العنوان
1: | مِن بولسَ عَبْدِ يَسوعَ المسيحِ، المَدعُوِّ لِيكونَ رسولاً، المَفْروزِ لإِنْجيلِ اللهِ، |
2: | الذي سَبَقَ فوعَدَ بهِ على أَلْسِنةِ أَنْبيائِهِ في الكُتُبِ المُقدَّسةِ |
3: | عنِ ابنِهِ- المَولودِ بحَسبِ الجسد مِن ذُرِّيَّةِ داودَ، |
4: | المُقامِ بحسبِ روحِ القداسةِ، في قُدْرِةِ ابنِ اللهِ، بقيامتِهِ من بينِ الأَمواتِ- يسوعَ المسيحِ ربِّنا، |
5: | الذي بهِ نِلْنا النِّعمةَ والرِّسالةَ لِيُطيعَ للإِيمانِ، لأَجْلِ مَجْدِ اسْمِهِ، جميعُ الأُمَمِ- |
6: | الذينَ أَنتُم ايضًا من جُمْلَتهمِ، أَنتم مَدْعُوِّي يسوعَ المسيح- |
7: | الى جميع أَحبَّاءِ اللهِ الذينَ برومةَ، المَدعُوّينَ، القِدّيسينَ؛ نِعمةٌ لكم وسلامٌ منَ اللهِ أَبينا، والرَّبِّ يسوعَ المسيح.
|
رغبة بولس في المجيء الى رومة |
8: | وأَبدأُ فأشكُرُ لإلهي بيسوعَ المسيحِ مِن أَجلِكم جميعًا، أَنَّ إِيمانَكم يُشادُ بهِ في العالَمِ كُلِّه. |
9: | فإنَّ اللهَ الذي أَخدُمُهُ ((بكُلِّ)) روحي في التَّبشيرِ بإِنْجيل ابْنِهِ يَشْهَدُ لي بأَنِّي أَذْكُركم بلا انْقِطاعٍ، |
10: | مُلْتَمِسًا دائمًا في صَلواتي أَنْ يتيَسَّرَ لي يَوْمًا، بمشيئَةِ اللهِ، أَنْ أَقْدَمَ إِلَيْكُم. |
11: | فَإِنِّي أَشتاقُ أَنْ أَراكُم لأُفيدَكم شيئًا مِنَ المواهبِ الرُّوحيَّةِ لِتَأْيِيدِكم، |
12: | أَو بالحريّ لِنتَعزَّى معًا عِِنْدَكم، بالإِيمانِ المُشْترَكِ في ما بَيْني وبَيْنكم.
|
13: | لا أُريدُ أَنْ تَجْهلوا، أَيُّها الإِخْوة، أَنّي كثيرًا ما قَصَدْتُ أَنْ آتيَكم- غَيرَ أَنِّي مُنِعْتُ حتَّى الآن- لِيكونَ لي فيكُم أَيضًا، ثَمَرٌ، كما في سائِر الأُمَم. |
14: | إِنِّي لَمُلْتَزِمٌ باليونانيِّينَ والبَرابرَةِ، بالحُكماءِ والجُهَّال: |
15: | ومن ثَمَّ مُنْيَتي الحارَّةُ أَنْ أُبشِّرَكم بالإِنجيلِ، أَنْتم أَيْضًا الذينَ في رومة. |
16: | فإِنّي لا أَستَحْيي بالإِنجيلِ لأَنَّهُ قوَّةُ اللهِ لِخلاصِ كلِّ مُؤْمنٍ، لِلْيهوديِّ أَوَّلاً ثمَّ لليونانيّ؛ |
17: | لأَنَّ بِرَّ اللهِ يَتجلَّى فيهِ بإِيمانٍ إِلى إِيمانٍ على ما هو مكتوب: "البارُّ بالإِيمانِ يَحْيا".
|
ضرورة الايمان للوثنيين |
18: | فإِنَّ غَضبَ اللهِ يَعْتَلِنُ منَ السَّماء على كلِّ كُفْرٍ وظُلمٍ للنَّاس الذينَ يَعوقونَ الحَقَّ بالظُّلْمِ، |
19: | لأَنَّ ما قَدْ يُعْرَفُ عَنِ اللهِ واضحٌ لهم، إذْ إِنَّ اللهَ ((هوَ نفسَهُ)) قد أَوْضَحه لَهم. |
20: | فإِنَّ صِفاتِهِ غيرَ المَنظورِة، ولاسيَّمَا قُدرَتِهِ الأَزليَّةِ وأُلوهيتِهِ، تُبْصَرُ مُنْذُ خَلْقِ العالَمِ، مُدْرَكَةً بمَبْروءَاتِه. فَهُم إِذنْ بلا عُذْرٍ، |
21: | إِذْ إِنَّهم مَعَ مَعْرِفتِهم للهِ لم يُمجِّدوهُ كإِلهٍ ولم يَشكُروه؛ بل سَفِهوا في أَفْكارِهم، وأَظْلمتْ قلوبُهُمُ الغبيَّة. |
22: | زَعَموا أَنَّهم حُكماءُ فصاروا حَمْقى، |
23: | وَاسْتَبْدَلوا مَجْدَ اللهِ، الذي لا يُدرِكُهُ البِلى، بِشِبْهِ صورةِ إِنسانٍ يَبْلى، وطُيورٍ ودبَّاباتٍ وزحَّافات. |
24: | فلذلكَ أَسلَمَهمُ اللهُ، في شَهَواتِ قُلوبِهم، الى النَّجاسةِ لفضيحةِ أَجْسادِهم في ذواتِهم. |
25: | هُمُ الذينَ استَبدَلوا حقيقةَ اللهِ بالباطلِ، وَاتَّتَوُا المَخلوقَ وعَبدوهُ دونَ الخالق- أَلذي هُوَ مباركٌ الى الدُّهور؛ آمين... |
26: | لذلكَ أَسلَمَهمُ اللهُ الى أَهْواءِ الفضيحةِ: فإِنَّ إِناثَهم غيَّرْنَ الاِسْتعمالَ الطبيعيَّ بالذي على خِلافِ الطَّبيعة؛ |
27: | وكذلكَ الذُّكورُ أَيضًا، فإِنَّهم تَركوا استعمالَ الأُنْثى الطبيعيَّ، والْتَهبوا بعِشْقِ بَعْضِهم بعضًا، ففعَلَ الذُّكورُ بالذُّكورِ الفَحْشاءَ ونالُوا في أَنْفُسِهمِ الجَزاءَ اللاَّئِقَ بضلالِهم.
|
28: | وبما أَنَّهم لم يَسْتحسِنوا أَنْ يُقيموا على مَعْرِفةِ اللهِ ((الحقَّةِ))، أَسْلَمهمُ اللهُ الى فسادِ الرَّأْيِ لكي يَفْعلوا ما لا يليقُ، |
29: | مُمْتلئينَ مِن كلِّ ظُلْمٍ وشرٍّ وطَمعٍ وخُبث؛ مُفْعَمينَ حسَدًا وقَتْلاً وخِصامًا ومَكْرًا ورَداءَة؛ نَمَّامينَ |
30: | مُغْتابينَ، أَعداءً للهِ، شَتَّامينَ، مُتكبِّرينَ، صَلِفينَ، بارعينَ في عملِ الشَّرِّ، عاقِّينَ للوالِدِينَ، |
31: | لا فَهْمَ لهم ولا اسْتقامةَ، ولا وِدَّ ولا رَحمة. |
32: | ومَعَ عِلْمِهم بقضاء اللهِ- أَنَّ الذينَ يَعملونَ مثلَ هذِهِ ((الأَعمالِ)) يَسْتَوجِبونَ الموت- لا يَعْملونَها فَقَط، بل يَرضَوْنَ أَيضًا عَن فاعليها.
|
|
الفصل : 2 |
ضرورة الايمان لليهود
1: | فلذلكَ لا مَعْذِرةَ لكَ، أَيُّها الإِنسانُ الذي يَدينُ. أَيًّا كُنتَ، لأَنَّكَ فِيما تَدينُ غيرَكَ تحكُمُ على نَفْسِكَ، بما أَنَّكَ، أَنتَ الذي يَدينُ، تَفْعلُ ذلكَ بعَيْنِه؛ |
2: | ونحنُ نعلَمُ أَنَّ قَضاءَ اللهِ، إِنَّّما هو بمُقْتَضى الحقِّ، على الذينَ يَعْملونَ مثلَ هذِه. |
3: | أَو تظُنُّ إِذنْ، أَيُّها الإنسانُ الذي يَدينُ مَن يَعملُ مثلَ هذِه، وهوَ يَفْعلُها، أَنَّكَ أَنتَ، تَنْجو من دَينْونةِ الله؟ |
4: | أَمْ تَحْتَقِرُ غِنى لُطْفهِ وصَبرهِ وطولِ أَناتِهِ، غيرَ عالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ يَدْعوكَ الى التَّوبةِ؟ |
5: | بَيْدَ أَنَّكَ بتصلُّبِكَ و((قساوةِ)) قلبِكَ الغيرِ التَّائبِ. تَدَّخِرُ لنَفْسِكَ غَضبًا ليومِ الغَضَبِ واعْتلانِ دَيْنونةِ اللهِ العادلَةِ، |
6: | الذي سيُجازي كُلَّ واحدٍ بحسبِ أَعمالِه: |
7: | بالحياةِ الأَبديَّةِ للذينَ، بالصَّبرِ على العَمَلِ الصَّالحِ، يَطلُبونَ المَجدَ والكَرامةَ والخُلود؛ |
8: | وبالغَضَب والسُّخطِ على الذينَ هم من أَهلِ المُخاصَمةِ، الذينَ لا يَنقادونَ للحَقِّ بل يَنْقادونَ للشرّ. |
9: | أَلشِّدَّةُ والضِّيقُ على كلِّ نفسِ إِنسانٍ يَفْعلُ السُّوءَ، اليهوديِّ أَوَّلاً ثمَّ اليونانيّ؛ |
10: | والمجدُ والكرامةُ والسَّلامُ لكلِّ مَنْ يَصنعُ الخيرَ، أَليهوديِّ أَوَّلاً ثمَّ اليونانيّ؛ |
11: | لأنَّ اللهَ لا يُحابي الوُجوه. |
12: | فكُلُّ الذينَ خطِئوا بمَعْزِلٍ عنِ النَّاموسِ فبمَعْزِلٍ عنِ النَّاموسِ أَيضًا يَهلِكون؛ وكلُّ الذينَ خطِئوا وهم تحتَ النَّاموسِ فبمُقتَضى النَّاموسِ يُدانون؛ |
13: | لأَنَّهُ ليسَ السَّامعونَ للنَّاموس هم أَبْرارًا عند اللهِ، إِنَّما العاملونَ بالنَّاموسِ يُبَرَّرون.
|
14: | فإِذا ما الأُمَمُ، الذينَ ليسَ عِِندَهمُ النَّاموس، عَمِلوا طَبيعِيًّا بما هُوَ في النَّامُوس، فهؤُلاءِ، الذينَ ليسَ عِندهُمُ النَّاموسُ، هم ناموسٌ لأَنْفُسِهم، |
15: | إِذ يُظْهِرونَ أَنَّ ما يَفرِضُهُ النَّاموسُ مَكتوبٌ في قلوبِهم، وضَميرُهُم يَشهَدُ، وأَفكارُهم تَشْكو مَرَّةً أَوْ تَحْتَجُّ أُخْرى. |
16: | ((ذلكَ ما سَيَظهَرُ)) يَومَ يَدينُ اللهُ سَرائرَ النَّاسِ، على حَسبِ إِنجيلي، بِيَسوعَ المَسيح.
|
17: | ولكِنْ أَنتَ، الذي يُدْعَى يَهودِيًّا، ويَعْتمِدُ على النَّاموسِ، ويَفْتَخِرُ باللهِ، |
18: | ويَعْرِفُ مَشيئَتَهُ، ويُمَيِّزُ مُتَعَلِّمًا مِنَ النَّاموسِ ما هوَ الأَفْضَل، |
19: | ويَدَّعي أَنَّهُ قائدُ العُمْيانِ، ونورُ الذينَ في الظَّلامِ، |
20: | ومُؤدِّبُ الجُهَّالِ، ومُعَلِّمُ الأَطْفالِ، لأَنَّ لَهُ في النَّاموسِ صُورَةَ العِلْمِ والحَقِّ، |
21: | فأَنتَ إِذَنِ الذي يُعَلِّمُ غَيرَهُ، أَفَلا تُعَلِّمُ نَفسَك! أَلذي يَكْرِزُ أَنْ لا يُسْرَقَ، أَتَسْرِق! |
22: | الذي يَنهى عَنِ الزِّنى، أَتَزْني! أَلذي يَمْقُتُ الأَوْثانَ، أَتَسلِبُ الهياكِل! |
23: | أَلذي يَفْتَخِرُ بالنَّاموسِ، أَتُهينُ اللهَ بِتَعَدِّي النَّاموسِ! |
24: | فإنَّ الأُمَمَ، على ما هُوَ مَكتوبٌ، يُجدِّفونَ على اسْمِ اللهِ بِسبَبِكم.
