العنوان
1: | مِن يَعقوبَ، عَبدِ اللهِ والرَّبِّ يَسوعَ المسيحِ، الى الأَسْباطِ الاثْنَيْ عَشَرَ، الذينَ في الشَّتاتِ، سَلام.
=موقف المسيحي من الشدة
|
موقف المسيحي من الشدة |
2: | إِحْتَسِبوا ((مِن دَواعي)) السُّرورِ الكامِلِ يا إِخوتي، أَنْ تَقَعوا في مِحَنِ مُتَنَوِّعَة، |
3: | عالمينَ أَنَّ امْتحانَ إِيمانِكم يُنشئُ الصَّبر؛ |
4: | ولكِنْ، لِيَصْحَبِ الصَّبرَ عَملٌ كاملٌ، حتَّى تكونوا كامِلينَ، مُتمَّمينَ، غَيرَ ناقِصينَ في شَيء. |
5: | وإِنْ كانَ أَحدُكم تَنقُصُهُ حِكمَةٌ، فَلْيَسأَلِ اللهَ، الذي يُعطي الجميعَ في سَخاءٍ وعلى غَيرِ مِنَّةٍ، فيُؤْتاها. |
6: | ولكِنْ، لِيَسأَلْ بإِيمانٍ وبغَيرِ ارْتيابٍ البتَّة. لأَنَّ المُرتابَ يُشبِهُ مَوْجَ البحرِ الذي تُثيرُهُ الرِّيحُ وتَسوقُه. |
7: | فلا يَتَخَيَّلْ، ذلكَ الإِنسان، أَنَّهُ يَنالُ مِنَ الرَّبِّ شَيئًا: |
8: | إِنَّهُ إِنسانٌ ذو نَفْسَينِ، مُتَقَلقِلٌ في جَميعِ طُرُقِه.
|
9: | فَلْيُسَرَّ الأَخُ الوضيعُ بِرِفعتِه؛ |
10: | أَمَّا الغَنيُّ فبذِلَّتِه، لأَنَّهُ يَزولُ كزَهَرِ عُشبٍ: |
11: | أَشرقَتِ الشَّمْسُ بحَرِّها اللاَّفِحِ، فَأَيبَسَتِ العُشبَ، فَسَقطَ زَهَرُه، وتلاشى رُواءُ وَجْهِه؛ كذلكَ الغنيُّ يَذوي في مَساعيه. |
12: | طوبى للرَّجُلِ الذي يَصْبِرُ على البَلْوى، لأَنَّهُ، وقد صارَ مُختَبَرًا، يَنالُ إِكليلَ الحَياةِ، الذي وَعَدَ بهِ ((اللهُ)) مُحبِّيه.
|
التجربة مصدرها الشهوة |
13: | لا يَقولَنَّ أَحدٌ، إِذا ما جُرِّب: "إِنَّما اللهُ يُجرِّبُني": فإِنَّ اللهَ غَيرُ مُجرَّبِ بالشُّرورِ، وهُوَ لا يُجرِّبُ أَحدًا. |
14: | إِنَّما كلُّ واحدٍ تُجرِّبُهُ شَهوَتُهُ الخَاصَّة، إِذ تَجتَذُِبهُ وتَستَغْويه. |
15: | ثمَّ الشَّهوةُ إِذا ما حَبِلَتْ تَلِدُ الخطيئَة؛ والخَطيئةُ إِذا ما تَمَّتْ تُنتجُ المَوت. |
16: | فلا تَغلَطوا، يا إِخوتي الأَحبَّاء: |
17: | إِنَّما كلُّ عطيَّةٍ صالحةٍ، كلُّ هِبَةٍ كاملةٍ تَهبِطُ مِن فوقُ، من لَدُنْ أَبي الأَنوارِ، الذي ليسَ فيهِ تحوُّلٌ، ولا ظِلُّ تغيُّر. |
18: | إِنَّهُ بمشيئَتِهِ ولَدَنا بكلمةِ الحقّ، لِنكونَ باكورةً من خلائقِه.
