1- نشأة العالم والبشرية -آ] خَلْق العالَم وزلّة الانسان - الرواية الأولى لِخَلْق العالم
1: | في البَدءِ خلَقَ اللهُ السَّمَواتِ والأَرض |
2: | وكانَتِ الأَرضُ خاوِيةً خالِية
وعلى وَجهِ الغَمْرِ ظَلام ورُوحُ اللهِ يُرِفُّ على وَجهِ المِياه.
|
3: | وقالَ اللهَ: (( لِيَكُنْ نور ))، فكانَ نور.
|
4: | ورأَى اللهُ أَنَّ النورَ حَسَن.
وفصَلَ اللهُ بَينَ النُّورِ والظَّلام
|
5: | وسمَّى اللهُ النُّورَ نهارًا، والظَّلامُ سمَّاه لَيلاً.
وكانَ مَساءٌ وكانَ صَباح: يَومٌ أَوَّل.
|
6: | وقالَ الله: (( لِيَكُنْ جَلَدٌ في وَسَطِ المِياه وَلْيَكُنْ فاصِلاً بينَ مِياهٍ ومِياه )).
فكانَ كذلك.
|
7: | وَصَنَعَ اللهُ الجَلَد وفَصَلَ بَينَ المِياهِ الَّتى تَحتَ الجَلَد والمِياهِ الَّتي فَوقَ الجَلَد
|
8: | وسَمَّى اللهُ الجَلَدَ سَماء.
وكانَ مَساءٌ وكانَ صَباح: يَومٌ ثانٍ.
|
9: | وقالَ الله: (( لِتَتَجمَّعِ المِياهُ الَّتي تَحتَ السَّماءِ في مَكانٍ واحِد وَلْيَظْهَرِ اليَبَس )).
فكانَ كذلك.
|
10: | وسَمَّى اللهُ اليَبَسَ أَرضًا
وتَجَمُّعُ المِياهِ سَمَّاه بِحارًا.
ورأَى اللهُ أَنَّ ذلك حَسَن.
|
11: | وقالَ الله: (( لِتُنْبِتِ الأَرضُ نَباتًا
عُشْباً يُخرِجُ بِزْرًا
وشَجَرًا مُثمِرًا يُخرِجُ ثَمَرًا بِحَسَبِ صِنفِه بِزرُه فيه على الأَرض )).
فكانَ كذلك.
|
12: | فأَخرَجَتِ الأَرضُ نَباتًا
عُشْبَاً يُخرِجُ بِزْرًا بِحَسَبِ صِنفِه
وشَجَرًا يُخرِجُ ثَمَرًا بِزُره فيه بِحَسَبِ صِنفِه.
ورأَى اللهُ أَنَّ ذلِكَ حَسَن.
|
13: | وكانَ مَساءٌ وكانَ صَباح: يَومٌ ثالِث.
|
14: | وقالَ الله: (( لِتَكُنْ نَيَّراتٌ في جَلَدِ السمَّاء لِتَفصِلَ بَينَ النَّهارِ واللَّيلوتَكونَ عَلاماتٍ لِلمَواسِمِ والأَيَّامِ والسِّنين |
15: | وتَكونَ نَيِّراتٍ في جَلَدِ السَّماء لِتُضيءَ على الأَرض ))
فكانَ كذلك.
|
16: | فَصَنعَ اللهُ النَّيِّرَينِ العَظيمَين:
النَّيِّرَ الأَكَبَرَ لِحُكمِ النَّهار
والنَّيِّرَ الأَصغَرَ لِحُكْمِ اللَّيل والكَواكِبَ
|
17: | وجَعَلَها اللّهُ في جَلَدِ السَّماءِ لِتُضيءَ على الأَ<رض
|
18: | لِتَحكُمَ على النَّهارِ واللَّيل وتَفصِلَ بَينَ النُّورِ والظَّلام.
ورأَى اللهُ أَنَّ ذلك حَسَن.
|
19: | وكانَ مَساءٌ وكانَ صَباح: يَومٌ رابِع.
|
20: | وقالَ الله:(( لِتَعِجَّ المِياهُ عَجًّا مِن ذَواتِ أَنفُسٍ حَيَّة
ولْتَكُنْ طُيورٌ تَطيرُ فَوقَ الأَرضِ على وَجهِ جَلَدِ السَّماء )).
|
21: | فخَلَقَ اللهُ الحِيتانَ العِظام
وكلَّ مُتَحَرِّكٍ مِن كُلِّ ذي نَفْسٍ حَيَّةٍ عَجَّت بِه المِياهُ بِحَسَبِ أَصْنافِه
وكُلَّ طائرٍ ذي جَناحٍ بِحَسَبِ أَصْنافِه.
ورأَى اللهُ أَنَّ ذلك حَسَن.
|
22: | وبارَكَها اللهُ قائلاً:
(( اِنْمي وآكْثُري واَمْلإِي المِياهَ في البِحار وَلْتكْثُرِ الطُّيورُ على الأَرض )).
|
23: | وكانَ مَساءٌ وكانَ صَباح: يَومٌ خامِس.
|
24: | وقالَ الله: (( لِتُخرِجِ الأَرضُ ذَواتِ أَنفُسٍ حَيَّةٍ بِحَسَبِ أَصْنافِها:
بَهائِمَ وحيواناتٍ دابَّةً ووُحوشَ أَرضٍ بِحَسَبِ أَصْنافِها ))
فكانَ كذلك.
|
25: | فصَنَعَ اللهُ وُحوشَ الأَرضِ بِحَسَبِ أَصْنافِها والبَهائِمَ بِحَسَبِ أَصْنافِها وجَميعَ الحَيَواناتِ الَّتي تَدِبُّ على الأَرضِ بِحَسَبِ أَصْنافِها.
ورأَى اللهُ أَنَّ ذلك حَسَن.
|
26: | وقالَ الله: (( لِنَصنَعِ الإِنسانَ على صُورَتِنا كَمِثالِنا
وَلْيَتَسَلَّطْ على أَسْمَاكِ البَحرِ وطُيورِ السَّماء والبَهائِمِ وجَميعِ وحُوشِ الأَرض
وجميعِ الحَيَواناتِ الَّتي تَدِبُّ على الأَرض )).
|
27: | فَخَلَقَ اللهُ الإِنسانَ على صُورَتِه على
صُورَةِ اللهِ خَلَقَه
ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهم.
|
28: | وبارَكَهمُ اللهُ وقالَ لهم:
(( اِنْموا واَكْثُروا وأمْلأُوا الأَرضَ وأَخضِعوها وَتَسَلَّطوا على أَسْماكِ البَحرِ وطُيورِ السَّماءِ
وَكُلِّ حَيَوانٍ يَدِبُّ على الأَرض )).
|
29: | وقالَ الله: (( ها قد أَعطَيتُكم كُلَّ عُشبٍ يُخرِجُ بِزرًا على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها
وكُلَّ شَجَرٍ فيه ثَمَرٌ
يُخرِجُ بِزرًا يَكونُ لَكم طَعامًا.
|
30: | ولجَميعِ وحُوشِ الأَرضِ وجَميعِ طُيورِ السَّماء وجَميعِ ما يَدِبَّ على الأَرضِ
مِمَّا فيه نَفْسٌ حَيَّة
أَعطَيتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخضَرَ مأكَلاً )).
فكانَ كذلك.
|
31: | ورأَى اللهُ جَميعَ ما صَنَعَه فاذا هو حَسَنٌ جِدًّا.
|
32: | وكانَ مَساءٌ وكان صَباح: يَومٌ سادِس.
|
|
الفصل : 2 |
1: | وهكذا أُكمِلَتِ السَّمَواتُ والأَرضُ وجَميعُ قُوَّاتِها.
|
2: | واَنتَهى اللهُ في اليَومِ السَّابِعِ مِن عَمَلِه الَّذي عَمِلَه، واَستَراحَ في اليَومِ السَّابِعِ من كُلِّ عَمَلِه الَّذي عَمِلَه. |
3: | وبارَكَ اللهُ اليَومَ السَّابِعَ وقَدَّسَه، لأَنَّه فيه اَستَراحَ مِن كُلِّ عَمَلِه الَّذي عَمِلَه خالِقًا.
|
4: | تِلكَ هيَ نَشأَةُ السَّمَواتِ والأَرضِ حينَ خُلِقَت.
|
الرواية الثانية لِخَلْق العالم |
5: | لم يَكُنْ في الأَرضِ شِيحُ الحُقول، ولَم يَكُنْ عُشْبُ الحُقولِ قَد نَبَت،لأَنَّ الرَّبّ الإِلهَ لم يَكُنْ قد أَمطَرَ على الأَرض، ولَمْ يَكُنْ فيها إِنسانٌ لِيَحرُثَ الأَرض. |
6: | وكانَ يَصعَدُ مِنها سَيلٌ فَيَسْقي كُلَّ وَجهِها. |
7: | وجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ تُرابًا مِنَ الأَرض ونَفخَ في أَنفِه نَسَمَةَ حَياة، فصارَ الإِنسانُ نَفْسًا حَّيَة.
|
8: | وغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً في عَدْنٍ شَرْقًا وجَعَلَ هُناكَ الإِنسانَ الَّذي جَبَلَه. |
9: | وأَنبَتَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرضِ كُلَّ شَجَرَةٍ حَسَنَةِ المَنظَر وطَيِّبَةِ المأكَل وشَجَرَةَ الحَياةِ في وَسَطِ الجَنَّة وشَجَرَةَ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرّ. |
10: | وكانَ نَهرٌ يَخرُجُ مِن عَدْنٍ فيَسْقي الجَنَّة ومِن هُناكَ يَتَشَعَّبُ فيَصيرُ أَربَعَةَ فُروع، |
11: | اِسمُ أَحَدِها فِيشون وهو المُحيطُ بِكُلِّ أَرضِ الحَويلَةِ حَيثُ الذَّهب.
|
12: | وذَهَبُ تِلكَ الأَرضِ جَيِّد. هُناكَ المُقْلُ وحَجَرُ الجَزْع. |
13: | وَاَسمُ النَّهرِ الثاني جيحون وهو المُحيطُ بِكُلِّ أَرضِ الحَبَشة. |
14: | وَاسمُ النَّهرِ الثَّالِثِ دِجلَة وهو الجاري في شَرقِيِّ أَشُّور. والنَّهرُ الرَّابِعُ هو الفُرات. |
15: | وأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ الإنسانَ وجَعَلَه في جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَفلَحَها ويَحرُسَها. |
16: | وأَمَرَ الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ قائلاً: (( مِن جَميعِ أشْجارِ الجَنَّةِ تأكُل، |
17: | وأَمَّا شَجَرَةُ مَعرِفَةِ الخَيرِ والشَّرّ فلا تَأكُلْ مِنها، فإنَّكَ يَومَ تأكُلُ مِنها تَموتُ مَوتًا )).
|
18: | وقالَ الرَّبُّ الإِله: (( لا يَجبُ أَن يَكونَ الإِنسانُ وَحدَه، فلأَصنَعَنَّ له عَونًا يُناسِبُه )). |
19: | وجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهِ ُ مِنَ الأَرضِ جَميعَ حَيَواناتِ الحُقول وجَميعَ طُيورِ السَّماء، وأتى بِها الإنسانَ لِيَرى ماذا يُسَمِّيها. فكُلُّ ما سمَّاه الإِنسانُ من نَفْسٍ حَيَّةٍ فهوَ آسمُه.
|
20: | فأَطلَقَ الإِنسانُ أَسْماءً على جَميعِ البهائِمِ وطُيورِ السَّماءِ وجَميعِ وحُوشِ الحُقول. وأَمَّا الإِنسانُ فلَم يَجِدْ لِنَفسِه عَونا بُناسِبُه. |
21: | فأَوقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُباتًا عَميقًا على الإِنسانِ فنام. فأَخَذَ إِحْدى أَضْلاعِه وسَدَّ مَكانَها بلَحْم. |
22: | وبَنى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتي أًخَذَها مِنَ الإِنسانِ اَمرَأَةً، فأتى بِها الإِنسان.
|
23: | فقالَ الإِنسان:
(( هذهِ المَرَّةَ هي عَظْمٌ مِن عِظامي
ولَحْمٌ مِن لَحْمي.
هذه تُسَمَّى اَمرَأَةً
لأَنَّها مِنِ آمرِئٍ أُخِذَت ))
|
24: | ولذلِكَ يَترُكُ الرَّجُلُ أَباه وأُمَّه ويَلزَمُ امرَأَتَه فيَصيرانِ جَسَدًا واحِدًا.
|
25: | وكانا كِلاهُما عُريانَين، الإِنسانُ واَمرَأَتُه، وهُما لا يَخْجَلان.
|
|
الفصل : 3 |
امتحان الحريّة والزلَّه
1: | وكانتِ الحيَّةُ أَحيَلَ جَميعِ حَيَواناتِ الحُقولِ الَّتي صنَعَها الرَّبُّ الإِله. فقالَت لِلْمَرأَة: (( أَيقينًا قالَ الله: لا تأكُلا مِن جَميعِ أَشْجارِ الجَنَّة؟ )) |
2: | فقالَتِ المَرأَةُ لِلحَّيَة:
(( مِن ثَمَرِ أَشْجارِ الجَنَّةِ نأكُل، |
3: | وأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتي في وَسَطِ الجَنَّة، فقالَ الله: لا تَأكُلا مِنه ولا تَمَسَّاه كَيلا تَموتا )). |
4: | فقالتِ الحيَةُ لِلمَرأَة: (( مَوتًا لا تَموتان، |
5: | فاللهُ عالِمٌ أَنَّكُما في يَومِ تأكُلانِ مِنه تَنفَتِحُ أَعيُنُكُما وتَصيرانِ كآلِهَةٍ تَعرِفانِ الخَيرَ والشَّرّ )). |
6: | ورَأَتِ المَرأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ طَيِّبَةٌ لِلأَكْلِ ومُتعَةٌ لِلعُيون وأَنَّ الشَّجَرَةَ مُنْيَةٌ لِلتَّعَقُّل. فأَخَذَت مِن ثَمَرِها وأَكَلَت وأَعْطَت أَيضاً زَوجَها الَّذي مَعَها فأَكَل. |
7: | فآنفَتَحَت أَعيُنُهما فعَرَفا أَنَّهما عُريانان. فَخاطا مِن وَرَقِ التِّين وصَنَعا لَهُما مِنه مَآزِر. |
8: | فسَمِعا وَقْعَ خُطى الرَّبِّ الإِلهِ وهو يَتَمَشَّى في الجَنَّةِ عِندَ نَسيم النّهار، فآختَبأَ الإِنسانُ وامرَأَتُه مِن وَجهِ الرَّبِّ الإِلهِ فيما بَينَ أَشْجَارِ الجَنَّة. |
9: | فنادى الرَّبُّ الإِلهُ الإِنسانَ وقالَ له: ((أَينَ أَنْتَ؟ )) |
10: | قال: (( إِنِّي سَمِعتُ وَقْعَ خُطاكَ في الجَنَّة فخِفْتُ لأَنِّي عُرْيانٌ فاَختبأتُ )). |
11: | قال: (( فَمَن أَعلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيان؟ هل أَكَلتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتي أَمَرتُكَ أَلاَّ تأكُلَ مِنها؟ )) |
12: | فقالَ الإِنسان: (( المَرأَةُ الَّتي جَعَلْتَها معي هي أَعطَتْني مِنَ الشَّجَرةِ فأَكَلتُ )). |
13: | فقالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلمَرأَة: (( ماذا فَعَلتِ؟ )) فقالَتِ المَرأَة: (( الحَيَّةُ أَغوَتْني فأَكَلتُ )).
|
14: | فقالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلحيَّة: (( لأَنَّكِ صَنَعتِ هذا فأَنتِ مَلْعونةٌ مِن بَينِ جَميعِ البَهائِم وجَميعِ وحُوشِ الحَقْل. على بَطنِكِ تَسلُكين وتُرابًا تَأكُلين طَوالَ أَيَّامِ حَياتِكِ. |
15: | وأَجعَلُ عَداوةً بَينَكِ
وبَينَ المَرأَة وبَينَ نَسْلِكِ ونَسْلِها
فهُوَ يَسحَق رأسَكِ وأَنتِ تُصيبينَ عَقِبَه )).
|
16: | وقالَ لِلمَرأَة: لَأُكَثِّرَنَّ مشقَّاتِ حَمْلِكِ تَكْثيرًا.
فبِالمَشَقَّةِ تَلِدينَ البَنين
وإِلى رَجُلِكِ تنقاد أَشواقُكِ وهُوَ يَسودُكِ )).
|
17: | وقالَ لاَدم: (( لأَنَّكَ سَمِعتَ لِصَوتِ أمرَأَتِكَ فأَكًلتَ مِنَ الشَّجَرةِ الَّتي أَمَرتُكَ أَلاَّ تَأكُلَ مِنها فمَلْعونةٌ الأَرضُ بِسَبَبِكَ بِمَشقَّةٍ تأكُلُ مِنها طولَ أَيَّامِ حَياتِكَ |
18: | وشَوكًا وحَسَكًا تُنبِتُ لَكَ، وتأكُلُ عُشبَ الحُقول.
|
19: | بِعَرَقِ جَبينِكَ
تأكُلُ خُبزًا
حتَّى تَعودَ إِلى الأَرض، فمِنها أُخِذتَ لأَنَّكَ تُرابٌ وإِلى التُّرابِ تعود )).
|
20: | وسمَّى الإِنسانُ اَمرَأَتَه حَوَّاءَ لأَنَّها أُمُّ كُلِّ حَيّ. |
21: | وصَنعً الرَّبُّ الإِلهُ لاَدَمَ وآمرَأَتِه أَقمِصةً مِن جِلْدٍ وأَلبَسَهما. |
22: | وقالَ الرَّبُّ الإِله: (( هُوَذا الإنسانُ قد صارَ كواحِدٍ مِنَّا، فيَعرِفُ الخَيرَ والشَّرّ. فلا يَمُدَّنَّ الآن يَدَه فيأخُذَ مِن شَجَرةِ الحياةِ أَيضاً وياْكُلَ فيَحْيا لِلأَبَد )).
|
23: | فأَخرَجَه الرَّبُّ الإِلهُ مِن جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَحرُثَ الأَرضَ الَّتي أُخِذَ مِنها |
24: | فَطَرَدَ الإِنسانَ وأَقامَ شَرقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الكَروبين وشُعلَةَ سَيْفٍ متقلِّبٍ لِحِراسةِ طَريقِ شَجَرَةِ الحَياة.
|
|
الفصل : 4 |
قايِنُ وهابيل
1: | وعَرَفَ الإِنسانُ حَوَّاءَ أمرَاَته فحَمَلَت ووَلَدَت قايِن. فقالَت: (( قَدِ آقتَنَيتُ رَجُلاً مِن عِندِ الرَّبّ )). |
2: | ثُمَّ عادَت فوَلَدَت أَخاهُ هابيل. فكانَ هابيلُ راعِيَ غَنَم، وكانَ قايِنُ يَحرُثُ الأَرض. |
3: | وكانَ بَعدَ أَيَّامٍ أَنْ قَدَّمَ قايِنُ مِن ثَمَرِ الأَرضِ تَقدِمةً لِلرَّبّ. |
4: | وقَدَّمَ هابيلُ أَيضاً شَيئًا مِن أَبْكارِ غَنَمِه ومِن دُهْنِها.ْ |
5: | فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلى هابيلَ وتَقدِمتِه، وإِلى قايِنَ وتَقدِمَتِه لم يَنظُر. فغَضِبَ قايِنُ وأَطرَقَ رأسَه. |
6: | فقالَ الرَّبَّ لِقايِن: (( لِمَ غَضِبتَ ولِمَ أَطرَقتَ رأسَكَ؟ |
7: | فإِنَّكَ إِن أَحسَنتَ أَفَلا تَرفَع الرَّأس؟ وإِن لَم تُحسِنْ أفلا تَكونُ الخَطيئَةُ رابِضةً عِندَ الباب؟ إِلَيكَ تَنقادُ أَشْواقُها، فَعَلَيكَ أَن تَسودَها )). وقالَ قايِنُ لِهابيلَ أَخيه: (( لِنَخرُجْ إِلى الحَقْل )). |
8: | فلَمَّا كانا في الحَقْل، وثَبَ قايِنُ على هابيلَ أَخيه فقَتَلَه.
|
9: | فقالَ الرَّبُّ لِقايِن: (( أَينَ هابيلُ أَخوك؟)) قال: (( لا أَعلَم. أَحارِسٌ لأَخي أَنا؟)) |
10: | فقال: (( ماذا صَنَعتَ؟ إِنَّ صَوتَ دِماءِ أَخيكَ صارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرض. |
11: | والآن فَمَلْعونٌ أَنتَ مِنَ الأَرضِ الَّتي فَتَحَت فاها لِتَقبَلَ دِماءَ أَخيكَ مِن يَدِك. |
12: | وإِذا حَرَثتَ الأَرض، فلا تَعودُ تُعطيكَ ثَمَرَها. تائِهًا شارِدًا تَكونُ في الأَرض )). |
13: | فقالَ قايِنُ لِلرَّبّ: ((عِقابي أَشَدُّ مِن أَن يُطاق. |
14: | ها قد طَرَدتَني اليَومَ عن وَجهِ الأَرض ومن وَجهِكَ أَستَتِر، وأَكونُ تائِهًا شاردًا في الأَرض، فيَكونُ أَنَّ كُلَّ مَن يَجِدُني يَقتُلُني )). |
15: | فقالَ لَه الرَّبّ: (( لِذلِكَ كُلُّ مَن قَتَلَ قايِن فسَبعَةَ أَضْعافٍ يُؤخَذُ بِثأرِه مِنه )). وجَعَلَ الرَّبُّ لِقايِنِ علامةً لِئَلاَّ يَضرِبَه كُلُّ مَن يَجِدُه. |
16: | وخَرَجَ قايِنُ مِن أَمامِ الرَّبّ، فأَقامَ بِأَرضِ نودٍ شَرقِيَّ عَدْنٍ .
|
سُلالة قايِن |
17: | وعَرَفَ قايِنُ آمرَأَتَه فَحَمَلَت ووَلَدَت أَخْنوخ. ثمَّ بَنى مَدينةً فسمَّاها بِاسمِ ابِنه أَخْنوخ. |
18: | ووُلدَ لأَخْنوخَ عِيراد، وعيرادُ وَلَدَ مَحويائيل، ومَحويائيلُ وَلَدَ مَتوشائيل، ومتوشائيلُ وَلَدَ لامَك. |
19: | وآتَّخَذَ لامَكُ لَه اَمرَأَتَينِ اسمُ إِحداهُما عادة والأُخْرى صِلَّة. |
20: | فوَلَدَت عادةُ يابَل وهو أَبو ساكِنِي الخِيامِ وأَصْحابِ المَواشي. |
21: | وآسمُ أَخيه يُوبَل وهو أَبو كُلِّ عازِفٍ بِالكِنَّارة والمِزْمار. |
22: | وصِلَّةُ أَيضاً وَلَدَت تُوبَلَ قايِن وهو أَبو جَميعِ النَّحَّاسينَ والحَدَّادين. وأُختُ تُوبَلَ قايِنَ نَعْمة.
|
23: | وقالَ لامَكُ لآمرَأَتَيه:
(( عادةُ وصِلَّة، اِسْمَعا قَوليْ
يا آمرَأَتي لامَك، أَصْغِيا لِكَلامي.
إِنَّني قَتَلتُ رَجُلاً بِسَبَبِ جُرْحٍ
ووَلَدًا بِسَبَبِ رَضٍّ
|
24: | إِنَّه يُنتَقَمُ لِقايِنَ سَبعَةَ أَضْعاف
وأَمَّا لِلامَكَ فسَبْعَةً وسَبْعين )).
|
شيِت وسُلالَته |
25: | وعَرَفَ آدَمُ اَمرَأَته مَرَّةً أُخْرى فَوَلَدَتِ آبنًا وسَمَّته شِيتًا وقالت: ((قد أَقامَ اللهُ لي نَسْلاً آخَرَ بَدَلَ هابيل، إِذ إِنَّ قايِنَ قَتَلَه )). |
26: | ولشيتٍ أَيضاً وُلِدَ آبنٌ وسَمَّاه أَنوش. حينَئِذٍ بَدَأَ النَّاسُ يَدْعونَ بِاَسمَ الرَب .
|
|
الفصل : 5 |
آباء ما قبل الطوفان
1: | هذا كِتابُ سُلالَةِ آدَم: يَومَ خَلَقَ اللهُ الإِنسان، على مِثالِ اللهِ صَنَعَه. |
2: | ذَكَرًا وأُنْثى خَلَقَهم، وبارَكَهم، وسمَّاهم إِنسانًا يَومَ خُلقوا.
|
3: | وعاشَ آدَمُ مِئَةً وثَلاثينَ سنة، ووَلَدَ وَلَدًا على مِثالِه كَصُورَتِه وسَمَّاه شيتًا. |
4: | وعاشَ آدَمُ، بَعدَما وَلَدَ شيتًا، ثَمانِيَ مِئَةِ سنة فوَلَدَ بَنينَ وبَنات. |
5: | فكانَت جميعُ أَيَّامِ آدَمَ الَّتي عاشَها تِسْعَ مِئَةِ سنةٍ وثَلاثينَ سنة، ومات. |
6: | وعاشَ شيتٌ مِئَةً وخَمْسَ سِنين ووَلَدَ أَنوش. |
7: | وعاشَ شيتٌ ، بَعدَما وَلَدَ أَنوش، ثَمانِيَ مِئَةٍ وسَبعَ سِنين فَولَدَ بَنينَ وبَنات. |
8: | فكانت جميعُ أَيامِ شيت تِسْعَ مِئَةِ سَنَةٍ واَثنَتَي عَشَرَةَ سنة، ومات.
|
9: | وعاشَ أَنوشُ تِسْعينَ سَنَةً ووَلَدَ قَينان. |
10: | وعاشَ أَنوشُ، بَعدَما وَلَدَ قَينان،ثَمانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ وخمسَ عَشرَةَ سَنَةً فَولَدَ بَنينَ وبَنات. |
11: | فكانَت جَميعُ أَيَّامِ أنوش تِسْعَ مِئَةِ سَنَةٍ وخَمسَ سِنين، ومات. |
12: | وعاشَ قَينانُ سَبْعينَ سَنَةً ووَلَدَ مَهْلَلْئيل. |
13: | وعاشَ قَينانُ، بَعدَما وَلَدَ مَهْلَلْئيل، ثَمانِيَ مِئَةِ سنةٍ وأَربَعينَ سنةً فَولَدَ بَنينَ وبَنات. |
14: | فكانَت جَميعُ أَيَّامِ قَينان تِسْعَ مِئَةٍ وعَشْرَ سِنين، ومات. |
15: | وعاشَ مَهْلَلْئيلُ خَمْسًا وسِتِّينَ سَنَةً ووَلَدَ يارَد. |
16: | وعاشَ مَهْلَلْئيلُ، بَعدَما وَلَدَ يارَد، ثَمانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ وثَلاثينَ سَنَةً فَولَدَ بَنينَ وبَنات. |
17: | فكانَت جَميعُ أَيَّامِ مَهْلَلْئيل ثَمَانِيَ مِئَةٍ وخَمْسًا وتِسْعينَ سَنَة، ومات. |
18: | وعاشَ يارَدُ مِئَةً وآثنَتَين وسِتِّينَ سَنَةً ووَلَدَ أَخْنوخ. |
19: | وعاشَ يارَدُ، بَعدَما وَلَدَ أَخْنوخ، ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ فوَلَدَ. بَنينَ وبَنات. |
20: | فكانَت جَميعُ أَيَّامِ يارَد تِسْعَ مِئَةِ سَنَةٍ وآثنَتَينِ وسِتِّينَ سَنَة، وماتَ. |
21: | وعاشَ أَخْنوخُ خَمْسًا وسِتِّينَ سَنَةً ووَلَدَ مَتوشالَح. |
22: | وسارَ أَخْنوخُ معَ الله. وعاشَ أَخْنوخُ، بَعدَما وَلَدَ مَتوشالَح، ثَلاثَ مِئَةِ سَنَةٍ فوَلَدَ بَنينَ وبَنات. |
23: | فكانَت جَميعُ أَيَّامِ أَخْنوخ ثَلاثَ مِئَةِ سَنَةٍ وخَمْسًا وسِتِّين سَنَة. |
24: | وسارَ أَخْنوخُ معَ الله، ولَم يَكُنْ بَعدَ ذلك، لأَنَّ الله أَخَذَه.
|
25: | وعاشَ مَتوشالَحُ مِئَةَ سَنَةٍ وسَبْعًا وثَمانينَ سَنَةً ووَلَدَ لامَك. |
26: | وعاشَ مَتوشالَحُ، بَعدَما وَلَدَ لامَك، سَبْعَ مِئَةٍ وآثنَتَينِ وثَمانينَ سَنَةً فَولَدَ بَنينَ وبَنات. |
27: | فكانَت جَميعُ أَيَّامِ مَتوشالَح تِسْعَ مِئَةِ سَنَةٍ وتسْعًا وسِتَينَ سَنَة، ومات. |
28: | وعاشَ لامَكُ مِئَةَ سَنَةٍ واَثنَتَين وثمانينَ سَنَةً ووَلَدَ اَبنًا |
29: | وسمَّاه نُوحًا قائلاً: (( هذا يُعَزِّينا في عَمَلِنا وفي مَشَقَّةِ أَيدينا بِسَبَبِ الأَرضِ الَّتي لَعَنَها الرَّبّ )). |
30: | وعاشَ لامَكُ، بَعدَما وَلَدَ نُوحًا، خَمْسَ مِئَةِ سَنَةٍ وخَمْساً وتسْعينَ سَنَة فَولَدَ بَنينَ وبَنات. |
31: | فكانَت جَمِيعُ أَيَّامِ لامَك سَبْعَ مِئَةِ سَنَةٍ وسبْعًا وسَبْعينَ سَنة، وماَت. |
32: | ولَمَّا كانَ نُوحٌ آبنَ خَمْسِ مِئَةِ سَنَة، وَلَدَ سامًا وحامًا ويافَث.
|
|
الفصل : 6 |
بنو اللّه وبناتُ النَّاس
1: | ولَمَّا اَبتَدَأَ النَّاسُ يَكثُرونَ على وَجهِ الأَرض، ووُلدَ لَهم بنات، |
2: | اِستَحسَنَ بَنو اللهِ بَناتِ النَّاس. فاَتَّخَذوا لَهم نِساءً من جَميعِ مَنِ اخْتاروا. |
3: | فقالَ الرَّبّ: (( لا تَثُبتُ رُوحي في الإِنسانِ لِلأَبَد، لأَنَّه بَشَر، فتكونُ أَيَّامُه مِئَةً وعِشرينَ سَنَة )). |
4: | وكانَ على الأَرضِ جَبابِرَةٌ في تِلكَ الأَيَّام، وبَعدَ ذلك أَيضاً حينَ دَخَلَ بَنو اللَهِ على بَناتِ النَّاس فوَلَدْنَ لَهم أَولادًا، هُمُ الأَبطالُ المَعْروفونَ مُنذُ القِدَم. |
ب ] الطوفان - فساد البشريَّة |
5: | ورأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنسانِ قد كَثُرَ على الأَرض وأَنَّ كُلَّ ما يَتَصوَّرُه قَلبُه مِن أَفْكار إِنَّما هو شَرٌّ طَوالَ يَومِه. |
6: | فَندِمَ الرَّبُّ على أَنَّه صَنَعَ الإِنسانَ على الأَرض وتأَسَّفَ في قَلبِه. فقالَ الرَّبّ: |
7: | (( أَمْحو عن وَجهِ الأَرض الإِنسانَ الَّذي خَلَقتُ، الإِنسانَ مع البَهائِمَ والزَّحَّافاتِ وطُيورِ السَّماء، لأَنِّي نَدِمتُ على أَنِّي صَنَعتُهم )). |
8: | أَمَّا نُوحٌ فنالَ حُظوَةً في عَينَيِ الرَّبّ.
|
9: | وهذِه سِيرةُ نُوح:
كانَ نُوحٌ رَجُلاَ بارًّا كامِلاً في بَني جيلِه. وسارَ نُوحٌ مِعَ الله. |
10: | ووَلَدَ نُوحٌ ثَلاثَةَ بَنين: سامًا وحامًا ويافَث. |
11: | وفَسَدَتِ الأَرضُ أَمامَ الله وامتَلأَت عُنفًا. |
12: | ورأَى اللهُ الأَرضَ فإِذا هي قد فسَدَت، لأَنَّ كُلَّ بَشَرٍ قد أَفسَدَ طَريقَه علَيها.
|
الاستعداد للطوفان |
13: | فقالَ اللهُ لِنُوح: (( قد حانَ أَجَلُ كُلِّ بَشَرٍ أَمامي، فقَدِ امتَلأتِ الأَرضُ عُنفًا بِسَبَبِهم. فهاءَنَذا مُهلِكُهم مع الأَرض. |
14: | إِصْنَعْ لكَ سَفينَةً مِن خَشَبٍ قَطرانِيّ وآجعَلْها مَساكِنَ واطْلِها بِالقارِ مِن داخِلٍ ومِن خارِج. |
15: | كذا تَصنَعُها: ثَلاثُ مِئَةِ ذِراعٍ طوُلها وخَمْسونَ ذِراعًا عَرضُها وثَلاثونَ ذِراعًا عُلُوُّها. |
16: | وتَجعَلُ سَقْفًا لِلسَّفينة وإِلى حَدِّ ذراعٍ تُكْمِلُه مِن فَوق. وأجعَلْ بابَ السًّفينةِ في جانِبِها وتَصنَعُها طوابِق: سُفلِيًّا وثانِيًا وثالثًا.
|
17: | وهاءَنَذا آتٍ بِطوفانِ مِياهٍ على الأَرض لأُهلِكَ كُلَّ ذي جَسَدٍ فبه رُوحُ حَياةٍ مِن تَحتِ السَّماء، وكُلُّ ما في الأَرضِ يَهلِك. |
18: | وأُقيمُ عَهْدي معكَ، فتَدخُلُ السَّفينَةَ أَنتَ وبَنوكَ وآمَرأَتُكَ ونِسوَةُ بَنيكَ مَعَكَ. |
19: | ومِن كُلِّ حَيٍّ مِن كُلِّ ذي جَسَدٍ آثنَين مِن كُلِّ تُدخِلُ السَّفينَةَ لِتُحفَظَ حَيَّةً معَكَ، ذَكَرًا وأُنْثى تكون: |
20: | مِنَ الطُّيورِ بِأَصْنافِها ومِنَ البَهائِم بِأَصْنافِها ومِن جَميعِ الحَيَواناتِ الَّتي تَدِبُّ على الأَرضِ بِأَصْنافِها يَدخُلُ إِلَيكَ اثْنانِ مِن كُلٍّ لِتُحفَظَ حَيَّةً. |
21: | وأَنتَ فخُذْ لكَ مِن كُلِّ طَعامٍ يُؤكَل واَجعَلْه مَؤُونةً لكَ، فيَكونَ لكَ ولَهم مَأكَلاً )). |
22: | فعَمِلَ نُوحٌ بِحَسَبِ كُلِّ ما أَمَرَه اللهُ به. هكذا فَعَل.
|
|
الفصل : 7 |
1: | وقالَ اللهُ لِنُوح: (( اُدخُل السَّفينَةَ أَنتَ وجَميعُ أَهلِكَ، فإِنِّي رأَيتُكَ بارًّا أَمامي في هذا الجيل. |
2: | وتأخُذُ مِن جَميعِ البَهائِمِ الطَّاهِرةِ سَبْعَةً سَبْعَة، ذُكورًا وإناثًا، ومِنَ البَهائِمِ غَيرِ الطَّاهِرةِ اثْنَينِ، ذَكَرًا وأُنْثى. |
3: | وتأخُذُ أَيضاً مِن طُيورِ السَّماءِ سَبْعَةً سَبْعَةً، ذُكورًا وإِناثًا، لِحِفْظِ نَسْلِها حَيًّا على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها. |
4: | فإِنَّني، بَعدَ سَبعَةِ أَيَّامٍ، مُمطِرٌ على الأَرضِ أَربَعينَ يَومًا وأَربَعينَ لَيلَةً، وماحٍ عن وَجهِ الأَرضِ كُلَّ كائِنٍ صَنَعتُه )). |
5: | فعَمِلَ نوحٌ بِحَسَبِ كُلِّ ما أَمَرَه الرّبُّ بِه.
|
6: | وكانَ نُوحٌ اَبنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ حينَ كانَت مِياهُ الطُّوفانِ على الأَرض.
|
7: | ودَخَلَ نُوحٌ السَّفينةَ هو وبَنُوه وآمرَأَتُه ونِسْوَةُ بَنيه معَه هَرَبًا مِن مِياهِ الطُّوفان. |
8: | ومِنَ البَهائِمِ الطَّاهِرَة ومِنَ البَهائِمِ غَيرِ الطَّاهِرَة ومِنَ الطُّيورِ ومِن كُلِّ ما يَدِبُّ على الأَرض، |
9: | دَخَلَ السَّفينَةَ آثْنانِ آثْنانِ إِلى نُوح، ذُكورًا وإِناثًا، كما أَمَرَ اللهُ نُوحًا. |
10: | وبَعدَ سَبعَةِ أَيَّام كانت مِياهُ الطُّوفانِ على الأَرض. |
11: | في السَّنَةِ السِّتِّ مِئَةٍ مِن عُمْرِ نُوح، في الشَّهْرِ الثَّاني في اليَومِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنه، في ذلك اليَوم تفجَّرت عُيونُ الغَمْرِ العَظيم وتفتَّحت كُوى السَّماء. |
12: | وكان المَطَرُ على الأَرضِ أَربَعينَ يَومًا وأَربَعينَ لَيلَةً.
|
13: | في ذلِكَ اليَومِ نَفْسِه دَخَلَ نُوحٌ السَّفينَةَ هو وسامٌ وحامٌ ويافَث بَنُوه، وآمْرَأَةُ نُوحٌ وثَلاثُ نِسْوَةِ بَنيه مَعَهُم، |
14: | هُم وجَميعُ الوُحوشِ بِأَصْنافِها وجَميعُ البَهائِمِ بِأَصْنافِها وجَميعُ الحَيَواناتِ الَّتي تدِبُّ على الأَرضِ بِأَصْنافِها وجَميعُ الطُّيورِ بِأَصْنافِها مِن كُلِّ طائِرٍ وكلِّ ذي جَناح. |
15: | فَدَخَلَ السَّفينَةَ إِلى نُوحٍ آثْنانِ آثْنانِ مِن كُلِّ ذي جَسَدٍ فيه رُوحُ حَياة، |
16: | والدَّاخِلونَ دَخَلوا ذُكورًا وإِناثًا من كُلِّ ذي جَسَد، كَما أَمَرَ اللهُ نوحًا.
وأَغلَقَ الرَّبُّ علَيه.
|
الطوفان |
17: | وكانَ الطُّوفانُ أَربَعينَ يَومًا على الأَرض، فكَثُرَتِ المِياهُ وحَمَلَتِ السَّفينةَ فارتَفَعَت عنِ الأَرض. |
18: | وآرتَفَعَتِ المِياهُ جِدًّا وكَثُرَت على الأَرض، فسارَتِ السَّفينَةُ على وَجهِ المِياه. |
19: | وكَثُرَتِ المِياهُ جِدًّا جِدًّا على الأَرض، فتَغَطَّت جَميعُ الجِبالِ الَشَّامِخةِ الَّتي تَحتَ السَّمَواتِ كُلِّها. |
20: | فآرتَفَعَتِ المِياهُ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِراعًا على الأَرض وتغَطَّتِ الجِبال. |
21: | فهَلَكَ كُلُّ ذي جَسَدٍ يَدِبُّ على الأَرضِ مِنَ الطُّيورِ والبَهائِمِ والوُحوش وجَميعِ ما تَعِجُّ بِه الأَرض، والنَّاسُ كافَّةً، |
22: | فماتَ كُلُّ مَن في أَنْفِه نَسَمَةُ حَياةٍ مِن كُلِّ مَن في اليَبَس. |
23: | ومُحِيَ كُلُّ كائِنٍ على وَجهِ الأَرض مِنَ النَّاسِ حتَّى البَهائِمُ والحَيَواناتُ الدَّابَّةُ وطُيورُ السَّماء، فمُحِيَت مِنَ الأَرض وبَقِيَ نُوحٌ ومَن معَه في السَّفينةِ فقَط. |
24: | وارتَفَعَتِ المِياهُ على الأَرضِ مُدَّةَ مِئَةٍ وخَمْسينَ يَومًا.
|
|
الفصل : 8 |
انخفاضُ المياه
1: | وذَكَرَ اللهُ نُوحًا وجَميعَ الوُحوشِ والبَهائِمِ الَّتي معه في السَّفينَة. وأَمَرَّ اللهُ رِيحًا على الأَرضِ فَسَكَنَتِ المِياه. |
2: | وآنسَدَّت عُيونُ الغَمْرِ وكُوى السَّماء وآحتَبَسَ المَطَرُ مِنَ السَّماء. |
3: | وراحَتِ المِياهُ تَتَراجَعُ عَنِ الأَرض، ونَقَصَت في نِهايَةِ المِئَةِ والخَمْسينَ يَومًا. |
4: | وآستَقَرَّتِ السَّفينَةُ في الشَّهرِ السَّابِع، في اليَومِ السَّابِعَ عَشَرَ مِنه، على جبال أراراط. |
5: | وكانَتِ المِياهُ لا تَزالُ تَنقُصُ إِلى الشَّهرِ العاشِر، وفي أوَّلِ يَومٍ مِنه ظَهَرَت رُؤُوسُ الجبال.
|
6: | وكانَ في نِهايَةِ الأَربَعينَ يَومًا أَن فَتَحَ نُوحٌ نافِذَةَ السَّفينةِ الَّتي صَنَعَها، |
7: | وأَطلَقَ الغُراب، فخَرَجَ وراحَ يَتَرَدَّدُ إِلى أَن جَفَّتِ المِياهُ عنِ الأَرض. |
8: | ثُمَّ أَطلَقَ الحَمامةَ مِن عِندِه لِيَرى هل قَلَّتِ المِياهُ عن وَجهِ الأَرض. |
9: | فلَم تَجدِ الحَمامةُ مَوطِئًا لِرِجْلِها، فرَجَعَت إِلَيه إِلى السَّفينَة لأَنَّ المِياهَ كانَت على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها. فمَدَّ يَدَّه فأَخَذَها وأَدخَلَها إِليه إِلى السَّفينَة. |
10: | واَنتَظَرَ أَيضاً سَبعَةَ أَيَّام أُخَر وعادَ فأَطلَقَ الحَمامةَ مِنَ السَّفينَة. |
11: | فعادَت إِلَيه الحَمامةُ وَقْتَ المَساءِ وفي فَمِها وَرَقَةُ زَيتونٍ خَضْراء. فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ المِياهَ قَلَّت عنِ الأَرض. |
12: | وانتَظَرَ أَيضاً سَبعَةَ أَيَّامٍ أُخَر ثُمَّ أَطلَقَ الحَمامَة فلم تَرجعْ إِلَيه ثانِيَةً. |
13: | وكان في سَنَةِ إِحْدى وسِتِّ مِئَةٍ مِن عُمْرِ نُوحٍ، في اليَومَ الأَوَّلِ من الشَّهرِ الأَوَّل، أن جَفَّتِ المِياهُ عنِ الأَرض.