|
25: | لا جَرَمَ أَنَّ الخِتانَ يَنْفَعُ بِشَرْطِ أَنْ تَعْمَلَ بالنَّاموس؛ ولكِنْ، إِنْ كُنتَ تَتَعدَّى النَّاموسَ فَخِتانُكَ ليسَ إلاَّ قَلَفًا. |
26: | وإِنْ كانَ الأَقْلَفُ يَحفظُ حُقوقَ النَّاموسِ أَفَلا يُعَدُّ قَلَفُهُ خِتانًا؟ |
27: | والأَقْلَفُ بالطَّبيعَةِ، وهُو يَحْفظُ النَّاموسَ، سَيَدينُكَ، أَنْتَ الذي، مَعَ الحَرفِ والخِتانِ، يَتعدَّى النَّاموس. |
28: | لأَنَّ اليهودِيَّ ليسَ مَن كانَ في الظَّاهِر، والخِتانَ ليسَ ما يَظْهَرُ في اللَّحم. |
29: | إِنَّما اليهودِيُّ مَنْ كانَ في الباطِنِ، والخِتانُ خِتانُ القَلْبِ بِحَسَبِ الرُّوحِ لا بِحَسَبِ الحَرْف؛ ((ذلكَ اليهوديُّ)) يَنالُ مَدحَهُ لا مِنَ النَّاموسِ بل مِنَ الله.
|
|
الفصل : 3 |
جميع الناس خطأة
1: | فما فَضْلُ اليهودِيّ إِذَنْ؟ وما نَفْعُ الخِتان؟ |
2: | إِنَّهُ جزيلٌ على كلِّ وَجْهٍ، أَوَّلاً لأَنَّهمْ قدِ اؤْتُمِنوا على أَقوالِ الله. |
3: | فلماذا! إِنْ كانَ بَعْضُهم لم يَفُوا، أَفَيُبطِلُ عَدَمُ وفائِهم وفاءَ الله؟ |
4: | كلاَّ، وحاشا! بَلْ فَلْيَكُنِ اللهُ صادِقًا وكلُّ إِنْسانٍ كاذِبًا، على ما هُوَ مَكتوب: "لكَيْ تُزكَّى في أَقْوالِكَ، وتَغْلِبَ إِذا حُوكِمْت". |
5: | ولكِنْ، إِنْ كانَ إِثْمُنا يُثّبتُ بِرَّ اللهِ، فماذا نَقول؟ أَفلا يَكونُ اللهُ ظالِمًا إِذا ما أَطْلَقَ السَّبيلَ لِغَضَبِه؟- إِنَّما أَتَكلَّمُ بِحَسَبِ البَشَرِيَّة- |
6: | كلاَّ، وحاشا! وإِلاَّ فكَيْفَ يَدينُ اللهُ العالَم؟ |
7: | ولكِنْ، إِنْ كانَ بكَذِبي قدِ ازْدادَ صِدْقُ اللهِِ بَيانًا لِمَجْدِهِ، فلِمَ أُدانُ أَنا بَعْدُ كخاطِئ؟ |
8: | ولِمَ لا نَفْعَلُ الشَّرَّ لكي يَصْدُرَ الخَيرُ، كما يُفْتَرى عَلَيْنا، وكما يَزْعُمُ قَومٌ أَنَّا نَقول؟- إِنَّ الحُكْمَ عَلى هؤُلاءِ لَعَدلٌ!
|
9: | فماذا إِذَنْ! أَوَ نَحْنُ أَفضَلُ؟ كلاَّ؛ وقَد بَرْهَنَّا أَنَّ اليهودَ واليونانِيّينَ جَميعًا هم تَحتَ ((سُلطانِ)) الخَطيئةِ، |
10: | كما هُوَ مَكتوب:
"إِنَّهُ ليسَ بارٌّ ولا واحِد؛ |
11: | ليسَ مَنْ يَفْقَه؛ ليس مَنْ يَطْلبُ الله. |
12: | كلُّهم زاغوا، وفسَدوا مَعًا؛ ليسَ مِنْ أَحَدٍ يَعْملُ الصَّلاح؛ لا، ولا أَحَد. |
13: | حَنْجَرَتُهم قَبْرٌ مُفَتَّحٌ، ولِسانُهم أَداةٌ للمَكْر؛ سُمُّ الأَصْلالِ تَحتَ شِفاهِهِم؛ |
14: | وأَفواهُهم مَملوءَةٌ لَعْنَةً ومَرارَة؛ |
15: | أَرْجُلُهُم سَريعَةٌ لِسَفْكِ الدِّماءِ، |
16: | وفي مَسالِكِهم الدَّمارُ والمَشَقَّةُ، |
17: | ولم يَعْرفوا سَبيلَ السَّلام؛ |
18: | ولَيْسَتْ مَخافَةُ اللهِ أَمامَ أَعْيُنِهِم".
|
19: | ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كلَّ ما يَقولُ النَّاموسُ إِنَّما يُخاطِبُ بهِ الذينَ في النَّاموسِ، لكي يُسَدَّ كلُّ فَمٍ، ويُصْبِحَ العالَمُ كلُّهُ خاضِعًا لحُكْمِ اللهِ، |
20: | إِذْ ما مِنْ أَحَدٍ يُبَرَّرُ أَمامَهُ بأَعمالِ النَّاموس؛ لأَنَّها بالنَّاموسِ قد عُرِفَتِ الخطيئَة.
|
بالايمان يتبرر الجميع |
21: | وأَمَّا الآنَ فقَدِ اعتَلنَ بِرُّ اللهِ بمَعْزِلٍ عَنِ النَّاموسِ، مَشْهودًا لهُ منَ النَّاموسِ والأَنبِياءِ، |
22: | بِرُّ اللهِ بالإِيمانِ بيَسوعَ المسيحِ الى جَميعِ الذينَ يُؤْمِنون؛ إِذْ ليسَ مِن فَرْقٍ: |
23: | فَالجَميعُ قد خَطِئوا فأَعْوزَهُم مَجدُ اللهِ، |
24: | والجميعُ، بنِعْمَتِهِ يُبَرَّرونَ مَجَّانًا، بالفِداءِ الذي بالمَسيحِ يَسوع، |
25: | أَلذي سَبقَ اللهُ فأَقامَهُ أَداةَ تَكفِيرٍ بالإِيمانِ بِدَمِهِ، لإِظْهارِ بِرّهِ- بعدَ إِذْ تَغاضى عَنِ الخَطايا السَّالِفَةِ |
26: | في عَهدِ صَبْرِه الإِلهيّ- لإِظْهارِ بِرِّهِ، إِذَنْ، في الزَّمانِ الحَاضِرِ باعتلانِهِ بارًّا، ومُبَرِّرًا مَنْ آمَنَ بِيَسوع.
|
27: | ومِنْ ثَمَّ، فأَينَ الافْتِخار؟ إِنَّهُ قَدْ أُلْغِيَ. وبأَيِّ ناموسٍ؟ أَبِناموسِ الأَعْمال؟ لا، بَلِ بِناموسِ الإِيمان. |
28: | لأَنَّا نَعتَقِدُ أَنَّ الإِنْسانَ يُبَرَّرُ بالإِيمانِ بدونِ أَعْمالِ النَّاموس. |
29: | أَوَ يَكونُ اللهُ لِلْيَهودِ فَقَط؟ أَوَليسَ ((الله)) للأُمَمِ أَيضًا؟ بَلى، للأُمَمِ أَيضًا، |
30: | لأَنَّ اللهَ واحِدٌ، وهُو يُبَرِّرُ الخِتانَ بالإِيمانِ، والقَلَفَ بالإِيمان.
|
31: | أَفَنُبْطِلُ إِذَنِ النَّاموسَ بالإِيمان؟ حاشا، بل نُثبِّتُ النَّاموس.
|
|
الفصل : 4 |
ابراهيم نفسه تبرر بالايمان
1: | لِنَرَ إِذنْ ما قد نالَ إِبراهيمُ، أَبونا بحسَبِ الجَسد. |
2: | فلو كانَ إِبراهيمُ قد بُرِّرَ بالأَعْمالِ لكانَ لَهُ فَخْرٌ؛ ولكِنْ، لا عندَ الله. |
3: | إِذْ ماذا يقولُ الكتاب؟ "آمنَ إبراهيمُ باللهِ، فحُسِبَ لهُ ذلكَ بِرًّا". |
4: | إِنَّ الذي يَعْملُ لا تُحْسَبُ لهُ الأُجْرةُ نِعمةً، بل دَيْنًا. |
5: | وأَمَّا الذي لا يَعْملُ، بل يُؤْمِنُ بمَنْ يُبرِّرُ الكافِرَ، فإِنَّ إِيمانَهُ يُحْسَبُ لهُ بِرًّا. |
6: | على هذا النَّحوِ يُعلِنُ داودُ الطُّوبى للإِنسانِ الذي يَحسُبُ لهُ اللهُ بِرًّا من غيرِ أَعْمالٍ، ((قائلاً)): |
7: | "طوبى للذينَ غُفِرتْ آثامُهم، وسُتِرَتْ خطاياهُم! |
8: | طوبى للرَّجُلِ الذي لا يحسُبُ الربُّ عليهِ خطيئة!"
|
9: | أَفَلِلْخِتانِ فقَط هذهِ الطوبى، أَم للقَلَفِ أَيضًا؟ فإِنَّا نَقول: "لقد حُسِبَ الإِيمانُ لإِبراهيمَ بِرًّا". |
10: | ولكِنْ، كيفَ حُسِبَ ((لهُ))؟ أَإِذْ كانَ في الخِتانِ، أَم إِذْ كانَ في القَلَف؟ إِنَّهُ لم يكُنْ بعدُ في الخِتانِ، بل في القَلَف. |
11: | وقد أَخذَ سِمَةَ الخِتانِ خاتَمًا لِلْبِرِّ بالإٍيمانِ، وهوَ بَعْدُ في القَلَف؛ ليكونَ أبًا لجميعِ الذينَ يُؤْمنونَ وهَمُ في القَلَفِ، فيُحسَبَ البِرُّ لهم أَيضًا؛ |
12: | وأبًا للخِتانِ، للذينَ لَيْسوا مِنَ الخِتانِ فَقَط، بل يَقْتَفونَ أَيضًا آثارَ الإِيمانِ الذي كانَ لإِبراهيمَ، أَبينا، وهُوَ بعدُ في القَلَف.
|
13: | فإِنَّ المَوعِدَ لإِبراهيمَ ونَسْلِهِ بأَنْ يكونَ وارِثًا للعالَمِ، لم يقُم على النَّاموسِ بل على بِرِّ الإِيمان. |
14: | لأنَّهُ لو كانَ أَصْحابُ النَّاموسِ هُمُ الوَرَثَةَ، لأُبْطِلَ الإِيمانُ وأُلْغِيَ الموعِد؛ |
15: | لأَنَّ النَّاموسَ يُنْشِئُ الغَضَب. فإِنَّهُ حيثُ لا يكونُ ناموسٌ لا يكونُ تَعَدٍّ. |
16: | [فالميراثُ] إِذنْ مِنَ الإِيمانِ لكي يكونَ على سَبيلِ نعمةٍ، حتَّى يكونَ الموعِدُ مُحقَّقًا للذُّريَّةِ كلِّها، لا للَّتي منَ النَّاموسِ فَقَط، بل للَّتي مِن إِيمانِ إِبراهيمَ أَيضًا، الذي هُوَ أَبٌ لنا أَجمعين- |
17: | على ما هُوَ مكتوب: "إِني جَعَلْتُكَ أَبًا لأُممٍ كثيرةٍ"- [أَبٌ لنا] في نَظرِ اللهِ الذي آمنَ بهِ، والذي يُحيي الأَمواتَ ويَدعوا ما هُوَ غيرُ كائنٍ كأَنَّهُ كائِن.
|
18: | فلَقَد آمنَ على خِلافِ كلِّ رَجاءٍ فصارَ أَبًا لأُممٍ كثيرةٍ، على نحوِ ما قيلَ لَه: "هكذا يكونُ نَسْلُك". |
19: | لَقدِ اعْتَبَرَ، على غيرِ ضُعْفٍ منهُ في الإِيمانِ، أَنَّ جِسمَهُ قد ماتَ- إِذْ كانَ لهُ نحوُ مئةِ سَنَة- وأَنَّ مُسْتَوْدَعَ سارةَ قد ماتَ أَيضًا؛ |
20: | و((مَعَ ذلِكَ)) لم يَشُكَّ قطُّ في وَعْدِ اللهِ، بعَدمِ الإيمانِ، بل تقوَّى في الإِيمانِ، مُمجِّدًا اللهَ |
21: | ومُتَيقِّنًا أَنَّ اللهَ قادرٌ أَنْ يُنْجِزَ ما وَعَدَ بِه. |
22: | فلذلكَ حُسِبَ لهُ ذلكَ بِرًّا. |
23: | وليسَ من أَجلِهِ وَحْدَهُ قد كُتِب: "أَنَّهُ حُسِبَ لَهُ"، |
24: | بل من أَجلِنا أَيضًا؛ فَإِنَّهُ سيُحْسَبُ لنا، نحنُ المؤْمنينَ بالذي أَقامَ، من بَينِ الأَمواتِ، يسوعَ ربَّنا |
25: | الذي أُسْلِمَ لأَجلِ زلاَّتِنا، وأُقيمَ لأَجلِ تبريرِنا.
