ في جميعِ كنائِسِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ، |
34: | فلْتَصمُتْ نِساؤُكُم في الكنائسِ، فَلا يَجوزُ لَهُنَ التَّكَلُّمُ. وعلَيهنَّ أنْ يَخضَعْنَ كما تَقولُ الشَّريعةُ. |
35: | فإنْ أرَدْنَ أنْ يتَعَلَّمنَ شيئًا، فلْيَسْألنَ أزواجَهُنَّ في البَيتِ، لأنَّهُ عَيبٌ على المَرأةِ أنْ تَتكَلَّمَ في الكنيسةِ.
|
36: | هَلْ صدَرَتْ عَنكُم كَلِمَةُ اللهِ، أمِ انتَهَتْ إلَيكُم وحدَكُم؟ |
37: | إنْ حَسِبَ أحدٌ نَفسَهُ نَبـيًّا أو صاحِبَ مَوهِبَةٍ روحِيَّةٍ أُخرى، فلْيَعلَمْ أنَّ ما أكتُبُهُ إلَيكُم هوَ وَصِيَّةُ الرَّبِّ، |
38: | فإنْ تَجاهَلَ ذلِكَ، فتَجاهَلوهُ.
|
39: | فارغبوا إذًا، يا إخوَتي، في مَوهِبَةِ النُّبوُءَةِ ولا تَمنَعوا أحدًا أنْ يتكَلَّمَ بِلُغاتٍ. |
40: | ولْيكُن كُلُّ شيءٍ بِلَياقَةٍ ونِظامٍ.
|
|
الفصل : 15 |
قيامة المسيح
1: | أُذَكِّرُكُم، أيُّها الإخوَةُ، بِالبِشارَةِ الّتي حَمَلتُها إلَيكُم وقَبِلتُموها ولا تَزالونَ ثابِتينَ علَيها، |
2: | وبِها تَخلُصونَ إذا حَفِظتُموها كما بَشَّرْتُكم بِها، وإلاَّ فأنتُم آمَنتُم باطِلاً.
|
3: | سلَّمْتُ إلَيكُم قَبلَ كُلِّ شيءٍ ما تَلَقَّيتُهُ، وهوَ أنَّ المَسيحَ ماتَ مِنْ أجلِ خَطايانا كما جاءَ في الكُتُبِ، |
4: | وأنَّهُ دُفِنَ وقامَ في اليومِ الثّـالثِ كما جاءَ في الكُتُبِ، |
5: | وأنَّهُ ظهَرَ لِبُطرُسَ ثُمَّ لِلرُّسُلِ الاثنَي عشَرَ، |
6: | ثُمَّ ظهَرَ لأكثَرَ مِنْ خَمسِمِئةِ أَخِ معًا لا يَزالُ مُعظَمُهُم حيًّا وبَعضُهُم ماتوا، |
7: | ثُمَّ ظهَرَ لِـيَعقوبَ، ثُمَّ لِجَميعِ الرُّسُلِ، |
8: | حتّى ظَهَرَ لي آخِرًا أنا أيضًا كأنِّي سِقْطٌ.
|
9: | فما أنا إلاَّ أصغَرُ الرُّسُلِ، ولا أحسَبُ نَفسي أهلاً لأنْ يَدعوَني أحَدٌ رَسولاً لأنِّي اضطَهَدتُ كنيسةَ اللهِ، |
10: | وبِنِعمَةِ اللهِ أنا ما أنا علَيهِ الآنَ، ونِعمَتُهُ علَيَّ ما كانَت باطِلَةً، بَلْ إنِّي جاهَدتُ أكثَرَ مِنْ سائِرِ الرُّسُلِ كُلِّهِم، وما أنا الّذي جاهَدتُ، بَلْ نِعمَةُ اللهِ الّتي هِيَ مَعي. |
11: | أكُنتُ أنا أم كانُوا هُم، هذا ما نُبَشِّرُ بِه وهذا ما بِه آمَنتُم.