فرفَعَ نُوحٌ غِطاءَ السَّفينَةِ ونَظَرَ فإِذا وَجهُ الأَرض قد جَفَّ.
|
14: | وفي الشَّهرِ الثَّاني، في اليَومِ السَّابِعِ والعِشْرينَ منه، يَبِسَتِ الأَرض.
|
الخروج من السَّفينة |
15: | فخاطَبَ اللهُ نُوحاً قائلاً: |
16: | (( اُخْرُجْ مِنَ السَّفينَة، أَنتَ وامرَأَتكَ وبَنوكَ ونِسْوَةُ بَنيكَ معكَ، |
17: | وجَميعُ الوُحوشِ الَّتي معكَ من كُلِّ ذي جَسَد، مِنَ الطُّيورِ والبَهائِم وكُلِّ دَابٍّ يَدِبُّ على الأَرض أَخْرِجْها معكَ لِتَعِجَّ بها الأَرضُ وتَنْموَ وتَكْثُر )). |
18: | فخَرَجَ نُوحٌ وبَنوه وآمرَأَتُه ونِسوَةُ بَنيه معَه، |
19: | وجَميعُ الوُحوشِ والحَيَواناتِ الدَّابَّةِ وِالطُّيورِ وكُلُّ ما يَدِبُّ على الأَرضِ بأَصْنافِها خرَجَت مِنَ السَّفينَة.
|
20: | وبَنى نُوحٌ مَذبَحًا لِلرَّبّ وأَخَذَ مِن جَميع البَهائِمِ الطَّاهرةِ ومِن جَميعِ الطُّيورِ الطَّاهِرة فأَصعَدَ مُحرَقاتٍ على المَذبَح. |
21: | فتَنَسَّمَ الرَّبُّ رائِحَةَ الرِّضى وقالَ الرَّبُّ في قَلبه: (( لَنِ أَعودَ إِلى لَعنِ الأَرضِ بِسَبَبِ الإِنسان لأَنَّ ما يَتصوَّرُه قَلْبُ الإِنسانِ يَنزعُ إِلى الشَّرِّ مُنذُ حَداثَتِه، ولَن أَعودَ إِلى ضَرْبِ كُلِّ حَيٍّ كما صَنَعتُ.
|
22: | ما دامَتِ الأَرض
فالزَّرْعُ والحِصادُ والبَرْدُ والحَرّ
والصَّيفُ والشِّتاءُ والنَّهارُ واللَّيل
لا تَبطُلُ أبدًا )).
|
|
الفصل : 9 |
النظام الجديد للعالم
1: | وبارَكَ اللهُ نُوحًا وبَنيه وقالَ لَهم: (( اُنْموا وآكْثُروا واَمْلأُوا الأَرض. |
2: | وخَوْفُكم وذُعرُكم يَكونانِ على جَميعِ وحُوشِ الأَرضِ وجَميعِ طُيورِ السَّماءِ وكُلِّ ما يَدِبُّ على الأَرضِ وأَسماكِ البَحْر، فإنَّها مُسَلَّمةٌ إِلى أَيْديكم. |
3: | وكُلُّ حَيٍّ يَدِبُّ يَكونُ لكم مَأكَلاً، وكما أَعطَيتُكمُ العُشْبَ الأَخضَر أُعْطِيكم هذا كُلَّه. |
4: | ولكِنْ لَحْمًا بِنَفْسِه، أَي بِدَمِه، لا تأكُلوا. |
5: | أَمَّا دِماؤكم، أَي نُفوسُكم، فأَطلُبُها، مِن يَدِ كُلِّ وَحْشٍ أَطلُبُها، ومِن يَدِ الإِنسان: مِن يَدِ كُلِّ إنْسانٍ أَطلُبُ نَفْسَ أَخيه.
|
6: | من سفَكَ دَمَ الإِنسان
سُفِكَ دَمُه عن يَدِ الإِنسان
لأَنَّه على صورةِ اللهِ صُنِعَ الإِنسان.
|
7: | وأَنتُم فآنْموا وآكْثُروا
ولْتعِجَّ الأَرضُ بِكم وتسلَّطوا عليها )).
|
8: | وخاطَبَ اللهُ نُوحًا وبَنيه معَه قائلاً: |
9: | (( هاءَنذا مُقيمٌ عَهْدي معَكُم ومعَ نَسْلِكم مِن بَعدِكم |
10: | ومع كُلِّ ذي نَفْسٍ حَيَّةٍ معَكم، مِنَ الطُّيورِ والبَهائِمِ ووُحوشِ الأَرضِ الَّتى مَعَكم: أَي كُلِّ ما خَرَجَ مِنَ السَّفينة وجَميعِ حَيَواناتِ الأَرض. |
11: | وأُقيمُ عَهْدي معَكم، فكُلُّ ذي جَسَدٍ لا يَنقَرِضُ بَعدَ اليَومِ بِمِياهِ الطُّوفان، ولا يَكونُ بَعدَ اليَومَ طُوفانٌ لِيُتلِفَ الأَرض )).
|
12: | وقالَ الله: (( هذه عَلامةُ العَهْدِ الَّذي أنا جاعِلُه بَيْني وبَينَكم وبَينَ كُلِّ ذي نَفْسٍ حَيَّةٍ معَكم مَدى الأَجْيالِ لِلأَبَدَ: |
13: | تِلْكَ قَوْسي جَعَلْتُها في الغَمام فتَكونُ عَلامةَ عَهْدي بَيْني وبَيْنَ الأَرض. |
14: | وَيكونُ أَنَّه إِذا غَيَّمتُ على الأَرضِ وَظَهَرَتِ القَوسُ في الغَمام، |
15: | ذَكَرتُ عَهْدِيَ الَّذي بَيْني وبَينَكم وبَينَ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ في كُلِّ جَسَد، فلا تَكونُ المِياهُ بَعدَ اليَومِ طُوفانًا لِتُهلِكَ كُلَّ ذي جَسَد، |
16: | وتَكونُ القَوسُ في الغَمام، حتَّى إِذا رَأَيتُها ذَكَرتُ العَهْدَ الأَبَدِيَّ بَينَ اللهِ وكُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ من كُلِّ ذي جَسَدٍ على الأَرض )).
|
17: | وقالَ اللهُ لِنُوح: (( هذِه عَلامةُ العَهْدِ الَّذي أَقَمتُه بَيني وبَينَ كُلِّ ذي جَسَدٍ على الأَرض )).
|
ج] من الطُّوفان إِلى إبراهيم - |
18: | وكانَ بَنو نوحٍ الَّذينَ خَرَجوا مِنَ السَّفينةِ سامًا وحامًا ويافَث. وحامٌ هو أَبو كَنْعان. |
19: | هؤُلاءِ الثَّلاثُة هم بَنو نُوح، ومِنْهمُ آنتَشَرَ النَّاسُ في الأَرضِ كُلِّها.
|
20: | وَاَبتَدَأَ نُوحٌ حارِثُ الأَرضِ يَغرِسُ الكَرْم. |
21: | وشَرِبَ من الخَمرِ فسَكِرَ وتَكشَّفَ في داخِلِ خَيمَتِه. |
22: | فرأَى حامٌ أَبو كَنْعانَ عَورَةَ أَبيه فأَخبَرَ أَخَوَيه وهُما في خارِجِ الخَيمَة. |
23: | فأَخَذَ سامٌ ويافَثُ الرِّدَاءَ وجَعَلاه على كَتِفَيهِما ومَشيا إِلى الوَراء فغَطَّيا عَورَةَ أَبيهِما، وَوَجْهُهما إِلى الجِهَةِ الأُخْرى، فلَم يَريَا عَورَةَ أَبيهِما. |
24: | فلَمَّا أَفاقَ نُوحٌ مِن خَمرِه، عَلِمَ ما صَنَعَ بِه اَبْنُه الصَّغير. |
25: | فقال:
(( مَلْعونٌ كَنْعان! عَبْدًا يَكونُ لِعَبيدِ إِخوَتِه ))
|
26: | وقال:
(( مُبارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سامً
ولْيَكُنْ كَنْعانُ عَبْدًا له!
|
27: | لِيُوَسِّعِ اللهُ لِيافَث
ولْيَسكُنْ في خِيامِ سام
ولْيَكُنْ كَنْعانُ عبدًا لَه! ))
|
28: | وعاشَ نُوحٌ بَعدَ الطُّوفانِ ثَلاثَ مِئَةِ سَنَةٍ وخَمْسينَ سَنَة. |
29: | فكانَت كُلُّ أَيَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةِ سَنَةٍ وخَمْسينَ سنة، ومات. |
|
الفصل : 10 |
انتشار به نُوح في الأَرض
1: | هذِه سُلالَةُ بَني نوح، سامٍ وحامٍ ويافَث ومَن وُلدَ لَهم مِنَ البَنينَ بَعدَ الطُّوفان:
|
2: | بنو يافَث: جُومَر وماجوج وماداي وياوان وتُوبَل وماشَك وتِيراس. |
3: | وبَنو جُومَر: أَشْكَناز ورِيفات وتُوجَرمة. |
4: | وبَنو ياوان: أَلِيشَة وتَرْشيش والكِتِّيم والرُّودانيم. |
5: | مِن هؤُلاءِ تَشَتَّتَ النَّاسُ في جُزُرِ الأُمم.
هؤُلاءِ بَنو يافَث بِحَسَبِ بُلْدانِهم، كُلٌّ بِحَسَبِ لُغَتِه، وعشائِرِهم وأُمَمِهِم.
|
6: | وبَنو حام: كُوش ومِصْرائيم وفُوط وكَنْعان. |
7: | وبَنو كوش: سَبَأ وحَوِيلة وسَبْتَة ورَعْمَة وسَبْتَكا،. وبَنو رَعْمَة: شَبَأ ودَدان.
|
8: | وكوشٌ وَلَدَ نُمْرود، وهُو أَوَّلُ جَبَّارٍ في الأَرض. |
9: | وكانَ صَيَّادًا جَبَّارًا أَمامَ الرَّبّ، ولِذَلك يُقال: (( كَنُمْرُودَ صَيَّادٌ جَبَّارٌ أَمامَ الرَّبّ )). |
10: | وكانَ أَوَّلُ مَملَكَتِه بابل وأَرَك وأَكَّد وكَلْنَة في أَرضِ شِنْعار. |
11: | ومِن تِلكَ الأَرضِ خَرَجَ إِلى أَشُّور فبَنى نِينَوى ورَحْبوتَ عِير وكالَح، |
12: | وراسَن بَينَ نِينوى وكالَح، وهي المَدينةُ العَظيمة.
|
13: | ومِصْرائِيمُ وَلَدَ اللُّوديم والعَناميم واللَّهابيم والنَّفْتوحيِم |
14: | والفَتْروسيم والكَسْلوحيم والكَفْتوريم الَّذينَ خَرَجَ مِنهُمُ الفَلِسطيِنيُّون.
|
15: | وكَنْعانُ وَلَدَ صِيدونَ بِكْرَه وحِثاً |
16: | واليَبوسِيَّ والأَمورِيَّ والجرْجاشِيَّ والحُوِّيَّ والعَرْقِيَّ والسِّيِنيَّ |
17: | والأَرْوادِيَّ والصَّمارِيَّ والحَماتِىَّ. |
18: | وبَعدَ ذلِكَ تَفَرَّقَت عَشائِرُ الكَنْعانِيِّين. |
19: | وكانَت حُدودُ الكَنْعانِيِّينَ مِن صِيدونَ وأَنتَ آتٍ نَحوَ جَرارَ إِلى غَزَّة، وأَنتَ آتٍ نَحوَ سَدومَ وعَمورةَ وأدْمَةَ وصَبوئيم إِلى لاشعَ.
|
20: | هؤُلاءِ بَنو حامٍ بِحَسَبِ عَشائِرِهم ولُغاتِهِم وبُلْدانِهِم وأُمَمِهِم.
|
21: | ووُلدَ لِسامٍ أَيضاً بَنون، وهو أَبو جَميعِ بَنى عابَر وأَخو يافَثَ الأَكبَر.
|
22: | وبَنو سام: عِيلام وأَشُّور وأَرفَكْشاد ولُود وأَرام. |
23: | وبَنو أَرام: عُوص وحُول وجاثَر وماش.
|
24: | وأَرفَكْشادُ وَلَدَ شالَح، وشالَحُ وَلَدَ عابَر. |
25: | ووُلِدَ لِعابَرَ ابْنان: اِسْمُ أَحَدِهما فالَج لأَنَّه في أَيَّامِه آنقَسَمَتِ الأَرض، واسْمُ أَخيه يُقْطان. |
26: | وُيقْطانُ وَلَدَ أَلْموداد وشالَف وحَضرَمَوت ويارَح. |
27: | وهَدورام وأُوزال ودِقْلَة |
28: | وعُوبال وأَبيمائيل وشَبَأ |
29: | وأُوفير وحَويلة وُيوباب. جَميعُ هؤُلاءِ بَنو يُقْطان. |
30: | وكانوا يُقيمونَ مِن مِيشا وأَنتَ آتٍ نَحوَ سَفار، جَبَلِ المَشرِق.
|
31: | هؤُلاءِ بَنو سامٍ بِحَسَبِ عَشائِرِهِم ولُغاتِهِم وبُلْدانِهِم وأُمَمِهِم.
|
32: | هؤُلاءِ عَشائِرُ بَني نُوحٍ بِحَسَبِ سُلالاتِهِم وأُمَمِهِم. ومِنهُم تَشتَّتَتِ الأُمَمُ في الأَرضِ بَعدَ الطُّوفان.
|
|
الفصل : 11 |
برج بابل
1: | وكانَتِ الأَرضُ كُلُّها لُغَةً واحِدة وكَلامًا واحدًا. |
2: | وكانَ أَنَّهم لَمَّا رَحَلوا مِنَ المَشرِق وَجَدوا سَهْلاً في أَرضِ شِنْعار فأَقاموا هُناك. |
3: | وقالَ بَعضُهم لِبَعض: (( تَعالَوا نَصنَعْ لَبِنًا ولْنُحرِقْه حَرْقًا )). فكانَ لَهمُ اللَّبِنُ بَدَلَ الحِجارة، والحُمَرُ كانَ لَهم بَدَلَ الطِّين. |
4: | وقالوا: (( تَعالَوا نَبْنِ لَنا مَدينةً وبُرْجًا رَأسُه في السَّماء، ونُقِمْ لنا آسْمًا كَي لا نَتَفَرَّقَ على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها )).
|
5: | فنَزَلَ الرَّبُّ لِيَرى المَدينةَ والبُرجَ اللَّذَينِ بَناهُما بَنو آدم. |
6: | وقالَ الرَّبّ: (( هُوَذا هُم شَعبٌ واحِد ولجَميعِهم لُغَةٌ واحِدة، وهذا ما أَخَذوا يَفعَلونَه. والآنَ لا يَكُفُّونَ عَمَّا هَمُّوا بِه حتَّى يَصنَعوه. |
7: | فلْننزِلْ ونُبَلْبِلْ هُناكَ لُغَتَهم، حتَّى لا يَفهَمَ بَعضُهم لُغَةَ بَعض )). |
8: | فَفَرَّقَهمُ الرَّبُّ مِن هُناكَ على وَجهِ الأَرض كُلِّها، فكَفُّوا عن بِناءِ المدينة. |
9: | ولِذلِكَ سُمِّيَت بابِل، لأنَّ الرَّبَّ هُناكَ بَلبَلَ لُغَةَ الأَرضِ كُلِّها. ومِن هُناكَ فَرَّقهمُ الرَّبُّ على وَجهِ الأَرضِ كُلِّها.
|
الآباء بعد الطّوفان |
10: | هذِه سُلالَةُ سام:
لَمَّا كانَ سامٌ اَبنَ مِئَةِ سنة، وَلَدَ أَرفَكْشاد لِسَنَتَينِ بَعدَ الطُّوفان. |
11: | وعاشَ سامٌ، بَعدَما وَلَدَ أَرفَكْشاد، خَمْسَ مِئَةِ سَنَةٍ فَولَدَ بَنينَ وبَنات.
|
12: | وعاشَ ارفَكْشادُ خَمْسًا وثَلاثينَ سنةً ووَلَدَ شالَح. |
13: | وعاش أَرفَكْشادُ، بَعدَما وَلَدَ شالَح، أَربَعَ مِئَةِ سَنَةٍ وثلاثَ سِنين فَوَلَدَ بَنينَ وبنات.
|
14: | وعاشَ شالَحُ ثلاثينَ سَنَةً ووَلَدَ عابَر. |
15: | وعاشَ شالَح، بَعدَما وَلَدَ عابَر، أَربَعَ مِئَةِ سَنَةٍ وثَلاثَ سِنين فَوَلَدَ بَنينَ وبَنات.
|
16: | وعاشَ عابَرُ أَربَعاً وثَلاثينَ سَنَةً ووَلَدَ فالَج. |
17: | وعاشَ عابَر، بَعدَما وَلَدَ فالَج، أَربَعَ مِئَةٍ وثَلاثينَ سَنَةً فَوَلَدَ بَنينَ وبَنات.
|
18: | وعاشَ فالَجُ ثَلاثينَ سَنَةً ووَلَدَ رَعُو. |
19: | وعاشَ فالَج، بَعدَما وَلَدَ رَعو، مِئَتَي سَنَةٍ وتِسْعَ سِنين فَولَدَ بَنينَ وبَنات.
|
20: | وعاشَ رَعُو اَثنَتَينِ وثَلاثينَ سَنَةً ووَلَدَ سَروج. |
21: | وعاشَ رعُو، بَعدَما وَلَدَ سروج، مِئَتَى سَنَةٍ وسَبعَ سِنين فَولَدَ بَنينَ وبَنات.
|
22: | وعاشَ سَروجُ ثلاثينَ سَنَةً ووَلَدَ ناحور. |
23: | وعاشَ سَروج، بَعدَما وَلَدَ ناحور، مِئَتَى سَنَةٍ فَولَدَ بَنينَ وبَنات.
|
24: | وعاشَ ناحوُر تِسْعًا وعِشْرينَ سَنَةً ووَلَدَ تارَح. |
25: | وعاشَ ناحور، بَعدَما وَلَدَ تارَح، مِئَةَ سنةٍ وتِسْعَ عَشَرَةَ سَنَةً فَولَدَ بَنينَ وبَنات.
|
26: | وعاش تارَحُ سَبْعينَ سَنَةً ووَلَدَ أَبْرامَ وناحورَ وهاران.
|
سلاله تارَح |
27: | وهذه سُلالةُ تارَح:
|
28: | تارَحُ وَلَدَ أَبْرامَ وناحورَ وهاران، وهارانُ وَلَدَ لُوطًا. وماتَ هارانُ قَبْلَ أَبيه تارَح في مَسْقَطِ رأسِه أُورِ الكَلْدانِِّيين. |
29: | وآتَّخَذَ أَبْرامُ وناحورُ لَهُما اَمرَأَتَين، اِسْمُ آمْرَأَةِ أَبْرامَ ساراي، واَسْمُ اَمرَأَةِ ناحورَ مِلْكَة، بِنْتُ هاران، أَبي مِلْكَةَ وأَبي يَسْكَة. |
30: | كانَت سارايُ عاقِرًا لَيسَ لَها وَلَد.
|
31: | وأَخَذَ تارَحُ أَبرامَ أبنَه، ولوطَ بْنَ هارانَ آبنَ اَبنِه، وساراي كَنّتَه، اَمْرَأَةَ أَبْرامَ اَبِنه، فَخَرَجَ بِهِم مِن أُورِ الكَلْدانِيِّين، لِيَذْهَبوا إِلى أَرضِ كَنْعان. فجاءُوا إِلى حاران وأَقاموا هُناك.
|
32: | وكانَ عُمْرُ تارَح مِئَتَي سَنَةٍ وخَمْسَ سِنين. وماتَ تارَحُ بِحاران.
|
|
الفصل : 12 |
2. سيرة ابراهيم - دعوة ابراهيم
1: | وقالَ الرَّبُّ لأَبْرام: (( اِنطَلِقْ مِن أَرضِكَ وعَشيرَتكَ وبَيتِ أَبيكَ، إِلى الأَرضِ الَّتي أُريكَ. |
2: | وأنا أَجعَلُكَ أُمَّةً كَبيرة وأُبارِكُكَ وأُعظِّمُ اسمَكَ، وتَكُونُ بَركَة.
|
3: | وأُبارِكُ مُبارِكيكَ، وأَلعَنُ لاعِنيكَ وَيتَبَارَكُ بِكَ جَميعُ عَشائِرِ الأَرض )).
|
4: | فاَنطَلَقَ أَبْرامُ كما قالَ له الرَّبّ، ومَضى معَه لُوط. وكانَ أَبْرامُ اَبنَ خَمْسٍ وسَبْعينَ سَنَةً، حِينَ خَرَجَ مِن حاران. |
5: | فأَخَذَ أَبْرامُ سارايَ آمرَأَتَه ولُوطًا ابنَ أَخيه وجَميعَ أَمْوالهِما الَّتي آقتَنَياها والنُّفوسَ التي آمتَلَكاها في حاران، وخَرَجوا لِيَمْضوا إِلى أَرضِ كَنْعان، وأَتوا أَرضَ كَنْعان.
|
6: | فأجْتازَ أَبْرامُ في الأَرضِ إِلى مَوضِعِ شَكيم، إِلى بَلُّوطَةِ مُورة، والكَنْعانِيُّونَ حينَئذٍ في الأَرض. |
7: | فتَراءى الرَّبُّ لأَبْرامَ وقال: (( لِنَسلِكَ أُعْطي هذه الأَرض )). فبَنى هُناكَ مَذبَحًا لِلرَّبِّ الَّذي تَجَلَّى لَه. |
8: | ثُمَّ آنتَقَلَ مِن هُناك إِلى الجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيتَ إِيل وضَرَبَ خَيمَتَه، وغَرْبِيَّهُ بَيْتَ إِيل وشَرْقيَّهُ عايُ، وبَنى هُناكَ مَذبَحًا لِلرَّبّ ودَعا باسْمِ الرَّبّ. |
9: | ثُمَّ رَحَلَ أَبْرامُ رَحيلاً مُتَواليًا نَحوَ النَّقَب.
|
إبراهيم في أَرض مصر |
10: | وكانَت مَجاعةٌ في الأَرض. فنَزَلَ أَبْرامُ إِلى مِصْرَ لِيُقيمَ هُناك، لأَنَّ المَجاعةَ قدِ آشتَدَّت في الأَرض. |
11: | فلَمَّا قارَبَ أَن يَدخُلَ مِصْر، قالَ لِسارايَ اَمرَأَتِه: (( أَنا أَعلَمُ أَنَّكِ اَمرَأَةٌ جَميلَةُ المَنظَر، |
12: | فيَكونُ، إِذا رآكِ المِصرُّيون، أَنَّهم يَقولون: (( هذِه اَمرَأَتُه ))، فيَقتُلوَنني ويُبقونَكِ على قَيدِ الحَياة. |
13: | فَقولي إِنَّكِ أُخْتي، حَتَّى يُحسَنَ إِلَيَّ بِسَبَبِكِ وتَحْيا نَفْسي بِفَضْلِكِ )). |
14: | ولَمَّا دَخَلَ أَبْرامُ مِصْر، رأَى المِصرُّيونَ أَنَّ المَرأَةَ جَميلةٌ جِدًّا. |
15: | ورَآها رُؤَساءُ فِرْعَون ومَدَحوها لَدى فِرْعَون فأُخِذَتِ المَرأَةُ إِلى بَيِته. |
16: | فأَحسَنَ إِلى أَبْرامَ بِسَبَبِها فصارَ لَه غَنَمٌ وبَقَرٌ وحَميرٌ وخُدَّامٌ وخادماتٌ وحَمائِرُ وجِمال. |
17: | فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَونَ وبَيتَه ضَرَباتٍ شَديدةً بِسَبَبِ سارايَ امرَأَةِ أَبْرامَ. |
18: | فآستَدْعى فِرْعَونُ أَبرامَ وقالَ له: (( ماذا صَنَعتَ بي؟ لِمَ لَم تُعلِمْني أَنَّها آمرأَتُكَ؟ |
19: | لِمَ قُلتَ: هي أُخْتي، حتَّى أَخَذتُها لِتَكونَ لِيَ آمرأَةً؟ والآن هذِه اَمرَأَتُكَ: خُذْها وآمْضِ )). |
20: | وأَمَرَ فِرْعَونُ قَوماً فشَيَّعوه هو وآمرَأَتَه وكُلَّ ما لَه.
|
|
الفصل : 13 |
إبراهيم ولوط يفترقان
1: | فصَعِدَ أَبْرامُ مِن مِصْرَ هو واَمرَأَتُه وكُلُّ ما له، ولوطٌ مَعه، إِلى النَّقَب. |
2: | وكانَ أَبْرامُ غَنِيًّا جِدًّا بِالماشِيَةِ والفِضَّةِ والذَّهب. |
3: | فمَضى بِمَراحِلِه مِنَ النَّقَبِ إِلى بَيتَ إِيل، إِلى المَوضِعِ الَّذي كانَت فيه خيَمَتُه أَوَّلاً، بَينَ بَيتَ إيلَ وعاي، |
4: | إِلى مَوضِعِ المَذبَحِ الَّذي صنَعَه هُناكَ أَوَّلاً فدَعا أَبْرامُ هُناكَ بِآسمِ الرَّبّ.
|
5: | وكانَ أَيضاً لِلُوطٍ السَّائِرِ مع أَبْرامَ غَنَمٌ وبَقَرٌ وخِيام. |
6: | فلم يَحتَمِلْ ضِيقُ الأَرضِ أَن يُقيما فيها معًا، لأَنَّ مالَهُما كانَ كَثيرًا، فلَم يُمْكِنْهُما المُقامُ معًا. |
7: | فكانَت خُصومهُ بَينَ رُعاةِ ماشِيَةِ أَبْرام ورُعاةِ ماشِيَةِ لُوط ( والكَنْعانِيُّونَ والفَرِزُّيونَ حينَئِذٍ مُقيمونَ في الأَرض ). |
8: | فقالَ أَبْرامُ لِلُوط: (( لا تَكُنْ خُصومةٌ بَيْني وبَينَكَ، ولا بَينَ رُعاتي ورُعاتِكَ، فنَحنُ إخْوَة. |
9: | أَلَيسَتِ الأَرضُ كُلُّها أمامَكَ؟ تَنَحَّ عَنِّي، إِمَّا إِلى اليَسارِ فأَذَهَبَ إِلى اليَمين، وإِمَّا إِلى اليَمينِ فأَذهَبَ إلى اليَسار )).
|
10: | فَرفَعَ لُوطٌ عَينَيه ورأَى كُلَّ سَهْل الأُردُنّ، فإِذا كُلُّه سِقْيٌ ، وكانت، قَبلَ أَن دَمَّرَ الرَّبُّ سَدومَ وعَمورة، كَجَنَّةِ الرَّبّ، مِثْلَ أَرضِ مِصْرَ وأَنتَ آتٍ نَحوَ صُوعَر. |
11: | فآختارَ لُوطٌ لِنَفْسِه كُلَّ سَهْلِ الأُردُنّ، ورَحَلَ إِلى المَشرِق، وفارَقَ كُلُّ واحِدٍ أَخاه: |
12: | فأَقامَ أَبْرامُ في أَرضِ كَنْعان وأَقامَ لُوطٌ في مُدُنِ السَّهْل وخَيَّم حتَّى سَدوم. |
13: | وأَهْلُ سَدومَ أَشْرارٌ خاطِئُونَ إِلى الرَّبِّ جِدّاً.
|
14: | وقالَ الرَّبُّ لأَبْرام، بَعدَما فارَقَه لُوط: (( اِرفَعْ عَينَيكَ واَنظُرْ مِنَ المكانِ الَّذي أَنتَ فيه شَمالاً وجَنوبًا وشَرْقًا وغَرْبًا: |
15: | إنَّ كُلَّ الأَرضِ الَّتي تَراها لَكَ أُعْطيها ولِنَسلِكَ لأَبَد. |
16: | وأَجعَلُ نَسلَكَ كَتُرابِ الأَرض، حتَّى إِن أَمكَنَ أَحدًا أَن يُحصِيَ تُرابَ الأَرض، فنَسلُكَ أَيضاً يُحْصى. |
17: | قُمْ فأمْشِ في الأَرضِ طُولِها وعَرْضِها، فإِنِّي لَكَ أُعْطيها )). |
18: | فاَنتَقَلَ أَبْرامُ بِخِيامِه وجاءَ فأَقامَ في بَلُّوطِ مَمْرا الَّتي بِحَبْرون وبَنى هُناكَ مَذبَحًا لِلرَّبّ.
|
|
الفصل : 14 |
حَمْلة الملوك الأَربعة
1: | وكانَ في أَيَّامِ أَمْرافَل، مَلِكِ شِنْعار، وأَرْيوك، مَلِكِ أَلاَّسار، وكَدُرْلاعُومَر، مَلِكِ عَيلام، وتِدْعال، مَلِكِ الأُمَم، |
2: | أَنَّهم حارَبوا بارَع، مَلِكَ سَدوم، وبِرشاع، مَلِكَ عَمورة، وشِنْآب، مَلِكَ أَدْمة، وشَمْئِيبَر، مَلِكَ صَبوئيم، ومَلِكَ بالَع (وهي صُوعَر).
|
3: | هؤُلاءِ كُلُّهم تَجَمَّعوا في وادي السَّدِّيم (وهو بَحرُ المِلْح)، |
4: | اِثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَةً خَضَعوا لِكَدُرْلاعُومَر، وفي الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ تَمَرَّدوا. |
5: | وفي السَّنَةِ الرابِعَةَ عَشْرَةَ أَقبَلَ كَدُرْلاعُومَر والمُلوكُ الَّذينَ معَه فضَرَبوا الرَّفائِيِّينَ في عَشْتاروتَ قَرْنائيم، والزُّوزِيِّينَ في هام، والإِيمِيِّينَ في سَهْل قِرْيَتائيم، |
6: | والحُورِيِّينَ في جَبَلِهم سِعير، حتَّى إِيلَ الفارانِ الَّذي عِندَ البَرِّيَّة. |
7: | ثُمَّ رَجَعوا وجاؤُوا إِلى عَينِ القَضاء (وهي قادِش)، فضَرَبوا كُلَّ أَرضِ العَمالِقة وكُلَّ أَرضِ الأَمورِيِّينَ المُقيمينَ في حَصاصونَ تامار. |
8: | فخَرَجَ مَلِكُ سَدومَ ومَلِكُ عَمورة ومَلِكُ أَدْمة ومَلِكُ صَبوئيم ومَلِكُ بالَع (وهي صُوعَر)، |
9: | فآصطَفُّوا لِلقِتالِ في وادي السِّدِّيم، على كَدُرْلاعُومَر، مَلِكِ عَيلام، وتِدْعال، مَلِكِ الأُمَم،وأَمْرفال، مَلِكِ شِنْعار، وأَرْيوك، مَلِكِ أَلاَّسار: أَربَعةِ مُلوكٍ على خَمْسَة! |
10: | وفي وادي السِّدِّيم آبارُ حُمَرٍ كَثيرة، فاَنهَزَمَ مَلِكا سَدومَ وعَمورَة فسَقَطا فيها، والباقونَ هَرَبوا إِلى الجَبَل. |
11: | فأَخَذوا جَميعَ أَمْوالِ سَدومَ وعَمورة وكُلَّ مَؤُونَتِهم ومَضَوا.
|
12: | وأَخَذوا لُوطَ اَبنَ أَخي أَبْرام وأَمْوالَه ومَضَوا، وكانَ مُقيمًا في سَدوم. |
13: | فجاءَ مَن أَفلَتَ وأَخبَرَ أَبْرامَ العِبْرانِيّ، وهو مُقيمٌ عِندَ بلُّوطِ مَمْرا الأَمورِيّ، أَخي أشْكولَ وعانِر، وهُم حُلَفاءُ أَبْرام. |
14: | فلَمَّا سَمِعَ أَبْرامُ أَنَّ أَخاه قد أُسِر، جَنَّدَ رِجالَه المُدَرَّبينَ المَولودينَ في بَيتِه، وعدَدُهُم ثَلاثُ مِئَةٍ وثَمانِيَةَ عَشَر، وجَدَّ في إِثْرِهِم حَتَّى دان. |
15: | وتَفَرَّقَ عَلَيهِم لَيلاً هو ورِجالُه، فَضَرَبَهم وتَعَقَّبَهم حتَّى حُوبَةَ الَّتي في شَمالِ دِمَشق. |
16: | فآستَرجَعَ جَميعَ الأَموال وأستَرَدَّ لُوطًا أَخاه وأَمْوالَه والنِّساءَ والقَوم.
|
ملكيصادق |
17: | وعِندَ رُجوعِ أَبْرامَ، بَعدَ أَن كَسَرَ كَدُرْلاعُومَرَ والمُلوكَ الَّذينَ معَه، خَرَجَ مَلِكُ سَدومَ لِمُلاقاتِه إِلى وادي شَوَى (وهو وادي المَلِك). |
18: | وأَخرَجَ مَلْكيصادَق، مَلِكُ شَليم، خُبزًا وخَمْراً، لأَنَّه كانَ كاهِنًا ِللهِ العَلِيّ. |
19: | وبارَكَ أَبْرامَ وقال:
(( على أَبْرامَ بَرَكَةُ اللهِ العَلِيّ
خالِقِ السَّمَواتِ والأَرض
|
20: | وتبارَكَ اللهُ العَلِيّ
الَّذي أَسلَمَ أَعداءَكَ إِلى يَدَيكَ )).
وأَعْطاه أَبْرامُ العُشْرَ مِن كُلِّ شَيء.
|
21: | وقالَ مَلِكُ سَدومَ لأَبْرام: (( أَعْطِني النُّفوس، والأَموالُ خُذْها لك )). فقالَ أَبْرامُ لِمَلِكِ سَدومَ: |
22: | (( رَفَعتُ يَدي إِلى الرَّبِّ الإِلهِ العَلِيّ، خالِقِ السَّمَواتِ والأَرض: |
23: | لا أَخَذتُ خَيْطًا ولا شَريطَ نَعْلٍ من جَميعِ ما لَكَ، لِئَلاَّ تقول: أَنا أَغنَيتُ أَبْرام. |
24: | لا شَيءَ لي سوى ما أَكَلَه الغِلْمان ونَصيبِ الرِّجالِ الَّذينَ ذَهَبوا معي: عانِر وأَشْكول ومَمْرا، فهُم يأخُذونَ نَصيبَهم )).
|
|
الفصل : 15 |
مواعد اللّه وعهده
1: | بَعدَ هذه الأَحْداث كانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلى أَبْرامَ في الرُّؤيا قاَئلاً:
(( لا تَخَفْ يا أَبْرام. أَنا تُرْسٌ لَكَ
وأَجُركَ عَظيمٌ جِدًّا )).
|
2: | فقالَ أَبْرام: (( أَيُّها السَّيِّدُ الرَّبّ، ماذا تُعْطيني؟ إِنِّي مُنْصَرِفٌ عَقيمًا، وقَيِّمُ بَيتي هو اليعازَرُ الدِّمَشْقيّ )). |
3: | وقالَ أَبْرام: (( إِنَّكَ لَم تَرزُقْني نَسْلاً، فهُوَذا رَبيبُ بَيتي يَرِثُني )). |
4: | فإِذا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ إِليه قائلاً: (( لن يَرِثَكَ هذا، بل من يَخرُجُ مِن أَحْشائِكَ هو يَرِثُكَ )). |
5: | ثُمَّ أَخرَجَه إِلى خارِجٍ وقال: (( اُنْظُرْ إِلى السَّماء وأَحْصِ الكَواكِبَ إِنِ آستَطَعتَ أَن تُحصِيَها ))، |
6: | وقالَ له: (( هكذا يَكونُ نَسْلُك )). فآمَنَ بِالرَّبّ، فحَسَبَ لَه ذلك بِرّاً.
|
7: | وقالَ له: (( أَنَا الرَّبُّ الَّذي أَخرجَكَ مِن أُورِ الكَلْدانِيِّين لِأُعطِيَكَ هذه الأَرضَ مِيراثًا لَكَ )). |
8: | فقالَ: (( أَيُّها السَّيِّدُ الرَّبّ، بمِاذا أَعلَمُ أَنِّي أَرِثُها؟ )). |
9: | فقالَ لَه: (( خُذْ لي عِجلَةً في سَنَتِها الثَّالِثة وعَنزَةً في سَنَتِها الثَّالِثة وكبْشًا في سَنَتِه الثَّالِثة ويَمامةً وجَوزَلاً )). |
10: | فأَخَذَ لَه جَميعَ هذه وشطَرَها أَنْصافًا، ثُمَّ جَعَلَ كُلَّ شَطْر قُبالَةَ الآخَر، والطَّائِرانِ لم يَشطُرْهُما. |
11: | فانقَضَّتِ الجَوارِحُ على الجُثَث، فطَرَدَها أَبْرام.
|
12: | ولَمَّا صارَتِ الشَّمسُ إِلى المَغيب، وَقَعَ سُباتٌ عَميقٌ على أَبْرام، فإِذا بِرُعبِ ظُلمَةٍ شَديدةٍ قد وَقَعَ علَيه. |
13: | فقالَ الرَّبُّ لأَبْرام: (( اِعلَمْ يَقينًا أَنَّ نَسلَكَ سَيَكونونَ نُزَلاءَ في أَرضٍ لَيسَت لَهم، وَيستَعبِدونَهم وُيذِلُّونَهم أَربَعَ مِئَةِ سَنَة. |
14: | والأُمَّةُ الَّتي يُستَعبَدونَ لَها سأَدينُها أَنا، وبَعدَ ذلك يَخرُجونَ بمِالٍ كَثير. |
15: | وأَنتَ تَنضَمُّ إِلى آبائِكَ بِسَلام وتُدفَنُ بِشيبَةٍ طَيِّبة. |
16: | وفي الجِيل الرَّابِع يَرجعونَ إِلى ههُنا، لأَنَّ إِثْمَ الأَمورِيِّينَ لَن يَكونَ قدِ اَكتَمَلَ عِندَئِذٍ )).
|
17: | فلَمَّا غابَتِ الشَّمْسُ وخَيَّمَ الظَّلام، إِذا بَِتنُّورِ دُخانٍ ومِشعَل نارٍ يَسيرانِ بَينَ تِلكَ القِطَع. |
18: | في ذلِك اليَوم قَطَعَ الرَّبُّ معَ أَبْرامَ عَهْدًا قائلاً:
(( لِنَسلِكَ أُعْطي هذِه الأَرض
مِن نَهْر مِصْرَ إِلى النَّهْرِ الكَبير، نَهْرِ الفُرات |
19: | القِيييِّين والقَنْزِيِّين والقَدْمونِيِّين |
20: | والحِثِّيِّين والفَرِزِيِّين والرَّفائِيِّين |
21: | والأَمورِيّين والكَنْعانِيِّين والجِرجاشِيِّين واليَبوسِيِّين )).
|
|
الفصل : 16 |
مولد إِسماعبل
1: | وأَمَّا سارايُ آمرَأَةُ أَبْرام، فلَم تَلِدْ لَه. وكانَت لَها خادِمةٌ مِصرِيَّةٌ اَسمُها هاجَر. |
2: | فقالَت سارايُ لأَبْرام: (( هُوَذا قد حَبَسَني الرَّبُّ عنِ الوِلادة، فاَدخُلْ على خادِمَتي، لَعَلَّ بَيتي يُبْنى مِنْها )). فسَمِعَ أَبْرامُ لِقَولِ ساراي.
|
3: | فبَعدَ عَشْرِ سِنينَ مِن إِقامةِ أَبْرامَ في أَرضِ كَنْعان، أَخذَت سارايُ اَمرَأَتُه هاجَرَ المِصرِيَّةَ خادِمَتَها فأَعطَتها لأَبْرامَ زَوجِها لِتَكونَ لَه زَوجَةً. |
4: | فدَخَلَ على هاجَر فحَمَلَت. فلمَّا رَأَت أَنَّها قد حَمَلَت، هانَت سَيِّدَتُها في عَينَيها. |
5: | فقالَت سارايُ لأَبْرام: (( ظُلْمي علَيكَ! إِنِّي وَضَعتُ خادِمَتي في حِضنِكَ، فلَمَّا رَأَت أَنَّها قد حَمَلَت هُنتُ في عَينَيها. لِيَحكُمِ الرَّبُّ بَيني وبَينَكَ )). |
6: | فقالَ أَبْرامُ لِساراي: (( هذِه خادِمَتُكِ في يَدِكِ، فاَصنَعي بِها ما يَحسُنُ في عَينَيكِ )). فأَذَلَّتْها ساراي، فهَرَبَت من وَجهِها.
|
7: | فوجَدَها مَلاكُ الرَّبِّ عِندَ عَين ماءٍ في البَرِّيَّة، عَينِ الماءِ الَّتي في طَريقِ شور. |
8: | فقال: (( يا هاجَر، خادِمَةَ ساراي، مِن أَينَ جِئتِ وإِلى أَينَ تَذهَبين؟ )). قالت: (( إِنِّي هارِبَةٌ مِن وَجهِ سارايَ سَيِّدَتي )). |
9: | فقالَ لَها مَلاكُ الرَّبّ:(( اِرْجِعي إِلى سَيِّدتِكِ وتَذَلَّلي تَحتَ يَدَيها )). |
10: | وقالَ لَها مَلاكُ الرَّبّ: (( لأُكَثِّرَنَّ نَسلَكِ تَكْثيرًا حتَّى لا يُحْصى لِكَثرَتِه )). |
11: | وقالَ لَها مَلاكُ الرَّبّ:
(( ها أنتِ حامِلٌ وستَلِدينَ آبنًا
وتُسَمِّينَه إسْماعيل
لأَنَّ الرَّبَّ قد سَمِعَ صَوتَ شَقائِكِ
|
12: | ويَكونُ حِمارًا وَحْشِيًّا بَشَرِيًّا
يَدُه على الجَميع ويَدُ الجَميعِ علَيه
وفي وَجهِ جَميعِ إِخوَتِه يَسكُن )).
|
13: | فأَطلَقَت على الرَّبِّ مُخاطِبِها اسمَ (( أَنتَ اللهُ الرَّائي ))، لأَنَّها قالَت: (( أَما رأَيتُ ههُنا قَفا رائِيَّ؟ )). |
14: | لِذلِكَ سُمِّيَتِ البِئرُ بِئرَ الحَيِّ الرَّائيّ، وهي بينَ قادِش وبارَد.
|
15: | ووَلَدَت هاجَرُ لأَبْرامَ اَبنًا، فسَمَّى أَبْرامُ ابنَه الَّذي وَلَدَته هاجَرُ إِسْماعيل. |
16: | وكانَ أَبْرامُ اَبنَ سِتٍّ وثَمانينَ سَنَةً حين وَلَدَت هاجَرُ إِسْماعيلَ لأَبْرام.
|
|
الفصل : 17 |
العهد والختان
1: | ولَمَّا كانَ أَبْرامُ آبنَ تِسْعٍ وتسعينَ سَنَةً، تَراءى لَه الرَّبُّ وقالَ له: (( أنا اللهُ القدير، فسِرْ أَمامي وكُنْ كامِلاً. |
2: | سأَجعَلُ عَهْدي بَيني وبَينَكَ وسأُكَثِّرُكَ جِدًّا جِدًّا )). |
3: | فسقَطَ أَبْرامُ على وَجهِه.
|
4: | وخاطَبَه الله قائلاً: (( ها أَنا أَجعَلُ عَهْدي معَكَ، فتَصيرُ أَبا عَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأُمَم. |
5: | ولا يَكونُ اَسمُكَ أَبْرامَ بَعدَ اليَوم، بل يَكون آسمُكَ إِبراهيم، لأَنِّي جَعَلتُكَ أَبا عَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأُمَم. |
6: | وسَأُنْميكَ جِدًّا جِدًّا وأَجعَلُكَ أُمَمًا، ومُلوكٌ مِنكَ يَخرُجون. |
7: | وأُقيمُ عَهْدي بَيني وبَينَكَ وبَينَ نَسلِكَ مِن بَعدِكَ مَدى أَجْيالِهم، عَهْدًا أَبدِيًّا، لأَكونَ لَكَ إِلهًا ولنَسْلِكَ مِن بَعدِكَ. |
8: | وأُعْطيكَ الأَرضَ الَّتي أَنتَ نازِلٌ فها، لَكَ ولِنَسلِكَ مِن بَعدِكَ، كُلَّ أَرضِ كَنْعان، مِلْكًا مُؤَبَّدًا، وأَكونُ لَهم إِلهًا )).