|
|
الفصل : 5 |
الثمرة الاولى للبر بالايمان: المصالحة مع الله
1: | فإِذْ قد بُرِّرنا بالإِيمانِ فنحنُ في سِلْمٍ مَعَ اللهِ بربِّنا يسوعَ المسيح، |
2: | الذي نِلْنا بهِ أَن ندخُلَ ((بالإِيمانِ)) الى هذه النِّعمةِ التي نحنُ مُقيمونَ فيها، وأَن نَفْتَخِرَ في رَجاءِ مَجْدِ الله. |
3: | وليسَ هذا فَحَسْبُ، بل نَفْتخِرُ حتَّى في الشَّدائِدِ لِعِلْمِنْا أَنَّ الشِّدَّةَ تُنْشئُ الصَّبْرَ، |
4: | والصَّبرَ ((يُنْشئُ)) الفضيلَةَ المُختبرَةَ، والفضيلةَ المُختَبرَةَ ((تنشِئُ)) الرَّجاء. |
5: | والرَّجاءُ لا يُخْزي لأَنَّ محبَّةَ اللهِ قد أُفيضَتْ في قُلوبنا بالرُّوحِ القُدُسِ، الذي أُعْطيناه.
|
6: | أَجَلْ، إِنَّ المسيحَ، ونحنُ بعدُ ضُعفاءُ. قد ماتَ، في الأَوانِ المُعيَّنِ، عنِ الكافرين. |
7: | ولا يَكادُ أَحدٌ يَموتُ عن بارّ؛ وقد يُقْدِمُ أَحدٌ على المَوْتِ عن صالحِ. |
8: | وأَمَّا اللهُ فقد بَرهَن على محبَِّتِهِ لنا بأَنَّ المسيحَ قد ماتَ عنَّا ونحنُ بعدُ خطأَة؛ |
9: | فكَم بالأَحرى، وقد بُرِّرْنا الآن بدمِهِ، نَخلُصُ بهِ مِنَ الغَضَب. |
10: | فإِنْ كنَّا، ونحنُ أَعداءٌ، قد صُولِحْنا مَعَ اللهِ بموتِ ابْنِهِ، فكم بالأَحرى، ونحنُ مُصَالَحونَ، نَخْلُصُ بحياتِه. |
11: | وليسَ هذا فَحَسْبُ؛ فإِنَّا أَيضًا نَفْتخِرُ باللهِ بربِّنا يَسوعَ المسيحِ، الذي بهِ نِلْنا الآنَ المُصالَحة.
|
12: | فلذلكَ، كما أَنَّها بإِنسانٍ واحدٍ دَخَلتِ الخطيئةُ الى العالمِ، وبالخطيئِة الموتُ، وهكذا اجتازَ الموتُ الى جميعِ النَّاسِ، لأَنَّ جميعَهم قد خَطِئوا... |
13: | فإِنَّ الخطيئةَ كانَتْ في العالَمِ الى النَّاموس؛ بَيْدَ أَنَّ الخطيئةَ لا تُحْسَبُ إِذا لم يَكُنْ ناموس. |
14: | أَمَّا الموتُ فقد مَلَكَ مُنْذُ آدمَ الى مُوسى حتَّى على الذينَ لم يَخْطأُوا على مِثالِ تَعَدّي آدمَ. الذي هُوَ رَمْزُ المُزْمِعِ أَنْ يَأْتي...
|
15: | غَيرَ أَنَّ أَمْرَ المَوهِبةِ لَيسَ كأَمْرِ الزَّلَّة. فَلَئِنْ كانَ بِزَلّةِ واحدٍ قد ماتَ الكَثيرونَ فكم بالأَحْرى نِعمَةُ اللهِ ومَوهبتُهُ قد وَفَرتَا لِلكَثيرينَ بِنعمَةِ الإِنْسانِ الواحِدِ، يَسوعَ المَسيح. |
16: | وليسَ أَمرُ المَوهِبةِ هذِهِ كأَمْرِ ((ما حَدَثَ)) بِزَلَّةِ واحِد: فإِنَّ الحُكمَ، مِن جَرى الزَّلَّةِ الواحِدةِ، لِلدَّينونَة؛ والموهِبَةَ، مِنْ أَجْلِ زَلاَّتٍ كثيرةٍ، للتَّبرير. |
17: | فَلَئِنْ كانَ المَوتُ بزَلَّةِ واحِدٍ، قد ملَكَ بهذا الواحدِ، فكم بالأَحْرى الذينَ يَنالونَ وُفورَ النِّعمَةِ ومَوْهِبَةَ البرِّ. سَيَمْلِكونَ في الحَياةِ بواحِدٍ، هُوَ يسوعُ المَسيح.
|
18: | فإِذَنْ، كما أَنَّهُ بزلَّةٍ واحدةٍ كانَ القَضاءُ على جَميعِ النَّاسِ، كذلكَ بِبرِّ واحِدٍ، يَكونُ لجميعِ النَّاسِ تَبْريرُ الحياة. |
19: | لأَنَّهُ كما جُعِلَ الكثيرونَ خَطأَةً بِمَعصِيةِ إِنْسانٍ واحدٍ، كذلكَ بطاعَةِ واحدٍ يُجعَلُ الكَثيرونَ أَبرارًا. |
20: | لَقد دَخَلَ النَّاموسُ حتَّى تَكثُرَ الزَّلَّة؛ ولكِنْ، حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ طَفَحَتِ النِّعمَةُ، |
21: | حتَّى إِنَّهُ، كما أَنَّ الخَطيئةَ مَلَكَتْ للمَوتِ، كذلكَ النِّعمَةُ تَملِكُ بالبِرِّ لِلْحَياةِ الأَبَديَّةِ، بِيَسوعَ المَسيحِ، ربِّنا.
|
|
الفصل : 6 |
الثمرة الثانية: التحرر من عبودية الخطيئة
1: | فماذا نَقولُ إِذَنْ؟ أَوَ نَسْتَمِرُّ على الخَطيئةِ لِتَكْثُرَ النِّعمة؟ |
2: | كلاَّ، وحاشا! فَنحنُ الذينَ مُتْنا لِلخَطيئَةِ كيفَ نَعيشُ بَعدُ فيها؟ |
3: | أَمْ تَجْهَلونَ أَنَّا، جَميعَ مَنِ اعْتَمَدوا للمسيحِ، قدِ اعْتَمدْنا لِمَوتِه؟ |
4: | فلَقَد دُفِنَّا إِذَنْ مَعَهُ بالمَعمودِيَّةِ لِلمَوتِ، حتَّى إِنَّا، كما أُقِيمَ المَسيحُ مِنْ بَينِ الأَمواتِ بِمَجْدِ الآبِ. كذلكَ نَسْلُكُ، نَحنُ أَيضًا، في جِدَّةِ الحَياة. |
5: | لأَنَّا إِذا كُنَّا قد صِرْنا مُتَّحِدينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصيرُ أَيضًا بِشِبهِ قِيامَتهِ؛ |
6: | عالِمينَ أَنَّ إِنْسانَنا العتيقَ قد صُلِبَ مَعَهُ، لكَيْ يَتلاشى جَسَدُ الخطيئةِ، بِحيثُ لا نُسْتَعْبَدُ بَعدُ للخطيئة؛ |
7: | لأَنَّ الذي ماتَ قد تَحَرَّرَ مِنَ الخَطيئة.
|
8: | فإِنْ كُنَّا قد مُتْنا مَعَ المَسيحِ، نُؤْمِنُ أَنَّا سَنَحْيا أَيضًا مَعَه؛ |
9: | عالِمينَ أَنَّ المَسيحَ، بَعدما أُقيمَ مِنْ بَينِ الأَمواتِ، لا يَموتُ أَيضًا؛ فالموتُ لا يَسودُ عَلَيهِ مِنْ بَعْدُ. |
10: | فإِنَّهُ بموتِهِ، قد ماتَ لِلخَطيئِةِ الى الأبَد؛ وبِحَياتِهِ، يَحْيا لله. |
11: | فكذلكَ أَنتُمْ أَيضًا، احْسَبوا أَنْفُسَكُم أَمواتًا للخطيئةِ، أَحْياءً في المَسيحِ يَسوع.
|
12: | فلا تَمْلِكِ الخَطيئةُ إِذَنْ بَعْدُ في جَسدِكُمُ المائِتِ، بحيثُ تَخْضَعونَ لِشهواتِه. |
13: | لا تَجْعلوا أَعْضاءَكم أَسْلِحةَ إِثْمٍ للخطيئة؛ بَلِ اجْعَلوا أَنْفُسَكم للهِ، كأَحياءٍ عَادوا مِنَ الموتِ، وأعْضاءَكم أَسْلِحَةً بِرٍّ لله. |
14: | فإِنَّ الخَطيئةَ لَنْ تَسودَكم بعدُ، لأَنَّكم لَسْتُمْ بَعدُ تَحْتَ النَّاموسِ، بل تَحْتَ النِّعمَة. |
15: | فماذا إِذَنْ! أَوَ نَخْطأُ لأَنَّا لَسنْا بَعْدُ تحتَ النّاموسِ، بل تحتَ النِّعمَة؟ كلاَّ، وحاشا! |
16: | أَما تَعلَمونَ أَنَّ مَنْ تَجعَلونَ لَهُ أَنْفُسَكُم عَبيدًا للطَّاعَةِ، إِنَّمَا تَكونونَ عَبيدًا لِمَنْ تُطيعون: إِمَّا لِلخطيئَةِ فَلِلْمَوتِ، وإِمَّا لِلطَّاعَةِ فَلِلْبِرِّ.
|
17: | فالشُّكْرُ للهِ أَنَّكم، بَعدَ إِذْ كُنْتُم عَبيدًا للخطيئةِ، أَطَعْتُم مِنْ قَلبِكم رَسْمَ التَّعْليمِ الذي سُلِّمَ إِلَيكم؛ |
18: | وبَعدَ إِذْ أُعْتِقْتُمِ مِنَ الخَطيئةِ، صِرْتُم عَبيدًا لِلبرّ. |
19: | - أَتَكَلَّمُ على طَريقَةِ البَشَرِ مِنْ أَجلِ ضُعْفِ جَسَدِكم- فكما أَنَّكم قد جَعَلْتُم أَعْضاءَكم عَبيدًا للنَّجاسَةِ والإِثْمِ، للإِثْمِ، اجْعَلوا الآنَ أَعْضاءَكم عَبيدًا لِلبِرِّ. لِلقَداسَة. |
20: | عِنْدَما كنتُم عَبيدًا للخَطيئةِ، كنتُم أَحرارًا مِنَ البِرّ. |
21: | ولكِنْ أَيَّ ثِمارٍ كنتُم تَجْنونَ مِنها آنئذٍ؟... إِنَّكم لَتَخْجلونَ مِنها الآن: لأَنَّ عاقِبَتَها إِنَّما هيَ المَوتُ. |
22: | وأَمَّا الآنَ، وقد أُعْتِقتُم منَ الخَطيئةِ فَصِرْتُم عَبيدًا لله، فإِنَّكم تَحوزونَ ثَمَرًا للقداسَةِ، والعاقِبةُ حَياةٌ أَبدِيَّة؛ |
23: | لأَنَّ أُجْرةَ الخَطيئةِ هِيَ المَوتُ، وأَمَّا مَوْهِبةُ الله فالحَياةُ الأبَدِيَّةُ، في المَسيحِ يَسوعَ، رَبَّنا.
