العنوان
1: | مِنْ بولسَ المَدْعُوِّ بمشيئَةِ اللهِ ((لِيكونَ)) رسولاً لِلمسيحِ يسوعَ، ومِن سُسْثَنيسَ الأَخِ، |
2: | الى كَنيسةِ اللهِ التي في كُورِنْثُس، الى المُقدَّسِينَ في المسيِحِ يسوعَ المَدعُوِّينَ ((ليكونوا)) قِدِّيسين؛ مَعَ جَميعِ الذينَ يَدْعونَ، في كلِّ مكانٍ، بِاسْمِ ربِّنا يسوعَ المسيحِ، رَبِّهم ورِبّنا؛ |
3: | نِعمةٌ لكم وسَلامٌ منَ اللهِ أَبينا والرَّبِّ يَسوعَ المَسيح!
|
شكر لله |
4: | إِنّي أَشكُرُ اللهَ، في كلِّ حينٍ، لأَجْلِكُم، على نِعْمةِ اللهِ المُعْطاةِ لكم في المَسيح يَسوع؛ |
5: | لأَنَّكم بِهِ قد أُغْنِيتُم في كلِّ شيءٍ، في كلِّ كلامٍ كلِّ مَعرفةٍ، |
6: | على قَدْرِ ما توثَّقَتْ فيكم شهادةُ المسيح؛ |
7: | حتَّى إِنَّكم لا يُعْوِزُكم بَعْدُ شيءٌ منَ المواهبِ، في انْتظارِكم تَجَلّيَ ربِّنا يَسوعَ المَسيح. |
8: | فإِنَّهُ هوَ نفسَهُ، سيَثبِّتُكم الى النِّهايةِ ((لِتكونوا)) على غَيرِ لَوْمٍ في يَومِ ربّنا يسوعَ المسيح. |
9: | إِنَّ الله الذي بهِ دُعيتُم الى شَرِكةِ ابْنِهِ يَسوعَ المسيحِ، هُوَ أَمين!
|
التحزّب ينافي روح الوحدة في المسيح |
10: | وأَطْلُبُ مِنكمِ، أَيُّها الإِخوة، باسمِ ربِّنا يسوعَ المسيحِ، أن تَكونوا جميعُكم على قَولٍ واحدٍ، ولا يكونَ في ما بينَكم شِقاقات؛ بَل تَكونُوا مُلْتئِمينَ بِفكْرٍ واحدٍ ورَأْيِ واحد. |
11: | فلَقَدْ بَلَغني عَنكم، أَيُّها الإِخوَة، مِن أَهْلِ خُلُوئي، أَنَّ بينَكم خُصُومات. |
12: | أَعْني بذلكَ أَنَّ كُلَّ واحدٍ مِنكم يَقول: "أَنا لِبولُس!"- "أَنا لأُبُلُّس!"- "أَنا لِكِيفا!"- "أَنا لِلمسيح!" |
13: | هل تَجزّأَ المَسيح؟ أَلَعَلَّ بولسَ قد صُلِبَ لأَجْلِكم؟ أَباسمِ بولُسَ قدِ اعْتَمَدْتُم؟ |
14: | أَشكرُ ((الله)) أَنِّي لم أُعمِّدْ أَحدًا منكَم، ما خَلا كِرِسْبُسَ وغايُوس؛ |
15: | لِئلاَّ يَقولَ أَحدٌ إِنَّكم باسْمي قدِ اعتَمدْتُم؛ |
16: | ولَقد عَمَّدْتُ أَيضًا أَهْلَ بَيْتِ اسْتِفانا؛ وما سوى ذلكَ لا أَعْلَمُ هل عمَّدْتُ أَحدًا آخَر.
|
التحزب ناجم عن سوء الفهم للحكمة المسيحية |
17: | لأَنَّ المسيحَ لم يُرْسِلْني لأُعمِّدَ، بَلْ لأُبشِّرَ بالإِنجيلِ؛ ولكِن، لا بحِكْمَةِ الكلامِ، لِئَلاَّ يُبْطَلَ صَليبُ المَسيح. |
18: | فإِنَّ كلامَ الصَّليبِ عندَ الهالكينَ جَهالةٌ، وأَمَّا عِندَنا نحنُ المُخلَّصين، فقُدْرةُ الله. |
19: | لأَنَّهُ قد كُتِب: "سأُبيدُ حِكمةَ الحُكماءِ، وأَرذُلُ فَهْمَ الفُهماء". |
20: | فأَينَ الحكيم؟ أَيْنَ المُثقَّف؟ أَينَ مِحْجاجُ هذا الدَّهر؟ أَوَلَمْ يُجهِّلِ اللهُ حِكمةَ هذا العالَم؟ |
21: | فإِذْ إِنَّ العالَمَ، بحكمتِهِ، لم يعرِفِ اللهَ في حِكْمَةِ اللهِ، حَسُنَ لدى اللهِ أَنْ يُخلِّصَ المُؤْمنينَ، بِجَهالَةِ الكِرازة. |
22: | وفيما اليهودُ يَسْألونَ آياتٍ، واليونانيُّونَ يَطلُبونَ حِكمةً، |
23: | نَكْرِزُ، نحنُ، بمسيحٍ مَصْلوبٍ، عَثْرَةٍ لِليهودِ، وجَهالَةٍ للأُمَم؛ |
24: | أَمَّا لِلْمدعُوّينَ، يهوداً ويونانيِّينَ، فهوَ مسيحٌ، قدرةُ اللهِ وحكمةُ الله. |
25: | لأَنَّ ما هُوَ جَهالةٌ عندَ اللهِ أَحكمُ مِنَ النَّاسِ، وما هُوَ ضعْفٌ عندَ اللهِ أَقْوى مِنَ النَّاس.
|
26: | فانْظُروا، أَيُّها الإِخوة، الى المَدْعوِّينَ فيكم: فلَيْسَ كثيرونَ حُكماءَ بحسَبِ الجَسدِ، ولا كثيرونَ أَقوياءَ، ولا كثيرونَ شُرَفاء. |
27: | وإِنَّما اخْتارَ اللهُ ما هُوَ جاهلٌ في العالَمِ ليُخْزيَ الحُكماءَ، واخْتارَ اللهُ ما هُوَ ضعيفٌ في العالَمِ لِيُخْزيَ ما هوَ قوِيّ؛ |
28: | واخْتارَ اللهُ ما هُوَ خَسيسٌ في العالَمِ وحَقيرٌ، وغَيْرَ المَوجودِ لِيُعْدِمَ المَوْجودَ، |
29: | لكيْ لا يَفْتَخِرَ ذو جَسَدٍ أَمامَ الله. |
30: | وبِهِ أَنْتُم في المسيحِ يسوعَ، الذي صارَ لَنا، مِنَ اللهِ، حِكْمةً وبِرًّا وقَداسةً وفِداءً، |
31: | حتَّى إِنَّهُ، على ما هُوَ مَكْتوب: "مَنِ افْتَخَرَ، فَلْيَفتخِرْ بالرَّبّ".
|
|
الفصل : 2 |
بولس تصرف بمقتضى هذه الحكمة
1: | وأَنا، لمَّا أَتيتُكم، أَيُّها الإِخوة، لم آتِ بِبَراعةِ الكلامِ أَوِ الحِكْمَةِ، لأُبشِّرَكم بشَهادَةِ الله: |
2: | لأَنِّي حَكَمْتُ بأَنْ لا أَعرفَ شيئًا، في ما بَينَكم، إِلاَّ يَسوعَ المَسيحَ، وإِيَّاهُ مَصْلوبًا. |
3: | ولَقد حَضَرْتُ إِليكم في ضُعْفٍ وخَوْفٍ وارْتعادٍ كثير؛ |
4: | ولم يَكُنْ كلامي وكِرازتي بما لكلامِ الحِكمةِ مِن بَلاغَةٍ، بل بِبَيانِ الرُّوحِ والقُدرةِ، |
5: | لكي لا يَقومَ إِيمانُكم على حِكْمةِ النَّاسِ بل على قُدرةِ الله.
|
6: | بيدَ أَنَّا نَنطِقُ بالحكمةِ بَينَ الكاملين؛ ولكِنْ، لا حِكْمَةِ هذا الدَّهْرِ ورُؤساءِ هذا الدَّهْرِ، الذين سَيُفْحَمون. |
7: | إِنَّ ما نَنْطِقُ بهِ إِنَّما هُوَ حِكْمَةُ اللهِ التي في السِّرِّ، المَكتومَةُ، التي سَبقَ اللهُ فحدَّدَها، قَبلَ الدُّهورِ، لِمَجْدِنا؛ |
8: | التي لم يَعرِفْها أَحَدٌ مِن رؤَساءَ هذا الدَّهْرِ- ولو عَرفوها لَما صَلبوا رَبَّ المَجْد-؛ |
9: | ولكِنْ ((هيَ حِكمَةٌ)) كُتِبَ عنها: "إِنَّ ما لم تَرَهُ عَينٌ، ولا سَمِعتْ بهِ أُذُن، ولا خَطرَ على قَلْبِ بَشَرٍ، ما أَعَدَّهُ اللهُ للذينَ يُحبُّونَه". |
10: | وقد أَعْلنَهُ لنا اللهُ بِروحِه؛ لأنّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كلَّ شَيءٍ حتَّى أَعماقَ الله. |
11: | فَمَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ ما في الإِنسانِ إِلاَّ روحُ الإِنسانِ الذي فيه؟ فهكذا أَيضًا، ليسَ أَحدٌ يَعرِفُ ما في اللهِ إِلاَّ روحُ الله. |
12: | ونَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ روحَ العالَم، بلِ الرُّوحَ الذي من اللهِ، لكي نَعْرِفَ ما أَنعَمَ بهِ اللهُ عَلَينا مِنَ النِّعَم؛ |
13: | ونَتكلَّمُ عَنْها لا بأَقوالٍ تُعلِّمُها الحِكمَةُ البَشَرِيَّةُ، بل بِما يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ، مُعبِّرينَ بالرُّوحيَّاتِ عَنِ الرُّوحيَّات. |
14: | إِنَّ الإِنسانَ الطَّبيعيّ لا يَقبلُ ما هُوَ مِن روح الله، فإِنَّهُ جَهالةٌ عِندهُ؛ وليسَ في وِسْعِهِ أَنْ يَعرِفَهُ، لأَنَّهُ بالرُّوحِ يُحكَمُ فيه. |
15: | أمَّا الإِنسانُ الرُّوحيُّ فإِنَّهُ يَحكُمُ في كلِّ شيءٍ، ولا أَحدَ يَحكُمُ فيه. |
16: | لأَنّهُ "مَنْ عَرَفَ فِكرَ الرِّبِّ فَيُعَلِّمَه؟" أَمَّا نحنُ، فعِندَنا فِكرُ المسيح.
|
|
الفصل : 3 |
الكورنثيون لا يزالون جسديين
1: | وأَنا، أَيُّها الإِخْوَة، لم أَستطِعْ أَنْ أكُلِّمَكم كرُوحيِّين، بل كجَسَدِيّينَ، كأَطْفالٍ في المَسيح. |
2: | لَقَد غَذَوتُكم باللَّبَنِ لا بالطَّعامٍ، لأَنَّكم لم تكونوا بَعْدُ قادِرينَ على ذلكَ؛ ولا الآَنَ أَيضًا تَقْدِرونَ عَلَيهِ، لأَنَّكمِ لا تَبرَحُونَ جَسَدِيّين. |
3: | فإِنَّهُ، إِذ فيكم حَسدٌ وخُصومَةٌ، أَلا تَكونون جَسَدِيِّينَ، وبِحَسَبِ البَشَرِيَّةِ تَسلُكون؟ |
4: | إِذا كانَ واحِدٌ يَقول: "أَنا لِبولس!" وآخَرُ: "أًنا لأَبُلُّس!" أَفلا تَكونونَ جَسدِيِّين؟
|
التحزب ناجم أيضاً عن سوء الفهم لمهمة التبشير |
5: | فَمَنْ ذا إِذَنْ أَبُلُّس؟ ومَنْ ذا بولس؟ إِنَّهما خادِمانِ آمَنْتم على أَيديهما، وكلٌّ مِنهما على حَسَبِ ما أَعطى لَهُ الرَّبّ . |
6: | أَنا غَرَسْتُ، وأَبُلُّسُ سَقى؛ لكِنَّ اللهَ قد أَنمى. |
7: | فليسَ الغارِسُ بشَيءٍ، ولا السَّاقي؛ بلِ اللهُ، الذي يُنمي. |
8: | الغارسُ والسَّاقي كلاهُما واحِدٌ، وكلٌّ مِنهما يَأْخُذُ أُجرَتَهُ بحسَبِ تَعبِه. |
9: | فإِنَّا،نحنُ، عامِلونَ مَعَ الله؛ وأَنْتُم حَرْثُ اللهِ، بِناءُ الله.
