العنوان
1: | مِن بولسَ- الذي هُوَ رَسولٌ لا مِن قِبَلِ البَشرِ، ولا بإِنسانٍ، بل بيسوعَ المسيحِ واللهِ الآبِ، الذي أَنهضَهُ مِن ((بَينِ)) الأَموات- |
2: | ومِن جميعِ الإِخوةِ الذينَ مَعي، الى كنائسِ غَلاطية؛ |
3: | نِعمةٌ لكم وسَلامٌ منَ اللهِ الآب، ورَبّنا يَسوعَ المسيحِ، |
4: | الذي بَذلَ نَفسَهُ مِن أَجلِ خَطايانا، حتَّى يُنقِذَنا منَ الدَّهْرِ الحاضِرِ الشِّرِّيرِ، على حسَبِ مَشيئَةِ إِلهِنا وأَبينا، |
5: | الذي لَهُ المَجدُ الى دَهْرِ الدُّهور! آمين.
|
توبيخ شديد اللهجة |
6: | إِنّي لَمُتَعجِّبٌ مِن أَنَّكم تَتحوَّلونَ بمِثلِ هذهِ السُّرعةِ، عنِ الذي دعاكم بنِعْمةِ المسيحِ، ((وتَنْتَقِلونَ)) الى إِنجيلٍ آخَرَ؛ |
7: | لا أَنَّهُ يُوجَدُ ((إِنجيلٌ)) آخَرُ، إِنَّما هُناكَ أُناسٌ يُبَلْبِلونَكم، ويُريدونَ أَنْ يَقْلِبوا إِنجيلَ المسيح. |
8: | ولكِنْ، إِنْ بَشَّرَكم أَحدٌ، وإِنْ يكُنْ نحنُ أَنْفُسَنا، أَو ملاكًا مِنَ السَّماء، بإِنجيلٍ آخَرَ غيرِ الذي بشَّرْناكم بهِ، فَلْيَكُنْ مُبْسَلاً! |
9: | لَقد قُلْنا لكم مِن قَبلُ، وأَقولُ الآنَ أَيضًا: إِنْ بشَّرَكم أَحدٌ بخِلافِ ما تَلقَّيتم، فَلْيكُنْ مُبسَلاً!
|
الدفاع عن رسالته |
10: | أَفَلَعَلِّي أَسْتَعْطِفُ النَّاسَ الآنَ أَم ((أَسْتَعْطِفُ)) الله؟ أَمَرْضاةَ النَّاسِ أَبْغي؟ فلو كُنتُ بَعدُ أُرضي النَّاسَ لما كُنتُ عَبدًا للمسيح. |
11: | فإِنّي أُعلِنُ لكم، أَيُّها الإِخْوة، أَنَّ الإِنجيلَ الذي بُشِّرَ بهِ على يَدي، لَيسَ هوَ ((إِنْجيلَ)) بَشَر؛ |
12: | لأَنّي لم أَتَسَلَّمْهُ ولا تَعَلَّمْتُهُ مِن إِنسانٍ، بل بوَحْيِ يَسوعَ المَسيح. |
13: | لا جَرَمَ أَنَّكُم سَمِعتم بِسيرتي قَديمًا في مِلَّةِ اليهودِ، كَيفَ كُنتُ أَضطهِدُ بإِفراطٍ كنيسةَ اللهِ وأُدمِّرُها؛ |
14: | وكيفَ كنتُ أَفوقُ، في المِلَّةِ اليهوديَّةِ، كثيرينَ من أَتْرابي في أُمَّتي، إِذْ كنتُ أَغارُ بإِفْراطٍ على سُنَنِ آبائي.
2ً يبشر بدون اذن أحد
|
15: | فلمَّا ارتضى اللهُ- الذي فَرَزَني مِن جَوْفِ أُمِّي ودَعاني بِنِعْمتِه، |
16: | أَنْ يُعْلِنَ ابنَهُ فيَّ لأُبشِّرَ بهِ بَينَ الأُممِ، لِلْوَقتِ لم أُصْغِ الى اللَّحْمِ والدَّمِ، |
17: | ولا صَعِدتُ الى أُورشليمَ، الى الذينَ هُم رُسُلٌ قَبلي، بل سِرْتُ الى بِلادِ العَرَبِ، ثُمَّ رَجَعتُ الى دِمَشق. |
18: | وبعدَ ثلاثِ سَنواتٍ صَعِدتُ الى أُوَرشليمَ لأَزورَ كِيفا، وأَقَمتُ عِندَهُ خَمسةَ عشَرَ يومًا. |
19: | ولم أَرَ غيرَهُ منَ الرُّسُلِ سِوى يَعقوبَ أَخي الرَّبّ. |
20: | وما أَكتُبُ بهِ إِليكم، فها أَناذا ((أَشهدُ)) أمامَ اللهِ، أَنّي لا أَكذِبُ فيه. |
21: | ثمَّ جِئْتُ الى أَقاليمِ سوريَةَ وكِيلِيكية. |
22: | وكنتُ مَجْهولاً بالوَجْهِ لَدى كَنائِس اليهوديَّةِ التي في المَسيح؛ |
23: | بيدَ أَنَّهم كانوا يَسْمعون: "أَنَّ من كانَ يَضطهِدُنا قَبلاً يُبشِّرُ الآنَ بالإِيمانِ الذي سَعى مِن قَبلُ لِتَدميرِه". |
24: | فكانوا يُمجِّدونَ اللهَ فيَّ.