|
|
الفصل : 7 |
الثمرة الثالثة: التحرر من عبودية الناموس
1: | وهَل تَجْهَلونَ، أَيُّها الإِخْوة- إِنَّما أُكَلِّمُ الذينَ يَعرِفونَ الشَّرْعَ- أَنَّ النَّاموسَ يَسودُ الإِنْسانَ ما دامَ حَيًّا؟ |
2: | فإِنَّ المَرأَةَ التي تَحتَ رَجُلٍ، مُرْتَبطةٌ بالنَّاموسِ بِرَجُلِها الحَيّ؛ ولَكِنْ، إِذا ماتَ الرَّجُلُ بَرِئَتْ مِنْ ناموسِ الرَّجُل. |
3: | ومِنْ ثَمَّ، فإِنْ صَارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ، ورجُلُها في قَيدِ الحَياةِ، فإِنَّها تُدعى زانِية؛ ولكِنْ، إِنْ ماتَ رجُلُها فهيَ حُرَّةٌ مِنَ النَّاموسِ، ولا تَكونُ زانِيَةً إِنْ صارَتْ لِرَجُلٍ آخَرَ. |
4: | كذلكَ أَنتُم أَيضًا، يا إِخْوَتي، قد أُمِتُّمْ للنَّاموسِ بِجَسَدِ المَسيحِ، لكيما تَصيروا لآخَرَ للَّذي أُقيمَ مِن بَينِ الأَمْواتِ، حَتَّى نُثْمِرَ لله. |
5: | فإِنَّا حينَ كنَّا في الجَسَدِ، كانَتْ أَهْواءُ الخَطايا، التي ((يَهيجُها)) النَّاموسُ، تَعملُ في أَعْضائِنا حَتَّى تُثمِرَ لِلمَوْت. |
6: | وأَمَّا الآنَ، فَقَد بَرِئْنا مِنَ النَّاموسِ إِذْ مُتْنا لِما كانَ يَأْسِرُنا، بِحَيثُ ((نَقدِرُ)) أَنْ نَخْدُمَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لا بِعِتقِ الحَرْف.
|
7: | فماذا نَقول؟ أَوَ يَكونُ النَّاموسُ خَطيئة؟ كلاَّ، وحاشا! بَيْدَ أَنِّي ما عَرَفْتُ الخَطيئةَ إِلاَّ بالنَّاموس. فإِنِّي ما كُنتُ عَرفتُ الشَّهْوَةَ، لَوْ لَمْ يَقُلِ النَّاموس: "لا تَشْتَهِ". |
8: | فإِذِ اتَّخَذتِ الخَطيئَةُ بالوَصِيَّةِ سَبيلاً، فَعَلَتْ فيَّ كُلَّ شَهْوَةٍ، لأَنَّ الخَطيئةَ، بِدونِ النَّاموسِ، مَيْتَة. |
9: | أَجَلْ، لَقد كُنتُ عائِشًا مِن قََبلُ، إِذْ لم يَكُنْ ناموسٌ؛ ولكِنْ، لمَّا جاءَتِ الوَصيَّةُ، عاشَتِ الخَطيئةُ، |
10: | فَمُتُّ أَنا؛ والوَصيَّةُ التي لي للحياةِ، وُجِدتْ هِي نَفْسُها لِلْمَوْت. |
11: | لأَنَّ الخَطيئةَ قدِ اتَّخَذَتْ بالوَصيَّةِ سَبيلاً فأَغْوَتْني وقَتَلَتْني بِها. |
12: | فالنَّاموسُ إِذَنْ مُقَدَّسٌ، والوَصيَّةُ مُقَدَّسةٌ وعادِلةٌ وصَالِحة. |
13: | فما هُوَ صالِحٌ إِذَنْ صارَ لي مَوْتًا؟- كلاَّ، وحاشا! بَلْ هِيَ الخَطيئةُ، لكَي تَظْهَرَ خَطيئةً، عَمِلَتْ فيَّ بالصَّلاحِ مَوْتًا، حَتَّى تَصيرَ الخَطيئةُ بالوَصيَّةِ خاطِئةً للغاية.
|
14: | نَحنُ نَعْلَمُ أَنَّ النَّاموسَ روحيَ؛ أَمَّا أَنا فَجَسَدِيٌّ، مَبيعٌ ((للخَطيئةَ)) وتحتَ ((سُلطانِ)) الخَطيئَة. |
15: | إِنّي لا أَفْهَمُ ما أَفْعَل؛ فَما أُريدُهُ لا أَفْعَلُهُ، وما أَكرهُهُ إِيَّاهُ أَفْعَل. |
16: | فإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ ما لا أُريدُ فأَنا شاهدٌ للنَّاموسِ بأَنَّهُ حَسَن. |
17: | ومِنْ ثَمَّ، فَلسْتُ أَنا بَعْدُ مَنْ يَفْعَلُ هذا، بلِ الخطيئةُ السَّاكِنةُ فيَّ. |
18: | أَجَلْ، إِنَي أَعْلَمُ أَنَّ الصَّلاحَ لا يَسْكُنُ فيَّ، أَيْ في جَسَدي؛ إِذ في وِسْعي أَنْ أُريدَ الخَيرَ، وأَمَّا أَنْ أَفعَلَهُ، فلا؛ |
19: | لأَنَّ ما أُريدُ منَ الصَّلاحِ لا أَفعَلُهُ، وأَمَّا ما لا أُريدُ مِنَ الشَّرِّ فإِيَّاهُ أَفعَل. |
20: | فإِنْ كُنْتُ أَفعَلُ ما لا أُريدُ فَلَسْتُ أَنا بَعْدُ مَنْ يَفْعَلُ هذا، بلِ الخطيئَةُ السَّاكِنَةُ فيَّ.
|
21: | فََأَجِدُني إِذَنْ أَمامَ هذا النَّاموس: أُريدُ أَنْ أَفعلَ الخيرَ وإِذا الشَّرُّ حاضِرٌ لَدَيَّ. |
22: | أَلإِنسانُ الباطِنُ فيَّ يُسَرُّ بناموسِ الله؛ |
23: | بَيْدَ أَنّي أَرَى في أَعضائي ناموسًا آخَرَ يُحاربُ ناموسَ عَقْلي، ويَأْسِرُني لناموسِ الخَطيئَةِ، الذي في أَعْضائي. |
24: | يا لي مِنْ إِنسانٍ شَقيّ! مَنْ يُنْقِذُني من جَسَدِ المَوتِ هذا؟... |
25: | الشُّكرُ لله بيَسوعَ المسيحِ، ربِنّا!
فَمِن ثَمَّ إِذَنْ، أَنا بالعَقْلِ عَبْدٌ لناموسِ الله؛ وبالجَسَدِ ((عَبْدٌ)) لناموسِ الخطيئة.
|
|
الفصل : 8 |
الثمرة الرابعة: الحياة الفائقة الطبيعة
1: | فلَيْسَ إِذَنْ بَعدُ مِن قضاءٍ على الذينَ في المسيحِ يسوعَ ((...))؛ |
2: | لأَنَّ ناموسَ روحِ الحياةِ في المسيحِ يسوعَ قَد أَعْتَقَكَ مِن ناموسِ الخطيئةِ والموت. |
3: | إِنَّ ما لم يَسْتَطِعْهُ النَّاموسُ لِعَجْزِهِ بسَبَبِ الجَسدَِ، قد ((أَنْجَزَهُ)) اللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابنَهُ، مِنْ أَجلِ الخطيئةِ، في شِبْهِ جَسَدِ الخطيئةِ، فقَضى على الخطيئةِ في الجَسَدِ، |
4: | لكي يَتِمَّ بِرُّ النَّاموسِ فينا، نَحنُ السَّالِكينَ لا بحسَبِ الجَسَدِ بل بحسَبِ الرُّوح.
|
5: | إِنَّ الذينَ هم بحسَبِ الجسَدِ يَنْزِعونَ إِلى ما للجَسَدِ، والذينَ هم بحسَبِ الرُّوحِ إِلى ما للرُّوح. |
6: | والحالُ أَنَّ نَزَعاتِ الجسَدِ موتٌ، ونَزَعاتِ الرُّوحِ حياةٌ وسَلام. |
7: | ومن ثَمَّ، فنَزَعاتُ الجسَدِ عَداوَةٌ لله؛ إِنَّها لا تَخضَعُ لناموسِ اللهِ، بل لا تَسْتَطيعُ ذلك. |
8: | فالذينَ هم في الجسَدِ لا يَسْتطيعونَ إِذَنْ أَنْ يُرْضوا الله. |
9: | أَمَّا أَنْتم فلَسْتم في الجسَدِ، بل في الرُّوحِ، إِنْ كانَ روحُ اللهِ ساكنًا فيكُم. مَنْ ليسَ فيهِ روحُ المسيحِ فهوَ ليسَ لَهُ. |
10: | ولكِنْ، إِنْ كانَ المسيحُ فيكم، فالجسدُ ميّتٌ بسببِ الخطيئةِ، أَمَّا الرُّوحُ فحياةٌ لأَجلِ البِّرِ. |
11: | وإِنْ كانَ روحُ الذي أَقامَ يَسوعَ من بَينِ الأَمواتِ ساكنًا فيكم، فالذي أَقامَ المسيحَ يَسوعَ من بَينِ الأَمْواتِ يُحْيي أَيْضًا أَجسادَكم المائتةَ، بروحهِ السَّاكنِ فيكم.
|
12: | فََنَحْنُ إذنْ، أَيُّها الإِخْوة، لا فَضْلَ عَلَينا لِلجَسَد حتَّى نَعيشَ بحسَبِ الجَسَدِ، |
13: | لأَنَّكم إِنْ عِشْتُمْ بحسَبِ الجسدِ فستَموتون؛ وأَمَّا إِنْ أََمَتُّمْ بالرُّوحِ أَعمالَ الجسدِ فسَتَحْيَون. |
14: | فإِنَّ جميعَ الذينَ يَقتادُهم روحُ الله هُم أَبناءُ الله. |
15: | والحالُ أَنَّكم لم تَأْخُذوا روحَ العبوديَّةِ [فيعودَ] بكم الى المخافة؛ بلْ أَخَذْتُم روحَ التبنّي الذي بهِ نَدْعو: أََبَّا! أََيُّها الآب! |
16: | فهذا الرُّوحُ عَيْنُهُ يَشْهَدُ مَعَ روحِنا بأَنَّا أََولادُ الله. |
17: | أََولادٌ، فإِذَنْ وَرَثَةٌ أَيضًا؛ وَرَثَةُ اللهِ، وَوارِثونَ مَعَ المسيحِ، إِنْ كنَّا نتأَلَّمُ مَعَهُ لكَي نتمجَّدَ أيضًا مَعَه.
|
18: | وإِني لأَحْسَبُ أَنَّ آلامَ هذا الدَّهْرِ الحاضِرِ لا يُمكِنُ أَنْ تُقَابَلَ بالمَجدِ المُزْمِعِ أَنْ يَتجلَّى لنا. |
19: | لذلِك تَتوَّقعُ البَريَّةُ، مُتَرَقِّبةً، تجلِّيَ أَبناءِ الله؛ |
20: | لأَنَّ البَرِيَّةَ قد أُخْضِعَتْ للباطِلِ- لا عَن رِضًى، بَلْ بسُلطانِ الذي أَخْضَعَها - إِنَّما على رجاءِ |
21: | أَنَّ البَرِيَّةَ سَتُعْتَقُ، هيَ أََيْضًَا، من عبوديَّةِ الفسادِ الى حُرِيَّةِ مَجْدِ أَبناءِ الله: |
22: | فنحنُ نَعْلَمُ أَنَّ الخليقةَ كلَّها معًا تئِنُّ حتَّى الآنَ وتَتَمخَّض. |
23: | وليسَ هيَ فَقَط؛ بل نحنُ أَيضًا، الذينَ لَهم باكورةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَيضًا نَئِنُّ في أَنْفُسِنَا، مُنْتَظرينَ التبنّيَ، افتداءَ أَجسادِنا. |
24: | لأَنَّا بالرَّجاءِ خُلِّصْنا؛ على أََنَّ رجاءَ ما يُشاهَدُ لَيْسَ برجاء؛ لأَنَّ ما يشاهِدُهُ المَرْءُ كيفَ يَرْجوهُ أَيضًا؟ |
25: | ولكن، إِنْ كُنَّا نَرْجُو ما لا نشاهِدُ، فبالصَّبْر نَنْتظرُه.
|
26: | وكذلكَ الرُّوحُ أَيضًا يَعْضُدُ ضُعْفَنا؛ لأَنَّا لا نَعْرفُ كيفَ نُصلِّي كما يَنْبغي؛ لكنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فينا بأَنَّاتٍ تفوقُ الوَصْفَ، |
27: | والذي يَفحصُ القلوبَ يَعْلَمُ ما ابْتِغاءُ الرُّوح؛ لأَنَّهُ بحسبِ اللهِ يَشْفَعُ في القِدِّيسين. |
28: | ونحنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ في كلِّ شَيءٍ يَسْعى لِخَيْرِ الذين يُحِبُّونَهُ، المَدعُوِّينَ بحسَبِ قَصْدِه؛ |
29: | لأَنَّ الذين سَبقَ فعَرفَهم، سَبَقَ أََيضًا فحدَّدَ أنْ يكونوا مُشابهينَ لِصورةِ ابْنِهِ، فيكونَ هكذا بِكْرًا ما بَينَ إِخْوَةٍ كثيرين. |
30: | فالذينَ سَبَقَ فحدَّدَهم، إِيَّاهم دَعا أََيضًا؛ والذينَ دعاهم، إِيَّاهم بَرَّرَ أَيضًا؛ والذينَ برَّرَهم، إِيَّاهم مَجَّدَ أََيضًا.