|
10: | أَنا، بحسَبِ نِعمةِ اللهِ التي أُوتيتُها، وَضَعتُ الأَساسَ كبنَّاءٍ حَكيم؛ وآخرُ يَبْني ((عَلَيه)). فَلْينظُرْ كلُّ واحدٍ كيفَ يَبني ((عَليه)). |
11: | إِذْ لا يَستطيعُ أَحدٌ أَنْ يَضعَ أَساسًا آخَرَ غَيرَ المَوضوعِ، الذي هُوَ يَسوعُ المسيح. |
12: | فإِنْ بَنى أَحدٌ على هذا الأَساسِ بِذهَبٍ، أو فِضَّةٍ، أَو حِجارةٍ كريمةٍ، أو خَشبٍ، أَو حَشيشٍ، أَو تِبْنٍ، |
13: | فإِنَّ عَمَلَ كلِّ واحدٍ سيكونُ بيِّناً، لأنَّ يَومَ (( الرَّبِّ ))، سَيُظهِرُهُ، إِذْ إِنَّهُ سَيَعتلِنُ بالنَّارِ، والنَّارُ ستَمتَحِنُ قيمَةَ عَملِ كلِّ واحد. |
14: | فَمَن بَقيَ عَمَلُهُ الذي بَناهُ على الأَساسِ، فَسينالُ أَجْرًا؛ |
15: | ومَنِ احْتَرَقَ عَمَلُهُ فَسَيَخسَر؛ أَمَّا هُوَ فَسيَخلُصُ، ولكِنْ، كَمَنْ يَمرُّ في النَّار.
|
16: | أَوَما تَعلمونَ أَنَّكم هَيكلُ اللهِ، وأَنَّ روحَ اللهِ ساكنٌ فيكم؟ |
17: | مَنْ يُفْسِدْ هَيكلَ اللهِ يُفسِدْهُ الله؛ لأَنَّ هَيكلَ اللهِ مُقدَّس؛ وهذا ((الهيكلُ))، هُوَ أَنتم.
|
نتيجة عملية: التواضع |
18: | فلا يَخدَعنَّ أَحدٌ نَفْسَه! إِنْ حَسِبَ أَحَدٌ منكم أَنَّهُ حكيمٌ في هذا الدَّهْرِ، فَلْيصِرْ جاهِلاً لِيصيرَ حكيمًا، |
19: | فإِنَّ حكمَةَ هذا العالَم جَهالةٌ عندَ الله. إِذْ إِنَّهُ مكتوب: "إِنَّهُ يأخُذُ الحُكماءَ في مَكرِهم". |
20: | وأَيضًا: "إنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ أَفكارَ الحُكماءِ، إِنَّها باطِلَة". |
21: | فلا يَفْتَخِرَنَّ أحدٌ بالنَّاس: لأَنَّ كلَّ شيءٍ هُوَ لَكم، |
22: | بولسَ كانَ أَمْ أَبُلُّسَ، أَمْ كِيفا، أَمِ العالم، أَمِ الحياةَ، أَمِ الموتَ، أَمِ الحاضِرَ، أَمِ المُستقبَل. كلُّ شيء هُوَ لكم ، |
23: | أَمَّا أَنتُم فَلِلْمسيح، والمسيحُ لله.
|
|
الفصل : 4 |
1: | فَلْيَحسَبْنا ((كلُّ)) إِنسانٍ كخُدَّامٍ لِلمسيحِ، وَوُكلاءَ لأَسْرارِ الله. |
2: | و((كلُّ))، ما يُطْْلَبُ في الوُكلاءِ إِنَّما هُوَ وجودُ كلٍّ مِنهم أَمينًا. |
3: | أَمَّا أَنا فَأَقلُّ شيءٍ عِندي أَنْ تحكُموا فيَّ أَنتم، أَو مَحْكَمةٌ بَشرِيَّة؛ بل أَنا نَفْسي لا أَحكُمُ في نَفْسي. |
4: | فإِنّي لا أَشْعُرُ بشَيءٍ في ضَميري، بَيْدَ أَنّي لَسْتُ بذلكَ مُبرَّرًا؛ فإِنَّ مَنْ يحكُمُ فيَّ هُوَ الرَّبّ: |
5: | فلا تحكموا إِذَنْ بشيءٍ قبلَ الأَوانِ، الى أَنْ يَأتيَ الرَّبّ؛ فإِنَّهُ هُوَ الذي سَيُنيرُ خَفايا الظَّلامِ، ويُوضِحُ أَفكارَ القُلوب؛ وحينئذٍ يكونُ لكلِّ واحدٍ مَدْحُهُ منَ الله.
|
6: | وهذهِ الأُمُورُ، أَيُّها الإِخوة، قد نَسَبتُها الى نَفسي والى أَبُلُّسَ مِن أَجلِكُم، لكي تَتعلَّموا فينا ((هذا القول)): "لا شيءَ فوقَ ما هُوَ مَكتوب"، لكي لا تَنْتَفِخوا مِن أَجلِ الواحدِ على الآخَر. |
7: | فَمَنْ ذا يُميّزُكَ، أَنتَ؟ وأَيُّ شيءٍ لكَ لم تَنَلْهُ؟ وإِنْ كنتَ قد نِلْتَ، فَلِمَ تَفْتَخِرُ كأَنَّكَ لم تَنَل. |
8: | ها قد شَبِعتم! ها قدِ اسْتغنيتُم! بِدونِنا، قد مَلَكْتُم! ويا لَيْتَكم قد مَلكتُم لِنَمْلِكَ نحنُ أَيضًا مَعكم! |
9: | فإِنَّ اللهَ، على ما أَرى، قد أَبرزَنَا، نحنُ الرُّسُلَ، آخِري النَّاسِ، كمَحكومٍ عَلَيْهم بالموتِ، إِذْ قد صِرنا مَشْهَدًا للعالَمِ، والملائكةِ، والبَشر. |
10: | نحنُ جُهَّالٌ مِن أَجلِ المسيحِ، أَمَّا أَنتُم فحُكماءُ في المَسيح؛ نحنُ ضُعفاءُ، أَمَّا أَنتُم فأَقوياء؛ أَنتُم مُكرَّمونَ، أَمَّا نحنُ فمُهانون؛ |
11: | ونَحْنُ، حتَّى هذِهِ السَّاعةِ، نجوعُ، ونَعْطَشُ، ونَعرى، ونُلْطَمُ، ولا قَرارَ لنا؛ |
12: | ونَتعَبُ عامِلينَ بأَيدينا؛ نُشْتَمُ فَنُبارِك؛ نُضْطَهدُ فَنحتمِل، |
13: | يُشَنَّعُ عَلَينا فَنُصلِّي؛ لَقَدْ صِرنا كأَقذارِ العالَمِ، ورُذالةَ الجميعِ، حتَّى الآنَ.
|
14: | ولَسْتُ أَكتُبُ هذا لإِخْجالِكم، وإِنّما لأُنَبِّهَكم كأَوْلادي الأَحِبَّاء. |
15: | لأَنَّهُ، وإِنْ يَكُن لكم رِبْواتٌ مِنَ المعلِّمينَ في المسيحِ، فَلَيس لكم آباءٌ كثيرون؛ إِذْ إِنّي أَنا قد وَلَدْتُكم في المَسيحِ يَسوعَ، بالإِنْجيل. |
16: | فأَطْلبُ إليكم، إِذَنْ، أَنْ تَكونوا بي مُقْتَدِين. |
17: | مِن أَجلِ ذلكَ قد وَجَّهتُ إِلَيكم تيمُوثيوسَ، ابْنيَ الحبيبَ الأَمينَ، في الرَّبّ؛ وهُوَ يُذَكِّركم طُرُقي في المَسيحِ ((يَسوعَ))، كما أُعَلِّمُ بها بِكلِّ مكانٍ، في كلِّ كنيسة.
|
18: | لَقدِ انْتَفَخَ بَعضُكم كِبْرًا، كأَنِّي لا آتيكم. |
19: | لكِنّي سآتيكم عَنْ قَرِيبٍ، إِنْ شَاءَ الرَّبُّ، فأَعرِفُ لا أَقْوالَ هؤُلاءِ المنتفِخينَ، بل قُوَّتَهُم؛ |
20: | لأَنَّ مَلكوتَ اللهِ ليسَ بأَقوالٍ، بل بالقُوَّة. |
21: | ماذا تُريدون؟ أَنْ آتيَكم بالعَصا، أَمْ بالمحبَّةِ وروحِ الوداعَة؟
|
|
الفصل : 5 |
المعاثر في كنيسة كورنثس: حادث فحش
1: | لَقَدْ شاعَ عَنكم أَنَّ بَينَكم حادِثَ فُحْشِ، مِمَّا ليسَ لَهُ نَظيرٌ ولا بَينَ الأُمَمِ أَنفسِهم؛ حتَّى إِنَّ واحدًا منكمَ يَحوزُ امْرَأَةَ أَبيه! |
2: | وأَنتم مُنتفخونَ كِبْرًا!... ولم تَنوحوا بالحَريِّ حتَّى يُرْفَعَ مِن وَسْطِكُم مَنْ أَقْدَمَ على هذا الصَّنيع! |
3: | فأَنا، الغائِبَ بالجَسدِ، الحاضِرَ بالرُّوحِ، قد حَكَمْتُ، كأَنّي حاضِرٌ، على مَنْ أَتى مِثْلَ هذا الفِعْل: |
4: | فباسمِ الرَّبِّ يَسوعَ -ونحنُ مُجْتمعونَ، أَنا بالرُّوحِ وأَنتُم، مَعَ قُدْرَةِ ربِّنا يَسوع- |
5: | ((قَضَيْتُ)) بأَنْ يُسلَمَ مِثْلُ هذا الى الشَّيطانِ لأَجْلِ هَلاكِ الجَسَدِ، حتَّى تُخلَّصَ الرُّوح في يَومِ الرَّبّ.
|
6: | فليسَ بباهِرٍ مَوضوعُ افْتِخاركم!... أَوَلا تَعلمونَ أَنَّ الخميرَ اليَسيرَ يُخَمِّرُ العجينَ كلَّه؟ |
7: | فاطَّرِحوا عنكمُ الخميرَ العَتيقَ، لتكونوا عَجينًا جدِيدًا، بِما أَنَّكم بلا خَمير؛ لأَنَّ المسيحَ، فِصْحَنا، قد ذُبِح. |
8: | فَلْنُعيّدْ إِذَنْ، لا بالخَميرِ العَتيقِ، ولا بخَميرِ السُّوءِ والخُبثِ، بَلْ بِفَطيرِ العِفَّة والحقّ.
|
9: | لَقَد كَتبْتُ إِلَيكم في رسالتي، أنْ لا تُخالِطوا أَهلَ الفِسْق؛؟ |
10: | ولَسْتُ أَعْني، على وَجْهِ الإِطْلاقِ، فُسَّاقَ هذا العالَمِ، أَوِ الطَّمَّاعينَ، أَوِ الخَطَفَةَ، أَوْ عُبَّادَ الوَثَن؛ وإِلاَّ لَزِمَكم أَنْ تَخْرُجوا مِنَ العالَم. |
11: | وإِنَّما كتبتُ إِلَيكم أَنْ لا يكونَ لكم عِلاقَةٌ ما، مَعَ مَنْ يُدعَى أَخًا وهُوَ فاحِشٌ أو طَمَّاعٌ، أَو عابدُ وَثَنٍ، أَو شَتَّامٌ، أَو سِكِّير، أَو خَاطِف؛ حتَّى ولا أَنْ تُؤَاكِلوا مِثلَ هذا الرَّجُل. |
12: | إِنَّ الذينَ مِنَ الخارجِ، ليسَ لي أَنْ أَدينَهم. أَمَّا الذينَ مِنَ الدَّاخِلِ، أَفَلَسْتم أَنتم تَدينونَهم؟ |
13: | إِنَّ الذينَ مِنَ الخارجِ سَيَدينُهمُ الله.
|
|
الفصل : 6 |
التقاضي لدى المحاكم الوثنية
1: | أَيجترئُ أَحدُكُم، ولهُ دَعْوى على آخَرَ، أَنْ يُحاكِمَهُ لدى الخطأَةِ، لا لدى القِدِّيسين؟! |
2: | أَوَ ما تَعلمونَ أَنَّ القِدِّيسينَ سَيَدينونَ العالَم؟ وإِنْ كانَ العالَمُ بكم يُدانُ، أَفتكونونَ غيرَ أَهْلٍ لأَنْ تَقضوا في الدَّعاوى الصُّغرى؟ |
3: | أَوَ ما تَعلمونَ أَنَّا سَنَدينُ المَلائكة؟ فكَمْ بالأَحْرَى ((نَقْضي)) في شُؤُونِ هذِهِ الحياةِ؟ |
4: | فإنْ كانت لكم إذَنْ دعاوٍ في شؤونِ هذهِ الحياةِ، فأَجْلِسوا لِلقَضاءِ فيها مَنْ لا شَأْنَ لهم في الكنَيسةِ! |
5: | أَقولُ هذا لإِخجالِكم. أَفهكذا، ليسَ فيكم حكيمٌ، ولا واحدٌ، يَسْتطيعُ أَنْ يكونَ حَكَمًا بَينَ إِخوَتِه! |
6: | بل يتحاكَمُ الأَخُ وأَخوهُ، وذلكَ لدى غيرِ المُؤْمنين! |
7: | وعلى كلِّ حالٍ، فإِنَّهُ لَعَيبٌ عليكم أَنْ يكونَ في ما بَينَكم دَعاوٍ. لماذا لا تَحْتَمِلونَ بالحريِّ الظُّلْمِ؟ لماذا لا تَصْبِرونَ بالحريِّ على السَّلْبَ؟... |
8: | ولكِنَّكم أَنْتم تَظْلمون، وتَسْلِبونَ، وتَفعلونَ ذلكَ بمَن هم إِخوة!