3ً يفاوض الرسل في اورشليم مفاوضة الند للند
|
|
الفصل : 2 |
1: | ثمَّ إِنِّي بَعدَ أربعَ عَشْرَةَ سَنةً صَعِدتُ مِنْ جديدٍ الى أُورشليمَ مع بارْنابا، مُسْتَصْحِبًا تيطُسَ أَيضًا. |
2: | وكانَ صُعودي عَن وَحْيٍ، فعَرَضتُ عَلَيهمِ الإِنجيلَ الذي أكَرِزُ بهِ في الأُممِ، مُفاوضًا على حِدَةٍ الوُجوهَ فيهم، ((لأَرى)) هل أَسعى أَو قد سَعَيتُ باطلاً. |
3: | بَلْ إِنَّ تيطُسَ الذي كانَ مَعي، وهُوَ يُونانيٌّ، لم يُضطَرَّ الى الخِتانِ، |
4: | رَغْمًا عَنِ الدُّخَلاءِ، الإِخوةِ الكَذَبةِ، الذينَ انْدسُّوا خِلْسَةً فيما بَيْنَنا، ليتجسَّسُوا حُرِّيَّتَنا، تلكَ التي لَنا في المَسيحِ يَسوعَ، بقَصْدِ أَنْ يَسْتَعْبِدونا. |
5: | غيرَ أَنَّا لم نَنْقَدْ لهم في شَيءٍ، ولا لَحْظَةً، لِتدومَ لكمِ حَقيقةُ الإِنجيل. |
6: | أَمَّا الوُجوه- مَهما كانوا قَبلاً فلا يَعْنيني! إِذ إِنَّ اللهَ لا يُحابي وَجْهَ إِنسان- فالوُجوهُ إِذنْ، لم يَفْرِضوا عليَّ شَيْئًا؛ |
7: | بل بالعَكْسِ، لمَّا رأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنتُ على الإِنجيلِ للقَلَفِ، كما اؤْتُمِنَ عليهِ بُطرسُ للخِتان- |
8: | لأَنَّ الذي عَمِلَ في بُطرسَ لِرسالةِ الخِتانِ، عَمِلَ فيَّ أَيضًا ((لرِسالةِ)) الأُمَم- |
9: | وإِذْ عَرفوا النِّعمةَ التي أُوتِيتُها، مَدَّ يَعقوبُ وكِيفا ويوحنَّا، هُمُ المَعدودونَ أَعْمِدَةً، يُمْناهُم إِلَيَّ وإِلى بارْنابا عُربونَ الاتِّفاقِ الكامِل: فَنَحْنُ لِلأُمَمِ، وهُم لِلخِتان. |
10: | وأَوْصَوْنا فقَط أَنْ نَتَذكَّرَ الفُقَراءَ، الأَمرُ الذي اجْتَهدتُ في إِنْجازِه.