|
9: | وقالَ الله لإِبْراهيم: (( وأَنتَ فاَحفَظْ عَهْدي، أَنتَ ونَسْلُكَ مِن بَعدِكَ مَدى أَجْيالِهِم. |
10: | هذا هو عَهْديَ اَّلذي تَحفَظونَه بَيني وبَينَكم وبَينَ نَسلِكَ من بَعدِكَ: يُختَنُ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم. |
11: | فتُختَنونَ في لَحمِ قُلفَتِكم، وَيكونُ ذلك عَلامَةَ عَهْدٍ بَيني وبَينَكم. |
12: | واَبنَ ثمانِيَةِ أَيَّامٍ يُختَنُ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم مِن جيلٍ إِلى جيل، سَواءٌ أَكَانَ مَولودًا في البَيت أَم مُشْترىً بِالفِضَّة مِن كُلِّ غَريبٍ لَيسَ مِن نَسلِكَ. |
13: | يُختَنُ المَولودُ في بَيتكَ والمُشْتَرى بِفِضَّتِكَ، فيَكونُ عَهْدي في أَجْسادِكم عَهْدًا أَبَدِيًّا. |
14: | وأَيُّ أَقلَفَ مِنَ الذُّكورِ لم يُختَنْ في لَحمِ قُلْفَتِه، تُفصَلُ تِلكَ النَّفْسُ مِن ذَوِيها، لأَنَّه قد نَقَضَ عَهْدي )).
|
15: | وقالَ الله لإِبراهيم: (( سارايُ اَمرَأَتُكَ لا تُسَمِّها ساراي، بل سَمِّها سارة. |
16: | وأَنا أُبارِكُها وأَرزُقُكَ مِنها آبنًا وأُبارِكُها فتَصيرَ أُمَمًا، ومُلوكُ شُعوبٍ مِنها يَخرُجون )). |
17: | فسَقَطَ إِبْراهيمُ على وَجهِه وضَحِكَ وقالَ في قَلبِه: (( أَلآبنِ مِئَةِ سَنَةٍ يُولَدُ وَلَد، أَم سارةُ، وهي آَبنَةُ تِسعينَ سَنَةً، تَلِد؟ )). |
18: | فقالَ إِبراهيمُ لِله: (( لَو أَنَّ إِسْماعيلَ يَحْيا أَمامَ وَجهِكَ! )). |
19: | فقالَ الله: (( بل سارةُ اَمرَأَتُكَ سَتَلِدُ لَكَ ابنًا وسَمِّهِ إِسحق، وأُقيمُ عَهْدي معَه، عَهْدًا أَبَدِيًّا، لأَكونَ لَه إِلهًا ولِنَسلِه مِن بَعدِه. |
20: | وأَمَّا إِسْماعيلُ فقَد سَمِعتُ قَولَكَ فيه. وهاءَنَذا أُبارِكُه وأُنْميه وأُكَثِّرُه جِدًّا جِدًّا، ويَلدُ اَثنَي عَشَرَ رَئيسًا، وأَجعَلُه أُمَّةً عظيمة. |
21: | غَيرَ أَنَّ عَهْدي أُقيمُه معَ إِسْحقَ الَّذي تَلِدُه لَكَ سارةُ في مِثلِ هذا الوَقتِ مِنَ السَّنَةِ المُقبِلة )). |
22: | فلَمَّا اَنتَهى اللهُ مِن مُخاطَبَةِ إِبْراهيم، اِرْتَفَعَ عنه.
|
23: | فأَخَذَ إِبْراهيمُ إِسْماعيلَ اَبنَه وجَميعَ مَواليدِ بَيتِه وجَميعَ المُشتَرينَ بِفِضَّتِه، كُلَّ ذَكَرٍ مِن أَهْلِ بَيتِه، فخَتَنَ لَحْمَ قُلفَتِهم في ذلك اليَومِ عَينِه، بِحَسَبِ ما أَمَرَه الله به. |
24: | وكانَ إبراهيمُ اَبنَ تِسْعٍ وتِسْعينَ سَنَةً عندما خَتَنَ لَحمَ قُلفَتِه. |
25: | وكانَ إِسْماعيلُ آبنُه آبنَ ثَلاثَ عَشرَةَ سَنَةً حينَ خُتِنَ لَحْمُ قُلفَتِه. |
26: | في ذلك اليَومِ عَينِه خُتِنَ إِبراهيمُ وإسْماعيلُ اَبنُه. |
27: | وجَميعُ رِجالِ بَيتِه، سَواءٌ أَكانوا مَواليدَ بَيتِه أَم مُشْتَرَينَ بِالفِضَّةِ مِنَ الغَريب، خُتِنوا معَه.
|
|
الفصل : 18 |
ترائي الله في مَمْرا
1: | وتَراءى الرَّبُّ لَه عِندَ بَلُّوطِ مَمْرا، وهو جالِسٌ بِبابِ الخَيمَة، عِندَ آحتِدادِ النَّهار. |
2: | فرفَعَ عَينَيه ونَظَر، فإِذا ثَلاثَةُ رِجالٍ واقِفونَ بِالقُربِ مِنه. فلَمَّا رَآهُم، بادرَ إِلى لِقائِهم مِن بابِ الخَيمَة وسَجَدَ إِلى الأَرض. |
3: | وقال: (( سَيِّدي، إِن نِلتُ حُظْوَةً في عَينَيكَ، فلا تَجُزْ عن عَبدِكَ، |
4: | فيُقَدَّمَ لكم قَليلٌ مِنَ الماء فتَغسِلونَ أرجُلَكم وتَستَريحونَ تَحتَ الشَّجَرة،ْ |
5: | وأُقدِّمَ كِسرَةَ خُبْزٍ فتُسنِدونَ بِها قُلوبَكم ثُمَّ تَمْضونَ بَعدَ ذلك، فإِنَّكم لِذلِك جُزتُم بِعَبدِكم )). قالوا: (( اِفعَلْ كَما قُلتَ )).
|
6: | فأَسرَعَ إِبراهيمُ إِلى الخَيمَةِ إِلى سارةَ وقال: (( هَلُمِّي بِثَلاثَةِ أَصْواعٍ مِن السَّميدِ النَّاعِم فاَعجِنيها وآصنَعيها فَطائر )). |
7: | وبادَرَ إِبْراهيمُ إِلى البَقَر، فأَخَذَ عِجْلاً رَخْصًا طَيِّباً وسَلَّمَه إِلى الخادِم فأَسرَعَ في إِعْدادِه. |
8: | ثُمَّ أَخَذَ لَبَنًا وحَليبًا والعِجْلَ الَّذي أَعَدَّه وجَعَلَ ذلك بَينَ أَيْديهِم وهو واقِفٌ بِالقُربِ مِنهم تَحتَ الشَّجرة، فأَكلوا.
|
9: | ثُمَّ قالوا لَه: (( أَينَ سارةُ اَمرَأَتُكَ؟ )) قال: (( هي في الخَيمة )). |
10: | قال: (( سأَعودُ إِلَيكَ في مِثْلِ هذا الوَقْت، وَيكونُ لِسارةَ اَمرَأَتِكَ اَبنٌ )). وكانَت سارةُ تَتَسمَّعُ عِندَ بابِ الخَيمَةِ الَّذي وَراءَه. |
11: | وكانَ إِبْراهيمُ وسارةُ شَيخَينِ طاعِنَينِ في السِّنّ، وقَدِ انقَطَعَ عن سارةَ ما يَجْري لِلنِّساء. |
12: | فضَحِكَت سارةُ في نَفْسِها قائلةً: (( اَبَعْدَ هَرَمي أَعِرفُ اللَّذَّة، وسَيَدّي قد شاخ؟ )) |
13: | فقالَ الرَّبُّ لإِبْراهيم: (( ما بالُ سارةَ قد ضَحِكَت قائلَةً: أَحَقًّا أَلِدُ وقَد شِخْتُ؟ |
14: | هَل مِن أَمْرٍ يُعجِزُ الرَّبّ؟ في مِثْلِ هذا الوَقْتِ أَعودُ إلَيكَ وَيكونُ لِسارةَ آبنٌ )) |
15: | فأَنكَرَت سارةُ قائلة: (( لم أَضحَكْ ))، ذلك بأَنَّها خافَت. فقال: (( لا، بل ضَحِكْتِ )).
|
شفاعة ابراهيم |
16: | ثُمَّ قامَ الرِّجالُ مِن هُناكَ واتَّجَهوا نَحوَ سَدوم، ومَضى إِبْراهيمُ مَعَهم لِيُشَيِّعَهم. |
17: | فقالَ الرَّبّ: أَأَكتُمُ عن إِبْراهيمَ ما أَنا صانِعُه، |
18: | وإِبْراهيمُ سيَصيرُ أُمَّةً كبيرةً مُقتَدِرةً وتَتَبارَكُ بِه أُمَمُ الأَرضِ كلُّها؟ |
19: | وقدِ اَختَرتُه لِيُوصِيَ بَنيه وبَيته مِن بَعدِه بِأَن يَحفَظوا طَريقَ الرَّبِّ لِيَعمَلوا بِالبِرِّ والعَدْل، حتَّى يُنجِزَ الرَّبُّ لإِبْراهيمَ ما وَعَدَه بِه )). |
20: | فقالَ الرَّبّ: (( إِنَّ الصُّراخَ على سَدومَ وعَمورَةَ قدِ آشتَدَّ وخَطيئَتَهم قد ثَقُلَت جِدًّا. |
21: | أَنزِلُ وأَرى هَل فَعَلوا أم لا بِحَسَبِ ما بَلَغَني مِن صُراخٍ علَيها، فأَعلَم )).
|
22: | وآنصَرَفَ الرَّجُلانِ مِن هُناكَ ومَضَيا نَحوَ سَدوم، وبَقِيَ إِبْراهيمُ واقِفًا أَمامَ الرَّبّ. |
23: | فَتَقَدَّمَ إِبْراهيمُ وقال: (( أَحَقًّا تُهلِك البارَّ مع الشِّرِّير؟ |
24: | لعلَّه يُوجَدُ خَمْسونَ بارّاً في المدينة، أَحقًّا تُهلِكُها ولا تَصْفَحُ عَنها مِن أَجلِ الخَمْسينَ بارّاً الَّذينَ فيها؟ |
25: | حاشَ لَكَ أَن تَصنَعَ مِثلَ هذا: أَن تُميتَ البارَّ مع الشِّرِّير، فيَكونُ البارُّ كالشِّرِّير. حاشَ لَكَ! أَدَيَّانُ الأَرضِ كُلِّها لا يَدينُ بِالعَدْل؟ )). |
26: | فقالَ الرَّبّ: (( إِن وجَدتُ في سَدومَ خَمْسينَ بارًّا في المَدينة، فإِنِّي أَصْفَحُ عن المَكانِ كُلِّه مِن أَجْلِهم )).
|
27: | فأَجابَ إِبْراهيمُ وقال: (( قد أَقدَمتُ على الكلامِ مع سَيِّدي، وأنا تُرابٌ ورَماد. |
28: | لَرُبَّما نَقَصَ اَلخَمْسونَ بارًّا خَمْسَةً، أَفتُهلِكُ المَدينةَ كلها بِسَبَبِ الخَمْسَة؟ )) |
29: | فقال: (( لا أُهلِكُها، إِن وَجَدتُ هُناكَ خَمسَةً وأَربَعين )). ثُمَّ عادَ أَيضاً وكلَّمَه فقال: (( لَرُبَّما وُجِدَ هُناكَ أَربَعون )). فقال: (( لا أَفعَلُ مِن أَجْلِ الأَربَعين )).
|
30: | قالَ إِبْراهيم: (( لا يَغضَبْ سَيِّدي أَن أَتَكَلَّم: لَرُبَّما وُجِدَ هُناكَ ثَلاثون )). فقال: (( لا أَفعَل، إِن وَجَدتُ هُناكَ ثَلاثين )). |
31: | قال: (( قد أَقدَمتُ على الكَلامِ مع سَيِّدي: لَرُبَّما وُجِدَ هُناكَ عِشْرون )). قال: ((لا أُهلِكُ مِن أَجْلِ العِشْرين )). |
32: | فقال: ((لا يَغضَبْ سَيِّدي أَن أَتَكَلَّمَ أَيضاً هذه المَرَّةَ الأَخيرة: لَرُبَّما وُجِدَ هُناكَ عَشَرَةَ )). قال: ((لا أُهلِكُ مِن أَجْلِ العَشَرَة )).
|
33: | ومَضى الرَّبُّ عِندَما آنْتَهى مِنَ الكَلامِ معَ إِبْراهيم، ورَجَعَ إِبْراهيمُ إِلى مَكانِه.
|
|
الفصل : 19 |
تدمير سدوم
1: | فجاءَ المَلاكانِ إِلى سَدومَ مَساءً، وكانَ لُوطٌ جالِسًا عِندَ بابِ سَدوم. فلَمَّا رآهُما لُوط، قامَ لِلِقائِهما وسَجَدَ بِوَجهِه إِلى الأَرض، |
2: | وقال: ((سَيِّدَيَّ، مِيلا إِلى بَيتِ عَبدِكُما وبيتا وآغْسِلا أَرجُلَكما، ثُمَّ تُبَكِّرانِ وتَمضِيانِ في سَبيلِكُما )). فقالا: ((لا، بل في السَّاحةِ نَبيت )). |
3: | فأَلَحَّ عَليهِما كَثيرًا، فمالا إِلَيه ودَخَلا مَنزِلَه. فصَنعَ لَهُما مَأدُبةً وخَبَزَ فَطيرًا، فأكلا.
|
4: | وقَبلَ أَن يَضْطَجِعا، إِذا بأَهلِ المَدينة، أَهلِ سَدوم، قد أَحاطوا بِالمَنزِل، مِنَ الصَّبِيِّ إِلى الشَّيخ، جَميعُ القَومِ إِلى آخِرِهِم. |
5: | فنادوا لُوطًا وقالوا له: (( أَينَ الرَّجُلانِ اللَّذانِ قَدِما إِلَيكَ في هذه اللَّيلَة؟ أَخرِجْهُما لِكَى نَعرِفَهُما )).
|
6: | فخَرَجَ إِلَيهِم لُوطٌ إِلى المَدخَل وأَغلَقَ البابَ وَرَاءَه |
7: | وقال: (( أَسأَلُكم أَلاَّ تَفعَلوا شَرّاً، يا إِخْوَتي. |
8: | هاءَنَذَا لِيَ آبنَتانِ ما عَرَفَتا رَجُلاً: أُخرِجُهُما إِلَيكُم، فاصنَعوا بِهِما ما حَسُنَ في أَعيُنِكم. وأَمَّا هذانِ الرَّجُلان، فلا تَفعَلوا بِهِما شَيئًا، لأَنَّهما دَخَلا تَحتَ ظِلِّ سَقْفي )). |
9: | فقالوا: (( تَنَحَّ مِن هنا! )). ثُمَّ قالوا: (( هذا رَجُلٌ يَنزِلُ بِنا فيُقيمُ نَفسَه حاكِمًا! الآنَ نَفعَلُ بِكَ أَسْوَأَ مِمَّا نَفعَلُ بِهِما )). وضَيَّقوا على لُوط وتقَدَّموا لِيَكْسِروا الباب. |
10: | فمَدَّ الرَّجُلانِ أَيدِيَهُما وأَدخلا لُوطًا إِلَيهما إِلى البَيتِ وأغلَقا الباب. |
11: | وأَمَّا القَومُ الَّذينَ عِندَ بابِ البَيت، فضَرَباهم بالعَمى مِن صَغيرِهِم إِلى كَبيرِهِم، فلَم يَقدِروا أَن يَجِدوا الباب.
|
12: | وقالَ الرَّجُلانِ لِلُوط: ((مَن لَكَ أَيضاً ههُنا؟ أَصْهارُكَ وبَنوكَ وبناتُكَ وجَميعُ مَن لَكَ في المدينة أَخْرِجْهُم مِن هذا المكان، |
13: | فإِنَّنا مُهلِكانِ هذا المكان، فقَدِ اَشتَدَّ الصُّراخُ علَيهِم أَمامَ الرَّبّ، وقَد أَرسَلَنا الرَّبُّ لِنُهلِكَ المَدينة )). |
14: | فخَرَجَ لُوطٌ وكَلَّمَ أَصْهارَه الَّذينَ سيَتَّخِذونَ بَناتِه وقالَ لَهم: (( قوموا واَخُرجوا مِن هذا المَكان، لأَنَّ الرَّبَّ مُهلِكٌ المَدينة )). فكانَ كمازِحٍ في أَعيُنِ أَصهارِه.
|
15: | فلَمَّا طَلَعَ الفَجْر، أَلَحَّ المَلاكانِ على لُوطٍ قائِلَين: (( قُمْ فخُذِ آمرَأَتَكَ واَبنَتَيكَ المَوجودَتَينِ هُنا، لِئَلاَّ تَهلِكَ بِعِقابِ المَدينة )). |
16: | فتَرَدَّدَ لُوط، فأَمسَكَ الرَّجُلانِ بِيَدِه وبِيَدِ اَمرَأَتِه وابنَتَيه، لِشفَقَةِ الرَّبِّ علَيه، وأَخْرَجاه ووَضَعاه خارِجَ المَدينة.
|
17: | فلَمَّا أَخْرَجاهم إِلى خارِج قالا: (( اُنْجُ بِنَفسِكَ. لا تَلتَفِتْ إِلى وَرائِكَ ولا تَقِفْ في السَّهل كُلِّه، وانجُ إِلى الجَبَلِ لِئَلاَّ تَهلِك )). |
18: | فقالَ لَهُما لُوط: (( لا، أَرْجوك، يا سيِّدي. |
19: | إِنَّ عَبدَكَ قد نالَ حُظْوَةً في عَينَيكَ، وعَظُمَت رَحمَتُكَ الَّني صَنَعتَها إِلَيَّ بِإِبْقائِكَ على حَياتي. إِنِّي لا أَستَطيع النَّجاةَ إِلى الجَبَلِ دونَ أَن يَلحَقَ بِيَ الشَّرُّ فأَموت. |
20: | ها إِنَّ هذه المَدينةَ قَريبةٌ لِلْهَرَبِ إِلَيها، وهي صَغيرة، فدَعْني أَنْجو إِلَيها- الَيسَت صَغيرة؟- فتَحْيا نَفْسي )). |
21: | فقالَ لَه: (( هاءَنذا قد أَكرَمتُ وَجهَكَ في هذا الأَمْرِ أَيضاً بِأَن لا أَقلِبَ المَدينةَ الَّتِي ذَكَرتَها. |
22: | أَسرعْ بِالنَّجاةِ إِلى هُناكَ، فإِنِّي لا أَستَطيعُ أَن أَعمَلَ شَيئًا إِلى أَن تَصيرَ إِلَيها )). لِذلكَ سُمِّيَتِ المَدينةُ صُوعَر.
|
23: | ولَمَّا أَشرَقَتِ الشَّمْسُ على الأَرض، دَخَلَ لُوطٌ صُوعَر. |
24: | وأَمطَرَ الرَّبُّ على سَدومَ وعَمورةَ كِبْريتًا ونارًا مِنَ السَّمَوات، |
25: | وقلَبَ تِلكَ المُدُنَ وكُلَّ السَّهْلِ وجَميعَ سُكَّانِ المُدُنِ ونَباتَ الأَرض. |
26: | فاَلتَفَتَتِ اَمرَأَةُ لُوطٍ إِلى وَرائِها فصارَت نُصْبَ مِلْح.
|
27: | فبَكَّرَ إِبْراهيمُ إِلى المَكانِ الَّذي وَقَفَ فيه أَمامَ الرَّبّ، |
28: | وتَطَلَّعَ إِلى جِهَةِ سَدومَ وعَمورةَ وأَرضِ السَّهْلِ كلّها ونَظرَ، فإِذا دُخانُ الأَرضِ صاعِدٌ كَدُخانِ الأَتُّون.
|
29: | ولَمَّا أَهلَكَ اللهُ مُدُنَ السَّهْل، ذَكَرَ اللهُ إِبْراهيم فانتَشَلَ لُوطًا مِن وَسَطِ الكارِثة، حينَ قَلَبَ المُدُنَ الَّتي كانَ لُوطٌ مُقيمًا فيها.
|
أَصل الموآبيين والعمّونيين |
30: | وصَعِدَ لُوطٌ مِن صُوعَر وأَقامَ في الجَبَل هو واَبنَتاه معَه، لأَنَّه خافَ أَن يُقيمَ في صُوعَر. فأَقامَ في مَغارةٍ هو واَبنَتاه.
|
31: | فقالَتِ الكُبْرى لِلصُّغْرى. (( إِنَّ أَبانا قد شاخ، ولَيسَ في الأَرضِ رَجُلٌ يَدخُلُ علَينا على عادةِ الأَرضِ كُلِّها. |
32: | تَعالَي نَسْقي أَبانا خَمرْاً ونُضاجِعُه ونُقيمُ مِن أَبينا نَسْلاً )). |
33: | فسَقَتا أَباهُما خَمْراً في تِلكَ اللَّيلَة، وجاءَتِ الكُبْرى فضاجَعَت أَباها ولَم يَعلَمِ بِنيامِها ولا قِيامِها. |
34: | فلَمَّا كانَ الغَد، قالَتِ الكُبْرى لِلصُّغْرى: (( هاءَنذا قد ضاجَعتُ أَمْسِ أَبي، فَلْنَسْقِه خَمْراً هذه اللَّيلَةَ أَيضاً، وتَعالَي أَنتِ فضاجعيه لِنُقيمَ مِن أَبينا نَسْلاً )). |
35: | فسَقَتا أَباهُما خَمْراً في تِلكَ اللَّيلَةِ أَيضاً، وقامَتِ الصُّغْرى فضاجَعَته ولَم يَعلَمْ بِنِيامِها ولا قِيامِها. |
36: | فحَمَلَتِ اَبنَتا لُوطٍ مِن أَبيهِما. |
37: | ووَلَدَتِ الكُبْرى أبنًا. وسَمَّته موآب، وهو أَبو الموآبِيِّينَ إِلى اليَوم. |
38: | والصُّغْرى أَيضاً وَلَدَتِ ابنًا وسَمَّته بَنْعَمِّي، وهو أَبو بني عَمُّونَ إِلى اليَوم.
|
|
الفصل : 20 |
إِبراهيم في جَرار
1: | ورَحَلَ إِبْراهيمُ مِن هُناكَ إِلى أَرضِ النَّقَب وأَقامَ بَينَ قادِشَ وشُور وَنزَلَ بِجَرار.
|
2: | وقالَ إِبْراهيمُ في سارةَ امرَأَتِه: ((هي اُخْتي )). فأَرسَلَ أَبيمَلِك، مَلِكُ جَرار، فأَخَذَ سارة. |
3: | فأَتى اللهُ أَبيمَلِكَ في حُلْمِ اللَّيل وقالَ له: (( إِنَّكَ ستَموتُ بِسَبَبِ المَرأَةِ الَّتي أَخَذتَها، فإِنَّها مُزَوَّجةٌ مِن زَوج )). |
4: | ولَم يَكُنْ أَبيمَلِكُ قد دَنا مِنْها. فقال: (( سَيِّدي، أَوَثَنِيًّا وإِن كانَ بارًّا تَقتُل؟ |
5: | أَلَيسَ هو الَّذي قالَ لي: هي اُخْتي، وهي أَيضاً قالَت: هو أَخي. بِسَلامة قَلْبي ونقاوَةِ كَفَّيَّ صَنَعتُ ذلك )). |
6: | فقالَ لَه الله في الحُلْم: (( وأَنا أَيضاً قد عَلِمتُ أَنَّكَ بِسَلامةِ قَلبِكَ صَنَعتَ ذلك، فكَفَفتُكَ عن أَن تَخطَأَ إِلَيَّ، ولِذلك لم أَدَعْكَ تَمَسُّها. |
7: | والآن، رُدَّ آمرَأَةَ الرَّجُل، فإِنَّه نَبِيٌّ وهو يَدْعو لَكَ فتَحْيا، وإِن لم تَرُدَّها فاَعلَمْ أَنَّكَ مَوتًا تَموتُ أَنتَ وجَميعُ مَن لَكَ )).
|
8: | فبَكَّرَ أَبيمَلِكُ في الغَدِ ودَعا جَميعَ خَدَمِه وتَكَّلَمَ بِجَميعِ هذه الأُمورِ على مَسامِعِهم، فخافَ القَومُ جِدًّا. |
9: | ثُمَّ دعا أَبيمَلِكُ إِبْراهيمَ وقالَ له: ((ماذا صَنَعتَ بنا؟ وبِمَاذا خَطِئت إِلَيكَ حتَّى جَلَبتَ علَيَّ وعلى مَمْلَكتي هذه الخَطيئةَ العظيمة؟ إِنَّكَ صَنَعتَ بي ما لا يُصنَع )). |
10: | وقالَ أَبيمَلِكُ لإِبْراهيم: (( ما بَدا لَكَ مِنِّي حتَّى فَعَلتَ هذا الأَمْر؟ )) |
11: | فقالَ إِبْراهيم: (( إِنِّي قُلتُ في نَفْسي: لاشَكَّ أنْ لَيسَ في هذا المكانِ خَوفُ الله، فيَقتُلوَنني بِسَبَبِ آمرَأَتي. |
12: | وفي الحَقيقةِ هي أُخْتي، آبنَةُ أَبي. لكِنَّها لَيسَتِ اَبنَةَ أُمِّي، فصارتِ آمرَأَةً لي. |
13: | فلَمَّا رَحَّلني اللهُ مِن بَيتِ أَبي، قُلتُ لَها: هذا ما تَتَفضَّلينَ به عَلَيَّ: حَيثما جِئْنا فقُولي فِىَّ: هو أَخي )).
|
14: | فأَخَذَ أَبيمَلِكُ غَنَمًا وبَقَرًا وخُدَّامًا وخادِمات وأَعْطاها إِبْراهيم ورَدَّ إِليه سارةَ آمرَأَته. |
15: | وقالَ ابيمَلِك: (( هذه أَرْضي بَينَ يَدَيكَ، فحَيثُما طابَ لَكَ فأَقِمْ فيه )). |
16: | وقالَ لِسارة:
(( قد أَعطَيتُ أَخاكِ أَلْفَ مِثْقالٍ مِنَ الفِضَّة، تَكونُ لَكِ حِجابَ عَينٍ لِكُلِّ مَن مَعَكِ فتَتَزَكَّينَ تَمامًا )). |
17: | فصَلَّى إِبْراهيمُ إِلى الله، فعافى اللهُ أَبيمَلِكَ واَمرَأَتَه وخادِماتِه فوَلَدنَ، |
18: | لأَنَّ الرَّبَّ كانَ قد حَبَسَ كُلَّ رَحِمٍ في بَيتِ أَبيمَلِك، بِسَبَبِ سارةَ اَمرَأَةِ إِبْراهيم.
|
|
الفصل : 21 |
مولد اسحق
1: | واَفتَقَدَ الرَّبُّ سارةَ كما قال، وصَنَعَ الرَّبُّ إِلى سارةَ كما قال. |
2: | فحَمَلَت سارةُ ووَلَدَت لإِبْراهيمَ آبنًا في شَيخوخَتِه في الوَقتِ الَّذي وَعَدَ اللهُ بِه. |
3: | فسمَّى إِبْراهيمُ آبنَه المَولودَ له، الَّذي وَلَدَته لَه سارة، اِسحق. |
4: | وخَتَنَ إِبْراهيمُ إِسحقَ آبنُه، وهو آبنُ ثَمانِيَةِ أَيَّام، بِحَسَبِ ما أَمَرَه اللهُ بِه. |
5: | وكانَ إِبْراهيمُ اَبنَ مِئَةِ سَنَةٍ حينَ وُلِدَ لَه إِسحقُ اَبنُه. |
6: | وقالَت سارة: (( جَعَلَ اللهُ لي ما يُضحِك، فكُلُّ من سَمِعَ بِذلك يَضحَكُ بِشَأني )). |
7: | وقالت:
(( من كانَ يَقولُ لإِبْراهيم:
إِنَّ سارةَ سَتُرضِعُ البَنين!
فقَد وَلَدتُ اَبنًا لِشَيخوخَتِه )).
|
طَرْد هاجر واسماعيل |
8: | وكَبِرَ الوَلَدُ وفُطِم، وأَقامَ إِبْراهيمُ مَأدُبةً عَظيمةً في يَومِ فِطامِ إِسحق. |
9: | ورَأَت سارةُ اَبنَ هاجَرَ المِصرَّيةِ الَّذي وَلَدَته لإِبْراهيمَ يَلعَبُ مع اَبِنها إِسحق. |
10: | فقالَت لإِبْراهيم: (( أُطرُدْ هذه الخادِمةَ وآبنَها، فإِنَّ آبنَ هذه الجارِيَةِ لَن يَرِثَ مع آبْني إِسحق )). |
11: | فساءَ هذا الكَلامُ جدًّا في عَينَي إِبْراهيمَ بِشَأْنِ اَبنِه. |
12: | فقالَ اللهُ لإِبْراهيم: (( لا يَسُؤْ في عَينَيكَ أَمْرُ الصَّبِيِّ وأَمْرُ خادِمَتِكَ. مَهْما قالَت لَكَ سارة، فاسمَعْ لِقَولها، لأَنَّه بِإِسحقَ يَكونُ لَكَ نَسْلٌ بِاسمِكَ. |
13: | وأَمَّا اَبنُ الخادِمَة، فهو أَيضاً أَجعَلُه أُمَّةً عظيمةً، لأَنَّه نَسلُكَ )). |
14: | فبَكَّرَ إِبْراهيمُ في الصَّباحِ وأَخَذَ خُبزًا وقِربَةَ ماء فأَعطاهُما هاجرَ وجَعَلَ الوَلَدَ على كَتِفِها، وصَرَفَها.
فمَضَت وتاهَت في بَرِّيَّةِ بِئرَ سَبعْ. |
15: | ونَفِدَ الماءُ مِنَ القِربَة، فطَرَحَتِ الوَلَدَ تَحتَ بَعضِ الشِّيح. |
16: | ومَضَت فجَلَسَت تُجاهَه على بُعدِ رَميَةِ قَوس، لأَنَّها قالَت: (( لا رأَيتُ مَوتَ الوَلَد! )). فجَلَسَت تُجاهَه، ورَفَعَت صَوتَها وَبَكَت.
|
17: | وسَمِعَ اللهُ صَوتَ الصَّبِيّ، فنادى مَلاكُ الرَّبِّ هاجَرَ مِنَ السَّماءِ وقالَ لها: ((ما لَكِ يا هاجَر؟ لا تخافي، فإِنَّ اللهَ قد سَمِعَ صَوتَ الصَّبِيِّ حَيثُ هو. |
18: | قومي فخُذي الصَّبِيَّ وشُدِّي علَيه يَدَكِ، فإِنِّي جاعِلُه أُمَّةً عظيمة )). |
19: | وفَتَحَ الله عَينَيها فَرأَت بِئرَ ماءٍ ، فمَضَت ومَلأَتِ القِرْبَةَ ماءً وسَقَتِ الصَّبِيّ.
|
20: | وكانَ اللهُ معَ الصَّبِيِّ حَتَّى كَبِرَ فأَقامَ بِالبَرِّيَّة وكانَ رامِيًا بالقَوس. |
21: | وأَقامَ بِبَرِّيَّةِ فاران، واتَّخَذَت لَه أُمُّه اَمرَأَةً مِن أَرضِ مِصْر.
|
إِبراهيم وأَبيملك في بئر سبع |
22: | وكان في ذلك الزَّمانِ أَنَّ أَبيمَلِكَ وفيِكولَ، قائِدَ جَيشِه، كَلَّما إِبْراهيمَ قائِلَين: (( إِنَّ اللهَ معَكَ في جميعِ ما تَعمَلُه. |
23: | والآنَ اَحلِفْ لي بِاللهِ ههُنا أَنَّكَ لا تَخدَعُني ولا تَخدَعُ ذُرَّّيَّتي وخَلَفي، بل تُعامِلُني وتُعامِلُ البَلَدَ الَّذي نَزَلتَ به بِالرَّحمةِ الَّتي عامَلتُكَ بِها )). |
24: | فقالَ إبْراهيم: (( أَحْلِف )).
|
25: | وعاتَبَ إِبْراهيمُ أَبيمَلِكَ بِسَبَبِ بِئْرِ الماءِ الَّتي غَصَبَها خَدَمُ أَبيمَلِك. |
26: | فقالَ أَبيمَلِك: (( لم أَعلَمْ مَن فَعَلَ هذا الأَمْر، وأَنتَ لم تُخْبِرْني، ولا أَنا سَمِعتُ إِلاَّ اليَوم )). |
27: | وأَخَذَ إِبْراهيمُ غَنَمًا وبَقَرًا فأَعْطاها أَبيمَلِك وقَطَعا كِلاهُما عَهدًا. |
28: | ووَضَعَ إِبْراهيمُ سَبْعَ نِعاجٍ مِنَ الغَنَم على حِدَة، |
29: | فقال أَبيمَلِك لإِبراهيم: (( ما هذهِ السَّبعُ النِّعاجُ الَّتي وَضَعتَها على حِدَة؟ )) |
30: | قال: (( سَبعَ نِعاجٍ تأخُذُ مِن يَدي لِتَكونَ شهادةً لي بِأَنِّي حَفَرتُ هذه الِبئْر )). |
31: | ولِذلك سُمِّيَ ذلك المكانُ بِئْرَ سَبْعَ، لأَنَّهما هُناكَ حَلَفا كِلاهُما.
|
32: | وقَطَعا عَهْدًا في بِئرَ سَبعْ، وقامَ أَبيمَلِكُ وفيكولُ، قائِدُ جَيشِه، ورَجَعا إِلى أَرضِ الفَلِسْطيِنِّيين. |
33: | وغَرَسَ إِبْراهيمُ طَرْفاءَةً في بِئْرَ سَبعْ ودَعا هُناكَ بِاَسْمِ الرَّبِّ الإِلهِ السَّرمَديّ. |
34: | وَنزَلَ إِبْراهيمُ بِأَرضِ الفَلِسطينِّيِينَ أَيَّامًا كَثيرة. |
|
الفصل : 22 |
مُحرقه إبراهيم
1: | وكانَ بَعدَ هذه الأَحْداثِ أَنَّ اللهَ اَمتَحَنَ إِبْراهيمَ فقالَ له: (( يا إبْراهيم )). قالَ: ((هاءَنَذا )). |
2: | قال: (( خُذِ اَبنَكَ وَحيدَكَ الَّذي تُحِبُّه، إِسحق، وآمضِ إِلى أَرضِ المورِيِّا وأَصعِدْه هُناكَ مُحرَقَةً على أَحَدِ الجِبالِ الَّذي أريكَ )).
|
3: | فبَكَّرَ إِبْراهيمُ في الصَّباح وشَدَّ على حِمارِه وأَخَذَ معَه آثنَينِ مِن خَدَمِه وإِسحقَ اَبنَه وشقَّقَ حَطَباً لِلمُحرَقَة، وقامَ ومَضى إِلى المَكانِ الَّذي أَراه اللهُ إِيَّاه. |
4: | وفي اليَومِ الثالِث، رَفَعَ إِبْراهيمُ عَينَيه فرأَى المَكانَ مِن بَعيد. |
5: | فقالَ إِبْراهيمُ لِخادِمَيه: ((أُمكُثا أَنتُما ههُنا معَ الحِمار، وأَنا والصَّبِيُّ نَمْضي إِلى هُناكَ فَنَسجُدُ ونَعودُ إِلَيكُما )).
|
6: | وأَخَذَ إِبْراهيمُ حَطَبَ المُحرَقَة وجَعَلَه على إِسحقَ آبنِه، وأَخَذَ بِيَدِه النَّارَ والسِّكِّين وذَهَبا كِلاهُما معًا. |
7: | فكَلَّمَ إِسحقُ إِبْراهيمَ أَباه قال: (( يا أَبَتِ )). قال: (( هاءَنَذا، يا بُنَيَّ )). قال: (( هذه النَّارُ والحَطَب، فأَينَ الحَمَلُ لِلمُحرَقة؟ )) |
8: | فقالَ إِبْراهيم: (( اللهُ يَرَى لِنَفْسِه الحَمَلَ لِلمُحرَقةِ، يا بُنَيَّ )) ومَضيا كِلاهُما معًا.
|
9: | فلَمَّا وَصَلا إِلى المَكانِ الَّذي أَراه اللهُ إِيَّاه، بَنى إِبْراهيمُ هُناكَ المَذبَح ورتَّبَ الحَطَب ورَبَطَ إِسحقَ آبنَه وجَعَلَه على المَذبَحِ فَوقَ الحَطَب. |
10: | ومَدَّ إِبْراهيمُ يَدَه فأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذبَحَ آبنَه.
|
11: | فناداه مَلاكُ الرَّبِّ مِنَ السَّماءِ قائلاً: (( إِبْراهيمُ إِبْراهيم! )) قال: (( هاءَنذا )). |
12: | قال: (( لا تَمُدَّ يَدَكَ إِلى الصَّبِيّ ولا تَفْعَلْ بِه شَيئًا، فإِنِّي الآنَ عَرَفتُ أَنَّكَ مُتَّقٍ لله، فلم تُمْسِكْ عنِّي آبنَكَ وَحيدَكَ )). |
13: | فَرَفَعَ إِبْراهيمُ عَينَيه ونَظَر، فإِذا بِكَبشٍ واحِدٍ عالِقٍ بِقَرنَيه في دَغَل. فعَمَدَ إِبْراهيمُ إِلى الكَبْشِ وأَخَذَه وأَصعَدَه مُحرَقةً بَدَلَ اَبنِه. |
14: | وسمَّى إِبْراهيمُ ذلكَ المَكانَ (( الرَّبُّ يَرى ))، ولِذلِكَ يُقالُ اليَوم: (( في الجَبَل، الرَّبُّ يَرى )).
|
15: | ونادى مَلاكُ الرَّبِّ إبْراهيمَ ثانِيَةً مِنَ السَّماءِ |
16: | وقال: ((بِنَفْسي حلَفْتُ، يَقولُ الرَّبّ، بِما أَنَّكَ فَعَلتَ هذا الأَمَر ولَم تُمسِكْ عنِّي آبنَكَ وَحيدَكَ، |
17: | لأُبارِكَنَّكَ وأُكَثِّرَنَّ نَسلَكَ كنُجومِ السَّماء وكالرَّملِ الَّذي على شاطِئِ البَحر، وَيرِثُ نَسلُكَ مُدُنَ أَعدائِه، |
18: | وَيتَبارَكُ بِنَسلِكَ جَميعُ أُمَمِ الأَرض، لأَنَّكَ سَمِعتَ قَولي )).
|
19: | ثُمَّ رَجَعَ إِبْراهيمُ إِلى خادِمَيه، فقاموا ومَضَوا مَعًا إِلى بِئرَ سَبْع، وأَقامَ إِبْراهيمُ في بِئْرَ سَبْع.
|
سلاله ناحور |
20: | وبعد هذه الأَحْداث، أُخبِرَ إِبْراهيمُ وقيلَ له: (( إِنَّ مِلْكَةَ أَيضاً قد وَلَدَت بَنينَ لِناحورَ أَخيكَ: |
21: | عُوصًا بِكْرَه وبُوزًا أَخاه وقَموئيلَ أَبا أَرام |
22: | وكاسَد وحَزْوًا وفِلْداش وِيدْلاف وبَتوئيل )) (ووَلَدَ بَتوئيلُ رِفقَة). |
23: | هؤُلاءِ الثمَّانِيَةُ وَلَدَتهُم مِلْكَةُ لِناحورَ أَخي إِبْراهيم. |
24: | وسُرِّيَّتُه، وآسمُها رَؤُومه، وَلَدَت أَيضاً طابَح وجاحَم وطاحَش ومَعْكَة.
|
|
الفصل : 23 |
قبور الاَباء
1: | وكانَت سِنو عُمْرِ سارةَ مِئَةً وسَبْعًا وعِشرينَ سَنَة. |
2: | وماتت سارةُ في قِرْيَةَ أَربَع، وهي حَبْرون، في ارضِ كَنْعان. فأَقبَلَ إِبْراهيمُ يَندُبُ سارةَ وَيبْكيها.
|
3: | وقامَ إِبْراهيمُ مِن أَمامِ مَيتِه وكَلَّمَ بَني حِثٍّ |
4: | قائلاً: (( أَنا نَزيلٌ ومُقيمٌ عِندَكم. أَعْطوني مِلْكَ قبْرٍ عِندَكم فأَدفِنَ مَيتي مِن أَمامِ وَجْهي )). |
5: | فأَجابَ بَنو حِثٍّ إِبْراهيمَ قائِلينَ له: |
6: | (( أَلا آسمَعْنا يا سَيِّدي. أَنتَ زَعيمٌ للهِ في وَسْطِنا: في أَفضَلِ قُبورِنا أدفِنْ مَيتَكَ، فلَيسَ أَحَدٌ مِنَّا يَرفُضُ لكَ قَبرَه لِتَدفِنَ فيه مَيتَكَ )).
|
7: | فقامَ إبْراهيمُ وسجَدَ لأَهْل البَلَد، أَي لِبَني حِثّ، |
8: | وكلَّمهم قائلاً: (( إِن طابَت نُفوسُكم بِأَن أَدفِنَ مَيتي مِن أمامِ وَجْهي، فاَسمَعوا لى واسأَلوا لي عَفْرونَ بْنَ صُوحَر |
9: | أَن يُعطِيَني مغارةَ المَكْفيلةِ الَّتي لَه في طَرَفِ حَقلِه في وَسْطِكم، يُعْطيني إِيَّاها بِثَمَنِها الكامِل لِتَكونَ لي مِلْكَ قَبرٍ )). |
10: | وكانَ عَفْرونُ جالِسًا في وَسْطِ بني حِثّ، فأَجابَ عَفْرونُ الحِثِّيُّ إِبْراهيمَ على مسامِعِ بَني حِثّ، أمامَ كُلِّ مَن دَخَلَ بابَ مَدينَتِه، قائِلاً: |
11: | (( لا يا سَيِّدي، اِسمَعْ لي. الحَقلُ قد وَهَبتُه لَكَ، والمَغارةُ الَّتي فيه أَيضاً وَهَبتُها لَكَ مِنِّي، على مَشهَدِ بَني قَومي وَهَبتُها لَكَ. إِدْفِنْ مَيتَكَ )).
|
12: | فسَجَدَ إِبْراهيمُ أَمامَ أَهْلِ البَلَد، |
13: | وكلَّمَ عَفْرونَ على مسامِعِهم قائِلاً: ((أَسأَلُكَ أَن تَسمَعَ لي. أُعْطيكَ ثَمَنَ الحَقْل، فخُذْه مِنِّي فأَدفِنَ مَيتي هُناك )). |
14: | فأَجاب عَفْرونُ إِبْراهيمَ وقالَ له: |
15: | (( يا سَيِّدي، اِسمَعْ لي: أَرضٌ تساوي أَربَعَ مِئَةِ مِثْقالِ فِضَّة، ما عسى أَن تَكونَ بَيني وبَينَك؟ اِدفِنْ )). |
16: | فلَمَّا سَمِعَ إِبْراهيمُ ذلك مِنه، وَزَنَ لَه الفِضَّةَ الَّتي ذَكَرَها على مَسامِعِ بني حِثّ، أربَعَ مِئَةِ مِثْقالِ فِضَّة، مِمَّا هو رائِجٌ بَينَ التُّجَّار.
|
17: | فحَقْلُ عَفْرونَ الَّذي في المَكْفيلةِ الَّتي تُجاهَ مَمْرا، الحَقْلُ والمغارَةُ الَّتي فيه، وكُلُّ ما فيه من الشَّجَر بِجَميعِ حُدودِه المُحيطةِ بِه، |
18: | ذلِكَ كُلُّه أَصبَحَ مِلْكًا لإِبْراهيمَ بِمَشهَدِ بَني حِثّ كُلِّ مَن دَخَلَ بابَ مَدينَتِه. |
19: | وبَعدَ ذلك، دَفَنَ إِبْراهيمُ سارةَ اَمرَأَتَه في مَغارةِ حَقْلِ المَكْفيلة تُجاهَ مَمْرا، وهي حَبْرون، في أَرْضِ كَنْعان. |
20: | وأصبَحَ الحَقلُ والمَغارَةُ الَّتي فيه لإِبْراهيمَ مِلْكَ قَبرٍ مِن عِندِ بَني حِثّ.