|
9: | أَفلا تَعلمونَ أَنَّ الظَّالِمينَ لا يَرِثونَ ملكوتَ الله؟ فلا تَغْترُّوا! فإِنَّهُ لا العَاهِرونَ، ولا عَبَدةُ الأَوْثانِ، ولا الزُّناةُ، ولا المُتَخنِّثونَ، ولا مُضاجعو الذُّكور، |
10: | ولا السَّارِقونَ، ولا الطَّمَّاعونَ، ولا السِّكِّيرونَ، ولا الشَّتَّامونَ، ولا الخَطَفةُ يَرِثونَ ملكوتَ الله. |
11: | وذلكَ ما كُنْتُم عليهِ، بَعْضُكم. لكنَّكم قدِ اغْتَسَلْتُم، لكنَّكم قد تقدَّسْتُم، لكنَّكم قد بُرِّرْتُم باسم الرَّبِّ يَسوعَ المسيحِ، وبروحِ إِلهِنا.
|
الدعارة |
12: | "كلُّ شيءٍ مُباحٌ لي"؛ ولكِنْ، ليسَ كلُّ شيءٍ ينْفعَ. "كلُّ شيءٍ مُباحٌ لي"؛ ولكنّي أَنا، لا أُسْتَعْبَدُ لِشيء. |
13: | إِنَّ الأَطْعِمةَ لِلْجَوْفِ، والجَوْفَ لِلأَطْعِمَة؛ وسيُبيدُ الله هذه وذاك. أَمَّا الجَسَدُ فلَيْسَ لِلْفُجور؛ إِنَّهُ لِلرَّبِّ، كما أَنَّ الرَّبَّ لِلجَسد. |
14: | واللهُ، الذي أَقامَ الرَّبَّ، سيُقيمُنا نحنُ أَيضًا بقُدْرتِهِ.
|
15: | أَما تَعْلمونَ أَنَّ أَجسادَكم هِيَ أَعضاءُ المسيح؟ أَفآخذُ أَعضاءَ المسيح وأَجْعَلَها أَعضاءَ فاجرَة! حاشا، وكلاَّ! |
16: | أَوَلا تَعْلمونَ أَنَّ مَنِ اقتَرَنَ بفاجِرَةٍ يَصيرُ مَعَهَا جَسَدًا واحدًا؟ لأَنَّهُ قد قِيل: "يَصيرانِ كلاهُما جَسدًا واحدًا". |
17: | أَمَّا الذي يَقْتَرِنُ بالرَّبِّ فيكونُ مَعَهُ روحًا واحدًا. |
18: | أُهْرُبوا مِنَ الفُجور! إِنَّ كُلَّ خَطيئةٍ يَفعَلُها الإِنسانُ هيَ خَارجَ الجَسَد. أَمَّا الفاجرُ فإِنَّهُ يُجْرِمُ الى جسدِه. |
19: | أَوَلا تَعلمونَ أَنَّ أَجْسادَكم هيَ هَيكَلُ الَرُّوحِ القُدُسِ، الذي فيكم، الذي نِلْتُموهُ مِنَ الله؟ وأَنَّكم لَسْتُم بَعْدُ لأَنْفُسِكم، |
20: | لأَنَّكم قدِ اشْتُريتُمْ بثَمنٍ كريم؟ فمجِّدوا اللهَ إِذنْ في أَجْسادِكم!
|
|
الفصل : 7 |
الزواج والعزوبة
1: | أَمَّا مِن جِهةِ ما كتَبْتُم بهِ إِليَّ: فحسَنٌ للرَّجلِ أَنْ لا يَمَسَّ امرأَة. |
2: | ولكِنْ، تلافيًا لِلفُجورِ، فَلْتكُنْ لكلِّ رَجُلٍ امرأَتُهُ، وَلْيَكُنْ لكلِّ امْرأَةٍ رَجُلُها. |
3: | لِيَقْضِ الرَّجلُ امرأَتَهُ حَقَّها، وكَذلكَ المرأَةُ أَيضًا رَجُلَها. |
4: | إِنَّ المرأَةَ لا تَتَسلَّطُ على جَسدِها، بلِ الرَّجُل؛ وكذلكَ الرَّجلُ أَيضًا لا يَتَسَلَّطُ على جَسدِهِ، بلِ المرأَة. |
5: | لا يَمْنعْ أَحدُكما الآخرَ عَن ذاتِهِ، ما لم يَكُنْ عَنْ مُوافَقةٍ، وإِلى حينِ، لأَجْلِ التَّفرُّغِ للصَّلاة؛ ثمَّ عُودا الى ما كُنْتما عَلَيْهِ، لِئلاَّ يُجرِّبَكما إِبليسُ، لِعَدَمِ عِفَّتِكما. |
6: | وإِنَّما أَقولُ ذلكَ على سَبيلِ الإِباحَةِ لا على سبيلِ الأَمْر. |
7: | فإِنّي أَوَدُّ لو يكون جميعُ النَّاسِ مِثلي. غيرَ أَنَّ كلَّ واحدٍ لَهُ مِنَ اللهِ مَوهِبَةٌ خاصَّةٌ، فلِلواحدِ هذِه، وللآخَرِ تِلْك.
|
8: | وأَقولُ للعُزَّابِ والأَرامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُم أَنْ يَلْبثوا كما أَنا. |
9: | ولكِنْ، إِن لم يكُنْ في وِسْعِهِم أَنْ يَضْبُطوا أَنْفُسَهم، فَلْيَتَزوَّجوا: لأَنَّ التَّزوُّجَ خَيرٌ مِنَ التَّحرُّق. |
10: | أَمَّا المتزوِّجونَ، فأُوصيهِم، لا أَنا، بلِ الربّ: أَنْ لا تُفارقَ المرأَةُ رَجُلَها، |
11: | وإِنْ فارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غيرَ مُتزوِّجةٍ، أَو فَلْتُصالِحْ رَجُلَها- وأَن لا يَتْرُكَ الرَّجلُ امرأَتَه. |
12: | أَمَّا الباقونَ فأَقولُ لَهم، أَنا لا الرَّبُّ: إِنْ كانَ أَخٌ لَهُ امْرأَةٌ غيرُ مُؤْمِنةٍ، وهيَ تَرْتَضي أَنْ تُقيمَ مَعَهُ، فلا يَتْرُكْها؛ |
13: | والمرأَةُ التي لها رَجُلٌ غيرُ مُؤْمنٍ وهوَ يَرْتَضي أَنْ يُساكِنَها، فلا تَتْرُكْ رَجُلَها. |
14: | لأنَّ الرَّجُلَ غيرَ المؤْمِنِ يُقدَّسُ بالمرأَةِ ((المؤمِنَة))، والمرأَةَ غيرَ المؤْمنةِ تُقدَّسُ بالأَخِ ((المُؤْمِن))؛ وإِلاَّ فيكونُ أَولادُكم نَجِسين؛ والحالُ أَنَّهم قدِّيسون. |
15: | ولكِنْ، إِنْ فارقَ غيرُ المُؤْمنِ، فَلْيُفارِق؛ فليْسَ الأَخُ أَو الأُخْتُ مُسْتَعْبَدًا في مثلِ هذهِ الأَحوال: فإِنَّ اللهَ قد دَعاكم ((لتَعيشوا)) في سَلام. |
16: | فما أَدْراكِ، أَيَّتها المرأَةُ، أَنَّكِ، تُخلِّصينَ رَجُلَكِ؟ وما أَدراكَ، أَيُّها الرَّجُلُ، أَنَّكَ تخلِّصُ امرأَتَك؟
|
نصح في الاستمرار على الدعوة |
17: | وما عَدا ذلكَ، فَلْيَسْلُكْ كلُّ واحِدٍ على ما قَسَمَ لهُ الرَّبُّ، كلُّ واحِدٍ على ما كانَ عَليْهِ إِذْ دَعاهُ الله. ذلكَ ما أَرسُمُهُ في جَميعِ الكَنائس. |
18: | أَدُعِيَ أَحَدٌ وهوَ مَخْتون، فلا يتظاهَرْ بالقَلَفط؛ أَدُعِيَ أَحَدٌ وهُوَ في القَلَفِ، فلا يَخْتَتِنْ. |
19: | لَيْسَ الخِتانُ بشَيءٍ، ولا القَلَفُ بشَيءٍ، بلْ حِفْظُ وصايا اللهِ ((هُوَ كلُّ شَي)). |
20: | فَلْيَسْتَمِرَّ كلُّ واحِدٍ على الحالةِ التي دُعِيَ فيها. |
21: | أَدُعِيتَ وأَنْتَ عَبْدٌ؟ فلا يُهِمَّكَ ذلك. حتَّى إِنْ أَمْكَنَكَ أَنْ تنالَ الحُرّيَّةَ، فأسْتَفِدْ بالحَريِّ ((مِنْ وَضْعِك))؛ |
22: | لأَنَّ مَنْ دُعيَ في الرَّبِّ، وهُوَ عَبْدٌ، فهوَ مُعْتَقُ الرَّبّ، وكذلكَ مَنْ دُعيَ وهوَ حُرٌّ، فهُوَ عَبْدُ المسيح. |
23: | لقدِ اشْتُريتُم بثَمَنٍ كريم! فلا تَصيروا عَبيدًا لِلنَّاس. |
24: | أَيُّها الإِخوَة، لِيَسْتَمرَّ كلُّ واحِدٍ أَمامَ اللهِ، عَلى ما دُعيَ فيه.
|
التبتل |
25: | وأَمَّا العَذارى، فليسَ عِندي فيهِنَّ وصيَّةٌ مِنَ الرَّبِّ؛ بَيْدَ أَنّي أَبذُلُ المشورةَ كمَنْ هُوَ، بِرحْمَةِ الرَّبِّ، أَهْلٌ للثِّقَة. |
26: | فَدونَكم إِذَنْ ما أَظُنُّهُ حَسَنًا بسَبَبِ الضِّيقِ الحاضِر: إِنَّهُ لَحَسَنٌ للإِنسانِ أَنْ يَكونَ هكذا. |
27: | أَأنْتَ مُرْتَبِطٌ بامرأَة؟ فلا تَطْلُبِ الإِطلاق؛ أَأَنتَ غيْرُ مُقَيَّدٍ بامرأَة؟ فلا تَطْلُبِ امْرأَة، |
28: | على أَنَّكَ إِنْ تزوَّجْتَ، فلا تَخْطأ؛ وإِنْ تزوَّجَتِ العَذْراءُ، فلا تَخْطأ. ولكنَّ أَمثالَ هؤُلاءِ ستكونُ لهم مَشقَّةٌ في الجَسَدِ، وأَنا أُشفِقُ عَلَيْكم.
|
29: | فهُوذا ما أَقولُ، أَيُّها الإِخْوة: إِنَّ الزَّمانَ قصير. فبَقيَ إِذنْ، أنْ يكونَ الذينَ لَهُم نِساءٌ، كأَنَّهم بلا نِساء؛ |
30: | والباكونَ، كأَنَّهم لا يبكون؛ والفَرِحونَ، كأَنَّهُم لا يَفْرحون؛ والمُشْتَرونَ، كأَنَّهم لا يَمْلِكون؛ |
31: | والمُسْتعمِلونَ لهذا العالَمِ، كأَنَّهم لا يَسْتعملونَه؛ لأَنَّ هَيْئَةَ هذا العالَمِ في زَوال.
|
32: | أَودُّ أَنْ تكوَنوا بلا هَمّ. إنَّ الغيرَ المُتَزوِّجِ يَهْتَمُّ بِما لِلرَّبِّ، كيفَ يُرْضي الرَّبّ؛ |
33: | وأَمَّا المُتزوِّجُ فيهتَمُّ بِما لِلعالَمِ، كيفَ يُرْضي امرأَتَه؛ |
34: | فهُوَ مُتَجزِّئ. ((وكذلكَ)) المرأَةُ الغيرُ المتزوِّجةِ والعَذراءُ تهتمّان بما للربِّ، لِتكونا مُقدَّسَتينِ جَسدًا ونَفْسًا؛ وأمّا المتزوِّجةُ فتهتمُّ بِما لِلعالَم، كيَفَ تُرضي رَجُلَها. |
35: | إِنَّما أَقولُ ذلكَ لفائِدَتكم؛ لا لأُلْقِيَ عَليكم وَهَقًا بلِ ابْتِغاءَ ما يَليقُ، وما يَرْبِطُكم بالرَّبِّ على غيرِ تجزُّؤ. |
36: | ومَعَ ذلكَ، فإِنْ ظَنَّ أَحدٌ أَنَّهُ يُعابُ في حقِّ عَذْرائِهِ إِذا تجاوزتِ الأَوانَ، وأَنَّ الواجبَ يَقْتضي بأَنْ تَجريَ الأمورُ مَجراها، فَلْيَفعَلْ ما يَشاء؛ إِنَّهُ لا يَخْطأ؛ فَلْتَتَزوَّجْ! |
37: | وأَمَّا مَن أَقامَ على عزمِهِ ((في الصَّميمِ)) وجَزَمَ في قلبِهِ، على غيرِ اضطرارٍ بل حُرًّا في اختيارِهِ، أَنْ يَحفظَ عذراءَهُ، فنِعِمًّا يَفْعَل. |
38: | وإِذَنْ، فمَن زَوَّجَ عذراءَهُ يَفْعلُ حسنًا، ومَن لَمْ يزوِّجْها يَفْعَلُ أَحْسَن.