|
دفاع عن حرية المؤمنين الروحية |
11: | ولكِنْ، لمَّا قَدِمَ كِيفا الى أَنْطاكيةَ، قاوَمْتُهُ وَجْهًا لِوَجْهٍ، لأَنّهُ كانَ مَلُومًا. |
12: | فإِنَّهُ قَبلَ مَجيءِ قَومٍ مِن عندِ يَعقوبَ، كانَ يَأكُلُ مَعَ الأُمَم. ولمَّا قَدِموا أَخَذَ يَنْسلُّ ويَتنحَّى خوفًا مِن ذَوي الخِتان. |
13: | وتَظاهَرَ مَعَهُ سائِرُ اليهودِ أَيضًا، بل بارْنابا نَفسُهُ انجرَّ لِتظاهُرِهم. |
14: | فلمَّا رَأَيْتُ أَنَّهم لا يَسيرونَ سَيْرًا مُسْتقيمًا بحسَبِ حَقيقةِ الإِنجيلِ، قُلْتُ لِكيفا أَمامَ الجَميع: "إِنْ كُنتَ، أَنتَ اليهودِيَّ، تَعيشُ كالأُمَمِ لا كاليهودِ، فَلِمَ تُلزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهوَّدوا؟"
|
بالايمان نتبرَّر لا بالناموس |
15: | نَحنُ بالطَّبيعةِ يَهودٌ، ولَسنا بِخطَأَةٍ مِنَ الأُمَم. |
16: | ومَعَ ذلِكَ، فإِذْ عَلِمْنا أَنَّ الإِنْسانَ لا يُبرَّرُ بأَعْمالِ النَّاموسِ، بل بالإِيمانِ بِيَسوعَ المَسيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيضًا بالمَسيحِ يَسوعَ، لكي نُبرَّرَ بالإِيمانِ بالمسيحِ، لا بأَعْمالِ النَّاموس: إِذْ ما مِنْ إِنسانٍ يُبرَّرُ بأَعْمال النَّاموس. |
17: | ولكِنْ، إِنْ كنَّا، ونحنُ نَطلُبُ التَّبريرَ في المسيح، نُوجَدُ نحنُ أَيضًا خَطَأَةً، أَفَيكونُ المَسيحُ خادِمًا لِلخَطيئة؟ حَاشا، وكلاَّ! |
18: | لأَنِّي، إِنْ عُدْتُ أَبْني ما قَد هدَمْتُ، جَعَلْتُ نَفسي مُتَعَدِّيًا! |
19: | ((ولكِنْ لا))، فإِنّي بالنَّاموسِ قد مُتُّ للنَّاموسِ لكي أَحْيا لله. إِنّي قد صُلِبْتُ مَعَ المسيح؛ |
20: | فَلَسْتُ أنا حَيًّا تعدُ، بل هُوَ، المسيحُ، يَحْيا فيَّ. وإِنْ كُنتُ الآنَ أَحْيا في الجَسَدِ، فإِنّي أَحْيا في الإِيمانِ بابنِ اللهِ، الذي أَحبَّني وبذَلَ نَفسَهُ عَنّي. |
21: | أَنا لا أَسْتَهينُ بِنِعمَةِ الله؛ لأَنَّهُ إِنْ كانَ البِرُّ يحصُلُ بالنَّاموسِ، فالمسيحُ إِذَنْ ماتَ لِغَيرِ عِلَّة!
|
|
الفصل : 3 |
الايمان هو المحرر: وبرهان الاختبار والكتاب
1: | أَيُّها الغلاطِيُّونَ الأَغبياء! مَن سَحَركم، أَنتمُ الذينَ رُسِمَ أَمامَ عُيونِهم يَسوعُ المسيحُ مَصلوبًا؟ |
2: | لا أُريدُ أَنْ أَعْرِفَ مِنكم سوى أَمْرٍ واحد: أَبأَعْمالِ النَّاموس نِلْتُمُ الرُّوحَ أَمْ بِسَماعِكُمُ الإِيمان؟ |
3: | أَإِلى هذا الحَدِّ أَنتُم أَغْبياء؟ أَبَعْدَ أَنِ ابْتَدأْتُم بالرُّوحِ تُتِمُّونَ الآنَ بالجَسَد!؟ |
4: | أَعَبَثًا قاسَيْتُم كلَّ ما قاسَيتم! إِنْ كانَ ذلِكَ عَبَثًا فَحَسْبُ! |
5: | فالذي يمنَحُكمُ الرُّوحَ، ويَصْنعُ فيكمُ العَجائبَ، أَبِأَعْمالِ النَّاموسِ ((يَفْعلُ ذلكَ)) أَمْ بِسَماعِ الإِيمان؟ |
6: | فهكذا إِبْراهيمُ: "آمنَ باللهِ، فَحُسِبَ لَهُ ذلكَ بِرًّا". |
7: | فَافْهَموا إِذَنْ أَنَّ المُؤْمِنينَ هُم ((وحدَهُم)) أَبناءُ إِبْراهيم. |
8: | ولذلكَ، فإِنَّ الكِتابَ إِذْ سَبَقَ فَرأَى أَنَّ اللهَ يُبرِّرُ الأُمَمَ بالإِيمانِ، سَبَقَ فَبَشَّرَ إِبْراهيمَ ((قائلاً)): "بِكَ تَتَبارَكُ جَميعُ الأُمَم". |
9: | فالمُؤْمِنونَ إِذَنْ ((وَحْدَهُم)) يُبارَكونَ مَعَ إِبْراهيمَ المُؤْمِن.