|
واجب العمل بكلمة الله |
19: | إِنَّكم تعلمونَ، يا إِخوتي الأَحبَّاء، أَنَّهُ ينبغي لكلِّ إِنسانٍ أَنْ يكونَ سَريعًا الى الاسْتماعِ، بَطيئًا عنِ التَّكلُّمِ، بَطيئًا عنِ الغَضَب. |
20: | فإِنَّ غَضَبَ الإِنسانِ لا يُجري بِرَّ الله. |
21: | لذلكَ، اطَّرِحوا ((عنكم)) كُلَّ نَجاسةٍ، وكلَّ طُغيانِ شَرٍّ، واقْبَلوا بوداعةٍ الكلمةَ التي غُرِسَتْ فيكم، وفي وِسْعِها أن تُخلِّصَ نُفوسَكم. |
22: | ولكِنْ، كونوا عاملينَ بهذهِ الكلمةِ، لا سامعينَ لَها فَقَط فَتَغُرُّوا أَنفُسَكم. |
23: | فإِنَّ مَن يَسمعُ الكلمةَ ولا يعمَلُ بها، يُشبِهُ إِنسانًا يَنظُرُ في مِرآةٍ وَجْهَهُ الذي جُبِلَ عَلَيه، |
24: | وما إِنْ رأَى نَفسَهُ ومَضى، حتَّى نَسِيَ في الحالِ كيفَ كان. |
25: | أَمَّا مَن يُدقِّقُ النَّظرَ في النَّاموسِ الكاملِ، ناموسِ الحُرِّيَّةِ، ويُداومُ- لا كمَنْ يَسمَعُ فيَنْسى بل كمَنْ يُكِبُّ على العمل- فهذا يكونُ سَعيدًا في عَملِه.
|
26: | إِن ظَنَّ أَحدٌ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وهُوَ لا يَلْجُمُ لِسانَهُ بل يَغُرُّ قَلبَه،ْ فذلكَ دِيانتُهُ باطِلة. |
27: | إِنَّ الدِّيانةَ الطَّاهرةَ الزَّكيَّة في نَظَرِ اللهِ الآبِ، هي افتقادُ اليَتامى والأَرامِلِ في ضِيقِهم، وصِيانَةُ النَّفْسِ مِن دَنَسِ العالَم.
|
|
الفصل : 2 |
انتباذ محاباة الوجوه
1: | لا تُلبِّسوا، يا إِخوتي، إِيمانَ ربِّنا يسوعَ المسيحِ، ((ربِّ)) المَجد، بمُحاباةِ الوُجوه. |
2: | فإِذا ما دَخلَ مَجمَعَكم إِنسانٌ بخاتَمٍ مِن ذَهبٍ وفي حُلَّةٍ بهيَّةٍ، ودَخَلَ أَيضًا مِسكينٌ في لِباسٍ قَذِر، |
3: | فنَظَرتم الى الذي عَليهِ الحُلَّةُ البهيَّةُ وقُلتم لَه: "أَنتَ، إِجْلِسْ ههُنا في الصَّدر!" وقُلتم لِلمِسكينِ: "أَنتَ، قِفْ هُناك!" أَو: "إِجلِسْ ((هنا)) تَحتَ مَوطِئِ قَدَمَيَّ!" |
4: | أَفلا تكونونَ قد مَيَّزْتم في أَنفُسِكم، وقَضَيتم عَن أَفكارٍ شرِّيرة؟
|
5: | إِسْمعوا، يا إِخوتي الأَحبَّاء: أَما اختارَ اللهُ المساكينَ بحسَبِ العالَمِ ((لِيَكونوا)) أَغنياءَ في الإِيمان، وَوَرثَةً لِلملكوتِ الذي وَعَدَ بهِ مُحبِّيه؟ |
6: | وأَنتم فقد أَهَنتمُ المِسْكين!... أَوَلَيسَ الأَغنياءُ همُ الذينَ يُرْهِقونَكم؟ وهُم أَيضًا يَجُرُّونَكم الى المَحاكِم؟ |
7: | أَوَلَيسوا همُ الذينَ يُجدِّفونَ على الاسمِ الجميلِ الذي بهِ دُعِيتم؟ |
8: | فإِن كُنتم تُتِمُّونَ النَّاموسَ المَلَكيَّ، على حَسَبِ الكِتابةِ القائلة: "أَحببْ قَريبَكَ كنَفْسِكَ"، فنِعِمَّا تَفْعَلون؛ |
9: | وأَمَّا إِن حابَيْتمُ الوُجوهَ، فإِنَّكم تَرتكبِونَ الخطيئَة، والنَّاموسُ يَحجُّكم كَمُتعدِّين.