|
39: | إِنَّ المرأَةَ مُرْتبطَةٌ بِرجُلِها ما دامَ حيًّا. فإِنْ رَقَدَ الرَّجُلُ، فهيَ حُرَّة أَنْ تَتزوَّجَ بمَنْ تشاءُ، ولكِنْ في الرَّبِّ فقط. |
40: | غيرَ أَنَّها تكونُ أَكثرَ غِبطةً، على ما أَرى، إِنْ بَقيَتْ على ما هيَ عَلَيه. وأَظنُّ أَنِّي، أَنا أَيضًا، فيَّ روحُ الله.
|
|
الفصل : 8 |
موقف المؤمن من ذبائح الاوثان
1: | أمَّا مِن جهةِ ذَبائحِ الأَوثانِ فَنعْرِفُ أَنَّ لجميعِنا العِلْمَ. إِنَّما العِلْمُ يَنْفُخ؛ أَمَّا المحبَّةُ فَتَبْني. |
2: | فإِنْ ظنَّ أَحدٌ أَنَّهُ يَعْلَمُ شيئًا، فإِنَّهُ لا يَعْلَمُ بَعْدُ كما يَنْبغي أنْ يَعْلَمَ. |
3: | ولكِنْ، إِنْ أَحبَّ أَحدٌ اللهَ، فهذا يَعْرِفُهُ الله.
|
4: | فمِن جِهَةِ أَكلِ ذبائحِ الأَوثانِ إِذنْ، نحنُ نَعْلَمُ أَنَّ الوَثَنَ لَيْسَ بشيءٍ في العالَمِ، وأَنَّهُ لا إِلهَ غيرُ واحد. |
5: | فإِنَّهُ وإِنْ وُجدَ، في السَّماءِ كانَ أَمْ على الأَرْضِ، ما يُقالُ لَهُ آلِهة -ويوجدُ من هَذا النَّوعِ آلهةٌ كثيرونَ، وأَربابٌ كثيرون- |
6: | فَنحْنُ إِنَّما لنا إِلهٌ واحدٌ، الآبُ، الذي مِنهُ كلُّ شيءٍ ونحنُ إِلَيْه؛ ورَبٌّ واحِدٌ، يسوعُ المسيحُ، الذي بهِ كلُّ شيءٍ، ونحنُ بهِ. |
7: | بيدَ أَنَّ العِلمَ ليسَ في الجميع: فإِنَّ بَعْضًا -بسببِ ما يَتَصوَّرون، حتَّى الآنَ، من أَمْرِ الوَثَن- يَأْكُلونَ كأَنَّما مِن ذَبيحةِ أَوْثان؛ وضميرُهم، إِذْ هُوَ ضعيفٌ، يَتنجَّس. |
8: | إِنَّ الطَّعامَ لا يُقرِّبُنا الى الله: فإِنْ نَحْنُ إنْ لم نأْكُلْ لا نَنقُصُ شيئًا، وإِنْ أكًلْنا لا نَزيدُ شيئًا. |
9: | ولكنِ احْذَروا أَنْ يكونَ سُلطانُكم هذا مَعْثَرةً للضُّعَفاءِ. |
10: | فَلَئِنْ رآكَ أَحدٌ، أَنْتَ الذي لَهُ العِلْمُ، مُتَّكِئًا في بيتِ الأَوثانِ، أَفلا يَتَقَوَّى ضَميرُهُ، هوَ الضَّعيفُ، على أَكْلِ ذَبائحِ الأَوثان؟ |
11: | وهكذا، بسبَبِ عِلْمِكَ، يَهْلِكُ الضَّعيفُ، ذاكَ الأَخُ الذي لأَجْلِهِ ماتَ المَسيح! |
12: | وإِذا ما خَطِئْتُم هكذا الى الإِخوةِ، وجرَحْتمِ ضميرَهمُ الضَّعيفَ، فإِنَّما تخطَأُون الى المَسيح. |
13: | فلِذلكَ، إِنْ كانَ طعامٌ يُعَثِّرُ أَخي، فلا أَكَلْتُ اللَّحْمَ الى الأَبدِ، لئَلاَّ أُعثِّرَ أَخي.
|
|
الفصل : 9 |
بولس قدوة في التجرد
1: | أَوَلَسْتُ أَنا حُرًّا؟ أَلسْتُ رَسولاً؟ أَما رأَيتُ يسوعَ ربَّنا؟ أَلسْتمْ أَنتُم عَمَلي في الرَّبّ؟ |
2: | إِنْ لم أَكُنْ عِنْدَ آخَرينَ رسولاً، فإِنّي عِنْدَكم رسول؛ لأَنَّ خاتَمَ رِسالتي هوَ أَنتُم في الرَّبّ. |
3: | وأَمَّا دِفاعي لدى الذينَ يَحْكُمونَ عليَّ، فهوَ هذا: |
4: | أَما لَنا حَقٌّ أَنْ نَأكُلَ ونَشْرَب؟ |
5: | أَما لَنا حَقٌّ أَنْ نَجولَ بامرأَةٍ أُخْتٍ، كسائرِ الرُّسُلِ، وإِخْوةِ الرَّبِّ وكِيفا؟ |
6: | أَمْ وَحْدي، أَنا وبارْنابا، لا حَقَّ لنا أَنْ لا نشْتَغِل؟ |
7: | مَنْ يَسْعى يَومًا الى الحربِ والنَّفقَةُ على نَفسِه؟ مَنْ يَغْرِسُ كَرمًا ولا يَأكُلَ مِن ثَمَرِه؟ أَوْ مَنْ يَرْعى قَطيعًا ولا يَأكُلَ مِن لَبَنِ ((هذا)) القَطيع.
|
8: | أَوَ أَقولُ هذا بِحسَبِ البَشرِيَّة؟ أَوَلا يَقولُهُ النَّامُوسُ أَيضًا؟ |
9: | فإِنَّهُ قد كُتِبَ في ناموس مُوسى: "لا تَكُمَّ الثَّوْرَ في دِياسِه". أَلَعلَّ اللهَ تُهِمُّهُ الثِّيران؟ |
10: | أَوَ لَيسَ مِنْ أَجْلِنا، ولا مِراءَ، يَقولُ هذا؟ أَجَلْ، إِنَّهُ مِنْ أَجْلِنا قد كُتِب: إِنَّ مَنْ يَحْرُثُ فَلْيَحْرُثْ على الرَّجاء، ومَنْ يَدوسُ فعلَى رَجاءِ أَنْ يكونَ شَرِيكاً ((في الغَلَّة)). |
11: | إِنْ كُنَّا نَحْنُ قد زَرَعْنا لكُمُ الرُّوحِيَّاتِ، أَفَيكونُ أَمْرًا عَظيمًا أَنْ نَحْصُدَ مِنكُمُ الجسدِيَّات؟ |
12: | إِنْ كانَ لآخَرينَ هذا الحَقُّ عَلَيكم، أَفَلَسْنا نحنُ أَوْلى؟ ومَعَ ذلِكَ فإِنَّا لم نَسْتَعْمِلْ هذا الحَقّ؛ وإِنَّما نَحْتَمِلُ كُلَّ شَيءٍ لِئلاَّ نُعَوِّقَ إِنْجيلَ المسيحِ بِشيء. |
13: | أَوَلا تَعْلَمونَ أَنَّ الذينَ يَتَوَلَّوْنَ الأَعْمالَ الكَهنوتيَّةَ يَأكُلونَ مِنَ الهَيْكَلِ، والذينَ يُلازِمونَ المَذْبَحَ يُقاسمونَ المَذْبَحِ؟ |
14: | هكذا رَتَّبَ الرَّبُّ أَيضًا، أَنَّ الذينَ يُبَشِّرون بالإِنجيلِ يعيشونَ مِنَ الإِنْجيل.
|
15: | بَيدَ أَنّي لم أستَعْمِلْ مِنْ ذلكَ شَيئًا، ولا كَتَبْتُ هذا لكي أُطالِبَ بِشيء؛ فَإِنَّهُ خَيرٌ لي أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَنْ... لا، لَيسَ مِنْ أَحدٍ يُعَطِّلُ فَخْري. |
16: | فإِنَّ التَّبشيرَ بالإِنجيلِ لَيسَ لي مَوضوعَ فَخْر: إِنَّ ذلكَ ضَرورةٌ مَوْضُوعَةٌ عليَّ، والوَيلُ لي إِنْ لَمْ أُبَشِّرْ! |
17: | فَلَوْ كُنْتُ أَفْعَلُ هذا مِن نَفسي، لَكانَ لي ثَواب؛ ولكِنْ، إِنْ لم يَكُنْ مِنْ نَفسي، فإِنَّما هِيَ وَكالَةٌ قَدِ اؤْتُمِنْتُ عليها. |
18: | فما ثَوابي إِذَن؟ هُوَ أَنّي، إِذا بَشَّرْتُ، أُبَشِّرُ بالإِنجيلِ مَجَّانًا، غَيرَ مُسْتَوْفٍ حَقّي في الإِنجيل.
|
19: | فإِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الجَميعِ، عبَّدتُ نفسي لِلْجَميعِ، لكي أَرْبَحَ الأَكثرين. |
20: | فَصِرْتُ لِليهودِ كيهودِيٍّ لأَرْبَحَ اليهود؛ وللَّذينَ تَحْتَ النَّاموسِ كأَنّي تَحْتَ النَّاموس -مَعَ أَنّي لَسْتُ تَحتَ النَّاموس- لأَرْبَحَ الذينَ تَحتَ النَّاموس؛ |
21: | وللَّذين بلا ناموسٍ كأَنّي بلا ناموس -مَعَ أَنّي لَسْتُ بلا ناموسِ اللهِ، إِذْ أَنا تَحتَ ناموسِ المَسيح- لأَرْبَحَ الذينَ بلا ناموس. |
22: | وصِرْتُ للضُّعفاءِ ضَعيفًا لأَرْبَحَ الضِّعفاء؛ وصِرْتُ كُلاًّ لِلْكُلِّ لأُخَلِّصَ، على كلِّ حالٍ، قَوْمًا ((مِنهم)). |
23: | وأَنا أَصْنعُ كُلَّ هذا لأَجْلِ الإِنْجيلِ، لأَصيرَ شَرِيكًا في ((خيراتِه)).
|
24: | أَما تَعْلمونَ أَنَّ السَّاعينَ في المَيدانِ كُلَّهُم يَسْعَوْنَ، ولكِنَّ واحدًا يَنالُ الجَائِزَة؟ فاسْعَوْا هكذا حتَّى تَفُوزُوا. |
25: | كلُّ مُجاهِدٍ يَضْبِطُ نَفْسَهُ في كُلِّ شَيءٍ: أَمَّا أُولئِكَ فَلِيَنالوا إِكْليلاً يَفْنى، وأَمَّا نحْنُ فإِكليلاً لا يَفْنى. |
26: | فهكذا أَسْعى أَنا، لا كَمنْ لا يَدْري؛ وهكذا أُلاكِمُ، لا كَمَنْ يُقارعُ الهواء. |
27: | إِنَّما أَقْمَعُ جَسدي، وأَسْتَعْبِدُهُ، لئلاَّ أَصيرَ أَنا نَفْسي مَرْذولاً، بَعدَما وَعَظْتُ غَيْري.
|
|
الفصل : 10 |
بولس يستخرج عبرة من تاريخ اسرائيل
1: | فإِنّي لا أُريدُ أَنْ تَجْهلوا، أَيُّها الإِخوَة، أَنَّ آباءَنا كُلَّهم كانوا تَحْتَ الغَمام؛ وكلَّهم جازُوا في البَحْرِ؛ |
2: | وكُلَّهمُ اعْتَمدوا في مُوسى، في الغَمامِ وفي البَحْر؛ |
3: | وكُلَّهم أَكلُوا الطَّعامَ الرُّوحيَّ نَفْسَهُ؛ |
4: | وكُلَّهم شَربوا الشَّرابَ الرُّوحيَّ نَفْسَه؛ فإِنَّهم كانوا يَشربونَ مِن صَخْرَةٍ روحيَّةٍ تَتْبَعُهم؛ وهذِهِ الصَّخْرَةُ كانَتِ المَسيح. |
5: | بَيْدَ أَنَّ أكَثَرَهم لَمْ يَرْضَ اللهُ عَنهم، إِذْ إِنَّهم صُرِعُوا في البَرِّيَّة.