|
10: | أَمَّا الذينَ يَقْتَصِرونَ على أَعْمالِ النَّاموسِ، فإِنَّهم جَميعًا تَحْتَ اللَعْنَةِ، لأَنَّهُ مَكتوب: "مَلْعونٌ كلُّ مَنْ لا يَثبُتُ على العَمَلِ بكلِّ ما هُوَ مَكْتوبٌ في سِفْرِ النَّاموس". |
11: | وأَمَّا أَنَّهُ لا يَتبرَّرُ بالنَّاموسِ أَحَدٌ لدى اللهِ، فأَمْرٌ ظَاهِرٌ، "إِذْ إِنَّ البارَّ بالإِيمانِ يَحْيا". |
12: | فالنَّاموسُ إِذَنْ لَيسَ مِنَ الإِيمانِ، ولكنَّهُ ((يقول)): "مَن يَعمَلْ بِهذِهِ ((الوصايا)) يَحْيَ بها". |
13: | إِنَّ الذي افتَدانا مِن لَعْنَةِ النَّاموسِ هُوَ المسيحُ، إِذْ صارَ لَعْنَةً لأَجْلِنا، على ما هوَ مَكْتوب: "مَلْعونٌ كُلُّ مَن عُلِّقَ على خَشَبة!" |
14: | وذلكَ، لِتكونَ على الأُمَمِ بَرَكةُ إِبراهيمَ، في يَسوعَ المسيح، ونَنالَ بالإيمانِ الرُّوحَ الذي وُعِدْنا بِه.
|
15: | أَيُّها الإِخْوة، ها أَناذا أَتكلَّمُ على طَريقةِ البَشَر: إِنَّ الوصيَّةَ، وإِنْ تكُنْ مِن إِنْسانٍ، إِذا ما قُرِّرَتْ لا يُبطِلُها أَحدٌ ولا يَزيدُ عَلَيها شيئًا". |
16: | والحالُ أَنَّ المواعدَ قد قِيلَتْ لإِبراهيمَ ولنَسْلِه- إِنَّهُ لا يقول: لأَعْقابِهِ، بالجَمْعِ، بل لِنَسْلِكَ، بالإِفراد: ((ونَسْلُهُ)) هوَ المسيح- |
17: | فأَقولُ إِذَنْ: إِنَّ وصيَّةً قد قرَّرَها اللهُ، لا قِبَلَ لِلنَّاموسِ، الذي كانَ بعدَها بأَرْبَعِ مِئةٍ وثلاثينَ سَنةً، أَن يَنْسَخَها فيُبطِلَ المَوْعِد. |
18: | لأَنَّهُ، إِنْ كانَ المِيراثُ يُنالُ بالنَّاموسِ فليسَ إِذَنْ بالمَوْعِد. والحالُ أَنَّ اللهَ قد وَهَبَهُ لإِبراهيمَ عن طَريقِ الموعد.
|
الناموس لم يكن سوى مؤدب يقود الى المسيح |
19: | فلِمَ النَّاموسُ إِذَنْ؟ إِنَّما أُضيفَ بسَببِ المَعاصي حتَّى مَجيءٍ "النَّسْلِ" الذي جُعِلَ لَهُ الموْعِد. ولَقَد أُعْلِنَ بواسِطةِ الملائكةِ على يَدِ وَسيطٍ، |
20: | والوَسيطُ لا يكونُ وَسيطًا لِواحد؛ أَمَّا اللهُ فَواحِد. |
21: | أَفالنَّاموسُ إِذَنْ مُضادٌّ لِمَواعِدِ الله؟ كلاَّ، وحاشا! فلو أُعْطِيَ ناموسٌ يَستطِيعُ أَن يُؤْتيَ الحياةَ، لَكانَ البِرُّ في الحقيقةِ منَ النَّاموس. |
22: | بَيدَ أَنَّ الكِتابَ قد أَغْلقَ على كُلِّ شَيءٍ تَحتَ ((سُلطان)) الخطيئَةِ، لكي يُعطَى المَوعِدُ، بالإِيمانِ بيسوعَ المسيحِ، للَّذينَ يُؤْمنون.