|
قيامة الأموات |
12: | وما دُمنا نُبَشِّرُ بأنَّ المَسيحَ قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ، فكيفَ يَقولُ بَعضُكُم إنَّ الأمواتَ لا يَقومونَ؟ |
13: | إنْ كانَ الأمواتُ لا يَقومونَ، فالمَسيحُ ما قامَ أيضًا. |
14: | وإنْ كانَ المَسيحُ ما قامَ، فتَبشيرُنا باطِلٌ وإيمانُكُم باطِلٌ، |
15: | بَلْ نكونُ شُهودَ الزّورِ على اللهِ، لأنَّنا شَهِدْنا على اللهِ أنَّهُ أقامَ المَسيحَ وهوَ ما أقامَهُ، إنْ كانَ الأمواتُ لا يَقومونَ. |
16: | فإذا كانوا لا يَقومونَ، فالمَسيحُ ما قامَ أيضًا. |
17: | وإذا كانَ المَسيحُ ما قامَ، فإيمانُكُم باطِلٌ وأنتُم بَعدُ في خَطاياكُم. |
18: | وكذلِكَ الّذينَ ماتوا في المَسيحِ هَلَكوا. |
19: | وإذا كانَ رَجاؤُنا في المَسيحِ لا يَتَعَدّى هذِهِ الحياةَ، فنَحنُ أشقى النّاس ِ جميعًا.
|
20: | لكِنَّ الحقيقَةَ هِيَ أنَّ المَسيحَ قامَ مِنْ بَينِ الأمواتِ هوَ بِكرُ مَنْ قامَ مِنْ رُقادِ المَوتِ. |
21: | فالمَوتُ كانَ على يَدِ إنسانٍ، وعلى يَدِ إنسانٍ تكونُ قيامَةُ الأمواتِ. |
22: | وكما يَموتُ جميعُ النّاس ِ في آدمَ، فكذلِكَ هُم في المَسيحِ سَيحيَوْنَ، |
23: | ولكِنْ كُلُّ واحدٍ حسَبَ رُتبَتِه. فالمَسيحُ أوَّلاً لأنَّهُ البِكرُ، ثُمَّ الّذينَ هُمْ للمَسيحِ عِندَ مَجيئِهِ. |
24: | ويكونُ المُنتَهى حينَ يُسَلِّمُ المَسيحُ المُلْكَ إلى الله الآبِ بَعدَ أنْ يُبيدَ كُلَّ رئاسَةٍ وكُلَّ سُلطَةٍ وقُوّةٍ. |
25: | فلا بُدَّ لَه أنْ يَملِكَ حتّى يَضَعَ جميعَ أعدائِهِ تَحتَ قدَمَيهِ. |
26: | والموتُ آخِرُ عَدُوٍّ يُبيدُه. |
27: | فالكِتابُ يَقولُ إنَّ اللهَ ((أخضَعَ كُلَّ شَيءٍ تَحتَ قدَمَيهِ)). وعِندَما يَقولُ: ((أخضَعَ كُلَّ شيءٍ))، فمِنَ الواضِحِ أنَّهُ يَستَثني اللهَ الآبَ الّذي أخضَعَ كُلَّ شيءٍ لِلمَسيحِ. |
28: | ومتى خضَعَ كُلُّ شيءٍ للابنِ، يَخضَعُ هوَ نَفسُهُ للهِ الّذي أخضَعَ لَه كُلَّ شيءٍ، فيكونُ اللهُ كُلَّ شيءٍ في كُلِّ شيءٍ.