|
6: | ولَقَدْ جَرَتْ هذِهِ الأُمورُ لِيكونَ لنا فيها عِبْرَةٌ، فلا نَشْتَهيَ الشُّرُورَ كما اشْتَهى أُولئك. |
7: | فلا تَصيروا عابدي أَوْثانٍ كما كانَ قومٌ مِنْهم، على ما هُوَ مَكْتوب: "جَلَسَ الشَّعْبُ يَأْكُلونَ ويَشْرَبونَ ثُمَّ قاموا يَلْعَبون"؛ |
8: | ولا نَسْتَسْلِمْ لِلفُجورِ كما اسْتسْلَمَ قَوْمٌ مِنْهم، فَسَقَطَ في يَومٍ واحِدٍ ثلاثةٌ وَعِشْرونَ أَلفًا؛ |
9: | ولا نُجَرِّب الرَّبَّ كما جَرَّبَ قَوْمٌ مِنْهم، فأَهْلَكَتْهُمُ الحيَّات؛ |
10: | ولا تَتَذَّمَّروا كَما تَذمَّرَ قومٌ مِنْهم، فهَلكوا على يَدِ المُهْلِك.
|
11: | فهذِهِ الأُمورُ كلُّها عَرَضَتْ لَهم لِتكونَ عِبْرَةً، وكُتِبَتْ لموْعِظَتِنا، نَحْنُ الذينَ انْتَهتْ إِلَيهمِ أَوَاخِرُ الدُّهور. |
12: | فَمَنْ ظَنَّ إِذنْ أَنَّهُ قائِمٌ فَلْيَحْذَرْ أَنْ يَسْقُط. |
13: | لم يُصِبْكم مِنَ التَّجارِبِ إِلاَّ ما هُوَ بَشَريّ: فإِنَّ اللهَ أَمينٌ فلا يَدَعُكم تُجَربَّون فَوْقَ طاقَتِكَم؛ بَلْ يَجْعَلُ أَيضًا مَعَ التَّجْرِبَةِ مَخْرَجًا، لِتَسْتطيعوا أَنْ تَحْتَمِلوا.
|
فتاوى عملية |
14: | لذلكَ، يا أَحِبَّائي، اهْرُبوا مِنْ عِبادَةِ الأَوْثان. |
15: | أُخاطبُكم كعُقَلاءَ، فاحْكُموا أَنتُم في ما أَقول: |
16: | كَأْسُ البَرَكةِ التي نُبارِكُها أَلَيْسَتْ هيَ شَرِكَةٌ في دَمِ المسيح؟ والخُبْزُ الذي نَكسِرُهُ أَلَيسَ هُوَ شَرِكَةً في جَسدِ المَسيح؟ |
17: | فبما أَنَّ الخُبْزَ واحدٌ، فَنَحْنُ، الكثيرينَ، جَسَدٌ واحد؛ لأَنَّا جميعًا نَشْتَرِكُ في الخُبْزِ الواحد. |
18: | فتأَمَّلوا إِسْرائيلَ بِحَسَبِ الجَسَد: أَلَيسَ الذينَ يَأْكُلونَ الذَّبائِحَ، هُمْ شُركاءَ المَذْبَح؟ |
19: | فماذا أَقول؟ أَإِنَّ ذَبيحةَ الوَثَنِ شَيءٌ أَوْ إِنَّ الوَثَنَ شَيءٌ؟ |
20: | لا؛ بَلْ إِنَّ ما تذبحُهُ ((الأُمَمُ)) إِنَّما تذبحُهُ للشَّياطينِ ولِما لَيْس إِلهًا. فلا أُريدُ أَنْ تَكونوا شُركاءَ الشَّياطين. |
21: | إِنَّكم لا تَسْتطيعونَ أَنْ تَشْتَرِكوا في مائدَةِ الرَّبِّ ومائدَةِ الشَّياطين. |
22: | أَوَ نُغِيرُ الرَّبّ؟ أَلعلَّنا أَقْوى مِنْه؟
|
23: | "كلُّ شيءٍ مُباحٌ"؛ ولكِنْ، ليسَ كُلُّ شيءٍ يَنْفع. "كلُّ شيءٍ مُباحٌ"؛ ولكِنْ، لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ يَبْني. |
24: | لا يَطْلُبْ أَحدٌ ما هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ ما هُوَ لِغَيْرِه. |
25: | كُلُوا مِنْ كلِّ ما يُباعُ في السُّوقِ، غَيْرَ باحثينَ عَنْ شَيءٍ مِنْ أَجلِ الضَّمير. |
26: | لأَنَّ "للرَّبِّ الأَرضَ ومِلأَها". |
27: | إِنْ دَعاكم أَحدٌ مِنْ غَيرِ المُؤْمِنينَ وأَحبَبْتُم أَنْ تَنْطَلِقوا، فكُلُوا مِنْ كلِّ ما يُقَدَّمُ لكم، غيرَ باحِثينَ عَنْ شَيءٍ مِنْ أَجلِ الضَّمير. |
28: | ولكِنْ، إِنْ قالَ لكم أَحدٌ: "هذا مِمَّا ذُبِحَ لِلأَوْثانِ"، فلا تَأكلُوا، مِنْ أَجْلِ الذي أَعْلَمَكُم، ومِنْ أَجْلِ الضَّمير. |
29: | أَقول: "الضَّمير"، لا ضَميرِكَ بَلْ ضميرِ غَيرِك؛ إِذْ لِماذا يَحْكُمُ في حُرِّيَّتي ضميرُ غَيري؟ |
30: | إِنْ كُنْتُ أَنا أَتَناوَلُ في شُكْرٍ، فَلِمَ يُفْتَرى عليَّ في ما أَنا شاكِرٌ عَلَيه؟
|
اذن كل شيء لمجد الله وخلاص القريب |
31: | فإذا أَكَلْتُم إِذَنْ، أوْ شَرِبْتُم، ومَهْما فَعَلْتُم، فاعْمَلوا كلَّ شيءٍ لِمَجدِ الله. |
32: | كونوا بلا مَعْثَرةٍ لِليَهودِ، ولِليونانيّينَ، ولكنيسَةِ الله؛ |
33: | كما أَنّي، أَنا نَفْسي، أُرْضي الجميعَ في كلِّ شيءٍ، غيرَ طالِبٍ ما هُوَ لِمَنْفَعتي الخاصَّةِ، بل ما هُوَ لِمَنْفعَةِ الكَثيرينَ، لكي يَخلُصوا.
|
|
الفصل : 11 |
1: | إِقتَدوا بي، كما أَنِّي، أَنا، أَقْتَدي بالمسيح.
=المرأة والحشمة في الاجتماعات الدينية
|
المرأة والحشمة في الاجتماعات الدينية |
2: | إِنِّي أَمْتَدِحُكم، أَيُّها الإِخوَة، لأَنَّكم في كلِّ شيءٍ تَذْكُروني، وتحفَظونَ التَّقاليدَ كما سلَّمْتُها إِلَيْكم. |
3: | بَيْدَ أَنِّي أُريدُ أَنْ تَعْلَموا أَنَّ رَأْسَ كلِّ رَجُلٍ هوَ المسيحِ؛ وأَنَّ رأُسَ المرأَةِ هوَ الرَّجُل؛ ورَأْسَ المسيحِ هوَ الله. |
4: | فكلُّ رَجُلٍ يُصَلّي أَو يتنبَّأُ ورَأْسُهُ مُغطًّى، يَشينُ رَأْسَه؛ |
5: | وكُلُّ امرأَةٍ تُصلّي أَو تَتنبَّأُ ورَأْسُها مَكْشوفٌ تَشينُ رَأْسَها، لأنَّها إِنَّما تكونُ كما لَوْ حُلِقَ شَعَرُها. |
6: | فإِنْ لَمْ تَتَغطَّ المرأَةُ، فَلْيُقَصَّ إِذنْ شَعَرُها! وإِنْ كانَ مِنَ العَيْبِ على المرأَةِ أَنْ يُقَصَّ شَعَرُها أَو يُحْلَقَ، فَلْتَتَغطَّ!
|
7: | أَمَّا الرَّجُلُ فلا يَنْبغي لَهُ أَنْ يُغطِّيَ رَأْسَهُ، لأَنَّهُ صورةُ اللهِ ومَجْدُه؛ أَمَّا المرأَةُ فهيَ مَجْدُ الرَّجُل. |
8: | لأَنَّهُ ليسَ الرَّجُلُ مِنَ المرأَةِ، بَلِ المرأَةُ مِنَ الرَّجُل؛ |
9: | وفي الواقعِ لم يُخلَقِ الرَّجُلُ لأَجْلِ المرأَةِ، بلِ المرأَةُ لأَجْلِ الرَّجُل. |
10: | لذلكَ يَنبغي للمرأةِ أَنْ يكونَ لها، على رَأْسِها، غِطاءٌ علامةُ الخُضوعِ، مِن أَجْلِ الملائكة. |
11: | بَيْدَ أَنَّ المرأَةَ لَيْسَتْ مِن دُونِ الرَّجلِ، ولا الرَّجلَ مِن دونِ المرأَةِ، في الرَّبّ؛ |
12: | فكما أَنَّ المرأَةَ هيَ مِنَ الرَّجُلِ، كذلِكَ الرَّجلُ هوَ أَيْضًا بالمرأَة؛ وكلُّ شيءٍ مِنَ الله.
|
13: | أُحْكُموا أَنْتم أَنْفُسُكم، أَيَليقُ أَنْ تُصلِّيَ امرأَةٌ الى اللهِ، ورَأْسُها مَكْشوف؟ |
14: | أَما تُعلِّمُكمُ الطبيعةُ نَفْسُها أَنَّه عارٌ على الرَّجُلِ أَنْ يُربِّيَ شَعَرَ رَأْسِهِ |
15: | وأَنَّهُ مَجْدٌ لِلمرأَةِ أَنْ تُربِّيَ شَعَرَ رأسِها؟ لأَنَّ الشَّعَرَ قَدْ وُهِبَ لَها بمَثابَةِ بُرْقُع. |
16: | وَمَعَ ذلكَ، فإِنْ أَرادَ أَحدٌ أَنْ يُماريَ فلَيْسَ لنا نحنُ عادةٌ كهذِه، ولا لكنائسِ الله.
|
الاحترام الواجب نحو القربان المقدس |
17: | ثمَّ أَقولُ لكم أَمْرًا، لا أَمْتدِحُكم عليه؛ هو أَنَّكم تَجتَمعون لا لِما هُوَ لفائدَتِكم، بل لِما هُو لِضَررِكم. |
18: | فلَقد بَلغَني أَوَّلاً، أنّكم، متى اجْتَمَعْتُم مَعًا، تَحْدُثُ في ما بَيْنَكم شِقاقات؛ وأَنا أُصدِّقُ شيئًا مِن ذلك؛ |
19: | إِذْ لا بُدَّ حتَّى مِنَ البِدَعِ في ما بَيْنَكم، ليَظْهَرَ فيكمُ المُخْتَبَرُون. |
20: | فعِنْدَما تَجْتمعونَ إِذنْ، في المكانِ الواحِدِ، لَيْسَ اجْتماعُكُم لأَكْلِ عَشاءِ الرَّبّ. |
21: | فإنَّ كُلَّ واحدٍ يَبتَدِرُ الى تَناوُلِ عَشائِهِ الخاصِّ، فيَجوعُ الواحدُ فيما الآخَرُ يَسْكَر! |
22: | أَفَلَيْسَ لكم بُيوتٌ للأَكْلِ والشُّرب! أَمْ تَزْدَرونَ كَنيسةَ اللهِ، وتُخْزُونَ الذينَ لا شَيءٍ لَهُم؟ فماذا أَقولُ لكم؟ أَأَمْدَحُكُم؟ لا، لَستُ أَمْدحُكُم في هذا.
|
23: | فإِنِّي قد تَسَلَّمْتُ منَ الرَّبِّ، ما سلَّمْتُهُ أَيضًا إِليكم: أَنَّ الرَّبَّ يَسوعَ، في اللَّيلةِ التي أُسْلِمَ فيها، أَخذَ خُبْزًا، |
24: | وشكَرَ، وكَسَرَهُ وقال: "هذا هو جَسَدي الذي هوَ لأَجْلِكُم؛ اصْنعوا هذا لِذِكْري". |
25: | وكذلكَ الكَأْسَ، مِنْ بَعْدِ العَشاءَ، قائلاً: "هذهِ الكَأْسُ هِيَ العَهْدُ الجديدُ بِدَمي. إِصنَعوا هذا، كلَّما شرِبْتُمْ، لِذِكْري". |
26: | فإِنَّكم كُلَّما أَكَلْتُم هذا الخُبْزَ وشرِبْتُم هذِهِ الكَأْسَ، تُخْبِرونَ بموتِ الرَّبِّ، الى أَنْ يَجيء. |
27: | ومِن ثَمَّ، فأَيُّ إِنسانٍ يَأْكُلُ خُبْزَ الرَّبِّ أَو يَشرَبُ كأْسَهُ بلا اسْتِحْقاقٍ، يكونُ مُجْرِمًا الى جَسَدِ الرَبِ ودَمِه.