|
23: | وقَبلَ أَنْ يَأتيَ الإِيمانُ كُنَّا مَحْفوظينَ تَحتَ النَّاموسِ، مُغْلَقًا عَلَينا، في انْتِظارِ الإِيمانِ الذي سيُعْلَن. |
24: | فالنَّاموسُ إِذَنْ كانَ مُؤَدِّبَنا يُرشدُنا الى المَسيحِ، لكي نُبَرَّرَ بالإِيمان. |
25: | فبَعدَ إِذْ جاءَ الإِيمانُ لَسْنا بعدُ تَحتَ مُؤَدِّب. |
26: | لأَنَّكم جميعًا أَبناءُ اللهِ، بالإِيمانِ بالمسيحِ يَسوع؛ |
27: | لأَنَّكم، أَنتم جميعَ الذينَ اعتمدوا للمسيحِ، قد لَبِسْتُمُ المسِيح. |
28: | فلَيسَ بَعدُ يَهوديٌّ ولا يُونانيٌّ، ليسَ عَبْدٌ ولا حُرٌّ، ليسَ ذكرٌ وأُنْثى: لأَنَّكم جَميعًا واحِدٌ في المَسيح يَسوع. |
29: | فإِذا كُنتُم للمسيحِ، فأنْتُم إِذَنْ نَسْلُ إِبراهيمَ، وَوَرَثةٌ بحسَبِ المَوْعِد.
|
|
الفصل : 4 |
النعمة تجعلنا ابناء وورثة
1: | وأَقولُ أَيضًا: إِنَّ الوارِثَ ما دامَ طِفلاً فلا فَرْقَ بينَهُ وبينَ العَبدِ، مَعَ أَنَّهُ يَمْلِكُ كُلَّ شَيء؛ |
2: | لكنَّهُ تَحتَ أَيْدي الأَوصياءِ والوُكلاءِ الى الأَجَلِ الذي حدَّدَهُ الأَب. |
3: | وهكذا نحنُ أَيضًا: فإِذْ كُنَّا أَطْفالاً كُنَّا مُسْتَعْبَدين لأَرْكانِ العالَم. |
4: | ولكِنْ، لمَّا بلغَ مِلْءُ الزَّمانِ، أَرسَلَ اللهُ ابنَهُ مَولودًا مِنِ امرأَةٍ، مَوْلودًا تحتَ النَّاموس، |
5: | لِيَفْتديَ الذينَ تحتَ النَّاموسِ، ونَنالَ التبنّي. |
6: | والدَّليلُ على أَنَّكم أَبناءٌ، كَوْنُ اللهِ أَرسَلَ الى قُلوبِنا رُوحَ ابنِهِ، لِيَصْرُخَ ((فيها)): أَبَّا! أَيُّها الآب! |
7: | فأَنتَ إِذَنْ، لَستَ بَعدُ عَبدًا، بَل أَنتَ ابنٌ؛ وإِذا كُنتَ ابنًا فأَنتَ أَيضًا وارِثٌ ((بِنعمةِ)) الله.
|
تحريض على عدم العودة الى العبودية وعلى التمثل بالرسول |
8: | إنَّكم، إِذ كُنْتم قَديمًا لا تَعرِفونَ اللهَ، تعبَّدْتُم لآلِهَةٍ لَيسَتْ في الحقيقةِ آلِهةً. |
9: | أَمَّا الآنَ، وقَد عرفتُمُ اللهَ، بَل بالحَريّ عرَفكمُ اللهَ، فكَيفَ تَرجِعونَ الى هذِهِ الأَركانِ السَّقيمةِ البائِسةِ، التي تُريدونَ مِن جَديدٍ أَنْ تَتَعبَّدوا لها؟ |
10: | إِنَّكم تحفَظونَ الأَيَّامَ، والشُّهورَ، والأَوقاتَ، والسّنِين! |
11: | فأَخْشى أَنْ أَكونَ قد تَعِبْتُ فيكم عَبَثًا.