|
29: | وإذا كانَ الأمواتُ لا يَقومونَ، فماذا يَنفَعُ الّذينَ يَقبَلْونَ المَعمودِيَّةَ مِنْ أجِلِ الأمواتِ؟ لِماذا يتَعَمَّدونَ مِنْ أجلِهِم؟ |
30: | ولِماذا نَتَعرَّضُ نَحنُ لِلخَطَرِ كُلَّ حينٍ؟ |
31: | فأنا أذوقُ المَوتَ كُلَّ يومٍ. أقولُ هذا، أيُّها الإخَوةُ، بِما لي مِنْ فَخرٍ بِكُم في المَسيحِ يَسوعَ ربِّنا. |
32: | فإذا كُنتُ صارَعتُ الوحوشَ في أفسسَ لِغَرَضٍ بَشَرِيٍّ، فما الفائِدَةُ لي؟ وإذا كانَ الأمواتُ لا يَقومونَ، فلنَقُلْ معَ القائِلينَ: ((تَعالَوا نأكُلُ ونَشرَبُ، فغَدًا نَموتُ)).
|
33: | لا تَضِلُّوا: ((المُعاشَرَةُ السَّيِّئَةُ تُفسِدُ الأخلاقَ الحسَنَةَ)). |
34: | عودوا إلى وعيِكُمُ السَّليمِ ولا تَخطَأوا، لأنَّ بَعضَكُم يَجهَلُ اللهَ كُلَّ الجَهلِ. أقولُ هذا لِتَخجَلوا.
|
قيامة الجسد |
35: | ويسألُ أحدُكُم: ((كيفَ يَقومُ الأمواتُ، وفي أيِّ جِسْمٍ يَعودونَ؟)) |
36: | يا لكَ مِنْ جاهِلٍ! ما تَزرَعُهُ لا يَحيا إلاَّ إذا مات. |
37: | وما تَزرَعُهُ هوَ مُجرَّدُ حَبَّةٍ مِنَ الحِنطَةِ مَثلاً، أو غَيرِها مِنَ الحُبوبِ، لا جِسم النَّبتَةِ كما سَيكونُ، |
38: | واللهُ يَجعَلُ لَها جِسمًا كما يَشاءُ، لِكُلِّ حَـبَّةٍ جِسمٌ خاصٌّ. |
39: | وما الأجسامُ الحَيَّةُ كُلُّها سَواءً، فللإنسانِ جِسمٌ ولِلحيوانِ جِسمٌ آخرُ، ولِلطَّيرِ جِسمٌ ولِلسَّمكِ جِسمٌ آخرُ. |
40: | وهُناكَ أجسامٌ سَماوِيَّةٌ وأجسامٌ أرضِيَّةٌ. فلِلأجسامِ السَّماوِيَّةِ بَهاءٌ، وللأجسامِ الأرضِيَّةِ بَهاءٌ آخَرُ. |
41: | الشَّمسُ لَها بَهاءٌ والقَمَرُ لَه بَهاءٌ آخَرُ، ولِلنُّجومِ بَهاؤُها، وكُلُّ نَجمٍ يَختَلِفُ بِبَهائِهِ عَنِ الآخَرِ. |
42: | وهذِهِ هِيَ الحالُ في قيامَةِ الأمواتِ: يُدفَنُ الجِسمُ مائِتًا ويَقومُ خالِدًا. |
43: | يُدفَنُ بِلا كرامَةٍ ويَقومُ بِمَجدٍ. يُدفَنُ بِضُعفٍ ويَقومُ بِقُوَّةٍ. |
44: | يُدفَنُ جِسمًا بَشَرِيًّا ويَقومُ جِسمًا روحانِيًّا. وإذا كانَ هُناكَ جِسمٌ بَشَرِيٌّ، فهُناكَ أيضًا جِسمٌ روحانِيٌّ. |
45: | فالكِتابُ يَقولُ: ((كانَ آدمُ الإنسانُ الأوَّلُ نَفسًا حَيَّةً))، وكانَ آدمُ الأخيرُ رُوحًا يُحيي. |
46: | فما كانَ الرّوحانيُّ أوَّلاً، بَلْ ِ البَشَرِيُّ، وكانَ الرّوحانِـيُّ بَعدَهُ. |
47: | الإنسانُ الأوَّلُ مِنَ التُّرابِ فهوَ أرضِيٌّ، والإنسانُ الآخَرُ مِنَ السَّماءِ. |
48: | فعَلى مِثالِ الأرضِيِّ يكونُ أهلُ الأَرضِ، وعلى مِثالِ السَّماويِّ يكونُ أهلُ السَّماءِ. |
49: | ومِثلَما لَبِسنا صُورَةَ الأرضِيِّ، فكذلِكَ نَلبَسُ صُورةَ السَّماوِيِّ.