|
28: | فَلْيَخْتَبِرِ الإِنسانُ إِذنْ نَفْسَهُ، وعِندئذٍ فَقَط، فَلْيَأْكُلْ مِنَ الخُبزِ ويَشْرَبْ مِنَ الكَأس؛ |
29: | لأَنَّ مَنْ يَأكُلُ ويَشْرَبُ بلا اسْتِحْقاقٍ، إِنَّما يَأْكُلُ ويَشْرَبُ دَينونةً لِنَفْسِهِ، إِذْ لَمْ يُميِّزْ جَسَدَ الرَّبّ. |
30: | مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كثيرونَ فيكم مَرْضى وسُقَماءُ، وكثيرونَ قد رَقَدُوا؛ |
31: | فلو كُنَّا نَخْتبِرُ أَنْفُسَنا لَما كُنَّا نُدان؛ |
32: | وإِذا دانَنا الرَّبُّ فلِكَيْ يؤَدِّبَنا، لئلاَّ يُقْضى عَلَيْنا مَعَ العالَم.
|
33: | وإِذَنْ، يا إِخْوتي، متى اجْتَمَعْتُم لِتَأْكلوا، فَلْيَنْتَظِرْ بَعْضُكم بَعْضًا. |
34: | وإِنْ جاعَ أَحَدٌ فَلْيأْكُلْ في البيتِ، لئلاَّ يَكونَ اجتِماعُكم لِلدَّيْنونَة. وأَمَّا ما بَقِيَ فسأُرتِّبُهُ متى قَدِمت.
|
|
الفصل : 12 |
المواهب الروحية: مصدرها واحد وغايتها واحدة
1: | أَمَّا مِن جِهَةِ ((المَواهبِ)) الرُّوحيَّةِ، فلا أُريدُ، أَيُّها الإِخوة، أَنْ تكونوا على جَهْل. |
2: | أَنْتم تَعلمونَ أَنَّكم. لمَّا كُنْتُم وثنِيِّينَ، كُنْتُم تَنْجَرُّونَ الى الأَوْثانِ البُكْمِ كما كُنتم تُقادون. |
3: | فلذلكَ أُعْلِنُ لكم: أَنَّهُ ما مِنْ أَحَدٍ يَنْطِقُ بروحِ اللهِ، ويقول: "يسوعُ مُبْسَلٌ"؛ ولا أَحدَ يستطيعُ أَنْ يقول: "يسوعُ ربٌّ" إِلاَّ بالرُّوحِ القُدُس.
|
4: | لا جَرَمَ أَنَّ المواهبَ على أَنْواعٍ، إِلاَّ أَنَّ الرُّوحَ واحد؛ |
5: | وأَنَّ الخِدَم على أَنْواعٍ، إِلاَّ أَنَّ الرَّبَّ واحد؛ |
6: | وأَنَّ الأَعْمالَ على أَنواعٍ، إِلاَّ أَنَّ اللهَ واحد، وهو يَعْمَلُ كلَّ شيءٍ في الجميع. |
7: | وكلُّ واحدٍ إِنَّما يُعْطى إِظْهارَ الرُّوحِ للمَنْفَعَةِ ((العامَّة)). |
8: | فالواحدُ يُعْطى، من قِبَلِ الرُّوحِ، كلامَ حِكْمة؛ والآخَرُ كلامَ عِلْمٍ، بحسَبِ الرُّوحِ عَيْنِه؛ |
9: | والآخَرُ الإِيمانَ، بذلكَ الرُّوحِ عَيْنِه؛ والآخَرُ مَوْهِبةَ الشِّفاءَ، بالرُّوحِ الواحِدِ ((عَيْنِه))؛ |
10: | وآخَرُ إجْراءَ العَجائب؛ وآخَرُ النُبُوّة؛ وآخَرُ تمييزَ الأرْواح؛ وآخَرُ أنواعَ الألسِنَة؛ وآخَرُ تَرْجَمَةَ الأَلْسِنَة. |
11: | وهذِهِ كلُّها يَفْعَلُها الرُّوحُ الواحدُ بعَينِه، مُوزِّعًا، كَيْفَ شاءَ، على كلِّ واحدٍ خصوصًا.
|
وجه الشبه بين الكنيسة والجسد |
12: | فكما أَنَّ الجَسَدَ واحدٌ، ولَهُ أَعضاءٌ كثيرةٌ، وأَنَّ جميعَ أَعْضاءِ الجَسَدِ، مَعَ كَوْنِها كثيرةً، هي جَسَدٌ واحدٌ، كذلكَ المسيحُ أَيضًا. |
13: | فإِنَّا جميعًا قَدِ اعْتمَدْنا بروحٍ واحدٍ لجَسَدٍ واحدٍ، يهوداً كُنَّا أَمْ يونانيِّينَ، عَبيدًا أَمْ أَحْرارًا، وسُقِينا جميعًا من روحٍ واحد.
|
14: | وفي الواقعِ، ليسَ الجسدُ عُضْوًا واحدًا، بل أَعضاءٌ كثيرة. |
15: | فإِنْ قالتِ الرِّجْل: "لأَنّي لَسْتُ يَدًا، لَسْتُ مِنَ الجَسَدِ"، أَفلا تكونُ لذلِكَ مِنَ الجَسَد؟ |
16: | وإِنْ قالتِ الأُذُن: "لأَنِّي لستُ عَيْنًا، لَسْتُ مِنَ الجسَدِ"، أَفلا تكونُ لذلكَ منَ الجَسَد؟ |
17: | فلو كانَ الجَسَدُ كُلُّهُ عَيْنًا، فأَينَ كانَ السَّمْع؟ ولو كانَ كُلُّهُ سَمْعًا، فأَيْنَ كانَ الشَّمّ؟ |
18: | والحالُ أَنَّ اللهَ قد وَضَعَ الأَعْضاءَ، كُلاًّ منها في الجَسَدِ، كيفَ شاء. |
19: | فلو كانَتْ كلُّها عُضْوًا واحدًا، فأَينَ الجَسَد؟ |
20: | والحالُ أَنَّ الأَعضاءَ كثيرةٌ، والجَسَدَ، مَعَ ذلكَ، واحد. |
21: | فلا تَستطيعُ العينُ، إِذَنْ، أَنْ تقولَ لِليد: "لا حاجةَ لي إِليكِ"، ولا الرَّأْسُ لِلرِّجْلَيْن: "لا حاجةَ لي إِليكُما".
|
22: | بل بالحَريِّ، إِنَّ ما يَظهرُ الأَضْعفَ مِنْ أَعْضاءَ الجَسَدِ، لَهُوَ الأَشَدُّ ضَرورةً؛ |
23: | وما نَحْسَبُهُ الأَحْقَرَ مِن ((أَعْضاءَ)) الجَسَدِ، فهوَ ما نَشْمَلُهُ بأَعْظَمِ الكرامَة؛ وما يَقْبُحُ مِنَّا فهوَ ما نحوِّطُهُ بأَوْفَرِ الحِشْمَة؛ |
24: | وأَمَّا ما يَجْمُلُ مِنَّا فلا يَحْتاجُ الى ذلك. فإِنَّ اللهَ قد نَظَّمَ الجَسَدَ بِحَيْثُ يُنيلُ ما تَنقُصُهُ ((الكرامَة))، كرامَةً أَوْفَر، |
25: | لئلاَّ يكونَ شِقاقٌ في الجَسَدِ، بل يَكونَ للأعضاءَ اهْتِمامٌ واحدٌ بَعضُها بِبَعض: |
26: | فإِنْ تأَلَّمَ عُضْوٌ تأَلَّمَ مَعَهُ سائِرُ الأَعْضاء؛ وإِنْ أُكرِمَ عُضْوٌ فَرحَ مَعَهُ سائِرُ الأَعْضاء.
|
27: | فأَنْتُم جَسَدُ المَسيحِ، وأَعْضاءٌ، كُلٌّ بِمِقْدار. |
28: | فَلَقدْ وَضَعِ اللهُ البَعضَ في الكنيسة: أَوَّلاً رُسُلاً، وثانيًا أنْبياءَ، وثالِثًا مُعَلِّمين...؛ ثُمَّ ((مَنْ أُوتوا مَوهبةَ)) العَجائِب، فَمواهِبَ الشِّفاءَ، فالإِعانَةِ، فالتَّدْبيرِ، فأَنواعِ الأَلْسِنَة. |
29: | أَيكونُ الجَميعُ رُسُلاً؟ والجَميعُ أَنْبياءَ؟ والجَميعُ مُعلِّمينَ؟ والجَميعُ صانِعي عجائب؟ |
30: | أَتَكونُ للجميعِ مواهِبُ الشِّفاء؟ والجَميعُ يَنْطِقونَ بأَلسِنَة؟ والجَميعُ يُتَرْجِمون؟
|
المحبة فوق جميع المواهب |
31: | تُوقُوا، مَعَ ذلكَ، الى المَواهِب العُظْمى؛ وأَنا أُريكُمُ الطّريقَ المُثْلى.
|
|
الفصل : 13 |
1: | لو كُنْتُ أَنْطِقُ بأَلْسِنَةِ النَّاسِ والملائِكَةِ، ولَمْ تكُنْ فيَّ المَحبَّةُ، فإِنَّما أَنا نُحاسٌ يَطِنُّ، أَوْ صَنْجٌ يَرِنّ. |
2: | ولو كانَت ليَ النُبوَّةُ، كنتُ أَعْلَمُ جميعَ الأَسْرَارِ والعِلْمَ كلَّهُ، ولو كانَ ليَ الإِيمانُ كُلُّهُ حتَّى لأَنْقُلُ الجِبالَ، ولم تكُنْ فيَّ المحبَّةُ، فلَسْتُ بِشَيء. |
3: | ولو بَذَلْتُ جميعَ أَمْوالي ((إِحْسانًا))، ولو أَسْلَمْتُ جَسَدي لأُحْرَقَ، ولم تكُنْ فيَّ المحبَّةُ، فلا أَنتفِعُ شيئًا.
|
4: | المحبَّةُ تتأَنَّى وتَرْفُق؛ المحبَّةُ لا تَحْسُد؛ المحبَّةُ لا تَتباهى، ولا تَنْتَفِخ؛ |
5: | لا تَأتي قَباحَةً، ولا تطْلُبُ ما لِنَفْسِها؛ لا تحتَدُّ، ولا تظنُّ السُّوء؛ |
6: | لا تَفرحُ بالظُّلمِ بل تَفرَحُ بالحَقّ؛ |
7: | تَتَغاضى عَن كُلِّ شيء، وتُصَدِّقُ كلَّ شيءٍ، وترْجو كُلَّ شيءٍ، وتَصْبِرُ على كلِّ شيء.
|
8: | المحبَّةُ لا تَسْقُطُ أَبدًا. أَمَّا النُّبوَّاتُ فَستُبْطَل؛ والأَلْسِنَةُ تَزول؛ والعِلْمُ يَضمَحِلّ. |
9: | فإِنَّ عِلْمَنا ناقِصٌ، ونُبوَّتَنا ناقِصَة. |
10: | فمتى جاءَ الكامِلُ أُبْطِلَ النَّاقِص. |
11: | لمَّا كُنْتُ طِفْلاً، كُنتُ أَنْطِقُ كَطِفْلٍ، وأَعْقِلُ كَطِفْلٍ، وأُفَكِّرُ كَطِفل؛ فلمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبطَلتُ ما هُوَ للطِّفل. |
12: | الآنَ نَنْظُرُ في مِرآةٍ، في إِبْهام؛ أَمّا حِينئذٍ فَوَجْهًا الى وَجْه. الآنَ أَعلَمُ عِلمًا ناقِصًا؛ أَمَّا حينئذٍ فسأَعْلَمُ كما عُلِمْتُ. |
13: | الآنَ يثبُتُ الإِيمانُ والرَّجاءُ والمَحبَّةُ، هذِهِ الثَّلاثَة؛ لكنَّ أَعْظَمَهُنَّ المَحبَّة.
|
|
الفصل : 14 |
مقابلة بين النبوة وموهبة الالسنة من حيث المنفعة العامة
1: | اطْلُبوا المحبَّة. ولكِنِ ارْغَبوا أَيضًا في المواهبِ الرُّوحيَّةِ، ولا سِيَّما في النُّبُوَّة؛ |
2: | فإِنَّ الذي يَنطِقُ بِلِسانٍ لا يُكلِّمُ النَّاسَ بَلِ الله، إِذْ ما مِنْ أَحدٍ يَفْهَمُهُ، بل في الرُّوحِ يَنْطِقُ بأَسْرار. |
3: | أَمَّا الذي يَتَنَبَّأُ فيُكلِّمُ النَّاسَ كلامَ بُنيانٍ ومَوعِظةٍ وتَعزِيَة. |
4: | النَّاطِقُ بِلسانٍ إِنَّما يَبْني نَفْسَهُ، أَمَّا المُتَنَبئ فَيَبْني الكنيسَة. |
5: | أَوَدُّ لكم جَميعًا أَنْ تَنطِقوا بأَلْسِنَةٍ، بَيدَ أَنِّي أُوثِرُ أَنْ تَتَنبَّأُوا، لأَنَّ الذي يَتنبَّأُ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَنطِقُ بأَلْسِنةٍ، ما لم يُتَرْجِمْ فَتنالَ الكنيسةُ بُنْيانًا.