|
|
الفصل : 24 |
زواج اسحق
1: | وشاخَ إِبْراهيمُ وطَعَنَ في السِّنّ، وكانَ الرَّبُّ قد بارَكَ إِبْراهيمَ في كُلِّ شَيء. |
2: | وقالَ إِبْراهيمُ لأَقدَمِ خُدَّامِ بَيتِه، المُوَلَّى على جَميعِ ما لَه: (( ضَعْ يَدَكَ تَحتَ فَخِذي، |
3: | فأَستَحلِفَكَ بِالرَّبِّ، إِلهِ السَّماءِ وإِلهِ الأَرض، أَن لا تَأْخُذَ زَوجَةً لآبْني مِن بَناتِ الكَنْعانِيِّينَ الَّذينَ أَنا مُقيمٌ في وَسْطِهم، |
4: | بل إِلى أَرْضي وإِلى عشيرتي تَذهَبُ وتأخُذُ زوجَةً لِآبْني إِسحق )). |
5: | فقالَ لَه الخادِم: ((لَعَلَّ المَرأَةَ لا تُريدُ أَن تَتبَعَني إِلى هذه الأَرض، فهَل أَرُدُّ اَبنَكَ إِلى الأَرضِ الَّتي خَرجتَ مِنها؟ )) |
6: | فقالَ لَه إِبْراهيم: (( إِيَّاكَ أَن تَرُدَّ آبْني إِلى هُناكَ. |
7: | إِنَّ الرَّبَّ، إِلهَ السَّماءِ وإِلهَ الأَرض، الَّذي أَخَذَني مِن بَيتِ أَبي ومِن مَسقَطِ رأسي، والَّذي كَلَّمَني والَّذي أَقسَمَ لي قائِلاً: لِنَسلِكَ أُعطي هذه الأَرض، هو يُرسِلُ مَلاكَه أَمامَكَ فتَأَخُذُ زَوجَةً لأبْني مِن هُناك. |
8: | وإِن لم تُرِدِ المَرأَةُ أَن تَتبَعَكَ، فأَنتَ بَريءٌ مِن قَسَمي هذا. أَمَّا ابْني فلا تَرجِعْ بهِ إِلى هُناكَ )). |
9: | فوَضَعَ الخادِمُ يَدَه تَحتَ فَخِذِ سَيدِِّه وحلَفَ له على ذلك.
|
10: | وأَخَذَ الخادِمُ عَشَرَةَ جِمالٍ مِن جِمالِ سَيِّدِه ومضى، وفي يَدِه مِن خَيراتِ سَيِّدِه كُلِّها، وقامَ ومضى إِلى أَرامِ النَّهرَين، إِلى مَدينةِ ناحور. |
11: | فأَناخَ الجِمالَ خارِجَ المَدينة، بِالقُربِ مِن بِئرِ الماء، عِندَ المَساء، وَقتَ خُروجِ المُستَقِيات. |
12: | وقال: (( أَيُّها الرَّبّ، إِلهُ سَيِّدي إِبْراهيم، يَسِّرْ لِيَ اليَوم وآصنَعْ رَحمَةً إِلى سَيِّدي إِبْراهيم! |
13: | هاءَنذا واقِفٌ بالقُربِ مِن عَينِ الماء، وبَناتُ أَهْلِ المَدينةِ خارِجاتٌ لِيَستَقينَ ماءً. |
14: | فَلْيَكُنْ أَنَّ الفَتاةَ الَّتي أَقولُ لَها: أَميلي جَرَّتَكِ حتَّى أَشرَب، فتَقول: اِشْرَبْ، وأنا أَسْقي جِمالَكَ أَيضاً، تَكونُ هي الَّتيِ عَيَّنتَها لِعَبدِكَ إِسحق، وبِذلك أَعلَمُ أَنَّكَ صَنَعتَ رَحمَةً إِلى سَيِّدي )).
|
15: | فكانَ قَبلَ الاِنتِهاءِ مِن كَلامِه أَن خَرَجَت رِفقَةُ الَّتي وُلدَت لِبَتوئيل، اِبْنِ مِلْكَة، اِمْرَأَةِ ناحور، أَخي إِبْراهيم، وجَرَّتُها على كَتِفِها. |
16: | وكانَتِ الفتاةُ جَميلَةَ المَنظَرِ جِدًّا، عَذْراءَ لم يَعرِفْها رَجُل. فنَزَلَت إِلى العَين ومَلأَت جَرَّتَها وصَعِدَت |
17: | فأَسرَعَ الخادِمُ إِلى لِقائِها وقال: (( اِسْقيني قليلاً مِن ماءِ جَرَّتِك )). |
18: | فقالت: (( اِشْرَبْ يا سَيِّدي ))، وأَسرَعَت فأَنزَلَت جَرَّتَها على يَدِها وسَقَته. |
19: | ولَمَّا آنتَهَت مِن سَقْيِه، قالت: ((أَسْتَقي لِجمالِكَ أَيضاً حتَّى تَنتَهِيَ مِنَ الشُّرْب )). |
20: | وأَسرَعَت وأَفرَغَت جَرَّتَها في المَسْقاة وأَسرَعَت أَيضاً إِلى البِئرِ لِتَستَقيَ، فاَستَقَت لِجَميعِ جِمالِه. |
21: | وبَقِيَ الرَّجُلُ مُتَأَمِّلاً إِيَّاها صامِتًا، لِيَعلَمَ هَل أَنجَحَ اللهُ طَريقَه أَم لا.
|
22: | فلَمَّا فَرَغَتِ الجِمالُ مِن شُرْبها، أَخَذَ الرَّجُلُ حَلقَةَ أَنْفٍ مِن ذَهَب وَزْنُها نِصْفُ مِثْقال، وسِوارَينِ لِيَدَيها وَزْنُها عَشَرَةُ مَثاقيلِ ذَهَب، |
23: | وقال: (( بِنْتُ مَن أَنتِ؟ أَخْبِريني هل في بَيتِ أَبيكِ مَوضِعٌ نَبيت فيه؟ )) |
24: | فقالَت لَه: (( أَنا اَبنَةُ بَتوئيلَ ابنِ مِلْكَةَ الَّذي وَلَدَته لِناحور )). |
25: | وقالت لَه: (( عِندَنا كَثيرٌ مِنَ التِّبنِ والعَلَف ومَوضِعٌ لِلمَبيتِ أَيضاً )). |
26: | فاَنحَنى وسَجَدَ لِلرَّبّ، |
27: | وقال: ((تَبارَكَ الرَّبُّ، إِلهُ سَيِّدي إِبْراهيمَ الَّذي لم يَقطَعْ رَحمَتَه ووَفاءَه عنِ سَيِّدي وهَداني في طَريقي إِلى بَبتِ أَخي سَيِّدي )).
|
28: | فرَكَضَتِ الفَتاةُ وأَخبَرَت بَيتَ أُمِّها بِهذِه الأُمور. |
29: | وكانَ لِرِفقَةَ أَخٌ اَسمُه لابان، فرَكَضَ لابانُ إِلى الرَّجُل، إِلى العَينِ، خارِجًا. |
30: | وكانَ أَنَّه، إِذ رأَى الحَلقَةَ والسِّوارَينِ في يَدَي أُختِه وسَمِعَ كَلامَ رِفْقَةَ أُخْتِه قائِلةً: كذا خاطَبَني الرَّجُل، ذَهَبَ إِلَيه، فإِذا هو واقِفٌ مع الجِمالِ عِندَ العَين. |
31: | فقال: (( اُدخُلْ، يا مُبارَكَ الرَّبّ، لِماذا تَقِفُ خارِجًا، فإِنِّي قد هَيَّأتُ البَيتَ وموضِعًا لِلجِمال )). |
32: | وأَدخَلَ الرَّجُلَ إِلى البَيت وحَلَّ عنِ الجِمال وطَرَحَ لَها تِبْنًا وعَلَفًا، وأَعطى الرَّجُلَ ماءً لِيَغسِلَ رِجْلَيه وأَرجُلَ القَومِ الَّذينَ معَه.
|
33: | ثُمَّ وُضِعَ الطَّعامُ أَمامَه يأكُل، فقال: (( لا آكُلُ حتَّى أَقولَ ما عِنْدي )). فقالَ لَه لابان: (( قُلْ )). |
34: | قالَ: (( أَنا خادِمُ إِبْراهيمِ، |
35: | والرَّبُّ قد بارَكَ سَيِّدي جِدًّا فصارَ غنِيًّا: رزقَه غَنَمًا وبَقَرًا وفِضَّةً وذَهَبًا وخَدَمًا وخادِماتٍ وجمالاً وحَميرًا. |
36: | ووَلَدَت سارةُ آمرَأَةُ سَيِّديَ اَبنًا لِسَيًّدي، بَعدَ أَن شاخَت، فأعْطاه جَميعَ ما له. |
37: | وقدِ اَستَحلَفَني سَيِّدي قائلاً: لا تأخُذْ لآبنِيَ آمرَأَةً مِن بَناتِ الكَنْعانيّينَ الَّذينَ أَنا مُقيمٌ بِأَرضِهِم، |
38: | بل إِلى بَيتِ أَبي وإِلى عَشيرَيْى تَذهَبُ وتأخُذُ اَمرَأَةً لآبْني. |
39: | فقُلتُ لِسَيِّدي: لَعَلَّ المَرأَةَ لا تَتبَعُني. |
40: | فقالَ لي: إِنَّ الرَّبَّ الَّذي سِرتُ أَمامَه يُرسِلُ مَلاكَه مَعَكَ وُينجِحُ طَريقَكَ، فتَأخُذُ آمرَأَةً لآبْني مِن عَشيرَتي ومِن بَيتِ أَبي. |
41: | حينَئِذٍ تَبرَأُ مِن دُعائي عَلَيكَ، لأَنَّكَ تَكونُ قد ذَهَبتَ إِلى عَشيرَتي. وإِن هُم لم يُعْطوكَ، كُنتَ بَريئًا مِن دُعائي علَيكَ. |
42: | فجِئتُ اليَومَ إِلى العَينِ فقُلتُ: أَيُّها الرَّبُّ إِلهُ سَيِّدي إِبْراهيم، إن كُنتَ تُنجِحُ طَريقيَ الَّذي أَنا سائِرٌ فيه، |
43: | فهاءَنَذا واقِفٌ على عَينِ الماء. فالفَتاةُ الَّتي تَخرُجُ لِتَستَقِيَ، فأقولُ لَها: اِسْقيني قَليلاً مِنَ الماءِ مِن جَرَّتِكِ، |
44: | فتَقولُ لي: اِشْرَبْ، وأنا استَقي لِجِمالِكَ أَيضاً، تَكونُ هيَ المَرأَةَ الَّتي عيَنَّها الرَّبُّ لآبنِ سَيِّدي. |
45: | وقَبلَ أَن أنتَهِيَ مِنَ الكَلامِ في قَلْبي، إذا بِرِفقَةَ خارِجةٌ وجَرَّتُها على كَتِفِهاَ، فنَزَلَت إِلى العَينِ واَستَقَت. فقُلتُ لها: اِسْقيني. |
46: | فأَسرَعَت وأَنزَلَت جَرَّتَها وقالَت: اِشْرَبْ، وأنا أَسْقي جِمالَكَ أَيضاً. فشَرِبتُ، وسَقَتِ الجِمالَ أَيضاً. |
47: | فسأَلْتُها وقُلتُ: بِنتُ مَن أنتِ؟ فقالَت: بِنتُ بَتوئيلَ بْنِ ناحورَ الَّذي وَلَدَته لَه مِلْكَة. فجَعَلتُ الحَلقَةَ في أَنفِها والسَّوارَينِ في يَدَيها. |
48: | وآرتَمَيتُ إِلى الأَرضِ وسَجَدتُ لِلرَّبِّ وبارَكْتُ الرَّبَّ إِلهَ سَيِّدي إِبْراهيمَ الَّذي هَداني طريقًا صالِحًا لآخُذَ اَبنَةَ أَخي سَيِّدي لاَبنِه. |
49: | والآن إِن كُنتُم صانِعينَ رَحمَةً ووَفاءً إِلى سَيِّدي، فأَعلِموني بِذلِكَ، وإِلاَّ فأَعلِموني لِكَي أَتَّجِهَ يَمينًا أَو يَسارًا )).
|
50: | فأَجابَه لابانُ وبَتوئيلُ وقالا: (( إِنَّ الأَمْرَ صادِرٌ مِن عِندِ الرَّبّ، فلَيسَ لَنا أَن نُكَلِّمَكَ فيه بِشَرٍّ أَو خَير. |
51: | هذه رِفقَةُ أَمامَكَ، خُذْها وآمْضِ فتَكونَ اَمرأَةً لاَبنِ سَيِّدِكَ، كما قالَ الرَّبّ )). |
52: | فلَمَّا سَمِعَ خادِمُ إِبْراهيمَ كَلامَهم، سَجَدَ لِلرَّبِّ إِلى الأَرض، |
53: | وأَخرَجَ الخادِمُ حِلى فِضَّةٍ وحِلى ذَهَبٍ وثيابًا وأَعْطاها رِفْقَة، وهَدايا قَدَّمَها لأَخيها وأُمِّها.
|
54: | وأَكَلوا وشَرِبوا هو والقَومُ الَّذينَ معَه وباتوا. ثُمَّ نَهَضوا صَباحًا، فقال: (( اِصْرِفوني إِلى سَيِّدي )). |
55: | فقالَ أَخوها وأُمُّها: (( تَبْقى الفَتاةُ عِندَنا أَيَّامًا ولَو عَشَرَة، وبَعدَ ذلك تَمْضي )). |
56: | فقالَ لهم: (( لا تُؤَخِّروني، والرَّبُّ قد أَنجَحَ طَريقي. إِصْرِفوني فأَمْضِيَ إِلى سَيِّدي )). |
57: | فقالوا: (( نَدْعو الفَتاةَ ونَسأَلُها ماذا تَقول )).
|
58: | فدَعَوا رِفقَةَ وقالوا لها: (( هَل تَذهَبينَ مع هذا الرَّجُل )) قالَت: (( أَذهَب )). |
59: | فصَرَفوا رِفْقَةَ أُختْهَم وحاضِنَتَها وخادِمَ إِبْراهيمَ ورِجالَه.
|
60: | وبارَكوا رفْقَةَ وقالوا لَها:
(( أَنتِ أُختُنا فَكوني أَلوفَ رِبْوات
ولْيَرِثْ نَسلُكِ مُدُنَ مُبغِضيه ))
|
61: | وقامَت رِفقَةُ وجَواريها فرَكِبنَ الجِمالَ ومَضَينَ مع الرَّجُل، وأَخَذَ الخادِمُ رِفقَةَ ومضى.
|
62: | وكانَ إِسحقُ قد رَجَعَ مِن بِئْرِ الحَيِّ الرَّاءِيّ، وكانَ مُقيمًا بِأَرضِ النَّقَب. |
63: | وخَرَجَ إِسحقُ إِلى الحَقْلِ لِلتَّنَزُّهِ عِندَ المَساء. فرَفَعَ عَينَيه ونَظَر، فإِذا جِمالٌ مُقبِلَة. |
64: | ورَفَعَت رِفقَةُ عَينَيها فرَأَت إِسحق فقَفَزت عنِ الجَمَل، |
65: | وقالَت لِلخادِم: (( مَن هذا الرَّجُلُ القادِمُ في الحَقلِ لِلِقائِنا؟ )) فقال الخادم: (( هو سَيِّدي )). فأَخَذَتِ الحِجابَ واحتَجَبَت به.
|
66: | ثُمَّ أَخبَرَ الخادمُ إِسحقَ بِجَميعِ الأُمورِ الَّتي صَنعَها. |
67: | فأَدخَلَ إِسحقُ رِفقَةَ إِلى خَيمَةِ أُمِّه سارةَ وأَخَذَ رِفقَة، فصارَت لَه زَوجَةً وأَحَبَّها، وتعَزَّى إِسحقُ عن أُمِّه.
|
|
الفصل : 25 |
سلاله قطورة
1: | وعادَ إِبْراهيمُ فأَخَذَ زَوجةً اسمُها قَطورة. |
2: | فَولَدَت لَه زِمْران وُيقْشانُ ومَدان ومِدْيَن ويِشْباق وشُوحًا. |
3: | ووَلَدَ يُقْشانُ شَبَأً ودَدان، وبَنو دَدانَ همُ الأَشُّوريم واللَّطوشيم واللَّؤُميم. |
4: | وبَنو مِدْيَنَ هم عَيفَة وعِفْر وحَنوك وأَبيداع وأَلْداعة. جَميعُ هؤُلاءِ هم بنو قَطورة.
|
5: | وأَعْطى إِبْراهيمُ كُلَّ ما لَه لإِسْحق. |
6: | ولِبَني السَّرارِيِّ الَّتي لإِبْراهيمَ وَهَبَ إِبْراهيمُ هِبات، وصَرَفَهم، وهو على قَيدِ الحَياة، بَعيدًا عن إِسحقَ اَبنِه، شَرْقًا إِلى أَرضِ المَشْرِق.
|
وفاة إِبْراهيم |
7: | وهذه أَيَّامُ سِني حَياةِ إِبْراهيمَ الَّتي عاشها: مِئَةُ سَنَةٍ وخَمْسٌ وسَبْعونَ سَنَةً. |
8: | ثُمَّ فاضَت روحُه وماتَ بِشِيبةٍ طَيِّبَة، شَيخًا مُشبَعًا بِالأَيَّام، وآنضَمَّ إِلى قَومِه. |
9: | فدَفَنَه إِسحقُ وإِسْماعيلُ آبْناه في مَغارةِ المَكْفيلة في حَقْلِ عَفْرونَ بْنِ صُوحَرَ الحِثِّيِّ الَّذي تُجاهَ مَمْرا، |
10: | في الحَقْلِ الَّذي آشْتَراه إِبْراهيمُ مِن بَني حِثّ. |
11: | هُناكَ قُبِرَ إِبْراهيمُ وآمرَأَتُه سارة. وكانَ بَعد مَوتِ إِبْراهيمَ أَنَّ اللهَ بارَكَ إِسْحقَ آبنَه وأَقامَ إِسحقُ عِندَ بِئرِ الحَيِّ الرَّاءِيّ.
|
سُلاله إِسماعيل |
12: | وهذه سُلالَةُ إِسْماعيلَ بْنِ إِبْراهيمَ الَّذي وَلَدَته هاجَرُ المِصرِيَّةُ خادِمةُ سارةَ لإِبراهيم. |
13: | هذه أَسماءُ بَني إِسْماعيلَ بِحَسَبِ أَسْمائِهِم وسُلالَتِهم: نَبايوت بِكْرُ إِسْماعيل، وقِيدار وأَدْبَئيل ومِبْسام. |
14: | ومِشْماع ودومة ومسَّا |
15: | وحَدار وتَيما ويَطور ونافيش وقِدْمة. |
16: | هؤُلاءِ هم بَنو إِسْماعيل وهذه أَسْماؤُهم بِحَسَبِ قُراهم ومُخَيَّماتِهم: اِثْنا عَشَرَ زَعيمًا لِعَشائرهم.
|
17: | وهذه سِنو حَياةِ إِسْماعيل: مِئَةُ سَنَةٍ وسَبْعٌ وثَلاثونَ سَنَة، ثُمَّ فاضَت روحُه وماتَ وآنضَمَّ إِلى أَجْدادِه. |
18: | وأَقاموا مِن حَويلة إِلى شُورَ الَّتي تُجاهَ مِصْرَ وأَنتَ آتٍ نَحوَ أَشُّور. وكانَ قد نَزَلَ قُبالَةَ جَميعَ إخَوَتِه.
|
3. سيرة إسحق ويعقوب - مولد عيِسو ويعقوب |
19: | وهذه سِيرةُ إِسحقَ بْنِ إِبْراهيِم: إِبْراهيِمُ وَلَدَ إِسحق. |
20: | وكانَ إِسحقُ آبنَ أَربَعينَ سَنَةً حينَ آتَّخَذَ رِفقَةَ زَوجَةً لَه، وهي بِنْتُ بَتوئيلَ الأَرامِيِّ مِن فَدَّانَ أَرام، وأُختُ لابانَ الأَرامِيّ. |
21: | ثُمَّ دعا إِسحقُ إِلى الرَّبِّ لأَجلِ اَمرأَتِه، لأَنَّها كانت عاقرًا، فاَستَجابَه الرَّبُّ، وحَمَلَت رِفقَةُ اَمرَأَتُه. |
22: | وأصطَدَمَ الوَلَدانِ في جَوفِها، فقالَت: (( إِن كانَ الأَمُر هكذا، فما لي والحَياة؟ )) |
23: | ومَضَت تَستَشيرُ الرَّبّ فقالَ لها الرَّبّ:
(( في جَوفِكِ أُمَّتان
وِمن أَحشائِكِ يتَفَرَّعُ شَعْبان:
شَعْبٌ يَقْوى على شَعْب
والكَبيرُ يَخدُمُ الصَّغير )).
|
24: | فلَمَّا كَمَلَت الأُمُ وِلادَتِها، إِذا في بَطنِها تَوأَمان. |
25: | فَخَرَجَ الأَوَّلُ أَصهَبَ اللَّون، كُلُّه كفَروَةِ شَعَرٍ ، فسَمَّوه عِيسو. |
26: | ثُمَّ خَرَجَ أَخوه وَيدُه قابِضَةٌ على عَقَبِ عِيسو، فدُعِيَ بِاَسم يَعْقوب. وكانَ إِسحقُ اَبنَ سِتِّينَ سَنَةً حين وُلِدا.
|
27: | وكَبِرَ الصَّبِيَّان، فكانَ عِيسو رَجُلاً عارِفًا بِالصَّيد، رَجُلَ الحُقول، وكانَ يَعْقوبُ رَجُلاً مُستَقِرًّا، مُقيمًا بِالخِيام. |
28: | فأَحَبَّ إِسحقُ عِيسو، لأَنَّه كانَ يَستَطيبُ صَيدَه، وأَمَّا رِفقَةُ فأَحَبَّت يَعْقوب.
|
عيسو يتخلّى عن بكريّته |
29: | وطَبَخَ يَعْقوبُ طَبيخًا، وقَدِمَ عِيسو مِنَ الحَقل مُرهَقًا. |
30: | فقالَ عِيسو لِيَعْقوب: (( دَعْني أَلتَهِمُ مِن هذا الأَحمَر، فإِنِّي قد أُرهِقتُ )) (ولذلك قيلَ لَه أَدوم). |
31: | فقالَ يَعْقوب: (( بِعْني اليَومَ بِكرِيَّتَكَ )) |
32: | فقالَ عِيسو: (( هاءَنَذا صائِرٌ إِلى المَوت، فَما لي والبِكرِيَّة؟ (( فقالَ يَعْقوب: (( اِحلِفْ لِيَ اليَوم )). |
33: | فَحَلَفَ لَه وباعَ بِكرِيَّتَه لِيَعْقوب. |
34: | فاعْطى يَعْقوبُ لِعيسو خُبزاً وطَبيخًا مِنَ العَدَس، فأَكَلَ وشَرِبَ وقامَ ومضى، وهكذا آستَخَفَّ عِيسو بالبِكرِيَّة.
|
|
الفصل : 26 |
إسحق في جَرار
1: | وكانَت في الأَرضِ مجاعةٌ غَيرُ المجاعةِ الأُولى الَّتي كانَت في أَيَّامِ إِبْراهيم. فمضى إِسحقُ إِلى أَبيمَلِكَ، مَلِكِ اَلفَلِسْطينِيِّينَ في جَرار. |
2: | فتَراءى لَه الرَّبُّ وقال: (( لا تَنزِلْ إِلى مِصْر، بل أَقِمْ في الأَرضِ الَّتي أُعَيِّنُها لَكَ. |
3: | إِنزِلْ هذه الأَرض، وأَنا أَكونُ معَكَ وأُبارِكُكَ، لأَنِّي لَكَ ولِنَسلِكَ سأُعْطي هذِه البِلادَ كُلَّها، وأَفي بالقَسَمِ الَّذي أَقسَمتُه لإِبْراهيمَ أَبيكَ. |
4: | وأُكَثِّرُ نَسلَكَ كَنُجومِ السَّماء، وأُعْطى نَسلَكَ هذه البِلادَ كُلَّها، وتَتَبارَكُ بِنَسلِك أُمَمُ الأَرضِ كُلُّها، |
5: | مِن أَجْلِ أَنَّ إِبْراهيمَ أَصْغى إِلى صَوتي وحَفِظَ أَوامِري ووصَايايَ وفَرائِضي وشَرائِعي. |
6: | فأَقامَ إِسحقُ في جَرا ر.
|
7: | وسَأَلَه أَهْلُ المَكانِ عنِ امرَأَتِه، فقال: ((هي أُخْتي ))، لأَنَّه خافَ أَن يَقول: (( هيَ امرَأَتي ))، قائلاً في نَفسِه: (( لِئَلاَّ يَقتُلَني أَهْلُ المَكانِ بِسَبَبِ رِفقَة، لأَنَّها جَميلَةُ المَنظَر )). |
8: | وكانَ، لَمَّا طالَت أَيَّامُ إِقامَتِه، أَنَّ أَبيمَلِك، مَلِكَ الفَلِسْطيِنيِّين، تَطَلَّعَ مِنَ النَّافِذَةِ ورأى، فإِذا إِسحقُ يُداعِبُ رِفقَةَ اَمرَأَتَه. |
9: | فدَعا أَبيمَلِكُ إِسحقَ وقال: (( هي إِذًا آمرَأَتُكَ، فلِمَ قُلتَ: إِنَّها أُخْتي؟ )). فقالَ إِسحق: (( لأَنِّي قُلتُ: (( لَعَلِّي أَموتُ بِسَبَبِها )). |
10: | فقالَ أَبيمَلِك: (( ماذا صَنَعتَ بنا؟ لَولا قَليل، لَضاجَعَ أَحَدٌ مِنَ الشَّعبِ اَمرَأَتكَ، فجَلَبتَ علَينا ذَنْباً. |
11: | وأَمَرَ أَبيمَلِكُ الشَّعبَ كُلَّه قائلاً: ((مَن مَسَّ هذا الرَّجُلَ أَوِ أمرَأَتَه يُقتَلُ قَتْلاً )).
|
12: | وزَرَعَ إِسحقُ في تِلكَ الأَرضِ فأَصابَ في تِلكَ السَّنَةِ مِئَةَ ضِعْف، وبارَكَه الرَّبّ، |
13: | فآغتَنى الرَّجُلُ وكانَ يَزْدادُ غِنًى إِلى أَن صارَ غَنِيًّا جِدًّا. |
14: | وصارَت لَه ماشِيَةُ غَنَمٍ وماشِيَةُ بَقَرٍ وخَدَمٌ كثيرون، فحَسَدَه الفَلِسْطيِنيّون.
|
الاَبار بَين جَرار وبئر سبع |
15: | وجَميعُ الاَبارِ الَّتي حَفَرَها خَدَمُ أَبيه في أَيَّامِ إِبْراهيمَ أَبيه كانَ الفَلِسْطيِنُّيونَ قد رَدَموها ومَلأُوها تُرابًا. |
16: | وقالَ أَبيمَلِكُ لإِسْحق: (( إِنصَرِفْ مِن عِندِنا، لأَنَّكَ قد أَصبَحتَ أَقْوى مِنَّا جِدًّا )). |
17: | فآنصَرَفَ إِسحقُ مِن هُناكَ وخَيَّمَ في وادي جَرار وأَقامَ هُناك. |
18: | ثُمَّ عادَ إِسْحقُ فحَفَرَ آبارَ الماءِ الَّتي كانَ خَدَمُ إِبْراهيمَ أَبيه قد حَفَروها ورَدَمَها الفَلِسْطيِنيُّونَ بَعدَ مَوتِ إبْراهيم، ودَعاها بالأَسْماءِ الَّتى كانَ أَبوه قد دَعاها بها.
|
19: | وحَفَرَ خَدَمُ إِسْحقَ في الوادي فوَجَدوا هُناكَ بِئرَ مِياهٍ حَيَّة. |
20: | فتَخاصَمَ رُعاةُ جَرارَ وُرعاةُ إِسحقَ قائِلين: ((هذا الماءُ لَنا )). فسَمَّى إِسحقُ البِئرَ (( عِسِقْ ))، لأَنَّهم تَنازَعوا معَه. |
21: | ثُمَّ حَفَروا بِئرًا أُخْرى فتَخاصَموا علَيها أَيضاً، فسَمَّاها (( سِطْنَة )). |
22: | ثُمَّ آنتَقَلَ مِن هُناكَ وحَفَرَ بِئراً أُخْرى، فلَم يَتَخاصَموا عليها، فسَمَّاها (( رُحُبوت )) وقال: (( الآنَ قد رَحَّبَ الرَّبُّ لنا فنَنْمُو فى هذه الأَرض )).
|
23: | ثمَّ صَعِدَ مِن هُناكَ إِلى بِئرَ سَبعْ.
|
24: | فتَراءى لَه الرَّبُّ في تِلكَ اللَّيلَةِ وقال:
(( أَنا إِلهُ إِبْراهِيمَ أَبيكَ.
لا تَخَفْ فإِنِّي مَعَكَ.
أُبارِكُكَ وأُكَثِّرُ نَسلَكَ
مِن أَجْلِ عَبْدي إِبْراهيم )).
|
25: | فبَنى هُناكَ مَذبَحًا ودَعا بِآسمِ الرَّبّ، ونَصَبَ هُناكَ خَيمَتَه. وحَفَرَ هُناكَ خَدَمُ إِسحقَ بِئرًا.
|
قطعْ العهد مع أَبيملك |
26: | فذَهَبَ إِلَيه مِن جَرارَ أَبيمَلِكُ وأَحُزَّاتُ صاحِبُه وفِيكولُ قائِدُ جَيشِه. |
27: | فقالَ لَه إِسحق: (( ما بالُكُم أَتَيتُم إِلَيَّ وأَنتُم قد أَبغَضتُموني وصَرَفتُموني مِن عِندِكم؟ )). |
28: | فقالوا: (( إِنَّنا قد رأَينا أَنَّ الرَّبَّ معكَ، فقُلْنا: لِيَكُنِ الآنَ قَسَمٌ بَينَنا وبَينَكَ، ونَقطَعُ مَعكَ عَهْدًا |
29: | أَلاَّ تَصنَعَ بِنا سُوءاً كما أَنَّنا لم نَمَسَّكَ وكما أَنَّنا لم نَصنَعْ إِليكَ إِلاَّ خَيرًا وصَرَفْناكَ بِسَلام. أَنتَ الآنَ مُبارَكُ الرَّبّ )). |
30: | فأَقامَ لهم مَأدُبَةً فأَكَلوا وشَرِبوا.
|
31: | وبَكَّروا في الصَّباح، فحَلَفَ كُلٌّ مِنهُم لِصاحِبِه، وصَرَفَهم إِسحق: فَمضَوا مِن عِندِه بِسلام. |
32: | وكانَ في ذلك اليَومِ أَنَّ خَدَمَ إِسحقَ جاءُوا فأَخبَروه بِأَمرِ البِئرِ الَّتي حَفَروها وقالوا له: (( قد وَجَدْنا ماءً )). |
33: | فدَعاها (( شِبَعْ ))، ولذلك اَسمُ المَدينَةِ بِئرَ سَبْعُ إِلى هذا اليَوم.
|
اِمرأَتا عِيسو |
34: | ولَمَّا صارَ عِيسو آبنَ أَربَعينَ سَنَةً، اِتَّخَذَ يَهوديتَ، بِنْتَ بَئيرِيَ الحِثِّيّ، وبَسمَةَ، بِنْتَ أَيلونَ الحِثِّيِّ، آمرَأَتينِ لَه. |
35: | فكانَتا مَرارَةَ نَفْسٍ لإِسحقَ ورِفقَة.
|
|
الفصل : 27 |
يعقوب يختلس بركة اسحق
1: | وحَدَثَ، لَمَّا شاخَ إِسحقُ وكَلَّت عَيناه عنِ النَّظَر، أَنَّه دَعا عِيسوَ آبنَه الأَكبَرَ وقالَ له: (( يا بُنَيَّ )). قالَ: ((هاءَنَذا )). |
2: | فقال: (( هاءَنذا قد شِخْتُ ولا أَعلَمُ يَومَ مَوتي. |
3: | والآن خُذْ عُدَّتَكَ وجَعبَتَكَ وقَوسَكَ، وآخرُجْ إِلى الحَقْل وصِدْ لي صَيدًا، |
4: | وأَعدِدْ لي أَلْوانًا طَيِّبةً كَما أُحِبّ، وآئتِني بِه فآكُل، لِكَي تُبارِكَكَ نَفْسي قَبلَ أَن أَموت )). |
5: | وكانَت رِفقَةُ سامِعةً حينَ كَلَّمَ إِسحقُ عِيسوَ اَبنَه. فمَضى عِيسو إِلى الحَقْلِ لِيَصيدَ صَيدًا وَيأتِيَ به.
|
6: | فكَلَّمَت رِفقَةُ يَعقوبَ اَبنَها قائلَةً: (( إِنِّي قد سَمِعتُ أَباكَ يُكَلِّمُ عِيسوَ أَخاكَ قائلاً: |
7: | إِئتِني بصَيدٍ وأَعدِدْ لي أَلْوانًا طَيِّبَةً فَآكُلَ مِنها وأُبارِكَكَ أَمامَ الرَّبِّ قَبلَ مَوتي. |
8: | والآنَ يا بُنَيَّ، اِسمَعْ لِقَولي في ما آمُرُكَ بِه: |
9: | اِمْضِ إِلى الغَنَم وخُذْ لي مِن هُناكَ جَديَينِ مِنَ المَعِزِ جَيِّدَين، فأُعِدَّهُما أَلْوانًا طَيِّبَةً لأَبيكَ كما يُحِبّ، |
10: | فتَأتي بِها أَباكَ ويأكُل، لِكَي يُبارِكَكَ قَبلَ مَوته )).
|
11: | فقالَ يَعقوبُ لِرِفقَةَ أُمِّه: ((عِيسو أَخي رَجُلٌ أَشعَر وأنا رَجُلٌ أَملَس. |
12: | فلَعَلَّ أَبي يَجُسنُّي فأَكونَ في عَينَيه كالسَّاخِرِ مِنه، وأَجلُبَ على نَفْسي لَعنَةً لا بَركَة )). |
13: | قالَت لَه أُمُّه: (( عَلَيَّ لَعنَتُكَ يا بُنَىَّ، إِنَّما اَسمَعْ لِقَولي واَمضِ وخُذْ لي ذلك )). |
14: | فمَضى وأَخَذَ ذلك وأَتى بِه أُمَّه فأَعَدَّته أُمُّه أَلْوانًا طَيِّبةً، على ما يُحِبُّ أَبوه. |
15: | وأَخذَت رِفقَةُ ثِيابَ عِيسوَ اَبنِها الأَكبَرِ الفاخِرةَ الَّتيِ عِندَها في البَيت فأَلبَسَتْها يَعْقوبَ آبنَها الأَصغَر، |
16: | وكسَت يَدَيه ومَلاسةَ عُنُقِه بِجِلْدِ المَعِز، |
17: | وأَعْطَت يَعقوبَ اَبنَها ما صَنَعَته مِنَ الأَلْوانِ الطَيِّبةِ والخُبْز.
|
18: | فدَخَلَ على أَبيه وقال: (( يا أَبتِ )). قال: (( لَبَّيكَ، مَن أَنتَ يا بُنَيَّ؟ )). |
19: | فقالَ يَعْقوبُ لأَبيه: (( أَنا عِيسو بِكرُكَ قد صَنَعتُ كَما أَمَرتَني. قُمْ فاَجْلِسْ وكُلْ مِن صَيدي، لِكَي تُبارِكَني نَفْسُكَ )). |
20: | فقالَ إِسحقُِ لِآبْنِه: (( ما أَسرَعَ ما أَصَبتَ، يا بُنَيَّ )). قال: (( إِنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قد يَسَّرَ لي )). |
21: | فقالَ إِسحقُ لِيَعْقوب: (( تَقَدَّمْ حَتَّى أَجُسَّكَ يا بُنَيَّ، لأَعلَمَ هل أَنتَ آبْني عِيسو أَم لا )).
|
22: | فتَقَدَّمَ يَعْقوبُ إِلى إسحقَ أَبيه، فجَسَّه وقال: (( الصَّوتُ صَوتُ يَعْقوب، ولكِن اليَدَينِ يَدا عِيسو )). |
23: | ولَم يَعرِفْه،ِ لأَنَّ يَدَيه كانَتَا مُشعِرَتَينِ كيَدَي عِيسوَ أَخيه، فبارَكَه. |
24: | وقال: (( هل أَنتَ آبْني عِيسو؟ )) قال: ((أنا هو )). |
25: | فقال: قَدِّمْ لي حتَّى آكُلَ مِن صَيدِ آبْني، لِكَي تُبارِكَكَ نَفْسي )). فقَدَّمَ لَه فأَكَل، وأَتاه بِخمرٍ فشَرِب. |
26: | ثُمَّ قالَ له إِسحقُ أبوه (( تَقَدَّمْ قَبّلْني يا بُنَيَّ )). |
27: | فتَقَدَّمَ وقبلَه، فاشتمَّ رائِحَةَ ثِيابِه وبارَكَه وقال:
((ها هيَ ذِه رائِحَةُ آبْني
كرائِحَةِ حَقْلٍ قد بارَكَه الرَبّ.
|
28: | يعطيكَ الله مِن نَدى السَّماءِ
ومِن دَسَمِ الأَرض
وُيكَثِّرُ لَكَ الحِنطَةَ والنَّبيذ
|
29: | وتَخدُمُكَ الشُّعوبُ وتَسجُدُ لَكَ الأُمَم.
سَيِّدًا تَكونُ لإِخوَتِكَ
ولَكَ بَنو أُمِّكَ يَسجُدون.