|
12: | فأَسأَلُكم، أَيُّها الإِخْوة، أَنْ تَكونُوا مِثْلي، بما أَنّي أَنا قد صِرْتُ مِثْلَكم. إِنَّكم لم تَظْلِموني في شَيء. |
13: | وأَنتم تَعْلَمونَ أَنّي بجسَدٍ عليلٍ بشَّرْتُكم بالإِنجيلِ لِلمرَّةِ الأُولى؛ |
14: | وهذا الجَسدُ ((العليلُ))، الذي كانَ لكم تَجْربةً، لم تَزْدَروهُ ولم تَتكرَّهُوهُ؛ لا، بَل قَبِلْتُموني كمَلاكٍ مِنَ اللهِ، كالمَسيحِ يسوعَ ((بعينِه)). |
15: | فأَيْنَ إِذَنِ اغْتِباطُكم؟ فإِنّي أَشْهدُ لكم أَنَّكم، لو كانَ في إِمْكانِكم، لَقَلَعْتُم أَعيُنَكم وأَعْطَيتُمونِيها! |
16: | أَفَصِرْتُ لكم عَدُوًّا، لأَنّي صَدَقْتُكم ((في ما قُلْت))! |
17: | إِنَّ ((أُولئكَ القَوْمَ)) يَغارونَ عليكم غَيرةً لَيسَتْ بصافِية؛ بل يُريدونَ أَنْ يَفْصِلوكم ((عَنَّا)) لِتَغاروا عَلَيْهم. |
18: | إِنَّهُ لَحَسَنٌ أَنْ تَغاروا، ((ولكِنْ)) على الخَيْرِ؛ وفي كُلِّ حينٍ، وليسَ فَقَط إِذا كُنتُ في ما بَيْنَكم. |
19: | يا أَولادي الصِّغارَ، الذينَ أَتمخَّضُ بِهم مِن جَديدٍ الى أَن يتصوَّرَ المسِيحُ فيهم، |
20: | كَمْ أَودُّ لَو أَكونُ الآنَ حاضِرًا عِندَكم فأُغيِّرُ صَوْتي، لأَنّي قد تحيَّرتُ فيكم!
|
اجتناب العودة الى عبودية هاجر |
21: | قُولُوا لي، أَنتمُ الذينَ يُريدونَ أَنْ يَكونُوا تَحْتَ النَّاموسِ، أَفما تَسْمعونَ النَّاموس؟ |
22: | فإِنَّهُ مَكتوبٌ أَنَّهُ كانَ لإِبراهيمَ ابْنانِ، أَحدُهُما منَ الأَمَةِ والآخَرُ مِنَ الحُرَّة. |
23: | غيرَ أَنَّ الذي مِن الأَمَةِ وُلِدَ بِحسَبِ الجَسَد؛ أَمَّا الذي منَ الحُرَّةِ فبقُوَّةِ المَوْعِد. |
24: | وذلكَ إِنَّما هوَ رَمْزٌ: فالمَرأَتانِ هُما العَهْدان: الواحِدُ، مِن طُورِ سِيناءَ، يَلِدُ لِلعبوديَّة، وهُوَ هاجَر- |
25: | ((ولَفْظةُ)) هاجَر، في بلادِ العَرَب، تَعْني جَبَلَ سِيناء- ويُناسِبُ أُورَشليمَ الحاليَّةَ، التي هيَ في العُبَوديَّةِ مَعَ أَوْلادِها. |
26: | أَمَّا أُورشليمُ العُلْيا فهيَ حُرَّةٌ، وَهِيَ أُمُّنا؛ |
27: | لأَنّهُ مَكْتوب: "إِفرَحي أَيَّتُها العاقِرُ التي لا تَلِد! إِهْتِفي، واصْرُخي أَيَّتُها التي لا تَتَمخَّض! لأَنَّ أَوْلادَ ((المَرأَةِ)) المَهْجورَةِ، أكَثرُ مِن ((أوْلادِ)) ذاتِ البَعْل".
|
28: | فأَنتُم، أَيُّها الإِخوَة، أَولادُ المَوْعِدِ مِثلَ إِسحق. |
29: | غيرَ أَنَّهُ، كما كان حينئذٍ المَوْلودُ بحسَبِ الجَسَدِ يَضْطَهِدُ المَولودَ بحسَبِ الرُّوحِ، كذلكَ الآنَ أَيضًا. |
30: | ولكِنْ، ماذا يَقولُ الكِتاب؟ "أُطرُدِ الأَمَةَ وابنَها؛ فإِنَّ ابنَ الأَمَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ابنِ الحُرَّة". |
31: | فمِنْ ثَمَّ، أَيُّها الإِخْوة، لَسْنا نحنُ أَبناءَ الأَمَةِ بَلْ أَبناءُ الحُرَّة.