|
50: | أقولُ لكُم، أيُّها الإخوَةُ، إنَّ اللَّحمَ والدَّمَ لا يُمكِنُهُما أنْ يَرِثا مَلكوتَ اللهِ، ولا يُمكِنُ لِلموتِ أنْ يَرِثَ الخُلودَ.
|
51: | واسمَعوا هذا السِّرَّ: لا نَموتُ كُلُّنا، بَلْ نَتَغَيَّرُ كُلُّنا، |
52: | في لَحظَةٍ وطَرفَةِ عَينٍ، عِندَ صَوتِ البوقِ الأخيرِ، لأنَّ صَوتَ البوقِ سيَرتَفِعُ، فيَقومُ الأمواتُ لابسينَ الخُلودَ ونَحنُ نَتَغَيَّرُ. |
53: | فلا بُدَّ لِهذا المائِتِ أنْ يَلبَسَ ما لا يَموتُ، ولِهذا الفاني أنْ يَلبَسَ ما لا يَفنى. |
54: | ومتى لَبِسَ هذا المائِتُ ما لا يَموتُ، ولَبِسَ هذا الفاني ما لا يَفنى، تَمَّ قَولُ الكِتابِ: ((الموتُ ابتَلَعَهُ النَّصرُ)). |
55: | فأينَ نَصرُكَ يا موتُ؟ وأينَ يا موتُ شوكَتُكَ؟ |
56: | وشوكَةُ الموتِ هِيَ الخَطيئَةُ، وقُوَّةُ الخَطيئَةِ هِـيَ الشَّريعةُ. |
57: | فالحمدُ للهِ الّذي مَنَحنا النَّصرَ بِرَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ.
|
58: | فكونوا، يا إخوَتي الأحِبّاءَ، ثابِتينَ راسِخينَ، مُجتَهِدينَ في عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حينٍ، عالِمينَ أنَّ جَهدَكُم في الرَّبِّ لا يَضيعُ.
|
|
الفصل : 16 |
مساعدة كنيسة أورشليم
1: | أمَّا جَمْعُ التَّبَرُّعاتِ للإخوَةِ القِدِّيسينَ، فاعلَموا أنتُم أيضًا بِما أوصَيتُ الكنائسَ في غَلاطيةَ. |
2: | وهوَ أنْ يَحتَفِظَ كُلُّ واحدٍ مِنكُم، في أوَّلِ يومٍ مِنَ الأُسبوعِ، بما يُمكِنُهُ تَوفيرُهُ مِنَ المالِ، فلا يكونُ جَمْعُ التَّبَرُّعاتِ يومَ قُدومي إلَيكُم. |
3: | ومتى جِئتُ، أرسَلتُ الّذينَ تَختارونَهُم لِحَملِ هِباتِكُم إلى أُورُشليمَ وزَوَّدتُهُم بِرَسائلَ مِنِّي. |
4: | وإنْ لَزِمَ الأمرُ، أنْ أُسافِرَ أنا فسيُسافِرونَ مَعي.