لاعِنُكَ مَلْعون ومُبارِكُكَ مُبارَك ))
|
30: | فلَمَّا آنتَهى إِسحقُ مِن بَرَكَتِه لِيَعْقوب وخَرَجَ يَعْقوبُ مِن أَمامِ إِسحقَ أَبيه، إِذا عِيسو أَخوه قد أَقْبَلَ مِن صَيدِه. |
31: | فأَعَدَّ هو أَيضاً أَلْوانًا طَيِّبةً وأَتى بِها أَباه وقالَ لأَِبيه: (( لِيَقُمْ أَبي ويأكُلْ مِن صَيدِ ابْنِه، لِكَي تُبارِكَني نَفْسُلكَ ))، |
32: | فقالَ له إِسحقُ أَبوه: ((مَن أَنتَ؟ )) قال: (( أَنا اَبنُكَ بِكْرُكَ عِيسو )). |
33: | فارتَعَشَ إِسحقُ أَبوه آرتِعاشًا شَديدًا جِدًّا وقال: (( فمَن إِذًا ذاكَ الَّذي صادَ صَيدًا فأَتاني بِه؟ فقَد أَكلتُ مِن كُلِّه، قَبلَ أَن تَجيءَ، وبارَكتُه، نَعَم! مُبارَكاً يَكون )). |
34: | فلَمَّا سَمِعَ عيسو كَلامَ أَبيه، صَرَخ صَرخَةً عَظيمةً ومُرَّةً جِدًّا، وقالَ لأَبيه: (( بارِكْنى أَنا أَيضاً يا أَبَتِ )). |
35: | فقال: (( قد جاءَ أَخوكَ بمَكْرٍ وأَخذَ بركَتَكَ )). |
36: | فقال: (( أَلأَنَّه سُمِّيَ يَعْقوبَ قد تَعَقَّبَني مَرَّتَين: أَخَذَ بِكرِيَّتي، وها هوَذا الآنَ أَخَذَ بَرَكَتي )). ثمَّ قال: (( أَما أَبقَيتَ لي بَركَةً )). |
37: | فأَجابَ إِسحقُ وقالَ لِعيسو: (( هاءَنَذَا قد جَعَلتُه سَيِّدًا لَكَ ووَهَبتُ لَه جَميعَ إخوَتِه خَدَمًا، وبالحِنطَةِ والنَّبيذِ أَمدَدتُه، فماذا أَصنَعُ لَكَ يا بُنَيَّ؟ )) |
38: | فقالَ عِيسو لأَبيه: (( أَبَركَةٌ واحِدَةٌ لَكَ يا أَبَتِ؟ بارِكْني أَنا أَيضاً يا أَبَتِ )). وبقِيَ إِسحقُ صامِتًا، ورَفَعَ عِيسو صَوتَه وبَكى |
39: | . فأَجابَه إِسحقُ أَبوه وقالَ له:
(( بِمَعزِلٍ عن دَسَمِ الأَرضِ يَكونُ مَسكِنُكَ وعن طَلِّ السَّماءِ الَّذي مِن عَلُ.
|
40: | بِسَيفِكَ تَعيش وأَخاكَ تَخدُم
ويَكونُ أَنَّكَ، إِذا قَوِيتَ
تَكسِرُ نِيرَه عن عُنُقِكَ )).
|
41: | وحَقَدَ عِيسو على يَعْقوبَ بِسَبَبِ البَركَةِ الَّتي بارَكَه أَبوه بِها، وقال عِيسو في قَلبِه: (( قد قَرُبَت الأُمُ حُزْنِ أَبي فأَقتُلُ يَعْقوبَ أَخي )). |
42: | فأَُخبِرَت رِفقَةُ بِكَلامِ عِيسوَ اَبنِها الأَكبَر، فبَعَثَت واَستَدعَت يَعْقوبَ آبنَها الأَصغَر، وقالَت له: (( هُوَذا عيسو أَخوكَ مُنتَقِمٌ مِنكَ بالقَتْل. |
43: | والآنَ، يا بُنَيَّ، اِسْمَعْ لِقَولي: قُمْ فاَهرُبْ إِلى لابانَ أخي في حاران، |
44: | وأَقِمْ عِندَه أَياماً قَلائِل، حتى يَتَحَوَّلَ عنكَ غَيظُ أَخيك. |
45: | فإِذا تَحَوَّلَ غَضَبُ أخيكَ عنكَ وَنسِيَ ما فَعَلتَ بِه، بَعَثتُ فأَخَدتُكَ مِن هُناكَ، فلِماذا أُصبِحُ ثَكْلى مَرَّتَينِ في يَومٍ واحِد؟ )).
|
اسحق يُرسل يعقوب إِلى لابان |
46: | وقالَت رِفقَةُ لإِسحق: ((قد سَئِمتُ حَياتي بِسَبَبِ بَناتِ حِثّ. فإن تَزَوَّجَ يَعْقوبُ بِآمرَأَةٍ مِن بَناتِ حِثٍّ مِثْلِ هَؤُلاء، مِن بَناتِ البَلَد، فما لي والْحَياة؟ )).
|
|
الفصل : 28 |
1: | فدَعا إسحقُ يَعْقوبَ وبارَكَه وأَوصاه قائلاً له: (( لا تأخُذِ آمرَأَةً مِن بَناتِ كَنْعان. |
2: | قُمْ فامضِ إِلى فدَّانَ أَرام، إِلى بَيتِ بَتوئيلَ أَبي أُمَّكَ، وتَزَوَّجْ بِامرَأَةٍ مِن هُناك، من بَناتِ لابانَ خالِكَ. |
3: | واللهُ القَديرُ يُبارِكُكَ وُينْميكَ وُيكثِّرُكَ وتَكونُ جَماعةَ شُعوب. |
4: | ويُعْطيكَ بَرَكَةَ إِبْراهيمَ، لَكَ ولِنَسلِكَ معَكَ، لِتَرِثَ أَرضَ غُربَتِكَ الَّتي وَهَبَها اللهُ لإِبراهيم )). |
5: | وأَرسَلَ إِسحقُ يَعْقوب فمَضى إِلى فَدَّانَ أَرام، إِلى لابان بْنِ بَتوئيلَ الأَرامِيّ، أَخي رِفقَةَ أُمِّ يَعْقوبَ وعيسو.
|
زواج عيسو مَرَّةً ثانية |
6: | ورأَى عيسو أَنَّ إِسحقَ قد بارَكَ يَعْقوب وأَرسَلَه إِلى فدَّانَ أَرام، لِيَتَّخِذَ لَه مِن هُناكَ آمرَأَةً، وأَنَّه، حين بارَكَه، أَوصاه قائِلاً له: (( لا تَتَّخِذْ لَكَ آمرَأَةً مِن بَناتِ كَنْعان ))، |
7: | وأَنَّ يَعْقوبَ أَطاعَ أَباه وأُمَّه ومَضى إِلى فَدَّانَ أَرام. |
8: | ورأَى عيسو أَنَّ بَناتِ كَنْعانَ شِرِّيراتٌ في عَينَي إِسحقَ أَبيه، |
9: | فمضى عيسو إِلى إِسْماعيل فتَزَوَّجَ مَحلَةَ بِنتَ إِسْماعيلَ بْنِ إِبْراهيم، أُختَ نَبايوت، لِتَكونَ لَه زَوجةً مع نِسائِه.
|
حلم يعقوب |
10: | وخَرَجَ يَعْقوبُ مِن بِئرَ سَبْعَ ومضى إِلى حاران. |
11: | واتَّفَقَ أَنَّه وَجَدَ مَكانًا باتَ فيه، لأَنَّ الشَّمسَ قد غابَت. فأَخَذَ بَعضَ حِجارةِ المَكان. فوَضَعَه تَحتَ رَأسِه ونامَ في ذلك المَكان. |
12: | وحَلَمَ حُلْمًا، فإِذا سُلَّمٌ مُنتَصِبٌ على الأَرض ورأسُه يُلامِسُ السَّماء، وإِذا مَلائِكَةُ اللهِ صاعِدونَ نازِلونَ علَيه، |
13: | وإِذا الرَّبُّ واقِفٌ بِالقُربِ مِن يَعْقوب، فقال: (( أَنا الرَّبُّ إِلهُ إِبْراهيمَ أَبيكَ وإِلهُ إِسحق. إِنَّ الأَرضَ الَّتي أَنتَ نائِمٌ عليها، لَكَ أُعْطيها ولنَسلِكَ، |
14: | وَيكونُ نَسلُكَ كَتُرابِ الأَرض، فتَنتَشِرُ غَرْبًا وشَرْقًا وشَمالاً وجَنوبًا، وَيتَبارَكُ بِكَ وبِنَسلِكَ جَميعُ عَشائرِ الأَرض. |
15: | وها أَنا مَعكَ، أَحفَظُكَ حَيثُما اتَّجَهتَ، وسأَرُدُّكَ إِلى هذه الأَرض، فإِنِّي لا أَترُكُكَ حتَّى أَعمَلَ بِما كَلَّمتُكَ به )). |
16: | فاَستَيقَظَ يَعْقوبُ مِن نَومِه وقال: ((حَقَّاً، إِنَّ الرَّبَّ في هذا المَكان، وأَنا لم أَعلَمْ )). |
17: | فخافَ وقال: (( ما أَرهَبَ هذا المكان! ما هذا إِلاَّ بَيتُ الله! هذا بابُ السَّماء! )) |
18: | ثُمَّ بَكَّرَ يَعْقوبُ في الصَّباح وأَخَذَ الحَجَرَ الَّذي وَضعَه تَحتَ رأسِه وأَقامَه نُصُبًا وصبَّ على رأسِ الحَجَرِ زَيتًا. |
19: | وسمىَّ ذلك المكانَ بَيتَ إِيل، وكانَ أسمُ المَدينةِ أَوَّلاً لُوز.
|
20: | ونَذَرَ يَعْقوبُ نَذْرًا قائلاً: (( إِن كانَ اللهُ معيِ وحَفِظَني في هذا الطَّريقِ الَّذي أَنا سالِكُه، ورَزَقَني خُبْزًا آكُلُه وثَوبًا أَلبَسُه، |
21: | ورَجَعتُ سالِمًا إِلى بَيتِ أَبي، يَكونُ الرَّبُّ لي إِلهًا، |
22: | وهذا الحَجَرُ الَّذي جَعَلتُه نُصُبًا يَكونُ بَيتًا للهِ، وكُلُّ ما تَرزُقُني إِيَّاه فإِنِّي أُؤَدِّي لَكَ عُشْرَه )).
|
|
الفصل : 29 |
ذهاب يعقوب إِلى لابان
1: | ثمَّ قامَ يَعْقوبُ ومضى إِلى أَرضِ بَني المَشرِق. |
2: | ونَظَرَ فإِذا بِئرٌ في الحَقْل، وإِذا ثلاثةُ قُطْعانٍ مِنَ الغَنَمِ رابِضةٌ عِندَها، لأَنَّهم مِن تِلكَ البِئرِ كانوا يَسْقُونَ القُطْعان، والحَجَرُ الَّذي على فَمِ البِئرِ كانَ ضَخْمًا. |
3: | وكانَ، إِذا جُمِعَتِ القُطْعان، يُدَحرَجُ الحَجَرُ عن فَمِ البِئر، فتُسْقى الغَنَم، ثُمَّ يُرَدُّ الحَجَرُ على فَمِ البِئرِ إِلى مَوضِعِه. |
4: | فقالَ يَعقوبُ لِلرُّعاة: (( مِن أَينَ أَنتُم أَيُّها الإِخْوان؟ )) قالوا: (( مِن حاران )). |
5: | فقالَ لَهم: (( أَتَعرِفونَ لابانَ بْنَ ناحور؟ )) فقالوا: (( نَعرِفُه )). |
6: | فقالَ لَهم: ((أَسالِمٌ هو؟ )) قالوا: (( هو سالم، وهذه راحيلُ اَبنَتُه آِتيَةٌ مع الغَنَم )). |
7: | فقالَ لَهم: (( هُوَذا النَّهارُ طويلٌ بَعدُ، ولَيسَ الآنَ وَقتُ جَمعِْ المَواشي، فاَسْقوا الغَنَمَ واَمضُوا بِها فآرْعُوها )). |
8: | قالوا: (( لا نَقدِر، حتَّى تُجمَعَ القُطْعانُ كُلُّها وُيدَحرَجَ الحَجَرُ عن فَمِ البِئرِ فنَسْقي الغَنَم )).
|
9: | وبَينَما هو يُخاطِبُهِم، إِذ أَقبَلَت راحيلُ مع غَنَمِ أَبيها، لأَنَّها كانت راعِية. |
10: | فلَمَّا رأَى يَعْقوبُ راحيلَ، بِنتَ لابانَ أَخي أُمِّه، وغَنَمَ لابانَ أَخي أُمِّه، تقدَّمَ ودَحرَجَ الحَجَرَ عن فَمِ البِئر وسَقى غَنَمَ لابانَ أَخي أُمِّه. |
11: | وقَبَّلَ يَعْقوبُ راحيل ورَفَعَ صَوتَه وبَكى. |
12: | وأَخبَرَ يَعْقوبُ راحيلَ أَنَّه آبْنُ أُخْتِ أَبيها وآبنُ رِفْقَة، فَركَضَت وأَخبَرَت أَباها. |
13: | فَلَمَّا سَمِعَ لابانُ خَبَرَ يَعْقوبَ آبنِ أُخْتِه، رَكَضَ إِلى لِقائِه وعانَقَه وقَبَّلَه وأَتى بِه إِلى مَنزِلِه. وأَخبَرَ يَعْقوبُ لابانَ بِكُلِّ ما جَرى. |
14: | فقالَ لَه لابان: (( أَنتَ عَظْمي ولَحْمي حَقًّا ))، وأَقامَ يَعْقوبُ عِندَه شَهْرًا.
|
زواج يعقوب من راحيل ولَيئة |
15: | ثُمَّ قالَ لابانُ لِيَعْقوب: ((إِذا كُنتَ أَخي، أَفتَخدِمُني مجَّانًا؟ أَخبِرْني ما أُجرَتُك )). |
16: | وكانَ لِلابانَ آبنَتان، اِسْمُ الكُبْرى لَيئَة، وأسْمُ الصُّغْرى راحيل. |
17: | وكانت لَيئَةُ مُستَرخِيَةَ العَينَيِن، وكانَت راحيلُ حَسَنَةَ الهَيئَةِ جَميلَةَ المَنظَر. |
18: | فأَحَبَّ يَعْقوبُ راحيلَ وقال: (( أَخدِمُكَ سَبْعَ سَنَواتٍ بِراحيلَ اَبنَتِكَ الصُّغْرى )). |
19: | فقالَ لابان: (( لأَن تأخُذَها أَنتَ خَيرٌ مِن أَن أُعطِيَها لِرَجُل آخَر، فأَقِمْ عِنْدي )).
|
20: | فخَدَمَه يَعْقوبُ براحيلَ سَبْعَ سِنين، وكانَت في عَينَيه كأَيَّامٍ قَليلة مِن مَحبَّتِه لَها. |
21: | وقالَ يَعْقوبُ بَعدَ ذلك لِلابان: (( أَعْطِني اَمرَأَتي فأَدخُلَ عَلَيها، فإِنَّ الأُمي قد كَمَلَت )). |
22: | فجَمَعَ لابانُ جَميعَ أَهْلِ المَكان وأَقامَ وَليمة. |
23: | وعِندَ المَساء، أَخَذَ لَيثَةَ أبنَتَه فزَفَّها إِلى يَعْقوب، فدَخَلَ علَيها. ( |
24: | وكانَ لابانُ قد وَهَبَ زِلْفَةَ خادِمَتَه خادِمَةً لِلَيئَةَ آبنَتِه). |
25: | فلَمَّا كانَ الصَّباح، إِذا هي لَيئَة. فقالَ يَعْقوبُ لِلابان: (( ماذا صَنَعتَ بي؟ أَلَيسَ أَنِّي بِراحيلَ خَدَمتُكَ؟ فلِمَ خَدَعتَني؟ )) |
26: | فقال لابان: (( لا يُصنَعُ في بِلادِنا أَن تُعْطى الصُّغْرى قَبلَ الكُبْرى. |
27: | أَكَمِلْ أُسبوعَ هذه، فنُعطِيَكَ تِلكَ أَيضاً بِالخِدمَةِ الَّتي تَخدِمُها عِنْدي سَبْعَ سَنَواتٍ أُخْرى )). |
28: | فَصَنعَ يَعْقوبُ كذلك وأَكمَلَ أُسبوعَ هذه، فأَعْطاه راحيلَ آبنَتَه آمرَأَةً لَه. ( |
29: | وأعطى لابانُ لِراحيلَ ابنَتِه بِلْهَةَ خادِمَتَه خادِمةً لَها ). |
30: | فَدَخَلَ يَعْقوبُ على راحيلَ أَيضاً وأَحَبَّها أَكثَرَ مِن حُبِّه لِلَيئَة. وعادَ فخَدَمَ لابانَ سَبْعَ سنَواتٍ أُخْرى.
|
بنو يعقوب |
31: | ورأَى الَرَّبُّ أَنَّ لَيئَةَ غَيرُ مَحْبوبة، ففَتَحَ رَحِمَها، وأَمَّا راحيلُ فكانَت عاقِرًا. |
32: | فحَمَلَت لَيئةُ وَولَدَتِ اَبْنًا وسَمَّته رَأُوبين، لأَنَّها قالَت: (( قد نَظَرَ الرَّبُّ إِلى مَذَلَّي، والآنَ يُحِبُّني زَوجي )). |
33: | وعادَت فحَمَلَت ووَلَدَتِ آبْنًا فقالت: (( قد سَمِعَ الرَّبُّ دُعائي لأَنِّي غَيرُ مَحْبوبة، فَرَزَقَني أَيضاً هذا ))، وسَمَّته شِمْعون. |
34: | وعادت أَيضاً فَحَمَلَت ووَلَدَتِ اَبْنًا وقالَت: (( هذه المَرَّةَ يَتَعَلَّقُ بي زَوجي لأَنِّي قد وَلَدتُ لَه ثَلاثَةَ بَنين ))، ولِذلك سَمَّته لاوي. |
35: | وعادَت أَيضاً فحَمَلَت ووَلَدَتِ آبْنًا وقالَت: (( هذِه المَرَّةَ، أَحمَدُ الرَّبّ ))، ولذلِك سَمَّته يَهوذا. ثُمَّ توَقَّفَت عنِ الوِلادة.
|
|
الفصل : 30 |
1: | ولَمَّا رأَت راحيلُ أَنَّها لم تَلِدْ لِيَعْقوب، غارَت مِن أُخْتِها وقالَت لِيَعْقوب: (( هَبْ لي بَنين، وإِلاَّ فإِنِّي أَموت )). |
2: | فغَضِبَ يَعْقوبُ على راحيلَ وقال: (( أَلَعَلِّي أَنا مَكانَ اللهِ الَّذي مَنَعَ عَنكِ ثَمَرَةَ البَطْن؟ )). |
3: | قالَت: (( هذه خادِمَتي بِلْهَة: ادخُلْ عَليها فتَلِدَ علىُ رُكْبَتَيَّ وُيبْنى بَيتي أَنا أَيضاً مِنها )). |
4: | فأَعطَته خادِمَتَها بِلهَةَ اَمرَأَةً، فدَخَلَ علَيها يَعْقوب. |
5: | فحَمَلَت بِلهَةُ ووَلَدَت لِيَعْقوبَ آبنًا. |
6: | فقالَت راحيل: (( قد حَكَمَ اللهُ لي واَستَجابَني فرزَقَني آبنًا ))، ولِذلك سَمَّته دانًا. |
7: | وعادَت بِلهَةُ خادِمةُ راحيلَ فحَمَلَت ووَلَدَتِ آبنًا آخَرَ لِيَعْقوب. |
8: | فقالَت راحيل: (( قد صارَعتُ أُخْتي مُصارَعاتِ اللهِ وغَلَبتُ ))، وسَمَّته نَفْتالي.
|
9: | ورَأَت لَيئَةُ أَنَّها قد تَوَقَّفَت عنِ الوِلادَة، فأَخَذَت زِلفَةَ خادِمَتَها وأَعطَتْها لِيَعْقوبَ اَمَرأَةً. |
10: | فَولَدَت زِلفَةُ خادِمةُ لَيئَةَ لِيَعْقوبَ اَبنًا. (( فقالَت لَيئَة: (( لِحُسْنِ الحَظّ ))، وسَمَّته جادًا. |
12: | ووَلَدَت زِلفَةُ خادِمةُ لَيئَةَ اَبنًا ثانيًا لِيَعْقوب. |
13: | فقالَت لَيئَة: (( لِهَنائي، لأَنَّ النِّساءَ تُهَنِّئُني ))، وسَمَّته أَشير.
|
14: | ومَضى رأَوبينُ في أَيَّامِ حِصادِ الحِنطَة، فوجَدَ لُفَّاحًا في الحَقْل، فأَتى بِه أُمَّه لَيئَة. فقالَت لَها راحيل: (( أَعْطيني مِن لُفَّاحِ أَبِنكِ )). |
15: | فقالَت لَها: (( أَما كَفاكِ أَن أَخَذتِ زَوجي حتَّى تأخُذي لُفَّاحَ أَبْني أَيضاً؟ )). قالَت راحيل: (( إِذَن يَنامُ عِندَكِ اللَّيلَةَ بَدَلَ لُفَّاحَ اَبْنكِ )). |
16: | وجاءَ يَعْقوبُ مِنَ البَرِّيَّةِ مَساءً، فخَرَجَت لَيئَةُ لِلِقائِه وقالَت: (( أُدخُلْ علَيَّ، لأَنِّي أستَأجَرتُكَ بِلُفَّاح ابْني )). فضاجَعَها تِلكَ اللَّيلَة. |
17: | فاَستَجابَ اللهُ لِلَيئَةَ فحَمَلَت وَولَدَت لِيَعْقوبَ آبنًا خامِسًا. |
18: | فقالَت لَيئة: (( قد أَعْطاني الله أَجْري، لأَني أَعطَيتُ خادِمَتي لِزَوجي ))، وسَمَّته يَسَّاكَر. |
19: | وعادَت لَيئَةُ فحَمَلَت ووَلَدَتِ اَبنًا سادِسًا لِيَعقوب. |
20: | فقالَت لَيئَة: ((قد وَهَبَ ليَ اللهُ هِبَةً حَسَنَة، فالآنَ يُكرِّمُني زَوجي، لأَنِّي وَلَدتُ لَه سِتَّةَ بَنين ))، وسَمَّته زَبولون. |
21: | ثُمَّ وَلَدَتِ آبنَةً، فسَمتَّها دينَة.
|
22: | وذَكَرَ اللهُ راحيلَ واَستَجابَ لَها وفَتَحَ رَحِمَها. |
23: | فحَمَلَت ووَلَدَتِ آبنًا وقالَت: (( قد أَزالَ اللهُ عَنِّي العار ))، |
24: | وسَمَّته يُوسُفَ قائلة: (( زادَني الرَّبُّ آبنًا آخَر! )).
|
اغتناء يعقوب |
25: | فلَمَّا وَلَدَت راحيلُ يوسُف، قالَ يَعْقوبُ لِلابان: (( اِصرِفْني فأَمضِيَ إِلى بَيتي وأَرْضي. |
26: | أَعْطِني بَنِيَّ ونِسْوَتي اللَّواتي خَدَمتُكَ بِهِنَّ فأَنصَرِف، فإِنَّكَ تَعلَمُ خِدمَي الَّتي خَدَمتُكَ )). |
27: | فقالَ لَه لابان: (( إِذا نِلتُ حُظوَةً في عَينَيكَ فقَد عَرَفتُ بِالفِراسةِ أَنَّ الرَّبَّ قد بارَكَني بِسَبَبِكَ)). |
28: | وقال: ((حَدِّدْ لي أُجرَتَكَ فأُعطِيَكَ )). |
29: | فقالَ لَه: (( أَنتَ تَعلَمُ كَيفَ خَدَمتُكَ كيفَ صارَت مَواشيكَ معي. |
30: | فإِنَّها كانَت قَليلةً قَبلَ مَجيئي، وقد زادَت كثيرًا، وباركَكَ الرَّبُّ بَعدَ مَجيئي. والآن فمَتى أَعمَلُ أَنا أَيضاً لِبَيتي؟ )) |
31: | قال: (( ماذا أُعْطيكَ؟ )) فقالَ يَعْقوب: (( لا تُعْطِني شَيئًا، لكن إِذا صَنعَتَ لي هذا الأَمْر، فأَنا أَعودُ إِلى رِعايَةِ غَنَمِكَ وأَسهَرُ علَيها.
|
32: | أَمُرُّ اليَومَ في غَنَمِكَ كُلِّها، وتَعزِلُ مِنْها كُلَّ أَسوَدَ مِنَ الضَّأن وكُلَّ أَبلَقَ وأَرقَطَ مِنَ المَعْز، فيَكونُ ذلك أُجْرَتي. |
33: | وتَشهَدُ ليَ آستِقامَتي غَدًا: إِذا حَضَرتَ لأَمرِ أُجْرَتي، فكُلُّ ما لَيسَ بِأَبلَقَ أَو أَرقَطَ مِنَ المَعزِ وأسوَدَ أَيضاً مِنَ الضَّأن فهو مَسْروقٌ عِنْدي )). |
34: | قالَ لابان: (( أَجل، فَلْيَكُنْ كما قُلتَ )). |
35: | وعزَلَ في ذلك اليَومِ التُّيوسَ المُخَطَّطةَ والبَلْقاءَ وكُلَّ عَنْزٍ رَقْطاءَ وبَلْقاء، كُلَّ ما فيه بَياضٌ ، وكُلَّ أسوَدَ مِنَ الضَّأن، فسَلَّمَها إِلى أَيْدي بَنيه. |
36: | وجَعَلَ مَسيرةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ بَينَهم وبَينَ يَعْقوب، ورَعى يَعْقوبُ غَنَمَ لابانَ الباقِية. |
37: | وأَخَذَ يَعْقوبُ عِصِيَّ حَوَر رَطْبَةً ولَوزٍ ودُلْب، وقَشَّرَ فيها خُطوطًا بَيضاء، كاشِطًا عنِ البَياضِ الَّذي على العِصِيّ. |
38: | وجَعَلَ العِصِيَّ الَّتي قَشَّرَها تُجاهَ الغَنَمِ في الحِياضِ في مَساقي الماء حَيثُ كانَت تَرِدُ الغَنَمِ، لِكَي تَوحَمَ علَيها إِذا جاءَت لِتَشرَب. |
39: | فكانَت تَوحَمُ الضَّأنُ على العِصِيِّ فتَلِدُ صِغارًا مُخطَّطَةً ورَقْطاء وبَلْقاء. |
40: | وفَرَزَ يَعْقوبُ الضَّأنَ فوجَّهَ الغَنَمَ نحو كُلِّ مُخَطَّطٍ وأَسوَدَ مِن مَواشي لابان، وبِذلِك جَعَلَ لِنَفْسِه قُطْعانًا على حِدَة، ولَم يجعَلْها مع مَواشي لابان. |
41: | وكانَ يَعْقوبُ، كُلَّما وَحِمَتِ الغَنَمُ القَوِّية، يَضَعُ العِصِيَّ تُجاهَها في الحِياضِ لِتَوحَمَ علَيها. |
42: | وإِذا كانتِ الغَنَمُ ضَعيفة، لا يَضَعُ العِصِيَّ تُجاهَها، فتَكونُ الضَّعيفَةُ لِلابان والقَوِيَّةُ لِيَعْقوب. |
43: | فأغتَنى الرَّجُلُ جِدًّا جِدًّا وصِارَت لَه غَنَمٌ كَثيرة وخادِماتٌ وخُدَّامٌ وجِمالٌ وحَمير.
|
|
الفصل : 31 |
هَرَب يعقوب
1: | وسَمِعَ يَعْقوبُ بَني لابانَ يقولون:(( قد أَخَذَ يَعْقوبُ كُلَّ ما لأَبينا، ومِمَّا لأَبينا جَمَعَ هذه الثَّروَةَ كُلَّها )). |
2: | ورأَى يَعْقوبُ وَجهَ لابان، فإذا بِه لَيسَ معَه كما كانَ أَمْسِ فما قَبْلُ.
|
3: | فقالَ الرَّبُّ لِيَعْقوب: (( اِرْجِعْ إِلى أَرضِ آبائِكَ ومَسقَطِ رأسِكَ، وأَنا أَكُونُ معَكَ )). |
4: | فأَرسَلَ يَعْقوبُ ودَعا راحيلَ ولَيئَةَ إِلى الحَقْل، حَيثُ كانَت ماشِيَتُه. |
5: | وقالَ لَهُما: (( إِنِّي أَرى وَجهَ أَبيكُما، لا كما كانَ أَمْسِ فما قَبْلُ، ولكِنَّ إِلهَ أَبي كانَ معي. |
6: | وأَنتُما تَعلَمانِ أَنِّي خَدَمتُ أَباكُما بِكُلِّ طاقَتي. |
7: | وأَبوكُما خَدَعَني وغَيَّرَ أُجْرَتي عَشْرَ مَرَّات، ولم يَدَعْه اللهُ يُسيءُ إِلَيَّ. |
8: | إِن قالَ: الرُّقْطُ تَكونُ أُجرَتَكَ، وَلَدَت جَمِيعُ الغَنَمِ رُقْطًا. وإِن قالَ: المُخطَّطَةُ تَكونُ أُجرَتَكَ، وَلَدَت جَمعُ الغَنَمِ مُخَطَّطَةً. |
9: | فأَخَذَ اللهُ ماشِيَةَ أَبيكُما وأَعْطاني إِيَّاها. |
10: | ولَمَّا كانَ وَقتُ وِحامِ الغَنَم، رَفَعتُ عَينَيَّ ورأَيتُ في المنامِ أَنَّ التُّيوسَ النَّازِيةَ على الغَنَمِ مُخَطَّطةٌ ورَقْطاءُ ونَمْراء. |
11: | فقالَ لي ملاكُ اللهِ في الحُلْم: يا يَعْقوب. قُلتُ: هاءَنذا. |
12: | قال: اِرفَعْ عَينَيكَ وأنظُرْ: جَميعُ التُّيوسِ النَّازِيةِ على الغَنَمِ مُخَطَّطةٌ ورَقْطاءُ ونَمْراء، فإِنِّي قد رَأَيتُ كُلَّ ما يَصنَعُه لابانُ بِكَ. |
13: | أَنا الإِلهُ الَّذي تَراءى لَك في بَيتَ إِيل حَيثُ مَسَحتَ النُّصُبَ بِالزَّيت ونَذَرتَ لي نَذْرًا. والآن قُمْ فاَخرُجْ مِن هَذه الأَرض وأرجِعْ إِلى مَسقَطِ رَأسِكَ )).
|
14: | فأَجابَت راحيلُ ولَيئَةُ وقالَتا له: (( هل بَقِيَ لَنا نَصيبٌ ومِيراثٌ في بَيتِ أَبينا؟ |
15: | أَلَسْنا عِندَه بِمَنزِلَةِ غُرَباء وقد باعَنا وأَكَلَ ثَمَنَنا؟ |
16: | فكُلُّ الغِنى الَّذي أَخَذَه اللهُ مِن أَبينا هو لَنا ولِبَنينا. والآن فكُلُّ ما قالَه اللهُ لَكَ فآفعَلْه )).
|
17: | فقامَ يَعْقوبُ وحَمَلَ بَنيه ونِساءَه على الجِمال. |
18: | وساقَ جَميعَ ماشِيَتِه ( وجَميعَ الأَمْوالِ الَّتي اَقتَناها، الماشِيَةَ الَّتي اَمتَلَكَها في فدَّانَ أَرام )، لِيَذهَبَ إِلى إِسحق أَبيه إِلى أَرضِ كَنْعان. |
19: | وكان لابانُ قد مضى لِيَجُزَّ غَنَمَه، فسَرَقَت راحيلُ أَصْنامَ مَنزِلِ أَبيها.
وخَدَعَ يَعْقوبُ لابانَ الأَرامِيّ، ولم يُخْبرْه بِفِرارِه. |
21: | وهَرَبَ بِكُلِّ ما لَه وقامَ فَعَبَرَ النَّهْرَ واتَّجَهَ نَحوَ جَبَلِ جِلْعاد.
|
لابان يُلاحق يعقوب |
22: | فأُخبِرَ لابانُ في اليَومِ الثَّالِثِ أَنَّ يَعْقوبَ قد فَرَّ. |
23: | فأَخَذَ إِخوَتَه معَه وجَدَّ في إِثْرِه مَسيرةَ سَبعَةِ الأُم، فأَدرَكَه في جَبَلِ جِلْعاد. |
24: | فأتى اللهُ لابانَ الأَرامِيَّ في الحُلْمِ لَيلاً وقالَ له: ((إِيَّاكَ أَن تُكَلِّمَ يَعْقوبَ بِخَيرٍ أَو شَرّ )). وأَدرَكَ لابانُ يَعْقوب، وكانَ يَعْقوبُ قد نَصَبَ خَيمَتَه في الجَبَل، فنَصَبَ لابانُ خَيمَتَه في جَبَلِ جِلْعاد.
|
26: | فقالَ لابانُ لِيَعْقوب: (( ماذا صَنَعتَ؟ قد خَدَعتَني وسُقْتَ بِنتَيَّ كأَسْرى حَرْب. |
27: | لِمَ هَرَبتَ خُفيَةً وخَدَعتَني ولَم تُخبِرْني فأُشيِّعَكَ بابتِهاجٍ وأَغانِيَّ ودُفٍّ وكِنَّارة؟ |
28: | ولَم تَدَعْني أَقَبِّلُ بَنِيَّ وبناتي، وفي هذا تَصَرَّفت بِغَباوة. |
29: | إِنَّ في يَدي أَن أَصنَعَ بِكُم سُوءًا، لَولا أَنَّ إِلهَ أَبيكم قد كلَّمَني البارِحَةَ قائلاً: إِيَّاكَ أَن تُكَلِّمَ يَعْقوبَ بِخَيرٍ أَو شَرّ. |
30: | والآن إِنَّما آنصَرَفتَ لأَنَّكَ آشتَقتَ كَثيرًا إِلى بَيتِ أَبيكَ، فلِمَ سَرَقتَ آلِهَتى؟ )).
|
31: | فأَجابَ يَعْقوبُ وقالَ لِلابان: (( لأَنِّي تَخَوَّفتُ وقُلتُ: لَعَلَّكَ تَغتَصِبُ بِنتَيكَ مِنّي. |
32: | وأَمَّا آِلهَتُكَ، فمَن وُجِدَت معَه فلا يَحْيا. أَثبِتْ ما هو لَكَ في ما هو معي أَمامَ إِخوَتِنا وخُذْه )). ولَم يَكُنْ يَعْقوبُ يَعلَمُ أَنَّ راحيلَ قد سَرَقَها. |
33: | فَدَخَلَ لابانُ خَيمَةَ يَعْقوب وخَيمَةَ لَيئَة وخَيمَةَ الخادِمَتَين، فلَم يَجِدْ شَيئًا. وخَرَجَ مِن خَيمَةِ لَيئَة ودَخَلَ خَيمَةَ راحيل. |
34: | وكانَت راحيلُ قد أخَذَت أَصْنامَ المَنزِل وجَعَلَتها في رَحْلِ الجَمَل وجَلَسَت فَوقَها. فجَسَّ لابانُ الخَيمَةَ كُلَّها فلَم يَجِدْ شَيئًا. |
35: | فقالَت راحيلُ لأَبيها: (( لا يَغضبْ سَيِّدي إِن كُنتُ لا أَستَطيعُ أَن أَقومَ أَمامَكَ، فقَد حَدَثَ لي ما يَجْري لِلنِّساء )). ففَتَّشَ فلَم يَجِدْ أَصْنامَ المَنزِل.
|
36: | فغَضِبَ يَعْقوبُ وخاصَمَ لابانَ وخاطَبَه قال: ((ما ذَنْبي وما خطيئَتي حتَّى جَدَدتَ في إِثْري؟ |
37: | وقد جَسَسْتَ جَميعَ أَثاثي، فماذا وَجَدتَ مِن جَمِيعِ أَثاثِ بَيتِكَ؟ ضَعْه ههُنا أَمامَ إِخْوَتي وإِخْوَتِكَ، ولْيَحكُموا بَينَنا كِلَينا. |
38: | لي عِشْرونَ سَنَةً معكَ، ونِعاجُكَ وعِناُزكَ لم تُسقِطْ، ومِن كِباشِ غَنَمِكَ لم آكُل. |
39: | فَريسةً مُمَزَّقةً لم أُحضِرْ إِلَيكَ، بل كُنتُ أَنا أُعَوِّضُ مِنها، ومِن يَدي كُنتَ تَطلُبُها، سَواءٌ أَخُطِفَت في النَّهار أَم في اللَّيل. |
40: | وكانَ الحَرُّ يأكُلُني في النَّهار والبَردُ في اللَّيل، وهَجَرَ النَّومُ عَينَيَّ. |
41: | وهاءَنَذا لي عِشْرونَ سَنَةً في بَيتِكَ: خَدَمتُكَ أَربَعَ عَشْرَةَ سَنَةً بِبِنتَيكَ وسِتَّ سِنينَ بِغَنَمِكَ، وغَيَّرتَ أُجْرَتي عَشْرَ مرَّات. |
42: | ولَولا أَنَّ إِلهَ أَبي، إِلهَ إِبْراهيِم ومَهابةَ إِسحقَ معي، لَكُنتَ الآنَ قد صَرَفتَني فارِغًا. وقد نَظَرَ الرَّبُّ إِلى مَشَقَّتي وتَعَبِ يَدَيَّ وحَكَمَ حُكمَه البارِحة )).
|
معاهدة بين يعقوب ولابان |
43: | فأَجابَ لابانُ وقالَ لِيَعْقوب: (( البَناتُ بَناتي والبَنونَ بَنِىَّ والغَنَمُ غَنَمي، وكُلُّ ما تَراه هو لي، فماذا تُراني اليَومَ أَفعَلُ بِبَناتي وبالبَنينَ الَّذين وَلَدنَهم؟ |
44: | والآن فهلُمَّ نَقطَعُ عَهْدًا أَنا وأنتَ ولْتَكُنْ هذه الحِجارَةُ شاهِدًا بَيني وبَينَكَ )).
|
45: | فأَخَذَ يَعقوبُ حَجَرًا وأَقامَه نُصُبًا. |
46: | وقالَ يَعْقوبُ لإِخوَتِه: (( اِجْمَعوا حِجارةً ))، فجَمَعوا حِجارةً وجَعَلوها كَومةً وأَكَلوا طَعامًا فَوقَ الكَومة. |
47: | وسمَّاها لابانُ ((يَجَرَ سَهْدوتا ))، وسمَّاها يَعْقوبُ (( جِلْعاد )). وقالَ لابان: (( هذه الكَومةُ تَكونُ شاهِدًا بَيني وبَينَكَ اليَوم ))، ولِذلك سُمِّيَت جِلْعادَ |
49: | والمِصْفاة، لأَنَّه قال: (( يُراقِبُ الرَّبُّ بَيني وبَيْنكَ، إِذا تَوارى كُلُّ واحِدٍ مِنَّا عن صاحِبِه. |
50: | إِن أَسأتَ مُعامَلَةَ بِنتَيَّ أَوِ اتَّخَذْتَ عَلَيهما نِساءً، وإِن لَم يَكُنْ بَينَنا أَحَدٌ، فاَنظُرْ: اللهُ شاهِدٌ بَيني وبَينَكَ )). |
51: | وقالَ لابانُ لِيَعْقوب: ((هذه هي الكَومةُ وهذا هو النُّصُبُ الَّذي وَضَعتُ بَيني وبَينَكَ. |
52: | هذه الكَومةُ شاهِدٌ والنُّصُبُ شاهِدٌ على أَنِّي لا أَتخَطَّى هذه الكَومةَ إِلَيكَ وأَنَّكَ لا تَتَخَطَّى هذه الكَومةَ وهذا النُّصُبَ إِلَيَّ لِلشَّرّ. |
53: | إِلهُ إِبْراهيمَ وإلهُ ناحورَ يحكُمُ بَينَنا )). وحَلَفَ يَعْقوبُ بِمَهابةِ أَبيه إِسْحق. |
54: | ْ وذَبَحَ يَعْقوبُ ذَبيحةً في الجَبَل ودَعا إِخْوَتَه لِيَأكُلوا طَعامًا، فأكَلوا وباتوا في الجَبَل.
|
|
الفصل : 32 |
1: | وبَكَّرَ لابانُ في الصَّباح فقَبَّلَ بَنيه وبَناتِه وبارَكَهم، واَنصَرَفَ لابانُ راجِعًا إِلى بَيتِه. |
2: | ومَضى يَعْقوبُ في طَريقِه فواجَهَته مَلائِكَةُ الله. |
3: | فقالَ يَعْقوبُ لَمَّا رَآهم: ((هذا مُعَسكَرُ الله ))، وسَمَّى ذلكَ المكانَ مَحْنائيم.
|
يعقوب يستعدّ للقاء عيسو |
4: | وأَوفَدَ يَعْقوبُ رُسُلاً قُدَّامَه إِلى عِيسو أَخيه، إِلى أَرضِ سِعير، في بَرِّيَّةِ أَدوم. |
5: | وأَوصاهُم قائِلاً: (( هكذا قولوا لِسَيِّدي عِيسو: كَذا قالَ عَبدُكَ يَعْقوب: إِنِّي نَزَلتُ بِلابان فأَقَمتُ إِلى الآن. |
6: | وقد صارَ لى بَقَرٌ وحَميرٌ وغَنَمٌ وخُدََّامٌ وخادِمات، وأَوفَدتُ مَن يُخبِرُ سَيِّدي، لأَنالَ حُظوَةً في عَينَيكَ )).
|
7: | فرَجَعَ الرُّسُلُ إِلى يَعْقوبَ قائلين: (( قد ذَهَبْنا إِلى أَخيكَ عِيسو، فإِذا هو قادِم لِلِقائِكَ ومعَه أَربَعُ مِئَةِ رَجُل )).
|
8: | فخافَ يَعْقوبُ جِدًّا وضاقَ بِه الأَمر، فقَسَمَ القَومَ الَّذينَ معه والغَنَمَ والبَقَرَ والجِمالَ إِلى فَريقَين، |
9: | وقال: (( إِن خَرَجَ عِيسو على أَحَدِ الفَريقَينِ فضَرَبَه، نجا الفَريقُ الآخَر )). |
10: | ثُمَّ قالَ يَعْقوب: (( يا إِلهَ أَبي إِبْراهيم وإِلهَ أَبي إِسحق، الرَّبَّ الَّذي قالَ لي: اِرجِعْ إِلى أَرضِكَ وإِلى مَسقَطِ رأسِكَ، وأَنا أُحسِنُ إِلَيكَ، |
11: | أَنا دونَ أَن أَستَحِقَّ كُلَّ ما صَنَعتَ إِلى عَبدِكَ مِنَ المَراحِمِ والوَفاء، لأَنَّي بِعَصايَ عَبَرتُ هذا الأُردُن، والآن قد أَصبَحتُ فَريقَين. |
12: | فأَنقِذْني مِن يَدِ أَخي، مِن يَدِ عِيسو، فإِنِّي أَخافُ مِنه أَن يأتِيَ فيَضرِبَني أَنا والأُمَّ مع البَنين. |
13: | وأَنتَ قد قُلتَ: إِنِّي أُحسِنُ إِلَيكَ إِحْسانًا وأَجعَلُ نسلَكَ كَرَمْلِ البَحْرِ الَّذي لا يُحْصى لِكَثرَتِه )). |
14: | وباتَ هُناكَ تِلكَ اللَّيلَة.
|
15: | وأَخَذَ مِمَّا صارَ في يَدِه هَدِيَّةً لِعيسو أَخيه: مِئَتَي عَنزَةٍ وعِشْرينَ تَيسًا ومِئَتَي نَعجَةٍ وعِشْرينَ كَبْشًا |
16: | وثَلاثينَ ناقةً مُرضِعًا مع أَولادِها وأَربَعينَ بَقَرَةً وعَشَرَةَ ثيرانٍ وعِشْرينَ حِمارةً وعَشَرَةَ جِحاش، |
17: | وسَلَّمَها إِلى أَيدي خُدَّامِه قَطيعًا كُلاًّ على حِدَة، وقالَ لِخُدَّامِه: (( تقَدَّموا أَمامي وأَبْقوا مَسافةً بَينَ قَطيعٍ وقَطيع )). |
18: | وأَوصى الأَوَّلَ قائِلاً: (( إِن صادَفَكَ عيسو أَخي وسأَلَكَ فقال: لِمَن أَنتَ وإِلى أَينَ تَمْضي ولِمَن هذا الَّذي أَمامَك؟، |
19: | فقُلْ: لِعَبدِكَ يَعْقوب، وهو هَدِيَّةٌ مُرسَلَةٌ إِلى سَيِّدي عيسو، وهاهوَذا أَيضاً وراءَنا )). |
20: | وأَوصى الثَّاني بِمِثلِ ذلك، والثَّالِثَ أَيضاً، وهكذا سائرَ الماضينَ وَراءَ القُطْعانِ قائلاً: (( كَذا تَقولونَ لِعيسو إِذا وَجَدتُموه، |
21: | وقولوا أَيضاً: هُوَذا عَبدُكَ بَعْقوبُ أَيضاً وَراءَنا )). لأَنَّه قال: (( أَستَعطِفُه أَوَّلاً بِالهَدِيَّةِ المُتَقَدِّمةِ أَمامي، وبَعدَ ذلك أَنظُرُ وَجهَه، لَعَلَّه يُكرِمُ وَجْهي )). |
22: | فتَقَدَّمَته الهَدِيَّة، وباتَ هو تِلكَ اللَّيلَةَ في المُخَّيم.
|
مصارعة الله |
23: | وقامَ في تِلكَ اللَّيلَة فأَخَذَ اَمرَأَتَيه وخادِمَتَيه وبَنيه الأَحَدَ عَشَر فعَبَرَ مَخاضَةَ يَبُّوق. |
24: | أَخَذَهم وعَبَّرَهمُ الوادي وعَبَّرَ ما كانَ لَه. |
25: | وبَقِيَ يَعْقوبُ وَحدَه.
|
26: | فصارَعَه رَجُلٌ إِلى طُلوعِ الفَجْر. ورأَى أَنَّه لا يَقدِرُ علَيه، فلَمَسَ حُقَّ وَرِكِه، فآنخَلَعَ حُقُّ وَرِكِ يَعْقوبَ في مُصارَعَتِه لَه. |
27: | وقال: (( اِصرِفْني، لأَنَّه قد طَلَعَ الفَجْر )). فقالَ يَعْقوب: (( لا أَصرِفُكَ أَو تُبارِكَني )). |
28: | فقالَ له: (( ما اَسمُكَ؟ )) قالَ: (( يَعْقوب )). |
29: | قال: (( لا يَكونُ آسمُكَ يَعْقوبَ فيما بَعْد، بل إِسْرائيل، لأَنَّكَ صارَعتَ اللهَ والنَّاسَ فغَلَبتَ )). |
30: | وسأَلَه يَعْقوبُ قال: ((عَرِّفْني اَسمَكَ )). فقال: (( لِمَ سُؤَالُكَ عنِ اَسْمي؟ ))، بارَكَه هناك.
|
31: | وسمَّى يَعْقوبُ المَكانَ فَنوئيلَ قائِلاً: (( إِنِّي رأَيتُ اللهَ وَجْهاً إِلى وَجْه، ونَجَت نَفْسي )). |
32: | وأَشرَقَت لَه الشَّمسُ عِندَ عُبورِه فَنوئيل، وهو يَعرُجُ مِن وَرِكِه. |
33: | ولِذلِك لا يَأكُلُ بَنو إسْرائيلَ عِرْقَ النَّسا الَّذي في حُقِّ الوَرِكِ إِلى هذا اليَوم، لأَنَّه لَمَسَ حُقَّ وَرِكِ يَعْقوبَ على عِرْقِ النَّسا.
|
|
الفصل : 33 |
لقاء يعقوب بعيسو
1: | ثُمَّ رَفَعَ يَعْقوبُ عَينَيه ونَظَر، فإِذا عيسو مُقبِلٌ ومعه أَربَعُ مِئَةِ رَجُل. فوزَّعَ يَعْقوبُ الأَولادَ على لَيئَةَ وراحيلَ والخادِمَتَين، |
2: | وجَعَلَ الخادِمَتَين وأَولادَهُما في المُقَدَّمة، ثُمَّ لَيئَةَ وأَولادَها، ثُمَّ راحيل، ويوسُفَ أَخيرًا. |
3: | أَمَّا هو فتَقَدَّمَهم وسَجَدَ إِلى الأَرضِ سَبعَ مرَّاتٍ حتَّى دَنا مِن أَخيه. |
4: | فبادَرَ عِيسو إِلى لِقائِه وعانَقَه وأَلْقى بِنَفْسِه على عُنُقِه وقبَّلَه وبَكَيا. |
5: | ورَفَعَ عيسو عَينَيه فرأَى النِّساءَ والأَولادَ فقال: (( ما هؤُلاءِ معَكَ؟ )) |
6: | قال: (( الأَولادُ الَّذينَ رزَقَهمُ اللهُ عَبدَكَ )). فتَقَدَّمَتِ الخادِمَتانِ وأَولادُهما وسَجَدوا. |
7: | ثُمَّ تَقَدَّمَت لَيئَةُ أَيضاً وأَولادُها وسَجَدوا. وأَخيرًا تَقَدَّمَ يُوسفُ وراحيلُ وسَجَدا.
|
8: | فقالَ عيسو: (( ماذا أَرَدتَ من كُلِّ هذا الحَشْدِ الَّذي صادَفتُه؟ )) قال: (( أَن أَنالَ حُظوَةً في عَيَني سَيِّدي )) . |
9: | قالَ عيسو: (( إِنَّ عِنْدي كثيرًا، فما لَكَ يَبْقى لَكَ، يا أَخي )). |
10: | قالَ يَعْقوب: ((لا، إِن نِلْتُ حُظوَةً في عَينَيكَ فاَقبَلْ هَدِيَّتي مِن يَدي، فإِنِّيِ رَأَيتُ وَجهَكَ كما يُرى وَجهُ الله، ورَضيتَ عَنِّي. |
11: | فاَقبَلْ هَدِيَّتي الَّتي جِئتُ بِها إِلَيكَ، فإِنَّ اللهَ قد أَنعَمَ علَيَّ، وعِنْدي مِن كُلِّ شَيء )). وأَلَحَّ علَيه فقَبِل.