|
|
الفصل : 5 |
لا حرية الا في المسيح يسوع: الختان شيء باطل
1: | لقَد حَرَّرَنا المسيحُ لكي ((نَنْعَمَ)) بهذِهِ الحُرِّيَّة: فاثْبُتوا إِذَنْ ((فيها))، ولا تَعُودوا تَرْتَبِطونَ بِنِيرِ العُبوديَّة. |
2: | فها أَناذا بولسُ، أَقولُ لكم: إِنَّكم إِنِ اخْتَتَنْتُم فلَنْ يَنْفَعَكُمُ المسيحُ شَيْئًا. |
3: | وأَشْهَدُ مِنْ جَديدٍ، لكُلِّ مَنْ يَخْتَتِنُ، أنَّهُ مُلْتَزِمٌ بأَنْ يَعْملَ بالنَّاموسِ كلِّه. |
4: | لَقَد فُصِلْتُم عَنِ المَسيح، أَيُّها الذينَ يَطْلُبونَ البِرَّ مِنَ النَّاموس؛ وسَقَطْتم منَ النِّعمَة. |
5: | أُمَّا نَحْنُ، فَمِنَ الرُّوحِ وبالإِيمانِ نَنْتَظِرُ البِرَّ المُرْتَجى: |
6: | إِذْ لا قُوَّةَ، في المسيحِ يسوعَ، لِلْخِتانِ ولا للقَلَفِ، بل للإيمانِ العامِلِ بالمحبَّة.
|
7: | ما أَحسَنَ ما كُنْتُم تَجْرون! مَن ذا الذي قَطَعَ جَرْيَكم حتَّى لا تُطيعونَ الحقّ؟ |
8: | إِنَّ هذا الوَسْواسَ ليسَ مِنَ الذي يَدْعوكم. |
9: | فيَسيرٌ منَ الخَميرِ يُخَمِّرُ العَجينَ كلَّه |
10: | وإنّي لَواثِقٌ بكُم في الرَّبِّ أَنَّكم لا تَرتَأُونَ شَيْئًا آخَرَ. أَمَّا الذي يُقْلِقُكم، أَيًّا كانَ، فإِنَّهُ سَيَحْمِلُ القَضاءَ عَلَيْه. |
11: | وأَنا، أَيُّها الإِخْوَة، إِنْ كُنْتُ بَعْدُ أَكرِزُ بالخِتانِ، فَلِمَ أُضْطَهَدُ بَعْد؟ فَمَعْثَرَةُ الصَّليبِ إِذنْ قد رُفِعَتْ! |
12: | يا لَيْتَ الذينَ يُبَلْبِلونكم يُقْطَعون!
|
13: | فأَنتم، أَيُّها الإِخْوة، إِنَّما دُعِيتُم الى الحُرِّيَّة. ولكِنْ، لا تجْعلوا هذِهِ الحُرِّيَّةَ فُرْصَةً لِلجَسَد؛ بل كونوا بالمحبَّةِ خُدَّامًا بَعضُكم لِبَعض. |
14: | لأَنَّ النَّاموسَ كلَّهُ يُتمَّمُ في هذهِ الوصيَّةِ الواحدة: "أَحْبِبْ قَريبَكَ كنَفسِك". |
15: | فإِذا كنتم تَنْهَشونَ وتَأْكلونَ بَعضُكم بَعضًا، فاحْذَروا أَنْ تُفْنُوا بَعضُكم بَعضًا.
|
انتصار الروح يكبح الجسد |
16: | فأَقولُ ((لكم)): اسْلُكوا بالرُّوحِ فلا تَقْضُوا شَهْوةَ الجسَد: |
17: | فإِنَّ الجَسَدَ يَشْتَهي ضِدَّ الرُّوحِ، والروحَ ضِدَّ الجَسَد؛ فكِلاهُما يُقاوِمُ الآخَرَ حتَّى إِنَّكم لا تصْنَعونَ ما تُريدون. |
18: | فإِنْ كُنْتم تَنقادونَ للرُّوحِ فلَسْتُم بَعدُ تَحتَ النَّاموس. |
19: | وأَعْمالُ الجسَدِ بَيِّنَة: أَلفُجورُ والنَّجاسَةُ والعَهَر؛ |
20: | وعبادَةُ الأَوْثانِ والسِّحْر؛ والعَداواتُ والخصوماتُ والأَطْماع؛ والمُغاضَباتُ والمُنازعاتُ والمُشاقَّاتُ والبِدَع؛ |
21: | والمُحاسَداتُ والسُّكرُ والقُصوفُ وما أَشْبَهَ ذلك. وعَنْها أَقولُ لكم، كما قُلتُ أَيضًا سابِقًا: إِنَّ الذينَ يَفْعَلونَ أَمْثالَ هذه لا يَرِثونَ مَلكوتَ الله.