|
ثبات الرجاء المسيحي |
31: | وماذا نَزيدُ عن ذلك؟ إذا كانَ اللهُ لَنَا فمَنْ عَلينا؟ |
32: | هوَ الذي لَمْ يُشْفِقْ على ابنِهِ الخاصِّ، بل أسْلَمَهُ عنَّا جميعًا، كيفَ لا يهَبُنا أَيضًا مَعَهُ كلَّ شيء. |
33: | مَنْ يَشْكو مُخْتاري اللهِ؟ اللهُ الذي يُبرِّرُهم! |
34: | مَنْ يَقْضي عَليهم؟ أَلمسيحُ الذي ماتَ، بل بالحريِّ قامَ، وهوَ عَن يَمينِ اللهِ، وهوَ يَشْفَعُ فينا!
|
35: | فَمَنْ يَفْصِلُنا عن محبَّةِ المسيح؟ أَلشِدَّةُ؟ أَم الضِّيقُ؟ أَمِ الاضْطهادُ؟ أَمِ الجوعُ؟ أَمِ العُرْيُ؟ أَمِ الخَطَرُ؟ أمِ السَّيْفُ؟ |
36: | على ما هو مكتوبٌ: "إِنَّا من أَجْلِكَ نُماتُ النَّهارَ كُلَّهُ؛ قَدْ حُسِبْنا مِثْلَ غَنَمٍ للذَّبْحِ". |
37: | غيرَ أَنَّا في هذِهِ كلِّها نَغْلِبُ بالذي أحبَّنا. |
38: | فإِنِّي لَواثِقٌ بأَنَّهُ لا موتَ ولا حياةَ، لا ملائكةَ ولا رِئاسات، لا حاضِرَ ولا مُستَقْبَلَ ولا قُوُّات، |
39: | لا عُلْوَ ولا عُمْقَ، ولا خَليقةَ أُخرى أَيَّةً كانَتْ، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنا عن محبَّةِِ اللهِ التي في المسيحِ يسوعَ، ربِّنا.
|
|
الفصل : 9 |
قضية انتباذ اسرائيل. مقدمة
1: | أَلحقَّ أَقولُ في المسيحِ، لا أَكْذِبُ، وضَميري يَشْهَدُ لي في الرُّوحِ القدُس: |
2: | إِنَّ لي في قلبي غَمًّا شديدًا ووَجعًا لا ينقطِع. |
3: | ولقد أَوَدُّ لو أَكونُ أَنا نفسي مُبْسَلاً عنِ المسيحِِ من أَجْلِ إِخْوتي، ذَوي قُرْبايَ بحسبِ الجَسد: |
4: | فإِنَّهم إِسرائيليُّونَ، ولهمُ التَّبنّي، والمَجدُ، والعُهودُ، والنَّاموسُ، والعِبادةُ والمواعيد؛ |
5: | ولهم أَيضًا الآباء؛ ومنهُمُ المسيحُ بحسبِ الجَسَدِ، الذي هُوَ، فوقَ كُلِّ شيءٍ، إِلهٌ مُبارَكٌ الى الدُّهور! آمين.
|
انتباذ اسرائيل عادل لان الله أمين عادل |
6: | ليسَ ذلكَ أَنَّ كلمةَ اللهِ قد سَقَطت؛ فإِنَّ جميعَ الذينَ مِن إِسرائيلَ ليسوا بإِسرائيلَ، |
7: | ولا لكَوْنِهم نَسْلَ إِبراهيمَ هم كلُّهم أَولادٌ ((لإِبراهيمَ))، لا، بَلْ: "بإِسحقَ يُدْعى لَكَ نَسْلٌ"، |
8: | أَيْ: لَيْسَ أَبْناءُ الجَسَدِ هُمْ أََبْناءَ الله؛ بل إِنَّما أَبناءُ الموعِدِ يُحْسَبونَ نَسْلاً. |
9: | وهذِهْ هيَ كلمةُ المَوعِد: "سآتي في مِثلِ هذا الوَقْتِ ويكونُ لِسارةَ ابنٌ". |
10: | وليسَ ذلكَ فحَسْب؛ بل رِفْقةُ أَيضًا قد حَبِلَتْ من واحدٍ، إِسحقَ أَبينا؛ |
11: | وإِذْ لم يكُنِ ((الوَلَدانَ)) قد وُلِدا بَعْدُ، ولا عَمِلا خَيْرًا ولا شرًّا- ولكِنْ، لكي يَثْبُتَ قَصْدُ اللهِ بحسَبِ اخْتيارِه، |
12: | لا من قِبَلِ الأَعْمالِ بَلْ مِن قِبَلِ الذي يَدْعو- قِيلَ لها: "إِنَّ الأَكبَرَ يُسْتَعْبَدُ للأَصْغر"، |
13: | على ما هو مكتوب: "إِنّي أَحبَبْتُ يعقوبَ وأَبْغَضْتُ عِيسُو".
|
14: | فماذا نَقول؟ أَوَ يكونُ عندَ اللهِ ظُلْمٌ؟ كلاَّ، وحاشا! |
15: | فإِنَّ اللهَ يقولُ لمُوسى: "أَرْحَمُ مَنْ أَرحمُ، وأَرْأَفُ بمَنْ أَرأَف". |
16: | فليسَ الأَمرُ إِذَنْ في الإِرادة أََو في السَّعْيِ، وإِنَّما هُوَ مَنوطٌ برَحْمةِ الله. |
17: | فإِنَّ الكتابَ يقولُ لِفِرْعَون: "إِنِّي لهذا أَقمتُكَ، لكي أُرِيَ فيكَ قُدْرَتي، ولكي يُشادَ باسْمي في جميعِ الأرض". |
18: | فهوَ إِذَنْ يَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ ويُقسِّي مَنْ يشاء.
|
19: | ولقد تقولُ لي: "فمِمَّ إِذنْ يَشْكو؟ إِذْ مَنْ يقاومُ مَشيئتَه؟" |
20: | ولكِنْ، مَن تُراكَ، أَيُّها الإِنسانُ، حتَّى تُعارِضَ الله؟ أَلَعلَّ الجِبْلَةَ تقولُ لجابِلِهَا: "لِمَ صَنَعْتَني هكذا؟" |
21: | أَوَ لَيْسَ للخَزَّافِ سُلطانٌ على الطِّينِ فَيصْنَعَ من كُتْلَةٍ واحدةٍ إِناءً لِلكَرامةِ وآخَرَ للهوان؟ |
22: | ((فماذا إِذَنْ)) إِنْ كانَ اللهُ قد شاءَ أَنْ يُبديَ غَضَبَهُ، ويُعرِّفَ قُدرتَهُ، فاحتَمَلَ في أَناةٍ طويلةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُعَدَّةً للهلاك! |
23: | وإِنْ كانَ ((قد شاءَ)) أَنْ يُعرِّفَ وَفْرةَ مَجْدِهِ على آنِيةِ الرَّحْمةِ التي أَعدَّها مِنْ قَبْلُ للمَجْدِ، |
24: | أَيْ عَلينا نحنُ الذينَ قد دَعاهُمْ، لا مِنَ اليهودِ فقَطْ بل مِنَ الأُمَمِ أَيضًا!
|
25: | ولَقد قالَ ذلك في هُوشَع: "سأَعود شَعبًا لي مَن ليسَ بشَعْبي، ومَحبوبَةً ((تِلكَ)) التي ليسَتْ بمحبوبة؛ |
26: | وفي المَوْضِعِ الذي قيلَ لَهم فيهِ: لَسْتُمْ، بشَعبي، هُناكَ يُدْعَوْنَ أَبناءَ اللهِ الحيّ".
|
27: | وأَشعيا أَيضًا يَهْتِفُ من جِهَةِ إِسرائيل: "ولَئِنْ يَكُنْ عَدَدُ بني إِسْرائيلَ كَرِمْلِ البحرِ فبقيَّةٌ ((فقط)) ستَخْلُص؛ |
28: | لأَنَّ الرَّبَّ سَيُنْجِزُ، بالتَّمامِ وفي سُرْعةٍ، كلمتَهُ على الأرض".
|
29: | وكما سَبقَ أَشعيا فقال: "لو لم يُبقِ لنا رَبُّ الجنودِ ذَرِيَّةً، لَصِرْنا مثلَ سَدومَ، وأَشبَهْنا عَمُورَة".
|
انتباذ إسرائيل عادل لان إسرائيل مذنب |
30: | فماذا نقولُ إِذَنْ؟ إِنَّ الأمَمَ الذينَ لم يَسْعَوا في طَلَبِ البِرِّ قد نالوا البِرَّ، ولكِنِ البِرَّ الذي منَ الإِيمان؛ |
31: | أَمَّا إِسرائيلُ الذي كانَ يَسْعَى الى ناموسِ بِرٍّ، فإِنَّهُ لم يُدْرِكْ هذا النَّاموس. |
32: | ولماذا؟ لأَنَّهُ اعْتمدَ لا على الإِيمانِ بل على الأَعْمالِ، فاصْطَدمَ بحجَرِ العِثارِ، |
33: | على ما هو مَكتوب: "ها أَناذا أَضَعُ في صِهْيونَ حَجَرَ عِثارٍ وصَخْرَةَ زَلَل. ومَنْ يُؤْمِنْ بِهِ فلا يُخْزى".
|
|
الفصل : 10 |
1: | يا إِخوة، إِنَّ مُنْيَةَ قَلبي وَابتِهالي الى اللهِ لأَجْلِهم، هما أَنْ يَخْلُصوا. |
2: | فإِنِّي أَشْهدُ لهم أَنَّ فيهم غَيرةً للهِ، إِلاَّ أَنَّها عن غَيْرِ مَعرفةٍ بَليغَة؛ |
3: | فإِنَّهم إِذْ جَهلِوا بِرَّ اللهِ وطَلَبوا أَنْ يُقيموا برَّهُمُ الخاصَّ، لَمْ يَخْضَعوا لِبرِّ الله؛ |
4: | لأَنَّ غايَةَ النَّاموسِ هي المسيحُ الذي يُبرِّرُ كلَّ مَنْ يُؤْمِن.
|
5: | فإِنَّ مُوسى كَتَبَ عنِ البِرِّ الذي مِنَ النَّاموس: "أَنَّ الإِنسانَ الذي يَعْمَلُ بهِ يَحيا فيه". |
6: | وأَمَّا البِرُّ الذي منَ الإِيمانِ فيتكلَّمُ عَنهُ هكذا: "لا تَقُلْ في قلبِكَ: مَنْ يَصْعَدُ الى السَّماء؟" وذلكَ لِيُنْزِلَ المسيح، |
7: | أَو: "مَنْ يَهْبِطُ الى الهاويَة؟" وذلكَ ليُصْعِدَ المسيحَ مِن بينِ الأَمْوات. |
8: | فماذا يقولُ إِذَن؟- "إِنَّ الكلمةَ قريبةٌ مِنكَ، في فِيكَ وفي قلبِكَ"، أَعني كلمةَ الإِيمانِ الذي نُبشِّرُ بِه. |
9: | لأَنَّكَ،إِنِ اعْتَرفتَ بفَمِكَ أَنَّ يسوعَ هُوَ ربٌّ، وآمَنْتَ في قلبِكَ أَنَّ اللهَ قد أَقامَهُ مِن بَينِ الأَمْواتِ، فَإِنَّكَ تَخْلُص؛ |
10: | لأَنَّ الإِيمانَ بالقلبِ يقودُ الى البِرِّ، والاعْترافَ بالفَمِ، الى الخلاص. |
11: | فإِنَّ الكتابَ يقول: "كلُّ مَن يُؤْمِنُ بهِ لا يُخْزى".
|
12: | فلا فَرْقَ بينَ اليَهوديِّ واليُونانيّ؛ إِذِ الرَّبُّ عَيْنُهُ هُوَ للجميعِ، يُفيضُ غِناهُ على جميعِ الذينَ يَدْعونَه؛ |
13: | لأَنَّ "كُلَّ مَنْ يَدْعو باسمِ الربِّ يَخْلُص". |
14: | ولكِنْ، كيفَ يَدْعونَهُ ولَمْ يُؤْمنوا بهِ؟ وكيفَ يُؤْمنونَ بهِ ولم يَسْمعوا بِه؟ وكيفَ يَسْمعونَ بِهِ بلا مُبشِّر؟ |
15: | وكيفَ يُبَشِّرُون إِنْ لم يُرسَلوا؟ على ما هوَ مَكتوب: "وما أَجْملَ أَقدامَ المبشِّرينَ بالْخَيْرات!".