|
يَعقوب يفارق عيسو |
12: | ثُمَّ قالَ له عيسو: (( نَرحَلُ ونَمْضي وأَسيرُ أَمامَكَ )). |
13: | فقالَ له: (( سَيِّدي يَعلَمُ أَنَّ الأَولادَ ضِعافُ البِنيَة، والغنَمَ والبَقَرَ الَّتي عِنْدي مُرضِعات، فإِن أَجهَدتُها يَومًا واحِدًا هَلَكَتِ الغَنَمُ كُلُّها. |
14: | فليَتَقَدَّمْ سَيِّدي عَبدَه، وأَنا أَسيرُ رُوَيدًا في أَثَرِ الماشِيَةِ الَّتي أَمامي وفي أَثَرِ الأَولاد، حتَّى اصِلَ إِلى سَيِّدي في سِعير )). |
15: | فقالَ عيسو: (( أَترُكُ وَرائي عِندَكَ مِنَ القَومِ الَّذينَ معي )). قال: (( لِماذا؟ حَسْبي أَنِّي نِلتُ حُظوَةً في عَيَني سَيِّدي)). |
16: | فرَجَعَ عيسو في ذلك اليَومِ في طَريقِه إِلى سِعير، |
17: | ورَحَلَ يَعْقوبُ إِلى سُكُّوت، فبَنى لَه بَيتًا وصَنَعَ لِماشِيَتِه أَكْواخًا. ولِذلك سُمِّيَ المكانُ سُكُّوت.
|
الوصول إِلى شكيم |
18: | ثُمَّ وَصَلَ يَعْقوبُ سالِمًا إِلى مَدينةِ شَكيمَ الَّتي بأَرضِ كَنْعان، حينَ عادَ مِن فدَّانَ أَرام، فخيَّمِ قُبالَةَ المَدينة. |
19: | واَشْتَرى قِطعَةَ الحَقْلِ الَّتي نَصَبَ فيها خَيمَتَه مِن بَني حَمورَ أَبي شَكيم بِمِئَةِ قَسيطة. |
20: | وأَقامَ هُناكَ مَذبَحًا ودَعاه بِاَسمِ إيل، إِلهِ إِسْرائيل.
|
|
الفصل : 34 |
اغتصاب دينة
1: | وخَرَجَت دِينةُ بِنتُ لَيئَةَ الَّتي وَلَدَتها لِيَعْقوب، لِتَرى بَناتِ البَلَد. |
2: | فرآها شَكيمُ بْنُ حَمورَ الحُوِيّ، رَئيسِ البَلَد، فأَخَذَها وضاجَعَها واَغتَصَبَها. |
3: | وتعلَّقَت نَفْسُه بِدينةَ بِنتِ يَعْقوب وأَحَبَّ الفَتاةَ وخاطَبَ قَلْبَها. |
4: | وكَلَّمَ شَكيمُ حَمورَ أَباه قائلاً: (( خُذْ لي هذه الفُتَيَّةَ زَوجَةً )). |
5: | وسَمِعَ يَعْقوبُ أَنَّ شَكيمَ قد دَنَّسَ دِينةَ اَبنَتَه، وكانَ بَنوه مع ماشِيَتِه في البَرِّيَّة، فسَكَتَ حتَّى رَجَعوا.
|
وفاق زواجي بَين بني يعقوب وبني حمور |
6: | فخرَجَ حَمورُ أَبو شَكيمَ إِلى يَعْقوبَ لِيُخاطِبَه. |
7: | وجاءَ بَنو يَعْقوبَ مِنَ الحَقْل، ولَمَّا سَمِعوا بِالأَمْر، شَقَّ على القَوم وغَضِبوا جِدًّا، لأنَّ شَكيمَ قد صَنعَ فاحِشَةً في إِسْرائيل، إِذ ضاجَعَ اَبنَةَ يَعْقوب، ومِثْلُ ذلك لا يُصنَع. |
8: | فتَكَلَّمَ حَمورُ معَهم قائلاً: ((إِنَّ شَكيمَ اَبْني قد تَعَلَّقَت نَفْسُه بِآبنَتِكم، فأَعطوه إِيَّاها زَوجَةً، |
9: | وصاهِرونا: أَعْطونا بَناتِكم وآتَّخِذوا بناتِنا، |
10: | وأَقيموا معَنا، وهذه الأَرضُ أَمامَكم، أَقيموا فيها وجولوا وتَمَلَّكوا )). |
11: | وقالَ شَكيمُ لأَبيها وإِخوَتِها: (( أَنالُ حُظوَةً في عيونكم، وما يَطلُبونَه مِنِّي أُعْطيه. |
12: | أَكثِروا عَلَيَّ المَهْرَ والعَطِيَّةَ جِدًّا، فأُعْطِيَكم كما تَطلُبونَ مِنِّي، وأَعْطوني الفَتاةَ زَوجَةً )).
|
13: | فأَجابَ بَنو يَعْقوبَ شَكيمَ وحَمورَ أَباه وكَلَّموهما بِمَكْرٍ لأَنَّ شَكيمَ دَنَّسَ دِينةَ أُختَهم، |
14: | وقالوا لَهما: (( لا نَستَطيعُ أَن نَصَنَع هذا: أَن نُعْطِيَ أُخْتَنا لِرَجُلٍ أَقلَف، لأَنَّه عارٌ عِندنا. |
15: | ولا نُوافِقُكم على ذلك إِلاَّ إِذا صِرتُم مِثْلَنا بِأَن يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكم، |
16: | فنُعْطيكم بَناتِنا ونَتَّخِذُ بَناتِكم ونُقيمُ عِندكم ونَصيرُ شَعْباً واحدًا. |
17: | وإِن لم تَسمَعوا لَنا ولم تَختَِننوا، نأَخُذُ اَبنَتَنا ونَمْضي )).
|
18: | فحَسُنَ كلاَمُهم في عَينَيِ حَمورَ وشَكيمَ اَبِنه. |
19: | ولم يَلبَثِ الفَتى أَن صَنعَ ذلك، لأَنَّه كانَ مَشْغوفًا بِاَبنَةِ يَعْقوب، وكانَ هو أَوجَهَ أَهْلِ بَيتِ أَبيه كُلِّهم.
|
20: | فلَمَّا دَخَلَ حَمورُ وشَكيمُ آبنُه بابَ مَدينَتِهما، خاطَبا أَهْلَها قائِلَين: |
21: | (( إِنَّ هؤُلاءِ القَومَ مسالِمونَ لَنا فيُقيمونَ في البَلَد ويَجولونَ فيه، والأَرضُ واسِعةُ الأَطْرافِ أَمامَهم، فَنتَّخِذُ بَناتِهم أَزْواجًا ونَعْطيهم بَناتِنا. |
22: | ولا يُوافِقُنا القَومُ على أَن يُقيموا مَعَنا ونَصيرَ شَعْباً واحِدًا، إِلاَّ إِذا خُتِنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنَّا، كما هم مَخْتونون. |
23: | أَفَلا تَصيرُ مَواشيهِم ومُقتَنَياتُهم وجَميعُ بَهائِمِهم لَنا؟ فَلْنُوافِقْهم على هذا فيُقيموا مَعنا )). |
24: | فسَمِعَ لِحَمورَ وشَكيمَ اَبنِه كُلُّ مَن خَرَجَ مِن بابِ مَدينَتِه واَختَتَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنهم، كُلُّ الخارجينَ مِن بابِ مَدينَتِه.
|
انتقام شمعون ولاوي |
25: | وكانَ في اليَومِ الثالِثِ وهُم مُتَأَلِّمون أَنَّ اَبنَي يَعْقوب، شِمْعونَ ولاويَ، أَخَوَي دِينة، أَخَذَا كُلُّ واحِدٍ سَيفَه ودَخَلا المَدينةَ آمِنَين، فقَتَلا كُلَّ ذَكَر، |
26: | وحَمورُ وشَكيمُ أبنُه قَتَلاهُما بِحَدِّ السَّيف، وأَخذا دِينةَ مِن بَيتِ شَكيمَ وخَرَجا. |
27: | ثُمَّ دَخَلَ بَنو يَعْقوبَ على القَتْلى وسَلَبوا ما في المَدينة بِسَبَبِ تَدْنيسِ أُخْتِهم. |
28: | وأَخَذوا غَنَمَهم وبَقَرَهم وحَميرَهم كُلَّ ما في المَدينةِ وما في الحَقْل. |
29: | وسَبَوا كُلَّ ثَروَتِهم وجَميعَ أَطْفالِهِم ونِسائِهم وسلَبوا كُلَّ ما في البُيوت.
|
30: | فقالَ يَعْقوبُ لشِمْعونَ ولاوي: (( قد جَلَبتُما الشَّقاءَ علَيَّ وسَوَّدتُما وَجْهي عِندَ أَهْلِ البَلَد من كَنْعانِيِّينَ وفَرِزِّيِّين، وأَنا نَفَرٌ مَعْدود، فيَجتَمعونَ عَلَيَّ وَيضرِبونَني فأَهلِكُ أَنا وبَيتي )). |
31: | فقالا: (( أَكَزانِيَةٍ تُعامَلُ أختُنا؟ )).
|
|
الفصل : 35 |
يعقوب في بيت ايل
1: | ثُمَّ قالَ اللهُ ليَعْقوب: (( قُمْ فآصعَدْ إِلى بَيتَ إيل وأَقِمْ هُناكَ وآصنَعْ هُناكَ مَذبَحًا لِلهِ الَّذي تَراءى لَكَ عِندَ هَرَبِكَ مِن وَجهِ عيسو أَخيك )).
|
2: | فقالَ يَعْقوبُ لأَهْلِه وسائِرِ مَن معَه: (( أَزيلوا الآلِهَةَ الغَريبةَ الَّتي في وَسْطِكم واَطَّهِروا وأَبدِلوا ثِيابَكم، |
3: | وهَلُمُّوا نَصعَدُ إِلى بَيتَ إِيل وأَصنَعُ هُناكَ مَذبَحًا لِلهِ الَّذي آستَجابَني في يَومِ شِدَّتي وكانَ معي في الطَّريقِ الَّذي سَلَكتُه )). |
4: | فسلَّموا إِلى يَعْقوبَ جَميعَ الآلِهَةِ الغَريبةِ الَّتي عِندَهم والحَلَقاتِ الَّتي في آذانِهِم، فطَمَرَها يَعْقوبُ تَحتَ البَلُّوطةِ الَّتي عِندَ شَكيم، |
5: | ثُمَّ رَحَلوا، فحَلَّ رُعْبُ اللهِ على المُدُنِ الَّتي حَولَهم فلم يُطارِدْ أَهلُها بَني يَعْقوب.
|
6: | وجاءَ يَعْقوبُ إِلى لُوزَ الَّتي في أَرضِ كَنْعان (وهي بَيتَ إِيل) هو وجَميعُ القَومِ الَّذينَ معه. |
7: | وبَنى هُناكَ مَذبَحًا ودَعا المكانَ إِلهَ بَيتَ إِيل، لأَنَّه هُناكَ تَجَلَّى لَه اللهُ حينَ هَرَبَ مِن وَجهِ أَخيه. |
8: | وماتَت دَبورةُ، مُرضِعَةُ رِفقَة، فدُفِنَت أسفَلَ بَيتَ إِيلَ تَحتَ البَلُّوطة، فسُمِّيَ المَكانُ بَلُّوطةَ البُكاء.
|
9: | وتَراءى اللهُ لِيَعْقوبَ أَيضاً، بَعدَما رَجَعَ مِن فَدَّانَ أَرام، فبارَكَه. |
10: | وقالَ لَه الله: (( اِسمُكَ يَعْقوب، لَن تُسَمَّى بَعدَ اليومِ يَعْقوب، بل إِسرائيلَ يَكونُ اَسمُكَ ))، فسَمَّاه إسْرائيل.
|
11: | وقالَ لَه الله: (( أَنا اللهُ القَدير. إِنْم وآكثُرْ. أُمَّةٌ وجُمْهورُ أُمَمٍ تَخرُجُ مِنكَ، ومُلوك مِن صُلْبِكَ يَخرُجون. |
12: | والأَرضُ الَّتي أَعْطَيتُها لإِبْراهيمَ وإِسحق لكَ أُعْطيها، ولِنَسلِكَ مِن بَعدِكَ أُعْطي الأَرض )). |
13: | ثُمَّ اَرتَفَعَ الله عنه في المَكانِ الَّذي خاطبه فيه.
|
14: | فنَصَبَ يَعْقوبُ في المكانِ الَّذي خاطَبَه فيه نُصُبًا مِن حَجَر وسَكَبَ يَعْقوبُ عليه سَكيبًا وصَبَّ علَيه زَيتًا. |
15: | وسَمَّى يَعْقوبُ ذلكَ المَكانَ الَّذي خاطَبَه اللهُ فيه بَيتَ إِيل.
|
مَولد بَنْيامين ووفاة راحيل |
16: | ثُمَّ رَحَلوا مِن بَيتَ إيل. وبَينَما هم على مسافةٍ مِن أَفْراتة، وَلَدَت راحيل وعَسُرَت وِلادَتُها. |
17: | فلَمَّا عَسُرَت وِلادَتُها، قالَت لَها القابِلة: (( لا تَخافي، فإِنَّ هذا أَيضاً آبنٌ لَكِ )). |
18: | وكانَ قَبلَ أَن تَفيضَ نَفسُها، لأَنَّها ماتَت، قد سَمَّته (( بِن أُوني ))، وأَمَّا أبوه فسَمَّاه بَنْيامين. |
19: | وماتَت راحيل ودُفِنَت في طريقِ أَفْراتة (وهي بَيتَ لَحم). |
20: | ونَصَبَ يَعْقوبُ نُصُبًا على قَبرِها، وهو نُصُبُ قَبرِ راحيلَ إِلى اليَوم.
|
رأُوبين يرتكب فاحشة |
21: | ثُمَّ رَحَلَ إِسْرائيل ونَصَبَ خَيمَتَه وراءَ مِجدَل عيدِر. |
22: | وحَدَثَ، إِذ كانَ إِسْرائيلُ ساكِنًا في تلكَ الأَرض، أَنَّ رأُوبينَ ذَهَبَ فضاجَعَ بِلْهَةَ، سُرِّيَّةَ أَبيه. فسَمِعَ بِذلك إسْرائيل. وكانَ بنو يَعْقوبَ اَثنَي عَشَر.
|
بنو يعقوب الاثنا عشر |
23: | بنو لَيئَة: رَأُوبين، بِكرُ يَعْقوب، وشِمْعون ولاوي وَيهوذا وَيسَّاكَر وزبولون. |
24: | وبَنو راحيل: يوسُف وبَنْيامين. |
25: | وبنو بِلْهَةَ، خادِمةِ راحيل: دان ونَفْتالي. |
26: | وبَنو زِلْفَة، خادِمَةِ لَيئَة: جاد وأَشير. هؤُلاءِ بَنو يَعْقوبَ الَّذينَ وُلدوا لَه في فَدَّانَ أَرام.
|
وفاة إِسحق |
27: | وقَدِمَ يَعْقوبُ على إِسْحقَ أَبيه في مَمْرا، في قِريَةَ أَرْبَع (وهي حَبْرون)، حَيثُ نَزَلَ إِبْراهيمُ وإِسْحق. |
28: | وكانَ عُمْرُ إسْحقَ مِئَةً وثَمانينَ سَنَة. |
29: | وفاضَت رُوحُ إِسْحقَ ومات، واَنضَمَّ إِلى أَجْدادِه شَيخًا قد شَبعَ مِنَ الحَياة. ودَفَنَه آبناه عيسو ويَعْقوب.
|
|
الفصل : 36 |
نِساء عيسو وأولاده في كنعان
1: | وهذه سُلالةُ عيسو، وهو أَدوم. |
2: | اِتَّخَذَ عيسو نِساءَه مِن بَناتِ كَنْعان: عادةَ بِنْتَ أَيلونَ الحِثِّيّ، وأُهليبامةَ بِنْتَ عانةَ، حَفيدةِ صِبْعونَ الحورِيّ، |
3: | وبَسمَةَ بِنْتَ إِسْماعيل، أُختَ نَبايوت. |
4: | فَولَدَت عادةُ لِعيسو أَليفاز، وبَسمَةُ وَلَدَت رَعوئيل، |
5: | وأَُهْليبامةُ وَلَدَت يَعوش وَيعْلام وقورَح. هؤُلاءِ بَنو عيسو الَّذينَ وُلِدوا لَه في أَرضِ كَنْعان.
|
هِجرَة عيسو |
6: | وأَخَذَ عيسو نِساءَه وبَنيه وبَناتِه وكُلَّ نَفْسٍ في بَيتِه وماشِيَتَه وكُلَّ بَهائِمِه وسائِرَ مُقْتَناه الَّذي آقتَنى في أَرضِ كَنْعان، واَنتَقَلَ إِلى أَرضٍ بَعيدةٍ عن وَجهِ يَعْقوبَ أَخيه، |
7: | لأَنَّ مالَهُما كانَ أَكثَرَ مِن أَن يُقيما معًا، ولم تَكُنْ أَرضُ غُربَتِهِا تَسَعُهما بِسَبَبِ مَواشيهِما. |
8: | وأَقامَ عيسو بِجَبَل سِعير، وعيسو هو أَدوم.
|
سُلاله عيسو في سِعير |
9: | وهذه سُلالةُ عيسو، أَبي أَدومَ، في جَبَلِ سِعير.
|
10: | هذه أَسْماءُ بَني عيسو: إِليفازُ ابنُ عادةَ، آمرَأَةِ عيسو، ورَعوئيلَ اَبنُ بَسمَة اَمرَأَةِ عيسو.
|
11: | وبَنو أَليفاز: تَيمان وأَومار وصَفْوٌ وجَعْتام وقَناز. |
12: | وكانَت تِمْناعُ سُرِّيَّةً لأَليفاز بنِ عيسو، فَولَدَت لأَليفازَ عَماليق. هؤُلاءِ بَنو عادةَ اَمرَأَةِ عيسو.
|
13: | وهؤُلاءِ بَنو رَعوئيل: نَحَت وزارَح وشَمَّة ومِزَّة. هؤُلاءِ بنو بَسمَةَ اَمرَأَةِ عيسو.
|
14: | وهؤُلاءِ بَنو أُهْليبامةَ بِنت عانَةَ اَبنِ صِبْعونَ آمرَأَةِ عيسو: وَلَدَت لِعيسو يَعوش وَيعْلام وقورَح.
|
زعماء أدوم |
15: | وهؤُلاءِ زُعَماءُ بَني عيسو. بَنو أَليفاز، بِكْرُ عيسو: الزَّعيمُ تَيمان والزَّعيمُ أَومار والزَّعيمُ صَفْوٌ والزَّعيمُ قَناز، |
16: | والزَعيمُ جَعْتام والزَّعيمُ عَماليق. هؤُلاءِ زُعَماءُ أَليفازَ في أَرضِ أَدوم، هؤُلاءِ بَنو عادة.
|
17: | وهؤُلاءِ بَنو رَعوئيلَ اَبنِ عيسو: الزَّعِيمُ نَحَت والزَّعيمُ زارَح والزَّعيمُ شمَّة والزَّعيمُ مِزَّة. هؤُلاءِ زُعَماءُ رَعوئيلَ في أَرضِ أَدوم، هؤُلاءِ بَنو بَسْمَةَ آمرَأَةِ عيسو.
|
18: | وهؤُلاءِ بَنو أُهْليبامةَ آمرأَةِ عيسو: الزَّعيمُ يَعوش والزَّعيمُ يَعْلام والزَّعيمُ قورَح. هؤُلاءِ زعَماءُ أَهْليبامَةَ بنتِ عانةَ آمرَأَةِ عيسو.
|
19: | هؤُلاءِ بَنو عيسو وهؤُلاءِ زُعَماؤهم: هذا هو أَدوم.
|
سُلاله سِعير الحوريّ |
20: | هؤُلاءِ بَنو سِعيرَ الحوريّ، سُكَّانِ الأَرض: لُوطان وشُوبال وصِبْعون وعانة |
21: | ودِيشون وإيصَر ودِيشان، هؤُلاءِ زعَماءُ الحورِيِّينَ بَني سِعيرَ في أَرضِ أَدوم. |
22: | وبَنو لُوطان: حُوري وهَيمام، وأُختُ لُوطان: تِمْناع. |
23: | وهؤُلاءِ بَنو شُوبال: عَلْوان ومَنحَت وعَيبال وشَفوٌ وأُوتام. |
24: | وهذانِ اَبنا صِبْعون: أَيَّة وعانة ( وعانةُ هذا هو الَّذي وَجَدَ المياهَ الحارَّةَ في البَرِّيَّة، حينَ كانَ يَرْعى حَميرَ صِبْعونَ أَبيه ). |
25: | وهؤُلاءِ بَنو عانة: ديشُون، وأُهْليبامة، بِنتُ عانَة. |
26: | وهؤُلاءِ بَنو ديشون: حَمْدان وأَشْبان وَيتْران وكَرَان. |
27: | وهؤُلاءِ بَنو إِيصَر: بِلْهان وزعْوان وعَقان. |
28: | وهذانِ اَبنا دِيشان: عُوص وأَران.
|
29: | وهؤُلاءِ زُعَماءُ الحورِيِّين: الزَّعيمُ لُوطان والزَّعيمُ شوبال والزَّعيمُ صِبْعون والزَّعيمُ عانة، |
30: | والزَّعيمُ ديشون والزَّعيمُ إِيصر والزَّعيمُ دِيشان. هؤُلاءِ زُعَماءُ الحورِيِّينَ بِحَسَبِ لائِحةِ زُعَمائِهِم في أَرض سِعير.
|
ملوك أدوم |
31: | وهؤُلاءِ المُلوكُ الَّذينَ مَلَكوا في أَرضِ أَدوم، قَبلَ أَن يَملِكَ مَلِكٌ في بَني إِسْرائيل، |
32: | مَلَكَ في أَدومَ بالَعُ بْنُ بَعور، وآسمُ مَدينَتِه دِنْهابة. |
33: | وماتَ بالَع، فمَلَكَ مَكانَه يوبابُ بنُ زارَحَِ مِن بُصْرَة. |
34: | وماتَ يوباب، فمَلَكَ مَكانَه حوشامُ مِن أَرضِ التَّيمانِيّين. |
35: | وماتَ حوشام، فمَلَكَ مَكانَه هَدَدُ بنُ بَدَدَ الَّذي كَسَرَ مِدْيَنَ في حُقولِ موآب، وآسمُ مَدينَتِه عَوِيت. |
36: | وماتَ هَدَد، فمَلَكَ مَكانَه سَمْلَةُ مِن مَسْريقة. |
37: | وماتَ سَمْلَة، فمَلَكَ مَكانَه شاوُلُ مِن رَحَبَةِ النَّهر. |
38: | وماتَ شاوُل، فمَلَكَ مَكانَه بَعْلَ حانانُ بن عَكْبور. |
39: | وماتَ بَعْلَ حانانُ بنُ عَكْبور، فمَلَكَ مَكانَه هَدَد، وأسمُ مَدينَتِه فاعو. وآسمُ آمرَأَتِه مَهيطَبْئيلُ بِنْتُ مَطرِدَ حَفيدةِ ميذَهَب.
|
زُعماء أدوم مرّة أُخرى |
40: | وهذه أَسْماءُ زُعَماءِ عيسو بِعَشاثِرِهم وأَماكِنِهِم وأَسْمائِهِم: الزَّعيمُ تِمْناع والزَّعيمُ عَلْوَة والزَّعيمُ يَتيت، |
41: | والزَّعيمُ أَهْليبامة والزَّعيمُ إِيلة والزَّعيمُ فِينون |
42: | والزَّعيمُ قَناز والزَّعيمُ تَيمان والزَّعيمُ مِبْصار |
43: | والزَّعيمُ مَجْديئيل والزَّعيمُ عِرام. هؤُلاءِ زُعَماءُ أَدومَ بِحَسَبِ مَساكِنِهم في أَرضِ مِلْكِهم. وهو عيسو أَبو الأَدومِيَّين.
|
|
الفصل : 37 |
1: | وسَكَنَ يَعْقوبُ في الأَرضِ الَّتي نَزَلَ فيها أَبوه في أَرضِ كَنْعان.
=4. سيرة يوسف - يوسف واخوته
|
4. سيرة يوسف - يوسف واخوته |
2: | وهذه سيرةُ يعقوب: لَمَّا كانَ يوسفُ آبنَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً وكانَ يَرْعى الغَنَمَ مع إِخْوَتِه - وهو شابّ- مع بَني بِلْهَةَ وبَني زِلْفَة، اِمرَأَتَي أَبيه، أَخبَرَ يوسفُ أَباهم عنهُم خَبَرًا شَنيعًا.
|
3: | وكانَ إِسْرائيلُ يُحِبُّ يوسفَ على جَميعِ بَنيه لأَنَّه اَبنُ شَيخوخَتِه، فصَنعَ له قَميصًا مُوشًّى |
4: | ورأى إِخوَتُه أَنَّ أَباه يُحِبُّه على جَميعِ إِخْوَتِه، فأَبغَضوه ولم يَستَطيعوا أَن يُكلِّموه بِمَوَدَّة.
|
5: | ورأَى يوسفُ حُلْمًا فأَخبَرَ بِه إِخْوَتَه، فاَزدادوا بُغْضًا لَه. |
6: | قال لهم: (( اِسمَعوا هذا الحُلْمَ الَّذي رَأَيتُه: |
7: | رَأَيتُ كأَنَّنا نَحزِمُ حُزَمًا في الحَقْل، فإِذا حُزْمَتي وَقَفَت ثُمَّ آنتَصَبَت فأَحاطَت حُزَمُكم بِحُزْمَتي وسَجَدَت لَها )). |
8: | فقالَ لَه إِخْوَتُه: (( أَتُراكَ تَملِكُ علَينا أَو تَتَسَلَّطُ علَينا؟ )) وآزدادوا أَيضاً بُغْضًا لَه بِسَبَبِ أَحْلامِه وأَقْوالِه. |
9: | ورأَى أَيضاً حُلْمًا آخَر، فقَصَّه على إِخْوَتِه وقال: (( رأَيتُ حُلْمًا أَيضاً كأَنَّ الشَّمسَ والقَمَرَ وأَحَدَ عَشَرَ كَوكبَاً ساجِدةٌ لي )). |
10: | ولَمَّا قَصَّه على أَبيه وإِخوَتِه، وَبَّخَه أَبوه وقالَ لَه: (( ما هذا الحُلْمُ الَّذي رَأَيتَه؟ أَتُرانا نأتي أَنا وأُمُّكَ وإِخوَتُكَ فنَسجُدُ لَكَ إِلى الأَرض؟ )) |
11: | فحَسَدَه إِخْوَتُه، وأَمَّا أَبوه فكانَ يَحفَظُ هذا ، الأَمْر.
|
يوسف يبيعه إِخوته |
12: | ومَضى إِخوَتُه لِيَرعَوا غَنَمَ أَبيهم عِندَ شَكيم. |
13: | فقالَ إِسْرائيلُ لِيوسُف: (( أَلا يَرْعى إِخوَتُكَ عنِدَ شَكيم؟ هَلُمَّ أُرسِلُكَ إِلَيهم )). قالَ لَه: (( هاءَنذا )). |
14: | فقالَ له: (( اِمْضِ فآفتَقِدْ سَلامةَ إِخَوَتِكَ وسَلامةَ الغَنَم، وآئتِني بالخَبَر )). وأَرسَلَه مِن وادي حَبْرون، فأَتى يوسفُ شَكيم.
|
15: | فصادَفَه رَجلٌ وهو تائِهٌ في الحَقْل، فسأَلَه الرَّجُلُ قائلاً: (( عمَّا تَبحَث؟ )) |
16: | قال: (( أَبحَثُ عن إِخوَتي، أَخبِرْني أَينَ يَرعَون )). |
17: | فقالَ الرَّجُل: ((قد رَحَلوا مِن ههُنا، وقد سَمِعتُهم يَقولون: نَمْضي إِلى دوتائين )). فمَضى يوسفُ في إِثْرِ إِخوَتِه فوَجَدَهم في دوتائين.
|
18: | فلَمَّا رأَوه عن بُعْدٍ قَبلَ أَن يَقتَرِبَ مِنْهم، تآمَروا علَيه لِيُميتوه. |
19: | قالَ بعضُهم لِبَعْض: ((ها هُوَذا صاحِبُ الأَحْلامِ مُقبِل. |
20: | والآن تَعالَوا نَقتُلُه ونَطرَحُه في إِحْدى الآبارِ ونقولُ إِنَّ وَحْشًا أفتَرَسَه، ونَرى ما يَكونُ مِن أَحْلامِه )).
|
21: | فسَمِعَ رَأُوبين، فَخلَّصَه من أَيْديهم قائلاً: (( لا نَقتُلْ نَفْسًا )). |
22: | وقالَ لَهم رأُوبين: (( لا تَسفِكوا دَمًا، اِطْرَحوه في هذه البِئرِ الَّتي في الحَقْل ولا تُلْقوا أَيدِيَكم علَيه ))، ومُرادُه أَن يُخَلِّصَه مِن أَيديهِم ويَرُدَّه إِلى أَبيه. |
23: | فلَمَّا وَصَلَ يوسفُ إِلى إِخوَتِه، نَزَعوا عنه قَميصَه، القَميصَ المُوَشَّى الَّذي علَيه. |
24: | وأخَذوه وطَرَحوه في البِئر، وكانَتِ البِئرُ فارِغَةً لا ماءَ فيها. |
25: | ثُمَّ جَلَسوا يَأكُلون.
ورَفَعوا عُيوَنهم ونَظَروا، فإِذا بِقافِلَةٍ مِنَ الإِسْماعيِلِّيينَ مُقبِلَةٌ مِن جِلْعاد، وجِمالُهم مُحَمَّلَةٌ صَمْغَ قَتادٍ وبَلَسانًا ولاذَنًا، وهم سائِرونَ لِيَنزِلوا بِها إِلى مِصْر. |
26: | فقالَ يَهوذا لإِخوَتِه: (( ما الفائِدَةُ مِن أَن نَقْتُلَ أَخانا ونُخفِيَ دَمَه؟ |
27: | تَعالَوا نَبيعُه لِلإِسْماعيلِيِّينَ، ولا تَكُنْ أَيدينا علَيه لأَنَّه أَخونا ولَحمُنا )). فسَمِعَ لَه إِخوَتُه.
|
28: | فمَرَّ قَومٌ مِديَنِيُّونَ تُجَّار فاَنتَشَلوا يوسفَ وأَصعَدوه مِنَ البِئر وباعوه لِلإِسْماعيِلِّيينَ بِعِشْرينَ مِنَ الفِضَّة، فأَتوا بِيُوسفَ إِلى مِصْر. |
29: | ورَجَعَ رأُوبينُ إِلى البِئْر فإِذا يوسفُ لَيسَ في البِئرِ فمَزَّقَ ثِيابَه. |
30: | ورَجَعَ إِلى إِخوَتِه وقال: (( الوَلَدُ لَيسَ مَوجودًا، وأَنا إِلى أَينَ أَمْضي؟ )).
|
31: | فأَخَذوا قَميصَ يوسُف وذَبَحوا تَيسًا مِنَ المَعِزِ وغَمَسوا القَميصَ في الدَم. |
32: | وبَعَثوا بالقَميمصِ المُوَشَّى وأَوصَلوه إِلى أَبيهِم وقالوا: (( وَجَدْنا هذا. أُنظُرْ: أَقَميصُ آبنِكَ هو أَم لا؟ )). |
33: | فنَظَرَ إِلَيه وقال: ((هو قَميصُ ابني. وَحشٌ ضارٍ أَكَلَه. اِفْتُرِسَ يوسفُ آفتِراسًا )). |
34: | ومَزَّقَ يَعْقوبُ ثِيابَه وشَدَّ مِسْحًا على حَقْوَيه وحَزِنَ على آبنِه أَيَّامًا كَثيرة. |
35: | وقامَ جَميعُ بَنيه وجَميعُ بَناتِه يُعَزُّونَه، فأَبى أَن يَتَعَزَّى وقال: ((إِنِّي أَنزِلُ حَزينًا إِلى اَبني، إِلى مَثْوى الأَموات ))، وبَكى عَلَيه أَبوه.
|
36: | وباعَه المِديَنِيُّونَ في مِصْرَ لِفوطيفار، خَصِيِّ فِرْعَونَ ورَئيسِ الحَرَس.
|
|
الفصل : 38 |
قِصّة يهوذا وتامار
1: | وكانَ في ذلكَ الزَّمانِ أَنَّ يَهوذا نَزَلَ مِن عِندِ إِخوَتِه ومالَ إِلى رَجُلٍ عَدُلاَّمِيٍّ يُقالُ لَه حِيرة. |
2: | ورأَى يَهوذا هُناكَ بِنتَ رَجُلٍ كَنْعانِي آسمُه شُوعٍ ، فَتَزوَّجَها ودَخَلَ علَيها. |
3: | فحَمَلَت ووَلَدَتِ اَبناً فسَمَّاه عِيراً. |
4: | ثُمَّ حَمَلَت أَيضاً ووَلَدَتِ أبنًا فسَمَّته أَونان. |
5: | وعادَت أَيضاً فوَلَدَتِ آبنًا وسَمَّته شِيلة. وكانَ في كازيبَ حينَ وَلَدَته.
|
6: | واتَخَذَ يَهوذا زَوجَةً لِعيرٍ بكْرِه أسمُها تامار. |
7: | وكانَ عِيرٌ ، بِكْرُ يَهوذا، شِرِّيرًا في عَينَيِ الرَّبّ، فأَماتَه الرَّبّ. |
8: | فقالَ يَهوذا لأَونان: (( اُدخُلْ على اَمرَأَةِ أَخيك وقُمْ بواجِبِ الصِّهْرِ وأَقِمْ نَسْلاً لأَخيك )). |
9: | وعَلِمَ أَونانُ أَنَّ النَّسْلَ لا يَكونُ لَه، فكانَ إِذا دَخَلَ على اَمرَأَةِ أَخيه، اِستَمْنى على الأَرض، لِئَلاَّ يَجعَلَ نَسْلاً لأَخيه. |
10: | فَقُبحَ ما فَعَلَه في عَينَيِ الرَّبّ، فأَماته أَيضاً. |
11: | (( فقالَ يَهوذا لِتامارَ كنَتَّه: (( أَقيمي أَرمَلَةً في بَيتِ أَبيكِ حتَّى يَكبَرَ شِيلَةُ آبني )). لأَنَّه كانَ يقول: ((يُخْشى أَن يَموتَ هو أَيضاً كأَخَوَيه )). فمَضَت تامارُ وأَقامَت في بَيتِ أَبيها.
|
12: | ومَضَت مُدَّةٌ طَويلة، فماتَتِ اَبنَةُ شُوع، اِمرَأَةُ يَهوذا، وعِندَما تَعَزَّى يَهوذا، صَعِدَ إِلى جُزَّازِ غَنَمِه في تِمْنَة هو وحِيرة، صاحِبُه العَدُلاَّمِيّ. |
13: | وأُخبِرَت تاماُر وقيلَ لَها: (( هُوَذا حَمْوُكِ صاعِدٌ إِلى تِمْنَة، لِيَجُزَّ غَنَمَه )). |
14: | فخَلَعَت ثِيابَ إِرْمالِها مِن علَيها وتَغَطَّت بِالخِمار واَحتَجَبَت بِه وجَلَسَت في مَدخَلِ العَينَينِ على طَريقِ تِمْنة، لأَنَّها رأَت أَنَّ شِيلَةَ قد كَبِرَ ولَم تُزَوَّجْ بِه.
|
15: | فرآها يَهوذا فحَسِبَها بَغِيًّا، لأَنَّها كانَت مُغَطِّيَةً وَجهَها. |
16: | فمالَ إِلَيها إِلى الطَّريقِ وقال: ((هَلُمَّ أَدخُلُ علَيكِ ))، لأَنَّه لم يَعلَمْ أَنَّها كَنَّتُه. فقالَت: ((ماذا تُعْطيني حتَّى تَدخلَ عَلَيَّ؟ )) |
17: | قال: (( أَبعَثُ بِجَدْيِ مَعْزٍ مِنَ الماشِيَة )). قالَت: (( أَعْطِيني رَهْنًا إِلى أَن تَبعَث )). |
18: | قال: (( ما الرَّهْنُ الَّذي أُعْطيكِه؟ )) قالت: (( خاتَمُكَ وعِقالُكَ وعَصاكَ الَّتي بِيَدِكَ )). فأَعْطاها ودَخَلَ علَيها، فحَبِلَت مِنه. |
19: | ثُمَّ قامَت فَمَضَت ونَزَعَت خِمارَها مِن علَيها ولَبِسَت ثِيابَ إِرْمالِها.
|
20: | وبَعَثَ يَهوذا بِجَدْيِ مَعزٍ مع صاحِبِه العَدُلاَّمِيّ لِيَستَرِدَّ الرَّهْنَ مِن يَدِ المَرأَة، فلَم يَجِدْها. |
21: | فسأَلَ أَهْلَ المَكانِ عن مُقامِها قائلاً: ((أَينَ البَغِيُّ الَّتي كانَت عِندَ العَينَينِ على الطَّريق؟ )) قالوا: ((ما كانت ههُنا قَطُّ بَغِيٌّ )). |
22: | فرَجَعَ إِلى يَهوذا وقال: (( لم أَجِدْها، وأَهْلُ المَكانِ أَيضاً قالوا: ما كانَت ههُنا قَطُّ بَغِيٌّ )). |
23: | فقالَ يَهوذا: (( لِتَحتَفِظْ بِما عِندَها لِئَلاَّ نَصيرَ سُخرِيَّة، فإِنِّي قد أَرسَلتُ الجَدْيَ، وأنتَ لم تَجِدْها )).
|
24: | وبَعدَ مُضِيِّ نَحوِ ثَلاثةِ أَشهُرٍ، أُخبِرَ يَهوذا وقيلَ لَه: (( قد بَغَت تامارُ كَنَّتُكَ، وها هي حامِلٌ مِنَ البَغاء )). فقالَ يَهوذا: (( أَخرِجوها فتُحرَق )). |
25: | فبَينَما هي مُخرَجَة، بَعَثَت إِلى حَميها قائلةً: (( مِنَ الرَّجُلِ الَّذي هذه الأشياءُ لَه أَنا حامِل )). وقالت: (( أُنظُرْ لِمَن هذا الخاتَمُ والعِقالُ والعَصا )). |
26: | فنَظَرَ إِلَيها يَهوذا وقال: (( هي أََبَرُّ مِنِّي، لِأنِّي لم أُزَوِّجْها لِشيلَةَ اَبني )). ولم يَعُدْ بَعدَ ذلك يَدخُلُ عَلَيها.
|
27: | ولَمَّا حانَ وَقتُ وِلادَتِها، إِذا بِتَوأَمَينِ في بَطنِها. |
28: | ولَمَّا وَلَدَت، أَخرَجَ أَحَدُهُما يَدَه، فأَخَذَتِ القابِلَةُ خَيطًا قِرمِزِيًّا فعَقَدَته علَيها وقالَت: ((هذا خَرَجَ أَوَّلاً )). |
29: | فَلَمَّا رَدَّ يَدَه، خَرَجَ أَخوه فقالت: (( يا لَكَ مِن ثَغرَةٍ ثغَرتَها! )) فسُمِّيَ فارَص. |
30: | وبَعدَ ذلكَ خَرَجَ أَخوه الَّذي على يَدِه الخَيطُ القِرمِزِيّ، فسُمِّيَ زارَح.
|
|
الفصل : 39 |
يوسف في بدء اقامته بمصر
1: | أَمَّا يوسُفُ فأُنزِلَ إِلى مِصر، فاشتَراه فوطيفار، خَصِيّ فِرعَونَ ورئيسُ الحَرَس، رَجُلٌ مِصرِيٌّ ، مِن أَيدي الإِسْماعيلِيِّينَ الَّذينَ نَزَلوا بِه إِلى هُناك. |
2: | وكانَ الرَّبُّ مع يوسف، فكانَ رَجُلاً ناجِحًا، وأَقامَ بِبَيتِ سَيِّدِه المِصرِيّ |
3: | ورأَى سَيِّدُه أَنَّ الرَّبَّ معَه وأَنَّ جَميعَ ما يَعمَلُه يُنجِحُه الرَّبُّ في يَدِه. |
4: | فنالَ يوسفُ حُظوَةً في عينَيه وخَدَمَه. فأَقامَه على بَيتِه، وكُلُّ ما كانَ لَه جَعَلَه في يَدِه. |
5: | وكانَ، مُنذُ أَقامَه على بَيتِه وكُلِّ ما هو لَه، أَنَّ الرَّبَّ بارَكَ بَيتَ المِصرِيِّ بِسَبَبِ يوسف، وكانَت بَركَةُ الرَّبِّ على كُلِّ ما هو لَه في البَيتِ وفي الحَقْل. |
6: | فَتَركَ كُلَّ ما كانَ لَه في يَدِ يوسف، ولَم يَكُنْ يَهتَمُّ معه بِشَيءٍ إِلاَّ بِالطَّعامِ الَّذي كانَ يَتنَاوَلُه. وكان يُوسفُ حَسَنَ الهَيئةِ وجَميلَ المَنظَر.
|
يوسف والغاوية |
7: | وكانَ بَعدَ هذه الأَحْداثِ أَنَّ اَمرَأَةَ سَيِّدِه طَمَحَت عَينُها إِلى يوسفَ وقالت: (( ضاجِعْني )). |
8: | فأَبى وقالَ لاَمرَأَةِ سَيِّده: (( هُوَذا سَيِّدي لا يَهتَمّ معي بِشَيءٍ مِمَّا في البَيت، كُلُّ ما هو لَه قد جَعَلَه في يَدي. |
9: | ولَيسَ هو أَكبَرَ مِنِّي في هذا البَيت، ولَم يُمسِكْ عَنِّي شَيئًا غَيرَكِ لأَنكِ زَوجَتُه. فكَيفَ أَصنَعُ هذه السَّيِّئَةَ العَظيمةَ وأَخْطَأُ إِلى الله؟ )) |
10: | وكَلَّمَته يَومًا بَعدَ يَوم، فلَم يَسمَعْ لَها أَن يَنامَ بِجانِبِها لِيَكونَ معها.
|
11: | فاتَّفَقَ في بَعضِ الأَيَّامِ أَنَّه دَخَلَ البَيتَ لِيَقومَ بِعَمَلِه، ولَم يَكُنْ هُناكَ فَي البَيتِ أَحَدٌ مِن أَهْلِه. |
12: | فأَمسَكَت بِثَوبِه قائِلَةً: (( ضاجِعْني )). فَتَرَكَ ثَوبَه بِيَدِها وفرَّ هارِبًا إِلى خارِج. |
13: | فلَمَّا رأَت أَنَّه قد تَرَكَ ثَوبَه بِيَدِها وهَرَبَ إِلى الخارِج، |
14: | صاحَت بِأَهْلِ بَيتِها وقالَت لَهم: ((اُنْظُروا! لقَد جاءَنا بِرَجُلٍ عِبْرانِيٍّ لِيَتَلاعَبَ بِنا. أَتاني لِيُضاجِعَنيِ، فصَرَختُ بِصَوتٍ عالٍ . |
15: | فَلمَّا سَمِعَني قد رَفَعتُ صَوتي وصَرَختُ، تَرَكَ ثَوبَه بجانِبي وفَرَّ هارِبًا إِلى خارِج )).