|
6: | فالآنَ، أَيُّها الإخْوة، إِنْ أَتَيتُكم وأَنا أَنطِقُ بأَلْسِنةٍ، فماذا أَنفَعُكم إِذا لم أُكلِّمْكَمُ بوَحيٍ، أَو بِعِلْمِ، أَو بِنُبُوَّةٍ، أَو بِتَعليم؟ |
7: | إِنَّ الجَماداتِ المُصَوِّتَةَ أَنفُسَها، مِزْمارًا كانَتْ أَم كِنّارةً، إِنْ لم تُبْدِ فَرْقًا بينَ أَصْواتِها، فكيفَ يُعرَفُ ما زُمِّرَ، أَو ما عُزِفَ بِه؟ |
8: | وإِنْ أَبدى البوقُ صَوتًا مُشَوَّشًا فمَنْ يَستَعِدُّ لِلقتال؟ |
9: | فكذلكَ أَنتُم: إِنْ لم تُبدوا باللِسانِ كلامًا بَيِّنًا، فكيفَ يُفْهَمُ ما تَقولون؟ إِنَّ كلامَكم لَفي الهَواء |
10: | كثيرَةٌ هِيَ الأَصْواتُ في العالَمِ، ولا شيءٍ بلا صَوت؛ |
11: | ولكِنْ، إِنْ كُنتُ لا أَفْقَهُ مَعنى الصَّوتِ أكَونُ عِندَ النَّاطِقِ بهِ أَعْجَميًّا، ويكونُ النَّاطِقُ بهِ أَعْجَميًّا عِنْدي. |
12: | فأَنتُمِ إِذَنْ أَيضًا، بما أَنَّكم راغِبونَ في المَواهب الرُّوحيَّةِ، ابْتَغوا أَنْ تَفيض فيكم لبُنْيانِ الكنيسة.
|
13: | فلذلكَ، مَنْ يَنْطِقْ بِلسانٍ فَلْيُصلِّ ((لِيَستطيعَ)) أَنْ يُتَرْجِم. |
14: | لأَنِّي إِنْ كُنتُ أُصَلّي بلِسانٍ فروحي يُصلّي، أَمَّا عَقْلي فَهُوَ بلا ثَمَر. |
15: | فما العملُ إِذَنْ؟ إِنّي أُصلّي بالرُّوحِ، ولكِنْ، أُصَلِّي بالعَقْلِ أَيضًا؛ أُرَنِّمُ بالرُّوحِ، ولكِنْ، أُرَنِّمُ بالعَقْلِ أَيضًا. |
16: | وإِلاَّ، فإِنْ بارَكْتَ بالرُّوحِ فَقط، فالذي يَقومُ مَقامَ الأُمِّي كيفَ يَقولُ: "آمين!" إِذا ما شَكَرْتَ، وهُوَ لا يَعرِفُ ماذا تَقول! |
17: | لا جَرَمَ أَنَّ شُكْرَكَ حسَنٌ، ولكِنَّ الآخَرَ لا يُبْنى. |
18: | أَشْكُرُ للهِ أَنِّي أنطِقُ بِالأَلْسِنةِ أَكَثرَ مِنكم جَميعًا، |
19: | بَيدَ أَنِّي أُوثِرُ أَنْ أَقولَ، في الجَماعَةِ، خَمْسَ كلماتٍ بِعَقْلي أُعَلِّمُ بها الآخَرَينَ، على أَنْ أَقولَ عَشَرَةَ آلافِ كلمةٍ بِلسانٍ.
|
20: | أَيُّها الإِخوة، لا تكونوا أَطْفالاً في أَحكامِكم؛ كونوا، في الشَّرِّ، أَطْفالاً، أَمَّا في أَحكامِكُم، فكونوا بالِغين. |
21: | لقَدْ كُتِبَ في النَّاموس: "إِنّي بأَلْسِنَةٍ أُخرى، وشِفاهٍ أُخرى، سأُكلِّمُ هذا الشَّعبَ، ومَعَ ذلكَ لا يَسمعونَ لي، يَقولُ الرَّبّ". |
22: | فالأَلْسِنَةُ إِذَنْ آيَةٌ لا لِلمُؤْمِنينَ، بَل لِغَيرِ المؤْمِنين؛ أَمَّا النُّبُوَّةُ فَلَيسَتْ لِغَيرِ المُؤْمِنينَ، بل لِلمُؤْمِنينَ. |
23: | فإِنِ اجْتَمَعَتِ الكنيسةُ كُلُّها مَعًا، وكانَ الجَميعُ ينطِقونَ بأَلْسِنَةٍ، فَدَخَلَ أُمِّيُّونَ أَو غَيرُ مُؤْمِنينَ أَفما يَقولونَ إِنَّكم قَدْ جُنِنْتُم؟ |
24: | وأَمَّا إِذا كانَ الجميعُ يَتَنبَّأُونَ فَدَخلَ غَيرُ مُؤْمِنٍ أَوْ أُمِّيٌّ، فإِنَّ الجَميعَ يَحُجُّونَهُ، والجَميعَ يَحْكُمونَ عَليه، |
25: | وتَنكَشِفُ خفايا قلبِهِ، فَيَخِرُّ عِندَئذٍ على وجهِهِ، ويَسجُدُ للهِ، مُعلِنًا أَنَّ اللهَ بالحَقيقةِ في ما بَينكم.
|
قواعد عملية |
26: | فماذا إِذَنْ ((نَستنتجُ))، أَيُّها الإِخوَة؟ إِنَّكم مَتى اجْتَمَعتُم، وكانَ لهذا أو ذاكَ مزْمورٌ، أو تَعليمٌ، أَو وَحْيٌ أو كلامٌ بِلسانٍ، أَو تَرْجَمةٌ، فَلْيَجْرِ كُلُّ شيءٍ لِلْبُنْيان. |
27: | وإِنْ كانَ مَن يَنطِقُ بِلسانٍ، فَلْيَكُنْ مِن قِبَلِ اثْنَيْنِ أَو ثلاثةٍ في الأَكثَرِ، وعلى التَّناوُب؛ وَلْيَكُنْ مَن يُتَرْجِم. |
28: | وإِنْ لَم يكُنْ مِن مُتَرْجِمٍ فَلْيَصْمُتْ في الجَماعَة؛ وَلْيَتَحَدَّثْ مَعَ نَفْسِهِ ومعَ الله. |
29: | أَمَّا الأَنْبياءُ، فَلْيَتَكَلَّمْ مِنهمُ اثْنانِ أَو ثلاثةٌ، وَلْيَحْكُمِ الآخَرَون. |
30: | وإِنْ أُوحيَ الى آخَرَ مِنَ الجالِسينَ، فَلْيَصْمُتِ الأَوَّل. |
31: | إِنَّكُم تَستطيعونَ جميعُكُم أَنْ تَتَنبَّأُوا، واحدًا فَواحدًا، لكي يَتَعلَّمَ الجَميعُ، ويوعَظَ الجَميع؛ |
32: | فإِنَّ أَرْواحَ الأَنْبياءَ خاضعةٌ للأَنْبياء، |
33: | لأَنَّ اللهَ ليسَ ((إِلهَ)) تَشويشٍ بل ((إِلهُ)) سَلام.
كما في جميعِ كنائسِ القدِّيسينَ، |
34: | فَلْتَصْمُتِ النِساءُ في الجماعات؛ فإِنَّهُ غيرُ مُباح لَهُنَّ أَنْ يتكلَّمْنَ؛ بَل علَيْهِنَّ أَنْ يَخضَعْنَ، على حَسبِ ما يَقولُهُ النًّاموسُ أَيضًا. |
35: | فإِنْ شِئْنَ أَنْ يَتعلَّمْنَ شيئًا فَلْيَسأَلْنَ رجالَهُنَّ في البيتِ، إِذ لا يَليقُ بالمرأَةِ أَن تتكلَّمَ في الجماعة. |
36: | أَلَعلَّها مِنْكُم صَدَرَتْ كَلِمَةُ الله؟ أَو إِليكُم وَحدَكم قَدِ انْتَهت؟ |
37: | إِنْ كانَ أَحدٌ يَحسَبُ نَفسَهُ نبيًّا أَو روحيًّا، فَلْيعلَمْ أَنَّ ما أكَتُبُهُ إِليكم، إِنَّما هُوَ وَصيَّةٌ مِنَ الربّ؛ |
38: | وإِنْ جَهِلَ أَحدٌ ذلكَ فإِنَّهُ سيُجْهَل. |
39: | فمِنْ ثَمَّ، أَيُّها الإِخوة، ارْغَبوا في أَن تَتَنبَّأوا، ولا تَمنَعوا التَّكلُّمَ بأَلسِنة؛ |
40: | ولكِنْ، لِيَجْرِ كلُّ شيءٍ على وَجْهٍ لائقٍ وفي نِظام.
|
|
الفصل : 15 |
قيامة الاموات: حقيقتها
1: | أُذَكِّرُكُم، أَيُّها الإِخوَةُ، الإِنجيلَ الذي بشَّرْتُكم بِهِ وقَبلْتُموهُ، وأَنتُم ثابتونَ فيهِ، |
2: | وبهِ تُخَلَّصونَ إِنْ حافَظتُم عليهِ كما بَشَّرتُكمَ بِه... ما لم يَكُنْ إِيمانُكم باطِلاً. |
3: | فإِنّي قد سَلَّمتُ إِليكم أَوَّلاً، ما قَد تَسلَّمتُ أَنا نَفسي: أَنَّ المسيحَ قد ماتَ مِن أَجلِ خَطايانا، على ما في الكُتُب؛ |
4: | وأَنَّهُ قُبِرَ، وأَنَّهُ قامَ في اليَومِ الثالثِ على ما في الكُتب؛ |
5: | وأَنَّهُ تَراءى لِكِيفا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ؛ |
6: | ثُمَّ تراءَى لأَكثرَ من خمسِ مئةِ أَخٍ معًا- أَكثرُهُمْ باقٍ حتَّى الآنَ وبَعْضهم رَقَدوا؛- |
7: | ثُمَّ تراءَىَ لِيَعْقوبَ، ثمَّ لجميعِ الرُّسُل. |
8: | وآخِرَ الكُلِّ، تراءَى لي أَنا أَيْضًا، كأَنَّما للسِّقْط.
|
9: | أَجَلْ، إِنِّي لأَصْغَرُ الرُّسُل؛ بَل لَستُ أَهْلاً لأَن أُدْعى رسولاً، بِما أَنِّي اضطهَدْتُ كَنيسةَ الله. |
10: | إِنَّما بِنِعْمةِ اللهِ قد صِرتُ ما أَنا عَلَيه؛ ونِعمتُهُ التي أُوتيتُها لم تكُنْ باطلة؛ لا، بل تَعِبْتُ أَكَثرَ مِنْهم جميعًا؛ ولكِنْ، لا أَنا بل نِعْمَةُ اللهِ التي مَعي. |
11: | فَسوَاءٌ كُنْتُ أَنا أَمْ أولئِكَ؛ فهكذا نَكْرِزُ، وهكذا آمنتُم.
|
12: | فإنْ كانَ يُكرَزُ بالمسيحِ أَنَّهُ قَد قامَ مِن بَينِ الأَمواتِ، فكيفَ يقولُ قَومٌ بَينَكم بِعَدَمِ قيامَةِ الأَمواتِ؟ |
13: | فإِنْ لم تَكُنْ قيامةُ أَمْواتٍ، فالمسيحُ إِذَنْ لم يَقُم؛ |
14: | وإِنْ كانَ المسيحُ لم يَقُمْ، فكِرازتُنا إِذَنْ باطِلَةٌ، وإِيمانُكم أَيضًا باطل. |
15: | بَلْ أَضْحَينا شُهودَ زُورٍ للهِ، لأَنَّا شَهِدنا على اللهِ، بأَنَّهُ أَقامَ المسيحَ، وهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِن كانَ الأَمواتُ حقًّا لا يقومون. |
16: | فإِنْ كان الأَمواتُ لا يقومونَ فالمسيحُ أَيضًا لم يَقُمْ، |
17: | وإِن كانَ المسيحُ لم يَقُمْ، فإِيمانُكُم باطِلٌ، وأَنتُم بَعدُ في خطاياكم؛ |
18: | ومِن ثَمَّ، فالذينَ رَقَدوا في المسيحِ أَيضًا قد هَلَكوا. |
19: | إِنْ كانَ رجاؤُنا في المسيحِ، في هذهِ الحياةِ فَقَط، فنَحنُ أَشْقى الناسِ أَجمعين.