|
16: | ولكِنْ، لم يُذْعِنوا كلُّهم للإِنجيل. فإِنَّ أَشعيا يقول: "يا ربُّ، مَنْ آمَنَ بِبِشارَتِنا؟" |
17: | فالإِيمانُ إِذنْ مِنَ البِشارةِ؛ والبِشارَةُ، بأَمْرٍ منَ المسيح. |
18: | لكنّي أَقول: أَوَلَمْ يَسْمعوها؟- في الحقيقةِ، بَلى! "فقد ذاعَ صوتُهم في جميعِ الأَرضِ، وكلامُهُم الى أَقاصي المسكونَة". |
19: | ولكنّي أَقول: "أَلعَلَّ إِسرائيلَ لَمْ يَفْهَمْ؟ فَلَقد قالَ مُوسى أَوَّلاً: "إِنّي أُغيرُكم بمَنْ لَيسُوا بِأُمَّة؛ بِأُمَّةٍ غَبيَّةٍ أُغْضِبُكم". |
20: | أَمَّا أَشعيا فَيتَجاسَرُ ويقول: "لَقَدْ وَجَدَني الذينَ لم يَطْلُبوني، واعْتَلَنْتُ لِمَنْ لم يَسأَلوني". |
21: | ويقولُ في إِسرائيل: "بَسَطْتُ يَديَّ النَّهارَ كُلُّهُ نَحْوَ شَعْبٍ عاصٍ، متمرِّد".
|
|
الفصل : 11 |
انتباذ إسرائيل الى حين ريثما ترجع الامم
1: | فأََقولُ إِذنْ: أوَ يكونُ اللهُ قد نَبَذَ شَعْبَه؟ كلاَّ، وحاشا! فإِنِّي أََنا أََيضًا إِسرائيليٌّ، مِن ذُرِّيَّةِِ إِبراهيمَ وسِبْطِ بَنْيامين. |
2: | لا، لَمْ يَنْبذُِ اللهُ شَعْبَهُ الذي سَبَقَ فميَّزهُ. أَوَلا تَعلمونَ ماذا يقولُ الكتابُ في إِيليَّا، كَيْفَ تشكَّى الى اللهِ مِنْ إِسرائيل؟ |
3: | "يا ربُّ، لَقد قَتلوا أَنبياءَكَ، وقَوَّضوا مذابِحَكَ، وبَقِيتُ أَنا وَحْدي، وهُمْ يَطْلُبونَ نَفْسي". |
4: | ولكِنْ، بِمَ يُجيبُهُ الوحيُ؟ "إِنِّي أََبْقَيْتُ لِنَفْسي سَبْعَةَ آلافِ رَجُلٍ، لم يَحْنُوا رُكْبَةً لِلْبَعْل". |
5: | فكذلكَ الأَمْرُ أَيضًا في الزَّمانِ الحاضر؛ فَلَقد بَقِيتْ بقيَّةٌ، على حَسبِ اخْتيارِ النِّعْمة. |
6: | فإِنْ كانَ ذلكَ بالنِّعْمَةِ، فليسَ إِذن بالأَعْمال؛ وإِِلاَّ فلَيْستِ النِّعْمةُ نِعمةً بَعْد.
|
7: | فماذا إِذَن؟ إِنَّ ما يَطْلُبُهُ إِسرائيلُ لم يَنَلْهُ؛ إِنَّما نالَهُ المُخْتارون. وأََمَّا الباقونَ فتصلَّبوا، |
8: | على ما هوَ مكتوب: "أََعطاهُم اللهُ رُوحَ سُباتٍ، عُيونًا لكي لا يُبْصِروا وآذانًا لكي لا يَسْمَعوا، حتَّى هذا اليوم". |
9: | وداودُ يَقول: "لِِتكُنْ مائدَتُهم فَخًّا لَهم وشَرَكًا، ومَعْثَرَةً وجَزاءً! |
10: | لِتُظْلَمْ عُيونُهم فلا يُبْصِروا! واحْنِ ظُهورَهم كلَّ حين".
|
11: | فأََقولُ إِذَن: هل عَثَروا لكي يَسْقُطوا ((عَلَى الدَّوامِ))؟ كلاَّ، وحاشا! بل بِزَلَّتِهِمْ حَصَلَ الخَلاَصُ لِلأُمَمِ، إِثارَةً لِغيرَتِهم. |
12: | فإِنْ كانَتْ زَلَّتُهم غِنًى لِلعالَمِ وسُقوطُهم غِنًى لِلأُمَمِ، فكم بالأَحْرى اجْتِماعُهُم!
|
13: | فإنّي أَقولُ لكم، أيُّها الأُمَم: إِنِّي بِوَصْفي رَسُولاً لِلأُمَمِ: أُعَزِّزُ خِدْمَتي، |
14: | لَعَلِّي أُغيرُ الذينَ هُم مِن لَحْمي وأُخَلِّصُ بَعضًا منهم. |
15: | لأَنَّهُ إِنْ كانَ انْتِبَاذُهُم مُصالَحَةً للعالَمِ، فماذا يَكونُ قَبولهم إلاَّ حَياةً لِلأَمْوات؟ |
16: | وإِنْ كانَتِ الباكُورَةُ مقَدَّسةً، فالعَجينُ كذلك؛ وإِنْ كانَ الأَصْلُ مُقدَّسًا فالفُروعُ كذلك. |
17: | وإِنْ كانَتْ بَعضُ الفروعِ قَد نُزِعَتْ. وكُنتَ، أنتَ الزَّيتونةَ البرِّيَّةَ، قد طُعِّمْتَ فيها فَصِرْتَ شَريكًا في الدَّسَمِ الذي يُؤْتيهِ أًصْلُ الزَّيتونةِ، فلا تَفْتَخِرْ على الفُروع. |
18: | وإِنِ افْتَخَرْتَ، فَلَسْتَ أَنتَ تحمِلُ الأَصْلَ بلِ الأَصْلُ يَحْمِلُكَ!.
|
19: | ولَقَد تَقول: "إِنَّ بَعضَ الفُروعِ قد نُزِعَتْ لأُطَعِّمَ أَنا". |
20: | حَسَن! ولكِِنَّها، لِعَدمِ الإِيمانِ قد نُزِعَتْ، وأَنتَ بالإِيمانِ قد ثَبَتَّ. فلا تَسْتَكْبِرْ إذَنْ، بَلْ خَفْ! |
21: | لأَنَّهُ، إِنْ كانَ اللهُ لم يُبْقِ على الفُروعِ الطَّبيعِيَّةِ فلا يُبْقي عَلَيكَ أََيضًا. |
22: | فانظرْ إذَنْ لطفَ اللهِ وشِدَّتَهُ؛ أمّا الشِّدّةُ فعلى الذينَ سَقَطوا؛ وأَمَّا لُطْفُ اللهِ فلكَ، إِِنْ ثبتَّ في هذا اللُّطف؛ وإِلاَّ فأَنتَ أَيضًا تُقْطَع. |
23: | وأَمَّا هم، فإِنْ لم يَسْتِمرُّوا على عَدَمِ الإِيمانِ فإِنَّهُم سَيُطَعَّمُونَ أَيضًا، لأَنَّ اللهَ قادِرٌ أَنْ يَعودَ فَيُطَعِِّمَهُمْ. |
24: | فإِنْ كنتَ أَنتَ قد قُطِعْتَ منَ الزَّيتونَةِ البرِّيَّةِ التي أَنتَ مِنها بالطَّبعِ، وطُعِّمْتَ، على خِلافِ الطَّبعِ، في زَيتونَةٍ صَريحةٍ، فكم بالأَحْرى هؤُلاءِ الذينَ هُم فُروعٌ طَبيعيَّةٌ، يُطَعَّمُونَ في زَيتونَتِهمِ الخاصَّة!
|
25: | إِنِّي لا أُرِيدُ، أََيُّها الإِخْوَة، أَنْ تَجْهلوا هذا السِّرَّ، لكي لا يُخامِرَكُم عُجْبٌ بِحِكْمَتِكُمْ: إِنَّ التَّصَلُّبَ قد حَصَلَ لجانِبٍ مِنْ إِسْرائيلَ إِلى أَنْ يَدْخُلَ مَجْموعُ الأُمَم؛ |
26: | وهكذا يَخْلُصُ جميعُ إِسْرائيلَ، على ما هُوَ مَكتوب: "مِنْ صِهْيونَ سَيَأتي المُنْقِذُ، ويَصْرِفُ الكُفْرَ عَنْ يَعقوبَ؛ |
27: | وهذا يَكونُ عَهْدي لهم حِينَ أُزيلُ خَطاياهُم". |
28: | فَمِنْ حَيْثُ الإِنجيلُ هُم أَعداءٌ، مِنْ أَجْلِكم؛ وأَمَّا مِنْ حَيثُ الاِختيارُ فهم مَحْبوبونَ، مِنْ أَجْلِ الآباءِ: |
29: | لأَنَّ مَواهِبَ اللهِ ودَعْوَتَهُ هي بلا نَدامَة.
|
30: | فكما أَنَّكم أَنتم قد عَصَيْتُمُ اللهَ مِنْ قَبْلُ، ونِلْتُمُ الآنَ رَحمةً بسببِ عِصْيانِهم، |
31: | فكذلكَ هُمْ أَيضًا قد عَصَوُا الآنَ مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكم، لكي يُرْحَموا هُمْ أََيضًا بِنَوْبَتِهم؛ |
32: | لأَنَّ اللهَ قد أَغْلَقَ على الجَميعِ في المَعصِيَةِ لكي يَرْحَمَ الجَميع.
|
خلاصة: حكمة الله سامية |
33: | فيا لَعُمْقِ غِنى اللهِ وحِكْمَتِهِ وَعِلْمِه! ما أَبعَدَ أَحكامَهُ عَنِ التَّنقيبِ، وَطُرُقَهُ عَنِ الاِسْتِقْصَاء! |
34: | فمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ ومَنْ كانَ لهُ مُشيرًا؟ |
35: | مَنْ سَبقَ فأَعْطاهُ، فَيُرَدُّ لَه؟ |
36: | إِنَّ كُلَّ شَيءٍ هُوَ مِنهُ وبهِ وإِلَيْه. فلَهُ المَجدُ الى الدُّهور! آمين.
|
|
الفصل : 12 |
ارشادات ووصايا: تكريس الذات لله
1: | فأُحَرِّضُكم إِذَنْ، أَيُّها الإِخْوة، بمَرَاحِمِ اللهِ، أَنْ تُقَرِّبوا أَجسادَكم ذَبيحَةً حَيَّةً، مُقَدَّسَةً، مَرْضِيَّةً للهِ؛ تلكَ هِيَ العبادَةُ التي يَقتضيها العَقلُ مِنكم. |
2: | ولا تَتَشَبَّهوا بهذا العالَم؛ بَلْ تحوَّلوا الى صُورَةٍ أُخْرَى بِتَجْديدِ عَقْلِكُم، لكي يَتَهَيَّأَ لكم أَنْ تُمَيِّزوا ما مَشيئَةُ اللهِ، وما هُوَ صالحٌ، وما يُرْضِيهِ، وما هُوَ كامِل.
|
واجب التواضع والمحبة |
3: | فإِنّي أُوصي كلَّ واحِدٍ مِنكم، بالنِّعمةِ المُعْطاةِ لي، أَنْ لا يَعْتَبرَ نَفْسَهُ فَوقَ ما يَليقُ، بَلْ أَنْ يَقْدُرَها حَقَّ قَدْرِها، على حَسَبِ ما قَسَم اللهُ، لكُلِّ واحِدٍ، مِنَ الإِيمان. |
4: | فإنَّهُ، كما أَنَّ لنا في جَسَدٍ واحِدٍ أَعضاءً كثيرَةً، وليسَ لكلِّ الأَعْضاءِِ عَمَلٌ واحِدٌ، |
5: | كذلكَ نحنُ الكثيرينَ جَسَدٌ واحِدٌ في المَسيحِ، وكلُّ واحدٍ منَّا عُضْوٌ لِلآخَرين. |
6: | وإِذْ لنا مَواهبُ مُختلفَةٌ بحَسبِ النِّعمةِ المُعْطاةِ لنا، فَمَنْ أُوتِيَ النُّبوَّةَ ((فَلْيتكلَّم)) بحسَبِ قاعِدَةِ الإِيمان؛ |
7: | ومَنْس أُوتِيَ الخِدْمَةَ فَلْيُلازِمِ الخِدْمَةَ، |
8: | والمعلِّمُ التَّعليمَ، والواعظُ الوَعْظَ، والمُتَصَدِّقُ سَلامَةَ النِيَّة، والمُدبِّرُ الاجْتِهادَ، والرَّاحمُ البَشاشَة.
|
9: | وَلْتَكُنِ المَحَبَّةُ بلا رِئاء؛ امقُتوا الشَّرَّ، واعْتَصِموا بالخَير؛ |
10: | أََحِبُّوا بَعضُكم بعضًا حُبًّا أَخَويًّا، وَلْيحسَبْ كلُّ واحِدٍ الآخَرينَ خَيرًا مِنهُ؛ |
11: | كونوا على غيرِ تَوانٍ في الغَيْرَةِ، وعلى اضطرامٍ بالرُّوحِ: فأَنتم تَخدُمونَ الربّ؛ |
12: | وَلْيكُنْ فيكم فرحُ الرَّجاء؛ كونوا صابرينَ في الضِّيقِ، مُواظبينَ على الصَّلاة؛ |
13: | أُبْذُلوا لِلقِدِّيسينَ في حاجاتِهم؛ واعْكُفوا على ضيافةِ الغُربَاء.