|
16: | وَوضَعَت ثَوبَه بِجانِبِها حتَّى قَدِم سَيِّدُه إِلى بَيتِه. |
17: | فكَلَّمَته بِمِثْلِ هذا الكَلام وقالَت: (( أَتاني الخادِمُ العِبْرانِيُّ الَّذي جِئتَنا بِه لِيَتَلاعَبَ بي |
18: | وكانَ، عِنْدَما رَفَعتُ صَوتي وصَرَخَتُ، أَنَّه تَرَكَ ثَوبَه بجانِبي وهَرَبَ إِلى خارِج )). |
19: | فلَمَّا سَمِعَ سَيَّدُه كَلامَ آمرَأَتِه الَّذي أَخبَرَته بِه قائِلَةً: ((كَذا صَنَعَ بي خادِمُكَ ))، غَضِبَ علَيه غَضَبًا، |
20: | فأَخَذَ يُوسفَ سَيِّدُه وجَعَلَه في السِّجْن، حَيثُ كانَ سُجَناءُ المَلِكِ مَسْجونين.
|
يوسف في السجن |
21: | وكانَ الرَّب مع يوسف وأَمالَ إِلَيه رَحمَتَه، وأَنالَه حُظوَةً في عَينَي رئيسِ السِّجْن. |
22: | فجَعَلَ رَئيسُ السِّجْنِ في يَدِ يوسفَ جَميعَ السُّجَناءِ الَّذينَ في السِّجْن، وكُلُّ ما كانوا يَصنَعونَه هُناكَ كانَ هو يُدَبِّرُه. |
23: | ولَم يَكُنْ رَئيسُ السِّجْنِ يَهتَمُّ بِشَيءٍ مِمَّا تَحت يَدِ يُوسف، لأَنَّ الرَّبَّ كان معَه، ومَهْا صَنَعَ كانَ الرَّبَّ يُنجِحُه.
|
|
الفصل : 40 |
يوسف يفسّر أَحلام رؤساء فرعون
1: | وكانَ بَعدَ هذه الأَحْداثِ أَنَّ ساقِيَ مَلِكِ مِصْرَ والخَبَّازَ أَجرَما إِلى سَيِّدِهِما مَلِكِ مِصْر. |
2: | فسَخَطَ فِرعَونُ على كِلا خَصِيَّيه رَئيسِ السُّقاةِ ورَئيسِ الخَبَّازين، |
3: | وأَوقَفَهما في بَيتِ رَئيسِ الحَرَسِ في السِّجْنِ حَيثُ كانَ يوسفُ مَسْجونًا. |
4: | فأَلحَقَ رَئيسُ الحَرَسِ بِهِما يوسف فقامَ بِخِدمَتِهما، وظلاَّ مَوقوفَينِ مُدَّةً.
|
5: | فَرأَيا كِلاهُما حُلْمًا في لَيلَةٍ واحِدَة، كُلَّ واحِدٍ حُلْمَه (ولكُلِّ حُلْمٍ تَفْسيرُه) ساقي مَلِكِ مِصْرَ وخَبَّاُزه المَسْجونانِ في السِّجْن. |
6: | فأَتاهُما يوسُفُ في الصَّباح، فإِذا هما حَزينَان. |
7: | فسأَلَ خَصِيَّي فِرعَونَ اللَّذَينِ ومعه والمَوقوفَينِ في بَيتِ سَيِّدِه وقال: (( ما بالُ وَجهَيكُما مُكتَئِبَينِ اليَوم؟ ))
|
8: | فقالا لَه: ((رأينا حُلْمًا، ولَيسَ لَنا مَن يُفَسِّرُه )). فقالَ لَهما يوسف: ((أَلَيسَ أَنَّ لِلّهِ التَّفْسير؟ قُصَّا عَلَيَّ )).
|
9: | فقَصَّ رَئيسُ السُّقاةِ حُلمَه على يوسفَ وقالَ لَه: ((رأَيتُ كأَنَّ جَفنَةَ كَرْمٍ أَمامي، |
10: | وفي الجَفنَةِ ثَلاَثةُ قُضبانٍ وكأَنِّي بِها أزهَرَت ونَما زَهرُها وأَنضَجَت عَناقيدُها عِنَباً. |
11: | وكانَت كَأسُ فِرعَونَ في يَدي فأَخَذتُ العِنَبَ وعَصَرتُه في كأسِ فِرعَون وَوضَعتُ الكأسَ في يَدِه )). |
12: | فقالَ لَه يوسف: (( هذا تَفْسيرُه: القُضْبانُ الثَّلاثةُ هي ثَلاثَةُ أيَّام. |
13: | فبَعدَ ثَلاثةِ أيَّام يَرفَعُ فِرعَونُ رأسَكَ وَيرُدُّكَ إِلى وَظيفَتِكَ وتُناولُ فِرعَونَ كأسَه كالعادَةِ السَّابِقة حينَ كُنتَ ساقِيَه. |
14: | وإِذا حَسُنَ أَمرُكَ فتَذَكَّرْني وآصنَعْ إِلَيَّ رَحمَةً واَذكُرْني لَدى فِرعَونَ وأَخرِجْني مِن هذا البَيت، |
15: | لأَنِّي قد خُطِفتُ مِن أَرضِ العِبْرانِيِّين، وههُنا أَيضاً وَضَعوني في السِّجْنِ مِن غيرِ أَن أَفعَلَ شيئًا )).
|
16: | ولَمَّا رأَى رئيسُ الخَبَّازينَ أَنَّ التَّفْسيرَ كانَ خَيرًا، قالَ لِيُوسف: (( رأَيتُ أَنا أَيضاً في حُلْمٍ كأَنَّ ثَلاثَ سِلالٍ مِنَ الخُبزِ الأَبيَضِ على رأسي، |
17: | وفي السَّلَّةِ العُلْيا مِن جَميعِ أَطعِمَةِ فِرعَون مِمَّا يَصنَعُه الخَبَّاز، والطُّيورُ تأكُلُه مِنَ السَّلَّةِ الَّتي على رأسي )). |
18: | فأَجابَ يوسفُ وقال: (( هذا تَفْسيرُه: السِّلالُ الثَّلاثُ هي ثَلاَثةُ أَيَّام. |
19: | فبَعدَ ثَلاثَةِ أَيَّام يَرفَعُ فِرعَونُ رأسَكَ فَوقًا ويُعَلِّقُكَ على خَشَبَة، فتَأكُلُ الطُّيورُ لَحمَكَ مِن علَيكَ )). |
20: | فكانَ في اليَومِ الثَّالِث، يَومِ مَولدِ فِرعَون، أَنَّه صَنَعَ مأدُبَةً لِجَميعِ حاشِيَتِه، فَرفَعَ رأسَ رَئيسِ السُّقاة ورأسَ رَئيسِ الخَبَّازين بَينَ حَشَمِه. |
21: | فرَدَّ رَئيسَ السُّقاةِ إِلى سِقايَتِه فوَضَعَ الكأسَ في يَدِ فِرعَون. |
22: | وأَمَّا رَئيسُ الخَبَّازين فعَلَّقَه، فكانَ كُلُّ شَيءٍ بِحَسَبِ تَفْسيرِ يوسفَ لَهُما. |
23: | ولم يَتَذَكَّرْ رَئيسُ السُّقاةِ يوسفَ فنَسِيَه.
|
|
الفصل : 41 |
أحلام فرعون
1: | وكانَ بَعدَ مُضِيِّ سَنَتَينِ مِنَ الزَّمانِ أَنَّ فِرعونَ رأَى حُلْمًا، إِذ هو واقِفٌ عِندَ النِّيل. |
2: | فإِذا بِسَبعِْ بَقَراتٍ صاعِدَةٌ مِنه وهي حِسانُ المَنظَرِ وسِمانُ الأَبْدان، فرَعَت في مَنبِتِ القَصَب، |
3: | وبِسَبعِْ بَقَراتٍ أُخَرَ صاعِدةٌ وراءَها مِنَ النِّيل وهي قِباحُ المَنظَر وهَزيلَةُ الأَبْدان، فَوقَفَت بِجانِبِ البَقَرات الأُخَرِ على شاطِئِ النِّيل. |
4: | فأَكَلَتِ البَقَراتُ القِباحُ المَنظَرِ الهَزيلةُ الأَبْدانِ السَّبْعَ البَقَراتِ الحِسانَ المَنظَرِ السِّمان. وآستَيقَظَ فِرعَون.
|
5: | ثُمَّ نامَ فحَلَمَ ثانِيَةً وإِذا بِسَبعِْ سَنابِلَ قد نَبَتَت في ساقٍ واحِدَة، وهي سِمَانٌ جَيِّدة، |
6: | وبسَبعِْ سَنابِلَ هَزيلةٍ قد لَفَحَتها الرِّيحُ الشَّرقِيَّة نَبَتَت وراءَها. |
7: | فآبتَلَعَتِ السَّنابِلُ الهزيلَةُ السَّبْعَ السَّنابِلَ السَّمينةَ المُمتَلِئَة. وآسَتَيقَظَ فِرعونُ، فإِذا هو حُلْم.
|
8: | فلَمَّا كانَ الصَّباح، اِضطَرَبَت نَفْسُه، فأَرسَلَ ودَعا جَميعَ سَحَرَةِ مِصْر وجَميعَ حُكَمائِها. فقَصَّ فِرعَونُ علَيهِم حُلْمَه فلَم يَكُنْ مَن يُفَسِّرُه لِفِرعَون0 |
9: | فكَلَّمَ رَئيسُ السُّقاةِ فِرعَونَ وقال: (( إِنَّي أَعتَرِفُ اليَومَ بِأَخْطائي. |
10: | إِنَّ فِرعَونَ كانَ قد سَخِطَ على عَبدَيه، فأَوقَفَني في بَيتِ رَئيسِ الحَرَسِ، أَنا ورَئيسَ الخبَّازين. |
11: | فَرأَينا كِلانا حلْمًا في لَيلَةٍ واحِدة ولِكُلِّ حُلْم تَفْسيرُه. |
12: | وكانَ معَنا هُناك شابٌّ عِبْرانِيٌّ ، خادِمٌ لِرَئيسِ الحَرَس، فقَصَصْنا علَيه ففَسَّرَ لَنا حُلْمَينا، فَسَّرَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا حُلْمَه. |
13: | وكما فَسَّرَ لَنا كان: فرَدَّني المَلِكُ إِلى وظيفَتي وذاكَ علَّقَه )).
|
14: | فأَرسَلَ فِرعَونُ ودَعا يوسف، فأَسرَعوا بِه مِنَ السِّجْن. فَحَلَقَ ذَقَنَه وأَبدَلَ ثِيابَه ودَخَلَ على فِرعَون. |
15: | فقالَ فِرعَونُ لِيُوسف: (( قد رَأَيتُ حُلْمًا، ولم يَكُنْ مَن يُفَسِّرُه، وقَد سَمِعتُ عَنكَ أنَّكَ إِذا سَمِعتَ حُلْمًا تُفَسِّرُه )). |
16: | فأَجابَ يوسفُ فِرعَونَ وقال: (( لا أَنا، بَلِ اللّه يُجيبُ فِرعَونَ الجَوابَ السَّليم )).
|
17: | فقالَ فِرعَونُ لِيُوسف: (( حَلَمتُ وإِذا بي واقِفٌ على شاطِئِ النِّيل، |
18: | وقد صَعِدَ مِنَ النِّيلِ سَبْعُ بَقَراتٍ سِمانِ الأَبْدانِ حِسانِ الهَيئات، فرَعَت في مَنبِتِ القَصَب. |
19: | وإِذا سَبْعُ بَقَراتٍ أُخَرَ قد صَعِدَت وَراءَها ضِعافًا قِباحَ الهَيئاتِ جدًّا هَزيلَةَ الأَبْدان لم أَرَ في أَرضِ مِصْرَ كُلِّها مِثلها في القُبْح. |
20: | فأَكَلَتِ البَقَراتُ الهَزيلةُ القِباحُ السَّبْعَ البَقَراتِ الأُولى السِّمان، فدَخَلَت في أَجْوافِها |
21: | ولم يُعرَفْ أَنَّها قد دَخَلَت فيها، وبَقِيَ مَنظَرُها قَبيحًا كما كانَ أَوَّلاً، واَستَيقَظتُ. |
22: | ثُمَّ رأَيتُ في حُلْمي سَبْعَ سَنابِلَ قد نَبَتَت في سَاقٍ واحِدَةٍ مُمتَلِئَةً جَيِّدة، |
23: | وسَبْعَ سَنابِلَ جافَّةً هَزيلةً قد لَفَحَتها الرِّيحُ الشَّرقِيَّة نَبَتَت وَراءَها. |
24: | فاَبتَلَعَتِ السَّنابِلُ الهَزيلةُ السَّبْعَ السَّنابِلَ الجَيِّدة. فأَخبَرتُ بِذلِك السَّحَرَة فلم يَكُنْ مَن يُجيبُني )).
|
25: | فقالَ يوسفُ لِفِرعَون: (( حُلْمُ فِرعَونَ واحِد: ما سَيَصنَعُه اللهُ اخبَرَ بِه فِرعَون. |
26: | السَّبْعُ البَقَراتُ الجَيِّدةُ هي سَبْعُ سِنين، والسَّبْعُ السَّنابِلُ الجَيِّدَةُ هي سَبْعُ سِنين: هو حُلْمٌ واحِد. |
27: | والسَّبْعُ البَقَراتُ الهَزيلةُ القِباحُ الصَّاعِدَةُ وراءَها هي سَبْعُ سِنين، والسَّبْعُ السَّنابِلُ الهَزيلَةُ الَّتي لَفَحَتها الرِّيحُ الشَّرقِيَّة تَكونُ سَبْعُ سِني مَجاعة. |
28: | هو الكَلامُ الَّذي قُلتُه لِفِرعَونَ، إِنَّ اللهَ كَشَفَ لِفِرعَونَ ما هو صانِعُه: |
29: | ها هي سَبْعُ سِنينَ آتِيَةٌ فيها شِبَعٌ عَظيمٌ في كُلِّ أَرضِ مِصر، |
30: | تَأتي مِن بَعدِها سَبْعُ سِني مَجاعة، فيُنْسى كُلُّ الشِّبَعِ في أَرضِ مِصْر وتُتلِفُ المجاعةُ هذه الأَرض، |
31: | فلا يَعودُ يُعرَفُ ما هو الشِّبَعُ في هذه الأَرض بسَبَبِ المجاعةِ الآتيَةِ بَعدَه لأَنَّها ستَكونُ شَديدةً جِدًّا. |
32: | وأَمَّا تَكْرارُ الحُلْمِ على فِرعَونَ مَرَّتَين، فلأَنَّ الأَمرَ مُقَرَّرٌ من لَدُنِ الله، وسيَصنَعُه عاجِلاً.
|
33: | والآن، لِيَبحَثْ فِرعَونُ عن رَجُلٍ فَهيمٍ حَكيمٍ يُقيمُه على أَرضِ مِصْر، |
34: | وَلْيَسْعَ فِرعَون وُيوكِّلْ وُكَلاءَ على هذه الأَرض ويَأخُذْ خُمْسَ غَلَّةِ أَرضِ مِصْرَ في سَبعِْ سِني الشّبَع، وَلْيَجْمَعوا كُلَّ طَعامِ سِني الخَيرِ الآتِيَة |
35: | ويَخزُنوا قَمحَها تَحتَ يَدِ فِرعَون طَعامًا في المُدُنِ ويَحفَظوه. |
36: | فيَكونُ الطَّعامُ مَؤونَةً لِهذه الأَرض لِسَبعِْ سِني المَجاعةِ الَّتي ستَكونُ في أَرضِ مِصْر، فلا تَفْنى هذه الأَرضُ بِالمَجاعة )).
|
ترقية يوسف |
37: | فحَسُنَ الكَلامُ في عَينَي فِرعَون وعَينَي حاشِيَتِه كُلِّها. |
38: | فقالَ فِرعَونُ لِحاشِيَتِه: (( هل نَجِدُ مِثْلَ هذا رَجُلاً فيه رُوحُ الله؟ )) |
39: | وقالَ فِرعَونُ لِيُوسف: (( بَعدَما ما أَعلَمَكَ اللهُ هذا كُلَّه، فلَيسَ هُناكَ فَهيمٌ حَكيمٌ مِثْلُكَ. |
40: | أَنتَ تَكونُ على بَيني وإِلى كَلِمَتِكَ يَنْقادُ كُلُّ شَعْبي، ولا أَكونُ أَعظَمَ مِنكَ إِلاَّ بِالعَرْش )). |
41: | وقالَ فِرعَونُ لِيُوسف: (( أُنظُرْ: قد أَقَمتُكَ على كُلِّ أَرضِ مِصْر )). |
42: | ونَزَعَ فِرعَونُ خاتَمَه مِن يَدِه وجعَلَه في يَدِ يوسف، وأَلبَسَه ثِيابَ كَتَّانٍ ناعِم وجَعَلَ طَوقَ الذَّهَبِ في عُنُقِه، |
43: | وأَركَبَه مَركَبَتَه الثَّانِيَة، ونادَوا أَمامَه: (( اِحذَرْ )). وهكذا أَقامَه على كُلِّ أَرضِ مِصْر.
|
44: | وقالَ فِرعَونُ لِيُوسف (( أَنا فِرعَون، بِدونِكَ لا يَرفَعُ أَحَدٌ يَدَه ولا رِجلَه في كُلِّ أَرضِ مِصْر )). |
45: | وسَمَّى فِرعَونُ يوسفَ ((صُفْنَة فَعْنِئَح ))، وزَوَّجَه أَسْنات، بِنْتَ فوطيفارَع، كاهِنِ أُون. وطافَ يوسفُ في كُلِّ أَرضِ مِصْر.
|
46: | وكانَ يوسفُ آبنَ ثَلاثينَ سَنَةً، حينَ مَثَلَ أَمامَ فِرعَونَ، مَلِكِ مِصْر. وخَرَجَ يوسفُ من أَمامِه وتَجَوَّلَ في أَرضِ مِصْرَ كُلِّها. |
47: | ثُمَّ أَخرَجَتِ الأَرضُ في سَبعِْ سِني الشِّبعَِ أَكْداسًا أَكْداسًا. |
48: | فجَمَعَ كُلَّ غِلالِ السَّبعِْ السِّنينَ الَّتي كانَ فيها الشِّبَعُ في أَرضِ مِصْر وجَعَلَها طَعامًا في المُدُن، جاعِلاً في كُلِّ مَدينَةٍ غِلالَ ما حَولَها مِنَ الحُقول. |
49: | فخَزَنَ يوسفُ مِنَ القَمْحِ ما يُعادِلُ رَمْلَ البَحْرِ كَثرةً، حَتَّى أَهمَلَ إِحصاءَه، لأَنَّه لم يَكُنْ يُحْصى.
|
ابنا يوسف |
50: | ِوُولدَ لِيُوسفَ اَبْنانِ قَبلَ أَن تأتيَ سَنَةُ المَجاعة، وهُما اللَّذانِ وَلَدَتْهُا أَسْنات، بِنْتُ فوطيفارَع، كاهِنِ أُون. |
51: | فسَمَّى يوسفُ البِكْرَ مَنَسَّى، قائِلاً: (( إِنَّ الله قد أَنْساني كُلَّ عَنائي وبَيتَ أَبي كُلَّه )). |
52: | وسَمَّى الثَّاني أَفْرائيم، قائلاً: (( إِنَّ اللهَ قد أَنْماني في أَرضِ شَقائي )).
|
53: | واَنتَهَت سَبْعُ سِني الشِّبَعِ الَّذي كانَ في أَرضِ مِصْر، |
54: | وبدأت سَبْعُ سِني المجاعةِ تأتي كَما قالَ يوسف. فكانَت مَجاعةٌ في جَميعِ الأَراضي، وأَمَّا كُل أَرضِ مِصْرَ فكانَ فيها خُبْزٌ . |
55: | فلَمَّا جاعَت كُلُّ أَرضِ مِصْر، صَرَخَ الشَّعبُ إِلى فِرعَونَ لأَجلِ الخُبْز. فقالَ فِرعَون لِجَميع المِصرِّيين: ((اِذْهَبوا إِلى يوسف، فما يَقُلْه لَكُم فاَصنَعوه )). |
56: | وكانَتِ المَجاعةُ على كُلِّ وَجهِ الأَرض. ففَتَحَ يوسفُ كُلَّ ما أَودِعَ، فباعَ لِلمِصرِّيين. واَشتَدَّتِ المَجاعةُ في أَرضِ مِصْر. |
57: | وقَدِمَ أَهْلُ الأَرضِ بِأَسْرِها إِلى مِصْرَ لِيَشتَرُوا حَبّاً مِن يوسف، لأَنَّ المَجاعَةَ كانَت شَديدةً في الأَرضِ كُلِّها.
|
|
الفصل : 42 |
اللقاء الأول بين يوسف واخوته
1: | فلَمَّا عَلِمَ يَعْقوبُ أَنَّ الحَبَّ مَوجودٌ في مِصْر، قالَ لِبَنيه: ((ما بالُكم تَنظُرونَ بَعضُكم إِلى بَعض؟ )). |
2: | وقال: (( إِنِّي قد سَمِعتُ أَنَّ الحَبَّ مَوجودٌ في مِصْر، فآنزِلوا إِلى هُناكَ وآشتَروا لَنا حَبّاً فنَحْيا ولا نَموت )). |
3: | فنَزَلَ عَشَرَةٌ مِن إِخَوةِ يوسفَ لِيَشتَروا قَمْحًا مِن مِصْر. |
4: | وأَمَّا بَنْيامين، أَخو يوسف، فلَم يُرسِلْه يَعْقوبُ مع إِخوَتِه، لأَنَّه قال: (( يُخْشى أَن يَلحَقَه سوء )).
|
5: | وأَتى بَنو إِسْرائيلَ في مَن أَتى لِيَشتَروا حَبّاً، لأَنَّ المَجاعةَ كانت في أَرضِ كَنْعان. |
6: | وكانَ يوسفُ هو المُسَلَّطَ على تِلكَ الأَرض والبائعَ حَبّاً لِكُلِّ شَعْبِ تِلكَ الأَرض. فجاءَ إِخوَتُه وسَجَدوا له بِوُجوهِهِم إلى الأَرض. |
7: | ولَمَّا رأَى يوسفُ إِخَوتَه عَرَفَهم، ولكِنَّه تَنَكَّرَ لَهم وكَلَّمَهم بِقَساوةٍ وقالَ لهم: (( مِن أَينَ قَدِمتُم؟ )) قالوا: ((مِن أَرضِ كَنْعان، لِنَشتَرِيَ طَعامًا )).
|
8: | وعَرَفَ يوسفُ إِخَوتَه، وأَمَّا هُم فلَم يَعرِفوه. |
9: | فتَذَكَّرَ يوسفُ الأَحْلامَ الَّتي حَلَمَها بِهِم، فقالَ لَهم: ((أَنتُم جَواسيس، إِنَّما جِئتُم لِتَرَوا ثُغورَ هذه الأَرض )). |
10: | فقالوا له: (( لا يا سَيِّدي، إنَّما جاءَ عَبيدُكَ لِيَشتَروا طَعامًا. |
11: | كُلُّنا بَنو رَجُلٍ واحِد، نحن مُستَقيمون، ولَيسَ عَبيدُكَ بِجَواسيس )). |
12: | فقالَ لَهم: ((كَلاَّ، بل إِنَّما جِئتُم لِتَرَوا ثُغورَ هذِه الأَرض )). |
13: | قالوا: ((عَبيدُكَ آثْنا عَشَرَ أَخًا، نَحنُ بَنو رَجُلٍ واحِدٍ في أَرضِ كَنْعان. هُوَذا الصَّغيرُ اليَومَ عِندَ أَبينا، وواحِدٌ لا وُجودَ لَه )). |
14: | فقالَ لَهم يوسف: ((بلِ الأَمرُ كما تَحَدَّثتُ إِلَيكم قائلاً: أَنتُم جَواسيس. وبِهذا تُمتَحَنون: وحَياةِ فِرعَونَ لا خَرَجتُم مِن ههُنا أَو يَجيءَ أَخوكُمُ الأَصغَرُ إِلى ههُنا. |
16: | إِبعَثوا واحِدًا مِنكُم يَأتي بِأَخيكم، وأَنتُم تُسجَنونَ حَتَّى يُمتَحَنَ كَلامُكم هل أَنتُم صادِقون، وإِلاَّ فوَحَياةِ فِرعَونَ إِنَّكم لَجَواسيس )). |
17: | فأَوقَفَهم ثَلاثَةَ أَيَّام. |
18: | وفي اليَومِ الثَّالِث قالَ لَهم يوسف: (( إِصنَعوا هذا فتَحْيَوا، لأَنِّي آتَّقي الله. |
19: | إِن كُنتُم مُستَقيمين، فأَخٌ واحِدٌ مِنكُم يُسجَنُ في سِجنِكم. أَمَّا أَنتُم فاَذهَبوا وخُذوا حَبّاً لِبُيوتِكمُ الجائِعَة، |
20: | وأتوا بِأَخيكُمُ الصَّغيرِ إِلَيَّ لِيَتَحَقَّقَ كَلامُكم ولا تَموتوا )). فصَنَعوا كذلك. |
21: | وقالَ بَعضُهم لِبَعض: (( إِنَّنا حَقًّا مُذنِبونَ إِلى أَخينا: رأَينا نَفسَه في شِدَّةٍ عِندَما آستَرحَمَنا فلَم نَسمَعْ لَه. لِذلِك نالَتْنا هذه الشِّدَّة )). |
22: | فأَجابَهم رأُوبينَ قائلا: (( أَلم أَقُلْ لكم: لا تخطَأُوا إِلى الوَلَد، وأَنتُم لم تَسمَعوا، لِذلِك يُطالَبُ الآنَ بِدَمِه )). |
23: | ولم يَكونوا يَعلَمونَ أَنَّ يوسفَ يَفهَمُ ذلك، إِذ كانَ هُناكَ تُرجمانٌ بَينَه وبَينَهم. |
24: | فتَحَوَّلَ عنهُم وبَكى، ثُمَّ عادَ إِلَيهِم وخاطَبَهم وأَخَذَ مِن بَينِهم شِمْعونَ فقيَّدَه أَمامَ أَعيُنِهم.
|
عودة بني يعقوب إِلى كنعان |
25: | وأَمَرَ يوسفُ أَن تُملأَ أَوعِيَتُهم قَمْحًا وتُرَدَّ فِضَّةُ كُلِّ واحِدٍ إِلى كيسِه وأَن يُعطَوا زادًا لِلطَّريق، فصُنِعَ لَهم كذلِك. |
26: | وحَمَلوا حَبَّهم على حَميرِهم وساروا مِن هُناك. |
27: | وفَتَحَ أَحَدُهم كيسَه لِيُلقِيَ عَلَفًا في المَبيتِ لِحمِارِه، فرأَى فِضَّتَه في فَمِ كيسه. |
28: | فقالَ لإِخَوته: (( قد رُدَّت فِضَّتي، وها هي في كيسي )). فخانَتهُم قُلوبُهم وقالوا بَعضُهم لِبَعضٍ مُرتَعِشين: ((ماذا فَعَلَ الله بِنا؟ )).
|
29: | وجاءُوا يَعْقوبَ أَباهم في أَرضِ كَنْعان وأَخبَروه بكُلِّ ما جَرى لَهم |
30: | وقالوا: (( قد خاطَبَنا الرَّجُلُ سَيِّدُ تِلكَ الأَرض بِقَساوة وعَدَّنا جَواسيسَ في تِلكَ الأَرض، |
31: | فقُلْنا له: نَحنُ مُستَقيمون، ولَسْنا بِجَواسيس، |
32: | نحنُ آثْنا عَشَرَ أَخًا بَنو أَبٍ واحِد، أَحَدُنا لا وُجودَ له، والصَّغيرُ اليَومَ عِندَ أَبينا في أَرضِ كَنْعان. |
33: | فقالَ لَنا الرَّجُلُ سَيِّدُ تِلكَ الأَرض: بِهذا أَعلَمُ أَنكم مُستَقيمون: دَعوا عِنْدي أَخًا مِنكُم وخُذوا لِبُيوتِكمُ الجائِعة واَنصَرِفوا، |
34: | وأتوني بأَخيكُمُ الصَّغير فأَعلَمَ أَنَّكم لَستُم بِجَواسيسَ وأَنَّكم مُستَقيمون، فأَعطيَكم أَخاكم وتَجولونَ في هذِه الأَرض )).
|
35: | وبَينَما هم يُفَرِّغونَ أَكْياسَهم، إِذا بِصُرَّةِ فِضَّةِ كُلِّ واحِدٍ في كيسِه. فلَمَّا رأَوا صُرَرَ فِضَّتِهم هم وأَبوهم، خافوا. |
36: | فقالَ لَهم يَعْقوبُ أَبوهم: (( أَفقَدتُموني أَولادي: يوسفُ لا وُجودَ لَه وشِمْعوِنُ لا وُجودَ لَه، وبَنيامينُ تأخُذونَه، وعَلَيَّ نَزَلَت هذه كُلُّها )).
|
37: | فكَلَّمَ رأُوبينُ أَباه قائِلاً: (( إِن لم أَعُدْ به إِلَيكَ، فاَقتُلْ وَلَدَيَّ. سَلِّمْه إِلى يَدي وأَنا أَرُدُّه إِلَيك )). |
38: | قال: (( لا يَنزِلُ آبْني مَعَكم، لأَنَّ أَخاه قد مات، وهو وَحدَه بَقِيَ، فإِن نالَه سؤٌ في الطَّريقِ الَّذي تَذهَبونَ فيه أَنزَلتُم شَيبَتي بِحَسرَةٍ، إِلى مَثْوى الأَمْوات )).
|
|
الفصل : 43 |
بنو يعقوب مع بنيامين في مصر
1: | وكانَتِ المَجاعةُ شَديدةً في تِلكَ الأَرض. |
2: | فلَمَّا آنتَهَوا مِن أَكلِ الحَبِّ الَّذي أَتَوا به مِن مِصْر، قالَ لَهم أَبوهم: (( اِرجِعوا فاَشتَروا لَنا قَليلاً مِنَ الطَّعام )). |
3: | فكَلَّمَه يَهوذا قائِلاً: (( إِنَّ الرَّجُلَ أَنذَرَنا إِنذارًا قائِلاً: لا تَرَونَ وَجْهي إِلاَّ وأَخوكُم مَعَكم . |
4: | فإِن أَرسَلتَ أَخانا معَنا، نَزَلْنا وآشتَرَينا لَكَ طَعامًا. |
5: | وإِن لم تُرسِلْه، لا نَنزِل، لأَنَّ الرَّجُلَ قالَ لَنا: لا تَرَونَ وَجْهي إِلاَّ وأَخوكم معَكم )). |
6: | فقالَ إِسْرائيل: (( ولِماذا أَسأتُم إِلَيَّ فأَخبَرتُمُ الرَّجُلَ أَنَّ لَكم أَخًا أَيضاً؟ )) |
7: | قالوا: (( إِنَّ الرَّجُلَ سأَلَ أَسئِلَةً عنَّا وعن عشيَرتِنا وقال: هل أَبوكُم لا يَزالُ حَيًّا وهل لكم أَخٌ؟ فأَخبَرناه بِحَسَبِ هذا الكلام. فهَل كُنَّا نَعلَمُ أَنَّه سيَقول: أَحضِروا أَخاكم؟ )) |
8: | وقالَ يَهوذا لإِسْرائيلَ أَبيه: (( (( أَرسِلِ الفَتى معي حتَّى نَقومَ ونَمضِيَ ونَحْيا ولا نَموت، نحنُ وأَنتَ وعِيالُنا. |
9: | أَنا أَضمَنُه، مِن يَدي تَطلُبُه. إِن لم اعدْ بِه إِلَيكَ وأُقِمْه أَمامَكَ، فأَنا مُذنِبٌ إِلَيكَ طولَ الزَّمان. |
10: | إِنَّه لَو لم نَتَوانَ، لكُنَّا الآنَ قد رَجَعْنا مَرَّتَين )).
|
11: | فقالَ لَهم إِسْرائيلُ أَبوهم: ((إِن كان الأَمرُ كذلك، فاَصنَعوا هذا: خُذوا مِن أَطيَبِ مُنتَجاتِ الأَرضِ في أَوْعِيَتِكم وأذهَبوا بِهَدِيَّةٍ إِلى الرَّجُل، شَيءً مِنَ البَلَسان وشيَءٍ مِنَ العَسَل وصُمغْ قَتاد ولاذَنٍ وفُستُقٍ ولوَز. |
12: | وخُذوا في أَيديكُم فِضَّةً أُخْرى، والفِضَّةُ المَرْدودَةُ في أَفْواهِ أَكْياسِكم رُدُّوها بأَيديكم، لعَلَّ ذلك كانَ خَطَأً. |
13: | وخُذوا أَخاكُم وقوموا فأرجِعوا إِلى. الرَّجُل. |
14: | واللهُ القَديرُ يَهَبُ لَكم رَحمَةً أَمامَ الرَّجُل فيُطلِقَ لَكُم أَخاكُمُ الآخَرَ وبَنيامين. وأَمَّا أَنا فإِن فَقَدتُهما أَكُونُ فَقَدتُهُما )).
|
اللقاء قي بيت يوسف |
15: | فأَخذَ القَومُ تِلكَ الهَدِيَّةَ وأَخَذوا في أَيديهِم ضِعْفَ الفِضَّةِ وبَنْيامين، وقاموا وَنزَلوا إِلى مِصْر ووَقَفوا أَمامَ يوسف. |
16: | فلَمَّا رأَى يوسفُ بَنْيامينَ معَهم، قالَ لِقَيِّمِ بَيتِه: (( أَدخِلِ القَومَ البَيتَ واَذبَحْ حَيَوانًا وأَصلِحْه، فإِنَّ القَومَ يأكُلونَ معي عِندَ الظُّهْر )). |
17: | فصَنَعَ الرَّجُلُ كما قالَ يوسف وأَدخَلَ القَومَ بَيتَ يوسف.
|
18: | فخافوا حينَ أُدخِلوا بَيتَ يوسفَ وقالوا: (( إِنَّما نَحنُ مُدخَلونَ بِسَبَبِ الفِضَّةِ الَّتي رُدَّت في أَكْياسِنا أَوَّلاً، لِيَهجُموا علَينا ويوقِعوا بِنا ويأخُذونا عَبيدًا معَ حَميرِنا )). |
19: | فتَقَدَّموا إِلى قَيِّمِ البَيت كَلَّموه عِندَ بابِ البَيت |
20: | وقالوا: (( العَفْوَ، يا سَيِّدي، إِنَّنا نَزَلْنا أَوَّلاً لِنَشتَرِيَ طَعامًا، |
21: | وكانَ، لَمَّا وَصَلْنا إِلى المَبيتِ وفتَحْنا أَكْياسَنا، أَنَّنا وَجَدنا فِضَّةَ كُلِّ واحِدٍ في فَمِ كيسِه، فِضَّتَنا بِوَزنِها، فعُدْنا بِها في أَيدينا، |
22: | وأَتَينا بِفِضَّةٍ أُخْرى لِنَشتَرِيَ طَعامًا، ونَحنُ لا نَعلَمُ مَنِ الَّذي جَعَلَ فِضَّتَنا في أَكْياسِنا )). |
23: | فقال: (( كونوا في سَلام، لا تَخافوا. إِنَّ إِلهكم وإِلهَ أَبيكُم رزَقَكُم كَنْزاً في أَكْياسِكُم. وأَمَّا فِضَّتُكُم فقد صارَت عِندي )). ثُمَّ أَخرَجَ إلَيهم شِمْعون.
|
24: | وأَدخَلَ الرَّجُلُ القَومَ بَيتَ يوسف وأَعْطاهم ماءً، فغَسَلوا أَرجُلَهُم، وأَعْطى عَلَفًا لِحَميرِهِم. |
25: | وهَيَّأُوا الهَدِيَّةَ حتَّى يأتِيَ يوسفُ عِندَ الظُّهْر، لأَنَّهم سَمِعوا بِأَنَّهم هُناكَ سيَأكُلونَ الطَّعام.
|
26: | ولَمَّا قَدِمَ يوسفُ إِلى البَيت، قَدَّموا لَه الهَدِيَّةَ الَّتي في أَيديهم، وسَجَدوا له إِلى الأَرض. |
27: | فسَأَلَ عن سَلامَتِهم، ثُمَّ قال: (( هل أَبوكُمُ الشَّيخُ الَّذي ذَكَرتُموه في سلام ولا يَزالُ حَيّاً؟ )) |
28: | قالوا: ((عَبدُكَ أَبونا في سَلام ولا يَزالُ حَيّاً )) وآنحَنَوا وسَجَدوا. |
29: | ورَفَعَ يوسفُ عَينَيه ورأَى بَنْيامينَ أَخاه أبنَ أُمِّه، فقال: (( أَهذا أَخوكُمُ الصَّغيرُ الَّذي ذَكَرتُموه لي؟ )) وأَضاف: (( أَنعَمَ اللهُ علَيكَ، يا بُنَيَّ )). |
30: | ثُمَّ أَسرَعَ يوسف، وقدِ آحترَقَت أَحْشاؤُه شَوقًا الى أَخيه ورَغِبَ في البُكاء، فدَخَلَ الغُرفَةَ وبَكى هُناكَ. |
31: | ثُمَّ غَسَلَ وَجهَه وخَرَجَ وتَجَلَّدَ وقال: (( قَدِّموا الطَّعام )). |
32: | فقَدَّموا لَه وَحدَه، ولَهم وَحدَهم، وللمِصرِّيينَ الآكِلينَ عِندَه وَحدَهم، لأَنَّ المِصرِّيينَ لا يَجوزُ لَهم أَن يأكُلوا مع العِبرانِيّين، لأَنَّه قَبيحةٌ عِندَ المِصرِيين. |
33: | وجَلَسوا أَمامَه، البِكْرُ بِحَسَبِ بِكرِيَّتِه والصَّغيرُ بِحَسَبِ صِغَرِه. وكانوا يَنظُرونَ بَعضُهم إِلى بَعضٍ مَبْهوتين. |
34: | ثُمَّ قَدَّمِ لَهم حِصَصًا مِمَّا أَمامَه، فكانَت حِصَّةُ بَنْيامينَ خَمْسَةَ أَضعافِ حِصَّةِ كُلِّ واحِدٍ مِنهُم. وشَرِبوا معه وسَكِروا.
|
|
الفصل : 44 |
كأس يوسف في كيس بنيامين
1: | ثُمَّ أَمرَ يوسفُ قَيِّمَ بَيتِه وقالَ له (( اِمَلأْ أكْياسَ القَومِ طَعامًا قَدْرَ ما يَستَطيعونَ حَمْلَه وآجعَلْ فِضَّةَ كُلِّ واحِدٍ في فَمِ كيسِه، |
2: | وآجعَلْ كأسي، كأسَ الفِضَّة، في فَمِ كيسِ الصَّغير، مع ثَمَنِ حَبِّه )). فصَنَعَ بِحَسَبِ كَلامِ يوسفَ الَّذي قالَه لَه.
|
3: | فلَمَّا أَضاءَ الصُّبْح، صُرِفَ القَومُ مع حَميرِهم. |
4: | فبَعدَ أَن خَرَجوا مِنَ المَدينةِ ولَم يُبعِدوا، قالَ يوسفُ لِقَيِّمِ بَيتِه: (( قُمْ فاَسْعَ في أَثَرِ القَوم، فإِذا أَدرَكتَهم فقُلْ لَهم: لِمَ كافَأتُمُ الخَيرَ بِالشرّ؟ |
5: | أَلَيست هذه هي الَّتي يَشرَبُ بِها سَيِّدي وَيتَكَهَّنُ بِها؟ قد أَسأتُم في ما صَنَعتُم )).
|
6: | فأدرَكَهم وقالَ لَهم ذلك الكلام. |
7: | فقالوا له: (( لِماذا يَتَكلَّمُ سَيِّدي بِمِثْل هذا الكلام؟ حاشَ لعَبيدِكَ أَن يَصنَعوا مِثْلَ هذا الأَمْر. |
8: | فإِنَّ الفِضَّةَ الَّتي وَجَدْناها في أَفْواهِ أَكْياسِنا رَدَدْناها إِلَيكَ مِن أَرضِ كَنعان، فكَيفَ نَسرِقُ من بَيتِ سَيِّدِكَ فِضَّةً أَو ذَهَبًا؟ |
9: | مَن وُجِدَت معَه الكأسُ مِن عَبيدِكَ فَلْيَمُتْ، ونَحنُ أَيضاً نَكونُ لِسَيِّدي عَبيدًا )). |
10: | قال: (( أَجل، وبِحَسَبِ قَولكم فلْيَكُنْ: مَن وُجِدَت معه الكأسُ، يَكونُ لي عَبْدًا، وأَنتُم تَكونونَ بَراء )). |
11: | فأَسرَعوا وحَطَّ كُلُّ واحِدٍ كيسَه على الأَرض، وفَتَحَ كُل واحِدٍ كيسَه. |
12: | فَفتَّشَهم مُبتَدِئًا بِالأَكبَر، حَتَّى اَنتَهى إِلى الأَصغَر، فوُجِدَتِ الكَأسُ في كيسِ بَنْيامين. |
13: | فمَزَّقوا ثِيابَهم وحَمَّلَ كُل واحِدٍ حِمارَه ورَجَعوا إِلى المَدينة.
|
14: | ودَخَلَ يَهوذا وإِخوَتُه بَيتَ يوسف وهو لم يَزَلْ هُناك، وآرتَمَوا أَمامَه إِلى الأَرض. |
15: | فقالَ لَهم يوسف: (( ما هذا الصَّنيعُ الَّذي صَنَعتُم؟ أَما عَلِمتُم أَنَّ رَجُلاً مِثْلي يَتَكَهَّن؟ )). |
16: | فقالَ يهوذا: (( ماذا نَقولُ لِسَيِّدي؟ بِماذا نَتَكلَّمُ وبِماذا نَتَبَرَّأ؟ قد كَشَفَ الله ذَنْبَ عَبيدِك. ها نَحنُ عَبيدٌ لِسَيِّدي، نَحنُ ومَن وُجِدَتِ الكأسُ في يَدِه )). |
17: | قالَ يوسف: (( حاشَ لي أَن أَصنَعَ هذا! بَلِ الرَّجُلُ الَّذي وُجِدَتِ الكأسُ في يَدِه هو يَكونُ لي عَبْدًا، وأَمَّا أَنتُم فآصعَدوا بِسَلامٍ إِلى أَبيكم )).
|
توسُّط يهوذا |
18: | فتَقَدَّمَ إِلَيه يَهوذا وقال: ((يا سَيِّدي، أَرْجو أَن يَقولَ عَبْدُكَ كَلِمَةً على مِسمَعِ سَيِّدي، ولا تَغْضَبْ على عَبدِكَ، فإِنَّكَ مِثلُ فِرعَون. |
19: | كانَ سَيِّدي قد سَأَلَ عَبيدَه قائِلاً: هل لَكم أَبٌ أَو أَخ؟ |
20: | فقلْنا لِسَيِّدي: لَنا أَبٌ شَيخ، ولَه أبنُ شَيخوخةٍ صَغير قد ماتَ أَخوه وبَقِيَ هو وَحدَه لأُمِّه، وأَبوه يُحِبُّه. |
21: | فقُلتَ لِعَبيدِكَ: اِنزِلوا بِه إِلَيَّ لأُلقِيَ نَظَري علَيه. |
22: | فقُلْنا لِسَيِّدي: لا يَقدُِر الفَتى أَن يَترُكَ أَباه، وإِن تَركَه يَموتُ أَبوه. |
23: | فقُلتَ لِعَبيدِك: إِن لم يَنزِلْ أَخوكمُ الصَّغيرُ مَعَكم فلا تَعودونَ تَرَونَ وَجْهي. |
24: | فكانَ لَمَّا صَعِدْنا إِلى عَبْدِكَ أَبي، أَنَّنا أَخبَرْناه بِكَلامِ سَيِّدي. |
25: | وقالَ أَبونا: اِرجِعوا فآشْتَروا لَنا قَليلاً مِنَ الطَّعام. |
26: | فقُلْنا: لا نَقدِرُ أَن نَنزِل. أَمَّا إِن كانَ أَخونا الصَّغيرُ مَعَنا فنَنزِل، لأَنَّنا لا نَقدُِر أَن نَرى وَجهَ الرَّجُل، ما لم يَكُنْ أَخونا الصَّغيرُ معَنا. |
27: | فقالَ لنا عَبدُكَ أَبي: أَنتُم تَعلَمونَ أَنَّ امرَأَتي وَلَدَت لِيَ ابنَين، |
28: | فخَرَجَ أَحَدُهُما مِن عِنْدي فقُلتُ: إِنَّه قَدِ آفتُرِسَ وإِلى الآنَ لم أَرَه. |
29: | فإِن أَخَذتُم هذا أَيضاً مِن أَمامي فأَصابَه سُؤٌ، أَنزَلتُم شَيبَتي بِالشَّقاءَ إِلى مَثْوى الأَموات. |
30: | والآن إِذا عُدتُ إِلى عَبدِكَ أَبي والفَتى لَيسَ معَنا، ونَفْسُه مُتَعَلِّقةٌ بِنَفْسِه، |
31: | فيَكونُ أَنَّه، عِندَما يَرى أَنَّ الفتى لَيسَ معَنا، يَموتُ وُينزِلُ عَبيدُكَ شَيبَةَ عَبدِكَ أَبينا بِحَسرَةٍ، إِلى مَثْوى الأَموات، |
32: | لأَنَّ عَبدَكَ قد ضَمِنَ الفَتى لِأبي قائلاً: إِن لم أَعُدْ بِه إِلَيك، أَكَونُ مُذنِبًا إِلى أَبي طولَ الزَّمان. |
33: | فلْيَبْقَ عَبدُكَ الآنَ مَكانَ الفَتى عَبدًا لِسَيِّدي وَيصعَدِ الفَتى مع إِخوَتِه. |
34: | فإِنِّي كَيفَ أَصعَدُ إِلى أَبي والفَتى لَيسَ معي؟ لا شاهَدتُ الشَّقاءَ الَّذي يَحِلُّ بِأَبي! )).