|
5: | سأجيءُ إلَيكُم بَعدَ أنْ أمُرَّ بِمكدونِيَّةَ، لأنِّي سأمُرُّ بِها مُرورًا عابِرًا. |
6: | ورُبَّما أقَمتُ وقَضَيتُ الشِّتاءَ كُلَّهُ عِندَكُم لِتُسَهِّلوا لي مُواصَلَةَ السَّفَرِ. |
7: | فأنا لا أُريدُ أنْ أراكُم هذِهِ المَرَّةَ رُؤيةً عابِرَةً، بَلْ أرجو أنْ أُقيمَ بَينكُم مُدَّةً طَويلةً بإذنِ الرَّبِّ.
|
8: | وسأبقى هُنا في أفسُسَ إلى عيدِ يومِ الخَمسينَ، |
9: | لأنَّ الله فَتَحَ لِخِدمتي فيها بابًا واسِعًا فَعّالاً، معَ أنَّ الخُصومَ كَثيرونَ.
|
10: | وإذا جاءَكُم تيموثاوُسُ، فاجعَلوهُ مُطمَئِنَّ البالِ، لأنَّهُ مِثلي يَعمَلُ لِلرَّبِّ. |
11: | ولا يَستَخِفَّ بِه أحَدٌ، بَلْ سَهِّلوا لَه طريقَ العَودَةِ إليَّ بِسَلامِ، لأنِّي أنا والإخوة نَنتَظِرُهُ.
|
12: | أمَّا أخونا أبلُّوسُ، فكثيرًا ما طَلَبتُ مِنهُ أنْ يَذهَبَ إلَيكُم معَ الإخوَةِ، ولكنَّهُ رَفَضَ بإصرارٍ أنْ يَجيئَكُم في الوَقتِ الحاضِرِ، وسيَذْهَبُ عِندَما تَسنَحُ لَه الفُرصَةُ.
|
الخاتمة |
13: | تَيقَّظوا اثْبُتوا في الإيمانِ، جاهِدوا جهادَ الرِّجالِ، كونوا أقوياءَ، |
14: | اعمَلوا كُلَّ شيءٍ بِمَحبَّةٍ.
|
15: | أنتُم تَعرِفونَ أنَّ عائِلَةَ أستِفاناسَ هُمْ أوَّلُ مَنْ آمَنَ بالمَسيحِ في آخائِيةَ، وأنَّهُم كَرَّسوا أنفُسَهُم لِخِدمةِ الإخوَةِ القِدِّيسينَ. فأُناشِدُكُم، أيُّها الإخوَةُ، |
16: | أنْ تَسمَعوا لهُم ولِكُلِّ مَنْ يَعمَلُ ويَتعَبُ معَهُم.
|
17: | سَرَّني مَجيءُ أستِفاناسَ وفَرْتوناتوسَ وأخائيكُوسَ، لأنَّهُم قاموا مقامكُم في غيابِكُم، |
18: | وأنعَشوا قَلبي مِثلَما أنعَشوا قُلوبَكُم. فاعرِفوا كيفَ تُكرِمونَ أمثالَهُم.
|
19: | تُسلِّمُ علَيكُم كنائِسُ آسيةَ، ويُسَلِّمُ علَيكُم كثيرًا في الرَّبِّ أكيلا وبريسكِلَّةُ والكنيسةُ الّتي تَجتَمِعُ في بَيتِهِما. |
20: | ويُسَلِّمُ علَيكُمُ الإخوةُ كُلُّهُم. سَلِّموا بَعضُكُم على بَعضٍ بِقُبلَةٍ مُقَدَّسَةٍ.
|
21: | هذا السَّلامُ بِخَطِّ يَدي أنا بولُسَ.
|
22: | مَنْ لا يُحِبُّ الرَّبَّ هوَ تَحتَ لَعنةِ اللهِ! ((ماران أثا)): يا رَبَّنا تَعالَ.
|
23: | ولتَكُنْ نِعمَةُ الرَّبِّ يَسوعَ مَعكُم. |
24: | مَحَبَّتي لكُم جميعًا في المَسيحِ يَسوعَ.
|