|
14: | باركوا الذينَ يَضْطَهِدونَكم؛ بارِكوا، ولا تَلْعنوا، |
15: | إِفْرحوا مَعَ الفَرِحين؛ وابْـكوا مَعَ الباكين؛ |
16: | كونوا في ما بَيْنَكم على اتِّفاق؛ لا تَتوقُوا الى الأُمورِ الرَّفيعةِ، بل مِيلوا الى الوَضيعة؛ لا تَكونوا حُكَماءَ في عَيْنَيْ أَنْفُسِكُم؛ |
17: | لا تُكافِئوا أَحدًا على شَرٍّ بشَرّ؛ إِعْتنُوا بفِعلِ الخيرِ أَمامَ جميعِ النَّاس؛ |
18: | سالِموا جميعَ النَّاسِ إِنْ أَمْكنَ، وما اسْتَطَعْتُم الى ذلكَ سبيلاً؛ |
19: | لا تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُم، أَيُّها الأَحبَّاء، بلِ اتْرُكوا مَوْضِعًا للغَضَبِِ. لأَنَّهُ قد كُتِب: "لِيَ الانتقام؛ أَنا أُجازي، يقولُ الرَّبّ". |
20: | بل ((بالحريّ))، إِنْ جاعَ عدوُّكَ فأَطْعِمْهُ، وإِنْ عَطِشَ فاسْقِهِ؛ فَإِنَّكَ بِفِعْلِكَ هذا تَرْكُمُ على رَأْسِهِ جَمْرَ نار. |
21: | لا تَنْغَلِبْ للشَّرِّ، بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بالخَيرْ.
|
|
الفصل : 13 |
واجب الخضوع للسلطة المدنية
1: | لِيَخْضعْ كلُّ واحدٍ للسُّلُطاتِ المُنْصَّبة؛ فإِنَّهُ لا سُلْطانَ إِلاَّ مِنَ الله؛ والسُّلُطاتُ الكائِنَةُ إِنَّما رَتَّبَها الله. |
2: | فَمَنْ يُقاومُ السُّلطانَ إِذَنْ، فإِنَّما يُعانِدُ ترتيبَ اللهِ، والمُعانِدونَ يَجْلُبونَ الدَّينونةَ على أََنْفُسِهم؛ |
3: | لأَنَّ الخَوْفَ مِنَ الحُكَّامِ لا يكونُ عَنِ العَملِ الصَّالحِ بَلْ عَنِ الشِّرِّير. أََفَتَبْتَغي أََنْ لا تَخَافَ مِنَ السُّلْطانِ؟ فافْعَلِ الخيرَ فتكونَ لَدَيْهِ مَمْدوحًا؛ |
4: | لأَنَّهُ خادِمُ اللهِ لَكَ لِلْخَيْر. وأَمَّا إِنْ فعَلْتَ الشَّرَّ فخَفْ؛ لأَنَّهُ لا يَتَقلَّدُ السَّيفُ عَبَثًا: فإِنَّهُ خادمُ اللهِ، الذي يَنْتَقِمُ ويُنْفِذُ الغَضَبَ على مَنْ يَفْعلُ الشَّرّ. |
5: | فلذلِكَ يَلْزَمُ الخُضوعُ لا خوفًا مِنَ الغَضَبِ فَقَط، بل مِن أَجْلِ الضَّميرِ أَيضًا.
|
6: | ومِن أجْلِ هذا أَيضًا تُوفونَ الجِزْية: لأنَّ ((الحُكَّامَ)) هم خُدَّامُ الذينَ هَمُّهمُ المُواظَبةُ على الخِدْمة. |
7: | فأَدُّوا إِذنْ للجميعِ حُقوقَهُم: الجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الجِزْيَةُ، والجِبايَةَ لِمَنْ لَهُ الجبايَةُ، والمهابَةَ لِمَنْ لَهُ المهابةُ، والكَرامَةَ لِمَنْ لهُ الكرامَة.
|
كمال المحبة |
8: | لا يكُنْ لأَحدٍ عليكُم حقٌّ ما خَلا المحبَّةَ المتبادَلَة؛ لأَنَّ مَنْ أَحبَّ القريبَ قد أََتَمَّ النَّاموس. |
9: | فإِنَّ ((هذهِ الوصايا)): "لا تَزنِ، لا تَقْتُلْ، لا تَسْرِقْ، لا تَشْهَدْ بالزُّورِ، لا تَشْتَهِ"، وكلَّ وصيَّةٍ أُخرى، تُلَخَّصُ في هذِهِ الكَلمة: "أَحْبِبْ قريبَك كنَفْسِكَ". |
10: | إِنَّ المحبَّةَ لا تَصْنَعُ بالقريبِ شَرًّا؛ فالمحبَّةُ إِذنْ هيَ تَمامُ النَّاموس.
|
ضرورة العمل في سرعة بهذه الوصايا |
11: | هذا، وإِنَّكمُ تَعرِفونَ في أَيِّ زَمانٍ نَحن؛ لَقد حانَتْ ساعةُ اسْتِيقاظِكُم مِنَ النَّوْم؛ لأَنَّ الخلاصَ أَقربُ إِلَيْنا الآنَ مِمَّا كانَ حينَ آمنَّا. |
12: | لقد تَناهى اللَّيلُ واقْتَرَبَ النَّهار؛ فَلْنَخلَعْ إِذَنْ أَعمالَ الظُّلْمَةِِ، ونَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. |
13: | لِِنَسْلُكَنَّ سُلوكًا لائقًا، كما يليقُ في وَضحِ النَّهار: لا بالقُصوفِ والسُّكْرِ، ولا بالمضاجِعِ والعَهَرِ، ولا بالخِصامِ والحَسَد؛ |
14: | بَلِ الْبَسوا الرَّبَّ يَسوعَ المسيحَ، ولا تَهْتَمُّوا بالجَسَدِ لقَضاءِ شَهَواتِه.
|
|
الفصل : 14 |
توجيهات في شأن "الضعفاء"
1: | مَنْ كانَ ضعيفًا في الإِيمانِ فاقْبلوهُ بغيرِ مُباحَثَةٍ في الآراء. |
2: | مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْتَقِدُ أَنَّ لَهُ أَنْ يأْكُلَ مِن كُلِّ شَيءٍ؛ وآخَرُ ضَعيفٌ، لا يَأْكُلُ إِلاَّ بُقولاً. |
3: | فالذي يَأكُلُ لا يَزْدَرِ مَنْ لا يَأكُل؛ والذي لا يَأكُلُ لا يَدينَنَّ مَن يَأكُلُ، لأَنَّ اللهَ قد قَبِلَه. |
4: | فأَنتَ مَنْ تَكونُ، فَتَدينَ عَبْدَ غَيْرِك؟ إنَّهُ لِمَوْلاهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُط. بَيْدَ أَنَّهُ سَيَثْبُتُ، لأَنَّ الرَّبَّ قادرٌ أَنْ يُثَبِّتَه.
|
5: | مِنَ النَّاسِ مَنْ يُمَيِّزُ بَيْنَ يَوم ويَوم؛ وآخَرُ يَعْتَبرُ كلَّ الأَيَّامِ على حَدٍّ سَواء. فَلْيَقِمْ كلُّ واحِدٍ على رَأْيِه. |
6: | فالذي يَهْتَمُّ للأَيَّام فَلِلرَّبِّ يَهْتَمّ؛ ومَنْ يَأكُلْ ((مِنْ كلِّ شَيْءٍ)) فلِلرَّبِّ يَأكُلُ، لأَنَّهُ يَشْكُرُ الله؛ ومَنْ لا يَأكُلْ فلِلرَّبِّ أَيضًا لا يَأكُلُ، وهُوَ أَيضًا يَشْكُرُ الله. |
7: | فإِنَّهُ ما مِنْ أَحَدٍ منَّا يَحْيا لنَفْسِه؛ ولا أَحدَ يموتُ لِنَفْسِه. |
8: | فإِنْ حَيِينا فلِلْرَّبِّ نَحْيا؛ وإِنْ مُتْنَا فلِلرَّبِّ نَموت. فسَوَاءٌ حَيِينا إِذَنْ أَمْ مُتْنا فلِلرَّبِّ نَحن. |
9: | لهذا ماتَ المسيحُ وعادَ حيًّا: ليسودَ الأَمواتَ والأَحياء.
|
10: | فأَنتَ إِذنْ، لِمَ تَدينُ أَخاك؟ وأَنتَ أَيضًا، لِمَ تَزْدَري أَخاك؟ فإِنَّا جَميعًا سَنَقِفُ أَمَامَ مِنْبَرِ اللهِ، |
11: | لأَنَّهُ مكتوب: "حيٌّ أَنا، يقولُ الربُّ، لي تَجثو كلُّ رُكْبَةٍٍ، وكُلُّ لِسانٍ يُشيدُ بمَجْدِ الله". |
12: | فَمِنْ ثَمَّ، كُلُّ واحِدٍ مِنَّا يُؤَدِّي حِسابًا للهِِ عَنْ نَفْسِه.
|
13: | فلا يَدِنْ بَعْضُنًا بَعضًا مِنْ بَعْدُ، بَلِ احْكُموا بالحَرِيّ أَنْ لا يوضَعَ للأَخِ مَعْثَرَةٌ أَو شَكّ. |
14: | إِنّي عالِمٌ وَمُتَيَقِّنٌ في الرَّبِّ يَسوعَ، أَنَّهُ ما مِنْ شَيءٍ نَجِسٌ في ذاتِه؛ بَيْدَ أَنَّ مَنْ يَحْسَبُ شَيْئًا نَجِسًا فَلَهُ يَكُوُن نَجِسًا. |
15: | فإِنْ كانَ أَخوكَ يَغْتَمُّ مِنْ أَجْلِ طَعامٍ، فَلَسْتَ تَسْلُكُ بَعْدُ بحَسَبِ المَحبَّة. فلا تُهْلِكْ بطَعامِكَ مَنْ لأَجْلِهِ ماتَ المسيح. |
16: | لا يُفْتَرَ إِذَنْ على ما أَنتُم عليهِ مِنَ الصَّلاحِ؛ |
17: | لأنَّ ملكوتَ اللهِ ليسَ أَكْلاً ولا شُرْبًا، بَلْ هُوَ بِرٌّ وسلامٌ وفَرَحٌ في الرُّوحِِ القُدُس. |
18: | فَمَنْ يَخدُمِ المَسيحَ على هذا النَّحْوِِ، فهوَ مَرْضِيٌّ لَدى اللهِِ، ومَحْمودٌ لدى النَّاس. |
19: | فَلْنَتَّبِعْ إِذَنْ ما هُوَ للسَّلامِ، وما هُوَ لِبُنْيانِ بعضِنا بعضًا.
|
20: | لا تَنقُضْ عَمَلَ اللهِ من أَجلِ طَعام! لا جَرَمَ أَنَّ كُلَّ شَيءٍ طاهِر؛ بَيْدَ أَنَّ الإِنْسانَ يُسيءُ العملَ إِذا ما أَكَلَ بِمَعْثَرة. |
21: | وإِنَّهُ لَحَسنٌ أَن لا تَأْكُلَ لَحمًا، ولا تَشْرَبَ خَمْرًا، ولا تَعمَلَ شَيئًا يَعثُرُ بِهِ أَخوك. |
22: | أَلَكَ اعْتقادٌ، فَاحْتَفِظْ بِهِ لِنفسِكَ أَمامَ الله. طوبى لِمَنْ لا يَحكُمُ على نَفسِهِ في ما يَسْتَحْسِن! |
23: | وأَمَّا مَنْ يَأكُلُ، وهُوَ على ارْتِيابٍ، فإِنَّهُ يَحْكُمُ على نَفسهِ، لأَنَّهُ يَتَصَرَّفُ عن غَيرِ عَقيدة؛ وكلُّ ما لَيْسَ عَنْ عَقيدةٍ فهوَ خَطيئة.
|
|
الفصل : 15 |
مثال السيد المسيح
1: | فَعلَينا، نحنُ الأَقْوياءَ، أَنْ نَحْتَمِلَ أَوْهانَ الضُّعفاءِ، ولا نُرضي أَنفُسَنا. |
2: | فَلْيُرْضِ كُلُّ واحدٍ مِنَّا القريبَ لِلْخَيرِ، لأَجلِ البُنيان. |
3: | لأَنَّ المَسيحَ لَمْ يُرْضِ نَفْسَه؛ بَلْ، على ما هُوَ مَكتوب: "تَعْيِيراتُ مُعيِّريكَ وَقَعَتْ عليَّ". |
4: | فإِنَّ جميعَ ما كُتِبَ مِن قَبْلُ إِنَّما كُتِبَ لِتَعليمِنا، لِيكونَ لنا الرَّجاءُ، بالصَّبرِ وتعزِيَةِ الكُتُب. |
5: | وَلْيُؤْتِكُمُ إِلهُ الصَّبْرِ والتَّعزيَةِ اتِّفاقَ الآراءِ في ما بَينَكم، بحسَبِ المَسيحِِ يَسوعَ، |
6: | لِيَتَهَيأََ لكم أَنْ تُمجِّدوا، بنَفْسٍ واحِدَةٍ وفَمٍ واحدٍ، إِلهَ وابا ربِّنا يَسوعَ المَسيح.