|
|
الفصل : 45 |
يوسف يعرّف نفسه إِلى إخوته
1: | فلم يَستَطِعْ يوسف أَن يَملِكَ نَفْسَه أَمامَ جَميعِ القائِمينَ عِندَه، فصَرَخِ: (( أَخرِجوا جَميعَ القَومِ مِن عِنْدي )). فلَم يَبْق عِندَه أَحَدٌ ، حينَ عَرَّفَ نَفْسَه إِلى إِخوته. |
2: | فأَطلقَ صَوتَه بالبُكاء، فسَمِعَته مِصرُ وسَمِعَه بَيتُ فِرعَون.
|
3: | وقالَ يوسفُ لإِخَوَتِه: ((أَنا يوسف. أَلا يَزالُ أَبي حَيًّا؟ )) فلم يَستَطِع إِخوَتُه أن يُجيبوه، لأَنَّهمُ آرتَعَدوا أَمامَه. |
4: | فقالَ يوسفُ لإِخَوته: (( تَقَدَّموا إِلَيَّ )) فتَقَدَّموا. فقال: (( أَنا يوسفُ أَخوكمُ الَّذي بِعتُموه لِلمِصرِيِّين. |
5: | والآن فلا تَكتَئِبوا ولا تَغضَبوا لأَنَّكم بعتُموني هُنا، فإِنَّ الله قد أَرسَلَني أَمامَكم لأُحيِيَكم. |
6: | وقَد مَضَت سَنَتا مَجاعةٍ في وَسَطِ الأَرض، وبَقِيَت خَمْسُ سِنينَ دونَ حَرْثٍ ولا حِصاد. |
7: | فأَرسَلَني اللهُ قُدَّامَكم لِيَجعَلَ لَكم بَقِيَّةً في هذه الأَرض وليُحيِيَكم، لِنَجاةٍ عظيمة. |
8: | فالآن لم تُرسِلوني أَنتُم إِلى ههُنا، بَلِ اللهُ أَرسَلَني وهو قد صَيَّرَني كأَبٍ لِفِرعَون وكسَيِّدٍ على بَيتِه كُلِّه كمُتَسَلِّطٍ على كُلِّ أرضِ مِصْر.
|
9: | فأَسرِعوا وآصعَدوا إِلى أَبي وقولوا لَه: (( كَذا قالَ أبنُكَ يوسف: قد جَعَلَني اللهُ سَيِّدًا لِجَميعِ المِصرِّيين، فاَنزِلْ إِلَيَّ ولا تُبطِئْ. |
10: | فتُقيمُ في أَرضِ جاسان، وتَكونُ قَريبًا مِني أَنتَ وبَنوكَ وبَنو بَنيكَ وغَنَمُكَ وبَقَرُكَ كلُّ ما هو لَكَ. |
11: | وأعولُكَ هُناك، إِذ قد بَقِيَ خَمْسُ سِنينَ مجاعةً، لِئَلاَّ يَنالَكَ العَوَز، أَنتَ وأَهلُكَ وكُلُّ ما هو لَكَ. |
12: | وها إِنَّ عُيونَكم وعَينَي أَخي بَنْيامينَ تَرى أَنَّ فَمي هو الَّذي يُخاطِبُكم. |
13: | فأَخبِروا أَبي بِكُلِّ مَجْدي في مِصْر وبِكُلِّ ما رأَيتمُوه، وأسرِعوا فآنزِلوا بِأَبي إِلى ههُنا )).
|
14: | ثُمَّ أَلْقى بِنَفْسِه على عُنُقِ بَنْيامينَ أَخيه فبَكى، وبَكى بَنْيامينُ على عُنُقِه. |
15: | وقَبَّلَ سائِرَ إِخوَته وبَكى على أَعْناقِهِم. وبَعدَ ذلك تَحدَّثوا إِلَيه.
|
دعوة فرعون |
16: | وبَلَغَ الخَبَرُ بيتَ فِرعَون وقيل: (( قد جاءَ إِخوَةُ يوسف )). فحَسُنَ ذلك في عَينَي فِرعَونَ وعُيونِ حاشِيَتِه. |
17: | فقالَ فِرعَونُ لِيُوسف: (( قُلْ لإخوَتكَ: اِصنَعوا هذا: حَمِّلوا دَوابَّكُم وآنطَلِقوا وآذهَبوا إِلى أَرضِ كَنْعان، |
18: | وخُذوا أَباكُم وأَهْلَكم وتَعالَوا إِلَيَّ، فأُعْطِيَكم خَيرَ أَرضِ مِصْر، وتأَكُلوا دَسَمَ الأَرض. |
19: | وأَنتَ مُكَلَّفٌ بِأَن تأَمُرَهم هذا الأَمْر: اِصنَعوا هذا: خُذوا لَكم مِن أَرضِ مِصْرَ عَجَلاتٍ لأَطفالِكم ونِسائِكم، وآحمِلوا أَباكُم وتَعالَوا. |
20: | ولا تأسَفْ عُيونُكم على أَثاثِكم، فإِنَّ خَيرَ مِصْرَ كُلِّها هو لَكم )).
|
العودة إِلى كنعان |
21: | فصَنَعَ كذلك بَنو إِسْرائيل، وأَعْطاهم يوسفُ عَجَلاتٍ بِأَمرِ فِرعَون، وأَعْطاهم زادًا لِلطَّريق. |
22: | وأَعْطى كُلَّ واحِدٍ مِنْهم حُلَلَ ثِياب، وأَعْطى بَنْيامينَ ثَلاثَ مِئَةٍ مِنَ الفِضَّةِ وخَمْسَ حُلَل ثِياب. |
23: | وبَعَثَ إِلى أَبيه بِهذا: عَشَرَةِ حَميرٍ مُحَمَّلَةٍ مِن خَيرِ ما في مِصْر، وعَشْرِ حَمائِرَ مُحَمَّلَةٍ قَمْحًا وخُبْزًا وزادًا لأَبيه لِلطَّريق. |
24: | ثُمَّ صَرَفَ إِخوَتَه فمَضَوا. وقالَ لهم: ((لا تَتَخاصَموا في الطَّريق )).
|
25: | فصَعِدوا مِن مِصْر ووَصَلوا إِلى أَرضِ كَنْعان، إِلى يَعْقوبَ أَبيهم. |
26: | وأَخبَروه فقالوا: (( إِنَّ يوسفَ لا يَزالُ حَيّاً، بل هو مُسَلَّطٌ على كُلِّ أَرضِ مِصْر )). فجَمَدَ قَلْبُه، لأَنَّه لم يُصَدّقْهم. |
27: | ثُمَّ حَدَّثوه بكُلِّ ما كَلَّمَهم بِه يوسف، ورأى العَجَلاتِ الَّتي بَعَثَ بِها يوسفُ لِتَحمِلَه. فانتَعَشَت رُوحُ يَعْقوبَ أَبيهم، |
28: | وقالَ إِسْرائيل: (( حَسْبي أَنَّ يوسفَ آبْني لا يَزالُ حَيّاً. أَمْضي وأَراه قَبلَ أَن أَموت )).
|
|
الفصل : 46 |
يعقوب يرحل إِلى مصر
1: | فَرحَلَ إِسْرائيلُ بِكُلِّ ما لَه حَتَّى جاءَ بِئْرَ سَبعْ، فذبحَ ذَبائِحَ لإِلهِ أَبيه إِسْحق. |
2: | فكَلَّمَ اللهُ إِسْرائيلَ في رُؤىً لَيَلِيَّةٍ وقال: (( يَعْقوب، يَعْقوب! )). قال: (( هاءَنَذا )). |
3: | قال: (( أَنا اللهُ، إِلهُ أَبيكَ. لا تَخَفْ أَن تَنزِلَ إِلى مِصْر، فإِنِّي سأجعَلُكَ هُناكَ أُمَّةً عظيمة. |
4: | أَنا أَنزِلُ معَكَ إِلى مِصْر، وأنا أُصعِدُكَ مِنْها، ويوسفُ هو الذي يُغمِضُ عَينَيك )). |
5: | فقامَ يَعْقوبُ مِن بِئْرَ سَبعْ، وحَمَلَ بَنو اسْرائيلَ يَعْقوبَ أَباهم وأَطْفالَهم ونساءَهم على العَجَلاتِ الَّي بَعَثَ بِها فِرعَون لِتَحمِلَه.
|
6: | وأَخَذوا ماشِيَتَهم ومُقْتَنَياتِهِمِ الَّتي اقتَنَوها في أَرضِ كَنْعان، وقَدِموا إِلى مِصْر، |
7: | يَعْقوبُ وكُلُّ ذُرِّيَّتِه معَه :بنوه وبَنو بَنيه وبَناتُه وبَناتُ بَنيه وسائِرُ ذُرِّيَّتِه جاءَ بِهم معَه إِلى مِصْر.
|
سلاله يعقوب |
8: | وهذه أَسْماءُ بَني إِسْرائيلَ الَّذينَ دَخَلوا مِصْر، يَعْقوبُ وبَنوه. بكْرُ يَعقُوبَ رَأُوبين، |
9: | وبَنو رأُوبين: حَنوك وفَلّوُّ وحَصْرون وكَرْمي. |
10: | وبَنو شِمْعون: يَموئيل ويامين وأُوهَد وياكين وصُوحَر وشاوُلُ اَبنُ الكَنْعانِيَّة. |
11: | وبَنو لاوي: جرْشُون وقَهات ومَراري. |
12: | وبَنو يَهوذا: عِير وأَونان وشِيلة وفارَص وزارَح (وماتَ عِِيرٌ وأَونانُ في أَرضِ كَنْعان)، وآبْنا فارَص، حَصْرون وحامول. |
13: | وبَنو يَسَّاكَر: تُولاع وفُوَّة وَيشوب وشِمْرون. |
14: | وبَنو زَبولون: سارَد وإِيلون وَيحَلْئيل. |
15: | هؤُلاءِ بَنو لَيئَةَ الَّذينَ وَلَدَتهم لِيَعْقوبَ في فَدَّانَ أَرامَ مع دِينةَ آبنَتِه، جَميعُ نُفوسِ بَنيه وبَناتِه ثَلاثةٌ وثَلاثون.
|
16: | وبَنو جاد: صِفون وحَجِّي وشُوني وأَصْبون وعِيري وأَرودي وأَرْئيلي. |
17: | وبَنو أَشير: يِمْنَة وِيشْوَة وِيشْوي وبَريعة وسارَحُ أُختُهم، واَبنا بَريعة: حابَر ومَلْكيئيل. |
18: | هؤُلاءِ بَنو زِلْفَةَ الَّتي أَعْطاها لابانُ لِلَيئَةَ اَبنَتِه، وما وَلَدَته لِيَعْقوب سِتَّةَ عَشَرَ نَفْسًا.
|
19: | واَبنا راحيلَ اَمرَأَةِ يَعْقوب: يوسفُ وبَنْيامين. |
20: | ووُلِدَ لِيُوسفَ في أَرضِ مِصْر مَن وَلَدَت لَه أَسْنات بِنتُ فوطيفارَع، كاهِنِ أُون: مَنَسَّى وأَفْرائيم. |
21: | وبَنو بَنْيامين: بالَع وباكَر وأَشْبيل وجيرا ونَعْمان وإِيحي ورُوش ومُفِّيم وحُفِّيم وأَرْد. |
22: | هؤُلاءِ همُ البَنونَ الَّذينَ وَلَدَتْهم راحيلُ لِيَعْقوب، جَميعُهم أَربَعَةَ عَشَرَ نَفْسًا.
|
23: | وآبنُ دان: حُوشيم. |
24: | وبَنو نَفْتالي يَحْصيئيل وجوني وِيصْر وشِلِّيم. |
25: | هؤُلاءِ بَنو بِلْهةَ الَّتي أَعْطاها لابانُ لِراحيلَ آبنَتِه، جَميعُ مَن وَلَدَته لِيَعْقوبَ سَبعَةُ أَنفُس.
|
26: | فجَميعُ النُّفوسِ الَّذينَ لِيَعْقوب والقادِمينَ إِلى مِصْر والخارِجينَ من صُلْبِه، سِوى نِسْوةِ بَنيه، سِتَّةٌ وسِتُّونَ نَفْسًا. |
27: | وآبنا يوسفَ اللَّذانِ وُلدا لَه في مِصْرَ نَفْسان. فمَجْموعُ النُّفوسِ الَّذين من بَيتِ يَعْقوب والَّذينَ دَخَلوا مِصْر: سَبْعون نَفْسًا.
|
استقبال يوسف |
28: | فأَرسَلَ يَعْقوبُ يَهوذا قُدَّامَه إِلى يوسف، لِيَدُلَّه على أَرضِ جاسان. ثُمَّ جاءُوا أَرضَ جاسان. |
29: | فشَدَّ يوسفُ على مَركَبَتِه وصَعِدَ لِيُلاقِيَ إسْرائيلَ أَباه في جاسان. فلَمَّا ظَهَرَ لَه أَلْقى بِنَفْسِه على عُنُقِه وبَكى على عُنُقِه طَويلاً. |
30: | فقالَ إِسْرائيلُ لِيُوسف: (( دَعْني أَموتُ الآن، بَعدَما رأَيتُ وَجهَكَ، لأَنَّكَ لا تَزالُ حَيّاً )).
|
31: | ثُمَّ قالَ يوسفُ لإِخوَتِه ولِبَيتِ أَبيه: (( أَنا صاعِدٌ إِلى فِرعَون لأُخبِرَه وأَقولَ له: إِنَّ إِخوَتي وبَيتَ أَبي الَّذينَ كانوا في أَرضِ كَنْعان قد قَدِموا إِلَيَّ. |
32: | والقَوُمُ رعاةُ غَنَم، لأَنَّهم كانوا أَصْحابَ، ماشِيَة، وقد أَتَوا بِغَنَمِهِم وبَقَرِهم وحَميرِهم وكُلِّ ما لَهم. |
33: | فإِذا اَستَدْعاكم فِرعَونُ وقالَ لَكم: ما حِرفَتُكم؟ |
34: | فقولوا: كانَ عَبيدُكَ ذوي ماشِيَةٍ مُنذُ صِغَرِهم إِلى الآن، نَحنُ وآباؤُنا جَميعًا، وذلك لِتُقيموا بِأَرضِ جاسان ))، لأَنَّ كُلَّ راعي غَنَمٍ هو عِندَ المِصرِّيينَ قَبيحة.
|
|
الفصل : 47 |
مقابلة فرعون
1: | فذَهَبَ يوسفُ إِلى فِرعَون وأَخبَرَه وقال: (( إِنَّ أَبي وإِخوَتي قد قَدِموا مِن أَرضِ كَنْعانَ بِغَنَمِهِم وبَقَرِهم وكُلِّ ما لَهم، وها هُم في أَرضِ جاسان )). |
2: | وأَخَذَ خَمسَةً مِن إِخْوَتِه فَقدَّمَهم أَمامَ فِرعَون. |
3: | فقالَ فِرعَونُ لإِخَوةِ يوسف: (( ما حِرفَتُكم؟ )) فقالوا لِفِرعَون: ((عَبيدُكَ رُعاةُ غَنَمٍ، نَحنُ وآباؤُنا جَميعًا )). |
4: | وقالوا له: (( جِئْنا لِنَنزِلَ بِهذِه الأَرض، إِذ لَيسَ لِغَنَمِ عَبيدِكَ مَرْعًى مِنِ آشتِدادِ المَجاعةِ في أَرضِ كَنْعان. فدَعْ عَبيدَكَ يُقيمونَ بِأَرضِ جاسان )). |
رواية ثانية لمقابلة فرعون |
5: | آ فقالَ فِرعَونُ لِيوسف: ب قَدِمَ يَعْقوبُ وبَنوه إِلى مِصْرَ إِلى يوسف. فلَمَّا عَلِمَ فِرعَونُ مَلِكُ مِصْرَ بِهذا، قالَ لِيوسف: (( أَبوكَ وإخوَتُك قد قَدِموا إِلَيكَ. |
6: | آ فهذه أَرضُ مِصْرَ أَمامَكَ، فأَقِمْ أَباكَ وإِخَوتَكَ في أَجَودِ أَراضيها )). ب (( لِيُقيموا بِأَرضِ جاسان، وإن كُنتَ تَعلَمُ أَنَّ فيهِم أَصْحابَ مَهارَة فأَقِمْهم وُكلاءَ على ماشِيَتي )).
|
7: | وأَدخَلَ يوسفُ يَعْقوبَ أَبَاه فأَقامَه أَمامَ فِرعَون، فبارَكَ يَعْقوبُ فِرعَون. |
8: | فقالَ لَه فِرعَون: (( كم أَيَّامُ سِني حَياتِكَ؟ )) |
9: | فقالَ لَه يَعْقوب: (( أَيَّامُ سِني إِقامَتي في الأَرضِ مِئَةٌ وثَلاثونَ سَنَة. قَليلةً ورَديئةً كانَت أَيَّامُ سِني حَياتي، ولم تَبلُغْ أَيَّامَ سِني حَياةِ آبائي، أَيَّامَ إِقامَتِهم في الأَرض )). |
10: | وبارَكَ يَعْقوبُ فِرعَون وخَرَجَ مِن أَمامِه. |
11: | وأسكَنَ يوسفُ أَباه وِإخوَتَه وأَعْطاهم مِلْكًا في أَرضِ مِصْر، في أَجَودِ أَرضٍ مِنْها، هي أَرضُ رعَمْسيس، كَما أَمَرَ فِرعَون.
|
12: | وزَوَّدَ يوسفُ أَباه وإِخوَتَه وسائِرَ أَهْلِه بِالخُبزِ بِحَسَبِ عِيالِهِم.
|
سياسة يوسف الزراعية |
13: | ولم يَكُنْ خُبزٌ في الأَرضِ كُلِّها، لأَنَّ المَجاعةَ آشتَدَّت كَثيرًا حتَّى أُنهِكَ أَهلُ مِصْرَ وكَنْعانَ مِنَ المَجاعة. |
14: | وجَمَعَ يوسفُ كُلَّ الفِضَّةِ الَّتي في أَرضِ مِصْرَ وفي أَرضِ كَنْعانَ بِالحَبِّ الَّذي كانوا يَشتَرونَه، وأَدخَلَها بَيتَ فِرعَون.
|
15: | فلَمَّا نَفِدَتِ الفِضَّةُ من أَرضِ مِصْرَ ومِن أَرضِ كَنْعان، أَقبَلَ المِصرُّيونَ كُلُّهم إِلى يوسفَ قائلين: (( أَعْطِنا خُبزًا، فلِماذا نَموتُ أَمامَكَ؟ فإِنَّ الفِضَّةَ قد نَفِدَت )). |
16: | فقالَ لَهم يوسف: (( إذا كانَت فِضَّتُكم قد نَفِدَت، فهاتوا ماشِيَتَكم، أَبِعْكم خُبزاً بمِاشِيَتكم )). |
17: | فجاءُوا يوسفَ بمِاشِيَتِهم، فأَعْطاهم خُبزاً بِالخَيلِ وبِالماشِيَةِ مِنَ الغَنَمِ والبَقَرِ والحَمير، أَطعَمَهم خُبزًا بِكُلِّ ماشِيَتِهم في تِلكَ السَّنة.
|
18: | فلَمَّا اَنتَهَت تِلكَ السَّنَة، جاءُوا في السَّنَةِ الثانِية وقالوا له: (( لا نُخْفي على سَيِّدِنا أَنَّ الفِضَّةَ قد نَفِدَت وأَنَّ قُطْعانَ البَهائِم هيَ عِندَ سَيِّدِنا، ولَم بَبْقَ أَمامَه إِلاَّ أَبْدانُنا وأَراضينا. |
19: | فلِماذا نَموتُ أَمامَ عَينَيكَ نَحنُ وأَراضينا؟ اِشتَرِنا نَحنُ وأَراضِيَنا بالخُبْز، فنَصيرَ بِأَراضينا عَبيدًا لِفِرعَون. وأَعْطِنا بَذْرًا فنَحْيا ولا نموت ولا تَصيرَ أَراضينا قَفْرًا )).
|
20: | فآشتَرى يوسفُ جَميعَ أَراضي مِصْرَ لِفِرعَون، لأَنَّ المِصرِيِّينَ باعوا كُلُّ واحِدٍ مِنْهم حَقْلَه، لأَنَّ المَجاعةَ آشتَدَّت عَلَيهم، فصارَتِ الأَرضُ لِفِرعَون. |
21: | وأَمَّا الشَّعْبُ فاَستَعبَدَه مِن أَقْصى حُدودِ مِصْرَ إِلى أَقْصاها. |
22: | إِلاَّ أَنَّ أَراضِيَ كَهَنَتِهم لم يَشتَرِها، لأَنَّها كانَت لِلكَهَنَةِ أَرْزاقٌ مِن قِبَلِ فِرعَون، فكانوا يأكُلونَ أَرْزاقَهمُ الَّتي أَجْراها لَهم فِرعَون، ولذلِك لم يَبيعوا أَراضِيَهم.
|
23: | وقالَ يوسفُ لِلشَّعْب: (( ها إِنِّي قدِ آشتَرَيتُكمُ اليَومَ أَنتُم وأَراضِيَكم لِفِرعَون. فخُذوا لَكُم بَذْرًا تَزرَعونَه في الأَرض. |
24: | فإِذا خَرَجَتِ الغِلال، تُعْطونَ مِنها الخُمُسَ لِفِرعَون، والأَربَعَةُ الأَخْماسُ تَكونُ لَكم بَذْرًا لِلحُقول وطَعامًا لَكم ولأَهلِ منازِلِكم وطَعامًا لِعِيالِكم )) . |
25: | قالوا: (( قد أَحيَيتَنا، فلْنَنَلْ حُظْوَةً في عَينَي سَيِّدِنا ونَكونَ عَبيدًا لِفِرعَون )). |
26: | فجَعَلَ يُوسفُ ذلك فَريضةً على أرضِ مِصْرَ إِلى هذا اليَوم: أَن يُؤَدُّوا الخُمُسَ لِفِرعَون مِمَّا لَيسَ بِأَراضي الكَهَنةِ فَقَط، فإِنَّها لم تَصِرْ لِفِرعَون.
|
وصية يَعقوب الأخيرة |
27: | وأَقامَ إِسْرائيلُ في أَرضِ مِصْر، في أَرضِ جاسان، فتَمَلَّكوا فيها ونَمَوا كثُروا جِدًّا. |
28: | وعاشَ يَعْقوبُ في أَرضِ مِصرَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَة، فصارَ كُلُّ عُمْرِه مِئَةً وسَبْعًا وأَربَعينَ سَنَة.
|
29: | ولَمَّا دنا أَجَلُ إِسْرائيل، دعا آبنَه يوسفَ وقالَ له: (( إن نِلْتُ حُظوَةً في عَينَيكَ، فضَعْ يَدَكَ تَحتَ فَخِذي واصنَعْ إِلَيَّ رَحمَةً ووفاءً: لا تَدفِّنِي بِمِصْر، |
30: | بل إِذا آضَّجَعتُ مع آبائي فاَحمِلْني مِن مِصْرَ وآدفِنِّي في مَقبَرَتِهم )). قال: (( سأَفعَلُ كَما قُلْتَ )). |
31: | فقالَ له: (( اِحلِفْ لي! )). فحَلَفَ لَه يوسف. فسَجَدَ إِسْرائيلُ على رأسِ السَّرير.
|
|
الفصل : 48 |
يعقوب يتبنّى ابني يوسف ويباركهـا
1: | وكانَ بَعدَ هذه الأَحْداثِ أَنْ قيلَ لِيُوسف: (( إِنَّ أَباكَ مريض )). فأَخَذَ معَه آبنَيه مَنَسَّى وأَفرائيم. |
2: | وأُخبِرَ يَعْقوبُ وقيلَ له: (( هُوذا اَبنُكَ يوسفُ قادِمٌ إِلَيكَ )). فأستَجمَعَ إِسْرائيلُ قِواه وجَلَسَ على السَّرير. |
3: | وقالَ يَعْقوبُ لِيوسف: (( إِنَّ اللهَ القَديرَ تَراءى لي في لوزَ في أَرضِ كَنْعان وبارَكَني. |
4: | وقالَ لي: ها أَنا أُنْميكَ وأُكَثِّرُكَ وأَجعَلُكَ جَماعةَ شُعوب وأُعْطي نَسلَكَ هذه الأَرضَ مِن بَعدِكَ مِلْكًا أَبَدِيّاً. |
5: | والآن فآبْناكَ اللَّذانِ وُلِدا لَكَ في أَرضِ مِصْرَ قَبلَ قُدومي إِلَيكَ إِلى مِصْرَ هُما لي. أَفْرائيمُ ومَنَسَّى، مِثْلَ رَأُوبينَ وشِمْعون، يَكونانِ لي. |
6: | ومَن وُلِدَ لَكَ بَعدَهما مِنَ البَنين فإِنَّه يَكونُ لَكَ وُيسَمَّى بِاسمِ أَخوَيه في ميراثِه.
|
7: | وأَمَّا أَنا فَفي عَودَتي مِن فَدَّان ماتَت بِقُرْبى راحيلُ في أَرضِ كَنْعان، في الطَّريق، على مسافةٍ مِن أَفْراته، فدَفَنْتُها هُناكَ في طريقِ أَفْراته، وهي بَيتَ لَحْم )).
|
8: | ورأَى إِسْرائيلُ اَبنَي يوسف، فقال: (( مَن هذان؟ )) |
9: | فقالَ يوسفُ لأَبيه: (( هُما اَبْنايَ اللَّذانِ رَزَقَني اللهُ إِيَّاهما ههُنا )). قال: (( أَدْنِهِما مِنِّي لأُبارِكَهما )). |
10: | وكانَت عَينا إِسْرائيلَ قد ثَقُلَتا مِنَ الشَّيخوخة، ولم يَكُنْ يَقدِرُ أَن يُبصِر. فأَدْناهُما يوسُفُ مِنه فقَبَّلَهما واَحتَضَنَهما. |
11: | وقالَ إِسْرائيلُ لِيُوسف: (( لم أَكُنْ أَحسَبُ أَنِّي سأَرى وَجهَكَ، وهُوَذا قد أَراني اللهُ نَسلَكَ أَيضاً )). |
12: | ثُمَّ أَخَرجَهما يوسُفُ مِن بَينِ رُكبَتَيه وسَجَدَ بِوَجهِه إِلى الأَرض.
|
13: | وأَخَذَ يوسفُ الاِثْنَين، أَفْرائيمَ بِيَمينِه إِلى يَسارِ إِسْرائيل، ومَنَسَّى بِيَسارِه إِلى يَمينِ إِسْرائيل، وأَدْناهما مِنه. |
14: | فمَدَّ إِسْرائيلُ يُمْناه فجَعَلَها على رأسِ أَفْرائيمَ وهو الأَصغَر، وَيسارُه جَعَلَها على رأس مَنَسَّى، مُخالِفًا بَينَ يَدَيه، معَ أَنَّ مَنَسَّى كانَ هو البِكْر. |
15: | وبارَكَ يوسفَ وقال:
(( اللهُ اَّلذي سارَ أَمامَه أَبوايَ إِبْراهيمُ وإِسْحَق
اللهُ الَّذي رَعاني مُنْذُ كُنتُ إِلى هذا اليوم
|
16: | المَلاكُ الَّذي خَلَّصَني مِن كُلِّ سوءً يُبارِكُ الوَلَدَين.
وَلْيُدْعَيا بِاَسْمي وبِآسمِ أَبوَيَّ إِبْراهيمَ وإِسْحق وَلْيَنْمِيا كَثيرًا في وَسَطِ الأَرض )).
|
17: | ورأَى يوسفُ أَنَّ أَباه جَعَلَ يُمْناه على رأسِ أَفْرائيم، فساءَ ذلك في عَينَيه، فأَمسَك بِيَدِ أَبيه لِيَنقُلَها عن رَأسِ أَفْرائيمَ إِلى رأس مَنَسَّى. |
18: | وقالَ يوسفُ لأَبيه: (( لا هكذا، يا أَبَتِ، لأَنَّ هذا هو البِكْر، فأجعَلْ يُمْناك على رأسِه )). |
19: | فأَبى أَبوه وقال: (( قد عَرَفتُ، يا بُنَىَّ، قد عَرَفت. إِنَّ هذا أَيضاً يَكونُ شَعْباً، وهو أَيضاً يَعظُم، ولكِنَّ أَخاه الأَصغَرَ يَعظُمُ أَكثَرَ منه وَيكونُ نَسلُه جُمْهورَ أُمَم )).
|
20: | وبارَكَهما في ذلك اليومِ وقال:
((بِكُما يُبارِكُ إِسرائيلُ ويَقولون:
يَجعَلُكَ اللهُ مِثْلَ أَفْرائيمِ ومِثْلَ مَنَسَّى )).
وهكذا قَدَّمَ أَفْرائيمَ على مَنَسَّى.
|
21: | وقالَ إِسْرائيلُ لِيُوسف: (( هاءَنذا أَموت. وسَيَكونُ اللهُ مَعَكُم وَيرُدُّكم إِلى أَرضِ آبائِكُم. |
22: | وأَنا قد أَعطَيتُكَ (( شَكيم )) عِلاوَةً على إِخَوتِكَ، وهو الَّذي أَخَذتُه مِن يَدِ الأَمورِيّين بِسَيفي وقَوسي )).
|
|
الفصل : 49 |
بَركات يعقوب
1: | ثُمَّ دَعا يَعْقوبُ بَنيه وقال: (( اِجتَمِعوا لأُنبئَكم بِما يَكونُ لَكم في لاحِقِ الأَيَّام. |
2: | اِجتَمِعوا وأَصْغوا يا بَني يَعْقوب
أَصْغوا إِلى إِسْرائيلَ أَبيكم .
|
3: | رأُوبين، أَنت بِكْري
قُوَّتي وأَوَّلُ رُجولَتي.
فاضِلٌ في الشُّموخ، فاضِلٌ في العِزّ.
|
4: | فُرتَ كالماء: لَن تَفضُل
لأَنَّكَ عَلَوتَ مَضجَعَ أبيك
حينَئِذٍ دَنَّستَ فِراشي عَلَيَّ.
|
5: | شِمْعونُ ولاوي أَخَوان
سُيوفُهما آلاتُ عُنْف.
|
6: | مَجلِسُهُما لا تَدخُلْه نَفْسي
وإِلى جماعَتِهما لا يَنضَمَّ قَلْبي
لأَنَّهما في سُخْطِهما قَتَلا أُناسًا
وفي هَواهما عَقَرا ثيرانًا
|
7: | مَلْعونٌ سُخْطُهما فإِنَّه شَديد
وغَضَبُهما فإِنَّه قاسٍ .
أُقَسِّمُهما في يَعْقوب
وأُبَدِّدُهما في إِسْرائيل.
|
8: | يَهوذا، إِيَّاكَ يَحمَدُ إِخوَتُكَ
يَدُكَ على رَقبَةِ أَعْدائِكَ
يَسجُدُ لَكَ بَنو أَبيكَ.
|
9: | يَهوذا شِبْلُ أَسَدٍ
مِنَ الافتِراسِ صَعِدتَ يا بُنَيَّ.
جَثَمَ ورَبَضَ كالأَسَدِ واللَّبُؤَة
فمَن ذا يُقيمُه؟
|
10: | لا يَزولُ الصَّولَجانُ مِن يَهوذا
ولا عَصا القِيادةِ مِن بَينِ قَدَميه
إِلى أَن يأتِيَ صَاحِبُها وتُطيعَه الشُّعوب.
|
11: | رابطٌ بِالجَفْنَةِ جَحشَه
وبَأَفضَلِ كَرمةٍ آبنَ حِمارتِه.
غَسَلَ بِالخَمْرِ لِباسَه
وبِدَمِ العِنَبِ ثَوبَه.
|
12: | عَيناه أَشَدُّ ظُلمةً من الخَمْر
أَسنانُه أَشَدُّ بَياضًا مِنَ اللَّبَن.
|
13: | زَبولونُ سواحِلَ البِحارِ يَسكُن
ومَتْنَ السُّفُنِ يَركَب
وحُدودُه في جِوارِ صَيدون.
|
14: | يَسَّاكَرُ حِمارٌ صُلْبُ العود
رابِضٌ بَينَ الزَّرائِب
|
15: | وقد رأَى الرَّاحةَ ما أَجوَدَها
والأَرضَ ما أَروَعها
فأَحْنى كَتِفَه لِلْحِمْلِ وصارَ لِلسُّخرَةِ عَبْدًا.
|
16: | دانٌ يَحكُمُ لِقَومِه كأَحَدِ أَسْباطِ إِسْرائيل.
|
17: | يَكونُ دانٌ ثُعْبانًا على الطَّريق
وقَرْناءَ على السَّبيل.
يَلَسعُ عُرْقوبَ الفَرَس
فيَسقُطُ الرَّاكِبُ إِلى الوراء.
|
18: | خَلاصَكَ آنتَظَرتُ يا ربّ.
|
19: | جادٌ يَغْزوه الغُزاة
وهو يَغْزو في أَعْقابِهم.
|
20: | أَشيرُ خُبزُه دَسِم
وهو يُعْطي مَآكِلَ مُلوكٍ فاخِرة.
|
21: | نَفْتالي أَيِّلةٌ سارِحة
تَلِدُ شوادِنَ ظَريفة.
|
22: | يوسفُ غَرسَةٌ خَصيبة
غَرسَةٌ خَصيبةٌ على عَين
لَها أَغْصانٌ تَسلَّقَتِ السُّور.
|
23: | تَحَدَّاه أَصْحابُ السِّهام
ورَمَوه وآضطَهَدوه
|
24: | لكِنَّ قَوسَه ثَبَتَت
وسَواعِدَ يَديَه تَشَدَّدَت
مِن يَدَي عَزيزِ يَعْقوب
مِنِ آسمِ الرَّاعي، حَجَرِ إِسْرائيل
|
25: | مِن إِلهِ أَبيكَ- فلْيُعِنْكَ-
ومِنَ القَدير- فَلْيُبارِكْكَ-:
بَركاتُ السَّماءِ مِنَ العَلاء
وبَركاتُ الغَمْرِ الرَّابِضِ في أَسْفَل
وبَرَكاتُ الثَّدْيَينِ والرَّحِم.
|
26: | بَركاتُ أَبيكَ تفوق
بَركاتِ الجِبالِ الأَزلِيَّة
ومُنْيَةَ التِّلالِ القَديمة
ولْتَكُنْ على رأسِ يوسُف
وعلى قِمَّةِ رأسِ النَّذيرِ بَينَ إِخوَتِه.
|
27: | بَنْيامين ذِئبٌ مفترِس
في الصَّباحِ يأكلُ الفَريسة
وفي المَساءِ يُقَسِّمُ الغَنيمة.
|
28: | هؤُلاءِ كُلَّهم أَسْباطُ إِسْرائيلَ الاْثنا عَشَر، وهذا ما قالَ لَهم أَبوهم. وبارَكَهم: كُلَّ واحِدٍ بَركَتَه بارَكَهم.
|
وفاة يعقوب |
29: | وأَوصاهُم يَعْقوبُ وقالَ لَهم: (( أَنا مُنضَمٌّ إِلى أَجدادي. فاَدْفِنوني مع آبائي في المَغارةِ الَّتي في حَقْلِ عَفْرونَ الحِثِّيّ، |
30: | المَغارةِ الَّتي في حَقْلِ المَكْفيلة، بِإِزاءِ مَمْرا، في أَرضِ كَنْعان، والَّتي آشتَراها إِبْراهيمُ مع الحَقْلِ من عَفْرونَ الحِثِّيّ، مِلكَ قَبْرٍ . |
31: | هُناكَ دُفِنَ إِبْراهيمُ وسارةُ آمرَأَتُه، وهُناكَ دُفِنَ إِسْحقُ ورِفقَةُ أمرَأَتُه، وهُناكَ دَفَنتُ لَيئَة. |
32: | شِراءُ الحَقْلِ والمَغارةِ الَّتي فيه كانَ من بَني حِثّ )).
|
33: | فلَمَّا انتَهى يَعْقوبُ مِن وَصِيَّتِه لِبَنيه، ضمَّ رِجلَيه على السَّرير، وفاضَت روحُه، وأنضَمَّ إِلى أجداده.
|
|
الفصل : 50 |
جنازة يعقوب
1: | فأرتَمى يوسفُ على وَجهِ أَبيه وبَكى علَيه وقبَّلَه. |
2: | وأَمَرَ خُدَّامَه الأَطِبَّاءَ أَن يُحَنِّطوا أَباه، فحَنَّطَ الأَطِبَّاءُ إِسْرائيل. |
3: | ودامَ ذلك أَرْبَعينَ يَومًا، لأَنَّه كذلك تَدومُ أَيَّامُ التَّحْنيط. وبَكى علَيه المِصرِيُّونَ سَبْعينَ يَومًا. |
4: | ولَمَّا آنقَضَت أَيَّامُ البُكاءِ علَيه، كَلَّمَ يوسفُ بَيتَ فِرعَونَ وقال: (( إن نلْتُ حُظْوَةً في عُيونِكم، فتَكَلَّموا على مَسامِعِ فِرعون وقولوا له: |
5: | إِنَّ أَبي قَدِ آستَحلَفَني وقالَ لي: هاءَنَذا أَموت، ففي قَبْري الَّذي حَفَرتُه لي في أَرضِ كَنْعان، هُناكَ اَدفِنِّي. والآن دَعْني أَصعَدُ فأَدفِنُ أَبي وأَعود )). |
6: | فقالَ فِرعَون: ((اِصعَدْ فاَدفِنْ أَباكَ كَما أستَحلَفَكَ )).
|
7: | فصَعِدَ يوسفُ لِيَدفِنَ أَباه، وصَعِدَ معه جَميعُ حاشِيَةِ فِرعَونَ شُيوخِ بَيتِه، وجَميعُ شُيوخِ أَرضِ مِصْر، |
8: | وجَميعُ آلِ يوسف وإِخوَتُه وآلُ أَبيه، وتَركوا عِيالَهم وغَنَمَهم وبَقَرَهم في أَرضِ جاسان. |
9: | وصَعِدَت معه مَركَباتٌ وفُرْسان: فكانَ المَوكِبُ عَظيمًا جِدًّا.
|
10: | فوَصَلوا إِلى بَيدَرِ الشَّوكَةِ الَّذي في عِبْرِ الأُردُنّ، ونَدَبوه هُناكَ نَدْباً عَظيمًا وبَليغًا جِدًّا، وأَقامَ يوسفُ لأَبيه مَناحةً سَبعَةَ أَيَّام. |
11: | فرأَى سُكَّانُ أَرضِ كَنْعانَ المَناحةَ في بَيدَرِ الشَّوكة فقالوا: (( هذه مَناحةٌ عَظيمةٌ لِلمِصرِيِّين )). ولذلِك سُمِّيَ المَكانُ مَناحةَ المِصرِيِّين، وهي في عِبْرِ الأُردُنّ.
|
12: | وصَنَعَ لِيَعْقوبَ بَنوه كَما أَوصاهم. |
13: | فحَمَلوه إِلى أَرضِ كَنْعان ودَفَنوه في مَغارةِ حَقْلِ المَكْفيلةِ الَّتي اَشتَراها إبْراهيمُ مع الحَقْلِ مِلْكَ قَبْرٍ مِن عَفْرونَ الحِثِّيّ، إِزاءَ مَمْرا.
|
14: | ثُمَّ رَجَعَ يوسفُ، بَعدَ أَن دَفَنَ أَباه، إِلى مِصْرَ هو وإِخَوتُه وسائِرُ مَن صَعِدَ معه لِدَفْنِ أَبيه.
|
من وفاة يعقوب إِلى وفاة يوسف |
15: | فلَمَّا رأَى إِخَوةُ يوسفَ أَن قد ماتَ أبوهم، قالوا: (( لَعَلَّ يوسفَ يَحقِدُ علَينا ويُكافِئُنا على الشَّرِّ الَّذي فَعَلْناه به، |
16: | فأَرسَلوا مَن قالَ لِيُوسف: (( إِنَّ أَباكَ أَوصانا قَبلَ مَوتِه وقال: |
17: | (( كَذا تَقولونَ لِيُوسف: أَرْجو ان تَغفِرَ لإِخَوتِكَ ذَنبَهم وخَطيئَتَهم، فقَد فَعَلوا بِكَ سوءاً والآن أَسأَلُكَ أَن تصفَحَ عن ذَنْبِ عَبيدِ الهِ أَبيك )). فبَكى يوسفُ حينَ قيلَ لَه ذلك.
|
18: | وجاءَ إِخَوتُه أَيضاً فاَرتَمَوا أَمامَه وقالوا: (( ها نَحنُ عَبيدٌ لَكَ )). |
19: | فقالَ لَهم يوسف: (( لا تَخافوا. أَلعَلِّيِ أَنا مَكانَ الله؟ |
20: | أَنتُم نَوَيتُم عَلَيَّ شَرًا، واللهُ نَوى بِه خَيرًا، لِكَي يَصنَعَ ما ترَونَه اليَوم لِيَهَبَ الحَياةَ لِشَعبٍ كَثير. والآن لا تَخافوا: أَنا أَعولُكم أَنتُم وعِيالَكم )). |
21: | وعًّزاهم وخاطَبَ قُلوبَهم.
|
22: | وأَقامَ يوسفُ بِمِصْرَ هو وبَيتُ أَبيه. وعاشَ يوسفُ مِئَةً وعَشْرَ سِنين. |
23: | ورأَى يوسفُ مِن بَني أَفْرائيمَ الجيلَ الثَّالِث، وقَد وُلِدَ أَيضاً على رُكبَتَيه بَنو ماكيرَ بْنِ مَنَسَّى. |
24: | وقالَ يوسفُ لإِخَوته: ((هاءنَذا أَموت، والله سيَفتَقِدُكم وُيصعِدُكم مِن هذه الأَرضِ إِلى الأَرضِ الَّتي أَقسَمَ علَيها لإِبراهيمَ وإِسْحقَ وَيعْقوب. |
25: | وآستَحلَفَ يوسفُ بَني إِسْرائيلَ وقال: (( إِنَّ الله سيَفتَقِدُكم، فأَصعِدوا عِظامي مِن ههُنا )) .
|
26: | وماتَ يوسفُ وهو اَبنُ مِئَةٍ وعَشْرِ سِنين. فحَنَّطوه وجُعِلَ في تابوتٍ بِمِصْر.
|