|
20: | ولكِنْ، لا، فإِنَّ المسيحَ قد قامَ مِنْ بَينِ الأَمواتِ، باكورةً للرَّاقِدين. |
21: | لأَنَّهُ، بِما أَنَّ الموتَ ((كانَ)) بإِنسانٍ، فبإِنسانٍ أَيضًا قيامةُ الأَموات. |
22: | فكَما أَنَّهُ في آدَمَ يَموتُ الجميعُ، كذلكَ أَيضًا في المسيح سَيُحْيا الجميع. |
23: | ولكِنْ، كلُّ واحِدٍ في رُتْبتِه: المسيحُ، على أَنَّهُ باكورة؛ ثُمَّ الذينَ للمَسيحِ عنْدَ مَجيئه. |
24: | ثُمَّ المُنْتَهى! متى سَلَّمَ المُلْكَ للهِ الآبِ، بعدَ ما يكونُ قد أَبْطَلَ كُلَّ رِئاسَةٍ، وكُلَّ سُلطانٍ، وكلَّ قُدْرَةٍ ((مُضادَّة)). |
25: | لأَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَملِكَ "إِلى أَنْ يَضَعَ جَميعَ أَعدائِهِ تحتَ قَدَمَيْه". |
26: | وآخِرُ عَدُوٍّ يُلاشى هُوَ المَوت. |
27: | فإِنَّ اللهَ "أَخْضعَ كلَّ شَيءٍ تَحتَ قَدَمَيه". وفي قولِه: إِنَّ "كلَّ شَيءٍ" قَد أُخْضِعَِ، فمِنَ الواضِحِ أنَّهُ يَسْتَثْني الذي أَخضَعَ لَهُ كلَّ شيء؛ |
28: | ومتى أَخضَعَ لَهُ كلَّ شيءٍ، فحينئذٍ يُخضِعُ الابنُ نَفْسَهُ للذي أَخضَعَ لَهُ كلَّ شيءٍ، ليكونَ اللهُ كُلاًّ في الكُلّ.
|
29: | وإِلاَّ، فماذا يَفْعَلُ الذينَ يَعْتَمِدونَ لأجل الأَموات؟ فإِن كانَ الأَمواتُ لا يَقومونَ البَتَّةَ فَلِمَ يَعْتمِدونَ لأَجلِهم؟ |
30: | ونَحنُ أَيضًا، لِمَ نُخاطِرُ، كلَّ ساعةٍ، بأنفُسِنا؟ |
31: | أُقسِمُ، أَيُّها الإِخْوَةِ، بالفَخْرِ الذي لي بكُم في المَسيحِ يسوعَ ربِّنا، إِنّي أَموتُ كُلَّ يَوم. |
32: | وإِنْ كُنْتُ لأَغراضٍ بَشَرِيَّةٍ، قد حارَبتُ الوُحوشَ في أَفَسُسَ، فأيُّ نَفعٍ يعودُ عليَّ؟ إِنْ كانَ الأَمْواتُ لا يَقومونَ "فَلْنَأْكُلْ ونَشْرَبْ، فَإِنَّا غَدًا نَموت!". |
33: | لا تَغْتَرُّوا: "إِنَّ العِشَرَ الرَّديئَةَ تُفْسِدُ الأَخلاقَ السَّليمَة". |
34: | اسْتَفيقوا بجِدٍّ، ولا تَخْطأُوا بَعد؛ فإِنَّ قومًا مِنكُم لا يَزالونَ على جَهْلِهِم لله! أَقولُ ذلك لإِخجالِكُم.
|
كيفية القيامة |
35: | ولكِنْ، قد يقولُ قائِل: "كيفَ يقومُ الأموات؟ وبأَيِّ جَسَدٍ يَرْجِعون؟"- |
36: | يا جاهل! إِنَّ ما تَزْرَعُهُ، أَنتَ، لا يَحيا إلاَّ إذا مات. |
37: | وما تَزْرَعُهُ لَيْسَ هُوَ الجِسْمَ الذي سَيَكونُ، بَل مُجَرَّدُ حَبَّةٍ مِنَ الحِنطَةِ، مَثلاً، أَو غَيرِها مِنَ البُزور. |
38: | إِلاَّ أَنَّ اللهَ يُؤْتيها جِسْمًا على ما يُريدُ، لِكُلٍّ مِنَ البُزورِ جِسْمَهُ المُخْتَصَّ بِهِ.
|
39: | كلُّ الأَجْسادِ لَيسَتْ واحِدَة؛ بل لِلنَّاسِ جَسَدٌ، ولِلبهائِمِ جَسَدٌ آخَرُ، ولِلطُّيورِ جَسَدٌ آخَرُ، ولِلأَسْماكِ آخَر. |
40: | والأَجسامُ أَيضًا أَجسامٌ سماويَّةٌ وأَجسامٌ أَرضيَّة: بَيدَ أَنَّ بَهاءَ السَّماويَّةِ مِنها، نَوعٌ، وبَهاءَ الأَرْضيَّةِ نَوعٌ آخَرُ؛ |
41: | وبَهاءَ الشَّمْسِ نَوعٌ، وبَهاءَ القَمرِ نوعٌ آخَرُ؛ وبَهاءَ النُّجومِ نَوعٌ آخَرُ؛ حتَّى إِنَّ نَجمًا يَمْتازُ عن نَجمٍ في البَهاء. |
42: | فهكذا قِيامَةُ الأَموات: يُزرَعُ ((الجَسدُ)) بفَسادٍ ويَقومُ بلا فَساد؛ |
43: | يُزرَعُ بهَوانٍ ويَقومُ بمَجْد؛ يُزرَعُ بضُعفٍ ويَقومُ بقُوَّة؛ |
44: | يُزرَعُ جَسدٌ حَيوانيٌّ ويَقومُ جسدٌ روحانيّ.
بما أَنَّهُ يُوجَدُ جَسَدٌ حَيوانيٌّ، فإِنَّهُ يوجدُ جَسدٌ روحانيٌّ أَيْضًا، |
45: | على ما قَدْ كُتِب: "جُعِلَ الإِنسانُ الأَوَّلُ، آدَمُ، نَفْسًا حَيَّة"؛ وآدَمُ الآخِرُ روحًا مُحْيِيًا. |
46: | ولكِنْ، لم يَكُن الرُّوحانيُّ أَوَّلاً؛ بَلِ الحيوانيُّ، ثمَّ بَعْدَئذٍ الرُّوحانيّ. |
47: | أَلإِنسانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرض، منَ التُّراب؛ والإِنسانُ الثَّاني مِنَ السَّماء. |
48: | فَعَلى مثالِ التُّرابيِّ يكونُ التُّرابيُّون؛ وعلى مِثالِ السَّماويِّ يكونُ السَّماويُّون. |
49: | وكما لَبِسْنا صورةَ التُّرابيِّ فَلْنَلبَسْ أَيضًا صُورةَ السَّماويِّ.
|
50: | بَيدَ أَنّي أُؤَكِّدُ، أَيُّها الإِخْوة، أَنَّ اللَحمَ والدَّمَ لا يَستطيعانِ أَن يَرثا مَلكوتَ اللهِ، ولا الفَسادَ أَنْ يَرِثَ عَدَمَ الفساد. |
51: | وها إِنّي أكشفُ لكم سِرًّا: لَنْ نَرقُدَ كُلُّنا؛ ولكِنْ، سنتحَوَّلُ كُلُّنا، |
52: | في لَحْظَةٍ، في طَرْفَةِ عينٍ، عِندَ البُوقِ الأخير؛ لأَنَّهُ سيُهْتَفُ بالبُوقِ، فيَنْهَضُ الأَمْواتُ بغيرِ فسادٍ، ونحنُ نَتحَوَّل. |
53: | إِذْ لا بُدَّ لهذا ((الجَسَد)) الفاسِدِ أَن يَلْبَسَ عَدَمَ الفسادِ، وَلِهذا ((الجَسَدِ)) المائتِ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ الموت.
|
نشيد الغلبة |
54: | ومتى لَبِسَ هذا ((الجَسَدُ))، الفاسِدُ عَدَمَ الفَسادِ، ولَبِسَ هذا ((الجَسدُ)) المائتُ عَدَمَ المَوتِ، فحينئذٍ يَتِمُّ القَولُ الذي كُتِب: "لَقدِ ابْتُلِعَ الموتُ في الغَلَبة. |
55: | أَيْنَ غَلَبتُكَ، أَيُّها الموت؟ أَينَ شَوكتُكَ أَيُّها الموت؟" |
56: | إِنَّ شَوكةَ المَوتِ هيَ الخَطيئة؛ وقُوَّةَ الخَطيئةِ هِيَ النَّاموس. |
57: | ولكِنِ الشُّكْرُ للهِ الذي يُؤْتينا الغَلَبةَ بِرَبِّنا يَسوعَ المَسيح!
|
58: | فكونوا إِذَنْ، أَيُّها الإِخوةُ الأَحبَّاء، راسخينَ غيرَ مُتَزَعْزِعين؛ مُسْتزيدينَ على الدَّوامِ في عَمَلِ الرَّبّ؛ عالِمينَ أَنَّ تَعبَكُم لَيسَ بِباطِلٍ في الرَّبّ.
|
|
الفصل : 16 |
ختام. توصيات وسلام
1: | وأمَّا من جِهَةِ جَمْعِ ((المَدَدِ)) لِلقِدِّيسينَ، فاسْلُكُوا، أَنتُم أَيضًا، على ما رَتَّبْتُ لكنائِسِ غَلاطِيَة. |
2: | ففي أَوَّلِ الأُسْبوعِ فَلْيَعْزِلْ كُلُّ واحدٍ مِنكم، عِندَهُ، ما تَهيَّأَ لَهُ أَنْ يَدَّخِر؛ لئلاَّ يكونَ الجَمعُ عِندَ قُدومي إليكم فَقَط. |
3: | ومتى حَضَرْتُ أُوَجّهُ برسائِلَ مَن تَستَحْسِنونَ، لِيَحْمِلوا إِحْسانَكم الى أُورشليم؛ |
4: | وإِنْ كانَ مِنَ الموافقِ أَنْ أَذْهَب، أَنا نَفْسي، فَسيَذهَبونَ مَعي.
|
5: | ولَسَوْفَ آتيكم بَعدَ اجْتيازي في مَقْدونيَة، فإِنّي سَأجْتازُ في مَقدونيةَ عابرَ سَبيل؛ |
6: | وأَمَّا عِندَكُم، فقَد أُقيمُ، وقد أَشتُو أَيضًا، حتَّى تُشَيِّعوني أَنتُم، الى حَيثُ أَتوجَّه. |
7: | فإِنّي لا أُريدُ أَنْ أَراكُمُ الآنَ كعابِرِ سَبيلٍ، بل أَرجو أَنْ أُقيمَ عِندكم مُدَّةً، إِنْ أَذِنَ الرَّبّ. |
8: | وإِنِّي مُقيمٌ في أَفَسُسَ الى يَومِ الخَمسينَ، |
9: | لأَنَّه قدِ انْفَتَحَ لي بابٌ عظيمٌ لِلْعملِ، والمُقاوِمونَ كثيرون.
|
10: | وإِذا ما قَدِمَ تيموثاوسُ اعْتَنوا بأَنْ يكونَ، في ما بَينَكم، على غَيرِ قَلَقٍ، لأَنَّهُ يَعْمَلُ مِثْلي عَمَلَ الرَّبّ؛ |
11: | فلا يَزْدَرِهِ إِذَنْ أَحدٌ. ثُمَّ شَيِّعوهُ بسلامٍ حتَّى يَأْتِيَني، لأَنّي في انْتِظارِهِ مَعَ الإِخْوَة.
|
12: | أَمَّا أَبُلُّسُ الأَخُ فَقد طَلَبْتُ إِلَيهِ في إِلْحاحٍ أَنْ يَأتِيَكم مَعَ الإِخْوَة؛ فلَم يُرِدِ البَتَّةَ أَنْ يَأْتيَ الآن؛ لكنَّهُ سيَأتي متى تَيَسَّرَ لَه.
|
13: | اسْهَروا، اثبُتوا في الإِيمانِ، كونوا رِجالاً، تَقَوَّوْا. |
14: | لِيَجْرِ كلُّ شيءٍ عندَكم في المحبَّة.
|
15: | ولي إِلَيكم وصيَّةٌ، أَيُّها الإِخوَة: إِنَّكم تَعْرِفونَ أَنَّ أَهْلَ بَيتِ اسْتفانا هُم باكورةُ أَخائِيَةَ، وأَنَّهم قد وَقَفوا أَنْفُسَهم على خِدْمَةِ القدِّيسين؛ |
16: | فانْقادوا، أَنتُم أَيضًا، لِمِثْلِ هؤُلاءِ الرِّجال، ولكُلِّ مَن يَعْمَلُ مَعَهم ويَتعَب. |
17: | وإِنّي لَسَعيدٌ بِزيارَة اسْتفانا وفُرْتُناتُسَ وأخائِكُسَ، لأَنَّهم قاموا بما لم تَسْتطيعوا بأًنْفُسِكم، |
18: | فأَراحوا رُوحي وروحَكم. فاقْدُروا إِذَنْ مِثلَ هؤُلاءِ الرِّجال!
|
19: | تُسَلِّمُ عليكم كنائِسُ آسِية؛ يُسَلِّمُ عليكم في الرَّبّ كثيرًا أَكيلا وبِرِسْكِلَّةُ مَعَ الكنيسةِ التي ((تَجتمعُ)) في بَيتِهما؛ |
20: | يُسَلِّمُ عَليكم جَميعُ الإِخْوَة. سَلِّموا بَعْضُكم على بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقدَّسة.
|
21: | السَّلامُ بِخَطِّ يَدي، أَنا بُولس.
|
22: | إِنْ كانَ أَحدٌ لا يُحبُّ الرَّبَّ فَلْيَكُنْ مُبْسَلاً! "مارانا ثا".
|
23: | نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسوعَ مَعَكُم!
|
24: | مَحبَّتي معَكم أَجْمعينَ في المَسيحِ يَسوع!
|