|
7: | فاقْبَلوا إِذَنْ بَعْضُكم بعضًا، كما قَبِلَكُمُ المَسيحُ لِمَجْدِ الله. |
8: | وإِنِّي أُؤَكِّدُ أَنَّ المَسيحَ قد صَارَ خَادِمًا لِلْخِتانِ لأَجْلِ صِدْقِ اللهِ؛ لِِيُحَقِّقََ المواعيدَ للآباء. |
9: | وأَمَّا الأُمَمُ فتُمَجِّدُ اللهَ مِنْ أَجلِ رَحْمَتِهِ، على ما هُوَ مَكتوب: "لذلكَ أُسَبّحُكَ بَينَ الأُممِ، وأُشيدُ باسْمِكَ". |
10: | ويَقولُ الكِتابُ أَيضًا: "تَهلَّلوا، أَيُّها الأُمَمُ، مَعَ شَعْبِهِ". |
11: | وأَيضًا: "سَبِّحوا الرَّبَّ يا جَميعَ الأُمَمِ، وامْدَحُوهُ يا جَميعَ الشُّعوب". |
12: | وأَشعيا يَقولُ أَيضًا: "سَيأتي أَصْلُ يَسَّى، والقائمُ لِيَسودَ الأُمَمُ؛ بهِ تُنيطُ الأُمَمُ رجاءَها". |
13: | ولْيُؤْتِكُم إِلهُ الرَّجاءِ مِلْءَ الفَرَحِ والسَّلامِ في الإِيمانِ، حتَّى تَفيضوا رَجاءً بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس.
|
عواطف بولس نحو الرومانيين |
14: | أَمَّا أَنا، أَيُّها الإِخْوَة، فإِنّي مُتَيَقِّنٌ مِن قِبَلِكم أَنَّكم مُفْعَمونَ صَلاحًا، مُمتلِئونَ كلَّ مَعرِفَةٍ، قادِرونَ أَنْ يَنْصَحَ بَعضُكم بَعضًا. |
15: | بَيْدَ أنّي كتبتُ إِليكم، وفي بَعضِ المَواضِع في شَيْءٍ من الجُرْأَة، كمُذكِّرٍ لكم، على مُقْتَضى النِّعمةِ التي وَهَبَنِيها اللهُ |
16: | لأَكونَ خادمًا للمسيحِ يَسوعَ لدى الأُمَمِ، وأَقومَ بِخِدْمَةِ إِنجيلِ اللهِ المقدَّسَةِ حتَّى يَكونَ قُربانُ الأُمَمِ، وقَد تَقدَّسَّ بالرُّوحِ القُدسِ، مَرْضِيًّا ((لدى الله)).
|
17: | فلي إِذَنْ، في ما هُوَ مِنْ أَمْرِ الخِدْمَةِ للهِ، الفَخْرُ في المَسيحِ يَسوع؛ |
18: | لأَنِّي لا أَجسُرُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بشَيءٍ مِمَّا لَمْ يُجْرِ المَسيحُ على يَدي، لطاعَةِ الأُمَمِ، بالقَوْلِ والفِعلِ، |
19: | بِقُوَّة الآياتِ والعجائبِِ، بقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُس؛ حتَّى إِنِّي، في كلِّ نَاحِيَةٍ، من أُورَشَليمَ الى إِلِّيرِكونَ، قد أَتْمَمْتُ التَّبشيرَ بإِنجيلِ المَسيحِ. |
20: | وقد أَبَتْ عليَّ مُرُءَتي أَنْ أُبشِّرَ بالإِنجيلِ حيثُ دُعِيَ اسْمُ المَسيحِ، لئلاَّ أَبنيَ على أَسَاسِ غَيري، |
21: | على ما هُوَ مَكتوب: "إِنَّ الذينَ لم يُخْبَروا بِهِ سَيَنْظُرونَ، والذينَ لم يَسمعوا سَيَفهمون".
|
22: | لذلكَ مُنِعْتُ مِرارًا كثيرةً من القدومِ إِلَيْكُم. |
23: | أَمَّا الآنَ، فإذْ لم يَبقَ لي مَكانٌ بَعْدُ في هِذِهِ الأَقاليمِ، وأَنا مُتَشَوِّقٌ مِن سِنينَ كثيرَةٍ أَنْ آتِيَكم، |
24: | إِذا ما انْطَلَقْتُ الى إِِسْبانِية... فإِنِّي أَرجو أَنْ أُشاهِدَكم عِندَ مُروري، وأَنْ تُشَيِّعوني الى هُناكَ، بَعدَ أَنْ أََتَملاَّكم ولو بَعضَ الشَّيء.
|
25: | أمَّا الآنَ، فأَنا مُنطَلِقٌ الى أُورشليمَ لأَخدُمَ القدِّيسين؛ |
26: | لأَنَّ مَقْدونِيَةَ وأََخائِيَةَ قدِ اسْتَحْسَنتا أَنْ تَجْمعا صَدَقَةً، لِفُقراءِ القدِّيسينَ الذينَ في أُورشليم. |
27: | لَقدِ اسْتَحْسَنتا ذلكَ، وإِنَّهُما لَمَدْيونتانِ لَهُم، لأَنَّهُ، إِنْ كانَ الأُمَمُ قدِ اشْتركوا في روحيَّاتِهم، فَيَحِقُّ عَلَيهم أَنْ يخدُموهُم في الجَسَدِيَّاتِ. |
28: | فإذا ما قضَيتُ هذا الأَمرَ وأَوْدَعتُ في أَيديهم هذهِ الثَّمَرةَ، مَضيتُ الى إِسْبانِيةَ مارًّا بِِكم؛ |
29: | وأَنا أَعلَمُ أَنّي، إِذا أَتَيتُكم فإِنَّما آتيكم بمِلْءِِ بَرَكاتِ المَسيحِ.
|
30: | بَيدَ أَنّي أََسْأَلُكم، أَيُّها الإِخْوة، بِرَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ وبِمحبَّةِ الرُّوحِ، أََنْ تُجاهِدوا مَعي بالصَّلاة الى اللهِ لأَجلي، |
31: | لكي أَنْجُوَ مِنَ الكَفَرَةِ الذينَ في اليهوديَّةِ، وتكونَ خِدْمَتي التي أُؤَدِّيها في أُورَشليمَ، مَقبولةً لَدى القدِّيسينَ، |
32: | فأَقْدَمَ إِليكم مَسْرورًا، وأَسْتريحَ، إِنْ شاءَ اللهُ، في ما بَيْنَكم. |
33: | وَلْيَكُنْ إِلهُ السَّلامِ مَعكم أَجمعينَ! آمين.
|
|
الفصل : 16 |
ختام: توصيات سلام
1: | أُوصيكُم بِفيبي، أُختِنا، خادِمَةِ الكَنيسةِ التي في كَنْخَرِيَّةَ، |
2: | لكي تَقْبلوها في الرَّبِّ على ما يَليقُ بالقِدِّيسينَ، وتَقوموا لَها بكلِّ ما تَحْتاجُ إِليهِ مِنْكم؛ لأَنَّها قد قامَتْ بشُؤُونِ كثيرينَ، وبشَأْني أَنا أَيضًا.
|
3: | سَلِّموا على بِرِسْكِلَّةَ وأَكيلا، المُعاوِنَيْنِ لي في يسوعَ المسيحِ، |
4: | اللَّذَيْنِ وَضَعا عُنُقَهما دُونَ حَياتي، ولَسْتُ أَنا وَحْدي أشكرُهما، بَلْ جميعُ كنائِسِ الأُمَمِ أَيضًا؛ |
5: | ((سَلِّموا أَيضًا)) على الكنيسةِ التي ((تَجْتَمِعُ)) في بَيْتِهِمَا؛ سلِّموا على أَبَيْنِتُسَ حبيبي، الذي هُوَ باكورةُ آسيةَ لِلمسيح؛ |
6: | سَلِّموا على مَرْيَمَ التي تَعِبَتْ كثيرًا مِن أَجْلِكُم؛ |
7: | سَلِّموا على أَنْذرُونيكُسَ ويُونيَّا، نسيبَيَّ وَرَفيقَيَّ في الأَسْرِ، المَشْهورَيْنِ في الرُّسُلِ، المَسِيحِيَّيْنِ قَبْلي؛ |
8: | سَلِّموا على أَمْبِلياتُسَ، حبيبي في الرَّبّ؛ |
9: | سَلِّموا على أُوربانُسَ، مُعاوِنِنا في المسيحِ، وعلى إِسْطاخِسَ حبيبي؛ |
10: | سَلِّموا على أَبِلِّيسَ المُزَكَّى في المسيح؛ سلِّموا على أَهْلِ بَيْتِ أَرِسطوبولُس؛ |
11: | سلِّموا على هِيرُدِيونَ نسيبي؛ سلِّموا على أَهلِ بَيْتِ نَرْقِسُّسَ، الذينَ هم في الرَّبّ؛ |
12: | سلِّموا على تَرِفَيْنة وتَرِيفوسَةَ، اللتَيْنِ تَتْعَبانِ في الرَّبّ؛ سلِّموا على بَرسيسَ المحبوبَةِ، التي تَعِبَتْ كثيرًا في الرَّبّ؛ |
13: | سَلِّموا على روفُسَ، المُخْتارِ في الرَّبِّ، وعلى أُمِّهِ، التي هِيَ أُمِّي أَيضًا؛ |
14: | سلِّموا على أَسِنْكِرِيتُسَ وَفَلاغونَ وهِرْماسَ وبَتْروباسَ وهِرْمِيسَ، وعلى الإِخْوةِ الذينَ مَعَهم؛ |
15: | سلِّموا على فيلولوغُسَ ويولِيَةَ، ونِيريُوسَ وأُخْتِهِ، وعلى أُولُمْباسَ، وعلى جميعِ القدِّيسينَ الذينَ مَعَهم؛ |
16: | سلِّموا بَعْضُكم على بَعضٍ بِقُبْلَةٍ مُقدسَّة. تُسَلِّمُ عليكم جميعُ كنائسِ المسيح.
|
17: | وأُوصيكُم، أَيُّها الإِخوة، بأَنْ تَحْتَرِسوا مِنَ الذينَ يُحْدِثُونَ الشِّقاقاتِ والمعاثِرَ، خِلافًا للتَّعليمِ الذي تَعَلَّمْتُموه. أَعْرِضوا عَنْهُم؛ |
18: | لأَنَّ أَمْثالَ هؤُلاءِ لا يَخْدُمونَ ربَّنا المسيحَ، بَلْ بُطُونَهم؛ وبعُذوبَةِ الكلامِ، وحُسْنِ الأَقوالِ يَخْدَعونَ قُلوبَ السُّلَماء.
|
19: | إِنَّ طاعَتَكم قد بَلَغَتِ الجميع؛ فأَنا إِذَنْ أَفْرَحُ بِكُم. بَيْدَ أَنِّي أُريدُ مِنْكم أن تكونوا حُكماءَ في الخَيْرِ، وبَنَجْوَةٍ مِنَ الشَّرِّ؛ |
20: | وإِلهُ السَّلامِ يَسْحَقُ الشَّيطانَ عاجلاً تحتَ أقدامِكم. نِعْمةُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ مَعَكم أَجمعين!
|
21: | يُسَلِّمُ عَلَيكم تيموثيوسُ مُعاوني، ولُوقْيوسُ وياسونُ وسوسيبَتْرُسُ أَنْسبائي. |
22: | وأَنا تَرْسِيوسَ، كاتِبَ هذهِ الرسالةِ، أُسَلِّمُ عليكم في الرَّبّ. |
23: | يُسَلِّمُ عليكم غايوسُ، المُضيفُ لي وللكنيسةِ كُلِّها. يُسلِّمُ عليكم إِرَسْتُسُ، خازِنُ المدينةِ، وكُوَرْتُسُ الأَخ. |
24: | نعمة ربّنا يسوع المسيح معكم أَجمعين! آمين.
|
25: | ولِلقادِرِ أَنْ يثبِّتَكم في إِنْجيلي وفي بِشارةِ يسوعَ المسيحِ- على حَسَبِ إِعْلانِ السِّرّ المَكتومِ مُنذُ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ. |
26: | المُعْلَنِ الآنَ والمُوضَح بحسبِ أَمْرِ اللهِ الأَزليِّ، وفي كُتُبِ الأَنبياءِ، لجميعِ الأُمَمِ لكي يَخْضعوا للإِيمان- |
27: | للهِ، الحكيمِ وَحْدَهُ، المَجْدُ بيسوعَ المسيحِ الى دهرِ الدُّهور! آمين.
|