|
22: | أَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فهُوَ المحبَّةُ والفَرَحُ والسَّلام؛ وطولُ الأَناةِ واللُّطفُ والصَّلاحُ والأَمانة؛ |
23: | والوَداعةُ والعَفاف. وأَمثالُ هذِه لَيسَ ضِدَّها نامُوس. |
24: | لأَنَّ الذينَ هُم للمسيحِ يَسوعَ، صَلَبوا الجسَدَ مَعَ الأَهْواءِ والشَّهَوات. |
25: | فإِنْ كُنَّا نَحْيا بالرُّوحِ، فَلْنَسْلُكَنَّ أَيضًا بحسَبِ الرُّوح.
|
كلٌّ يحصد ما قد زرع |
26: | فلا نَكُنْ ذَوي عُجْبٍ، ولا نَتَحَدَّ بَعضُنا بَعضًا، ولا نَحسُدْ بَعضُنا بَعضًا.
|
|
الفصل : 6 |
1: | أَيُّها الإِخْوة، إِنْ أُخِذَ أَحَدٌ في زَلَّةٍ فأَصْلحوهُ، أَنتمُ الرُّوحيِّينَ، برُوحِ الوَداعَة؛ وَاحْتَطْ أَنْتَ لِنَفْسِكَ، لئلاَّ تُجرَّبَ أنْتَ أَيضًا. |
2: | إِحْمِلوا بَعضُكم أَثْقالَ بَعضٍ، وهكذا أَتِمُّوا ناموسَ المسيح. |
3: | فإِنْ ظَنَّ أَحدٌ أَنَّهُ شَيءٌ، وهُوَ لَيسَ بشيءٍ، فقَد غَرَّ نَفسَه. |
4: | فَلْيَخْتَبِرْ كلُّ واحدٍ عَمَلَهُ الخَاصَّ، وحينئِذٍ يكونُ افْتِخارُهُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، لا مِنْ قِبَلِ غَيرِه؛ |
5: | لأَنَّ كلَّ واحدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ الخَاصّ. |
6: | لِيُشْرِكِ الذي يَتعَلَّمُ الكلِمةَ مُعَلِّمَهُ في جَميعِ خَيراتِه.
|
7: | لا تَضِلُّوا! إِنَّ اللهَ لا يُسْتَهْزَأُ بهِ! كلُّ امْرئٍ يَحْصُدُ ما قد زَرَع: |
8: | فالذي يَزرَعُ في جَسَدِهِ، يَحْصُدُ مِنَ الجَسَدِ الفَساد؛ والذي يَزْرعُ في الرُّوحِ، يحصُدُ مِنَ الرُّوحِ الحَياةَ الأَبَديَّة. |
9: | فلا نَفْشَلْ في عَمَلِ الخَيْرِ، فإِنَّا سَنَحْصُدُ في الأَوانِ إِنْ نحنُ لم نَكِلّ. |
10: | فَلْنُحْسِنْ إِذَنْ الى الجَميعِ ما دامَتْ لنا الفُرصَة، ولاسِيَّما الى الذينَ هُم شُركاؤُنا في الإِيمان.
|
ختام: تحريض وأماني |
11: | أُنْظُرُوا ما أَكبرَ الحُروفَ التي أَخُطُّها إِلَيكم بِيَدي! |
12: | إِنَّ جميعَ الذينَ يُريدونَ أَنْ يُرْضُوا بِحَسَبِ الجَسَدِ، هؤُلاءِ أَنفُسَهم يُلْزِمونَكم بأَنْ تَخْتَتِنوا، وإنَّما ذلكَ لِئلاَّ يُضطَهَدُوا مِن أَجْلِ صَليبِ المَسيح. |
13: | لأَنَّ المَخْتونينَ أَنْفُسَهم لا يَحفَظونَ النَّاموس؛ ولكِنَّهم يُريدونَ أَنْ تَخْتَتِنوا لكي يَفْتَخِروا بأَجْسادِكم. |
14: | أَمَّا أَنا، فَمَعاذَ اللهِ أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَليبِ رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، الذي بِهِ صُلِبَ العالَمُ لي وأَنا صُلِبْتُ للعالَم. |
15: | لأَنَّ الخِتانَ ليسَ بشيءٍ، ولا القَلَفَ، بل الخَليقةُ الجَديدة. |
16: | والسَّلامُ والرَّحْمةُ على جميعِ الذينَ يَسْلُكونَ هذهِ الطَّريقةَ، وعلى إِسْرائيلِ الله.
|
17: | فلا يُعَنِّني أَحدٌ في ما بَعدُ، لأَنّي حامِلٌ في جَسَدي سِماتِ الرَّبِّ يَسوع.
|
18: | نعمةُ رَبِّنا يَسوعَ المسيحِ مَعَ رُوحِكم، أَيُّها الإِخْوة! آمين.
|