|
العمل بالنَّاموس كلّه |
10: | فإِنَّ مَن حَفِظَ النَّاموسَ كُلَّهُ وزَلَّ في وَصيَّةٍ واحدةٍ، فقد صارَ مُجْرِمًا في الكلّ. |
11: | لأَنَّ الذي قالَ: "لا تَزنِ !" قالَ أَيضًا: "لا تَقتُلْ!" وإِذَنْ، فإِنْ أَنتَ لم تَزْنِ، ولكِنْ قَتلتَ، فقد صِرْتَ مُتعدِّيًا للنَّاموس. |
12: | فتكلَّموا واعْملوا كأَنَّكم مُزمعونَ أَن تُدانوا بناموسِ الحُرِّيَّة. |
13: | فإِنَّ الدَّينونَةَ سَتَكونُ بلا رَحْمةٍ على مَن لا يَصنْعُ الرَّحْمة؛ بَيدَ أَنَّ الرَّحْمةَ سَتَغْلِبُ الدَّينونَة!
|
الايمان والاعمال |
14: | وأَيُّ مَنفعةٍ، يا إِخوتي، لِمَن يَقولُ إِنَّ لَهُ إِيمانًا، ولا أَعمالَ لَه؟ ألَعلَّ الإيمانَ يَقدِرُ أَنْ يُخَلِّصَه؟ |
15: | إِن كانَ أَخٌ أَو أُختٌ عُريانَيْنِ، وهُما في عَوَزٍ الى قُوتِهما اليَوميّ، |
16: | فقالَ لَهُما أَحدُكم: "إِذْهَبا في سَلام! إِستَدْفِئا واشْبَعا!" ولم تُعْطُوهُما ما هُوَ مِن حاجَةِ الجَسَدِ، فما المَنْفَعةُ؟ |
17: | كذلكَ الإِيمان: فإِنَّهُ، إِنْ خَلا منَ الأَعمالِ، مَيْتٌ في ذاتِه. |
18: | بل قد يَقولُ قائل: "أَنتَ لكَ إِيمانٌ وأَنا لي أَعمال!... فأَرِني إِيمانَكَ بدونِ الأَعمالِ، وأَنا مِن أَعْمالي أُريكَ إِيماني". |
19: | أَنتَ تؤمنُ أَنَّ اللهَ واحِد؟ فَنِعمَّا تَفْعل! والشَّياطينُ أَيضًا تُؤْمنُ... وتَرتَعِد. |
20: | هلاَّ أَردتَ أَنْ تَعْلمَ، أَيُّها الإِنسانُ الباطِلُ الرَّأيِ، أَنَّ الإِيمانَ بدونِ الأَعمالِ مَيْت.
|
21: | أَفلم يتبرَّرْ بالأَعمالِ إِبراهيمُ أَبونا، إِذْ أَصْعَدَ إِسحقَ ابنَهُ على المَذبح؟ |
22: | فأَنتَ تَرى أَنَّ الإِيمانَ كانَ يَعملُ معَ أَعمالِهِ، وأَنَّهُ بالأَعمالِ صارَ الإِيمانُ كاملاً. |
23: | وتَمَّتِ الكِتابةُ القائلة: "آمنَ إِبراهيمُ بالله فحُسِبَ لهُ ((ذلكَ)) بِرًّا"، ودُعيَ خَليلَ الله. |
24: | فَتَرَوْنَ إِذنْ، أَنَّ الإِنسانَ بالأَعمالِ يُبرَّرُ، لا بالإِيمانِ وَحدَه. |
25: | وكذلكَ راحابُ البَغيُّ أَليسَتْ بالأَعمالِ قد بُرِّرَتْ، إِذ قَبِلتِ المُوفَدَيْنِ، وصَرَفَتْهُما مِن طَريقٍ أُخْرى؟ |
26: | فكما أَنَّ الجَسَدَ بدونِ الرُّوحِ مَيْتٌ، كذلِكَ الإِيمانُ بدونِ الأَعمالِ مَيْت.
|
|
الفصل : 3 |
اللسان وشرّه
1: | لا يَكُنْ مِنكم مُعلِّمونَ كثيرونَ، يا إِخوتي؛ فإِنَّا بذلكَ، على ما تَعلمون، نَجلُبُ عَلينا دَينونَةً أَقسى. |
2: | إِنَّا جميعًا نَزِلُّ كثيرًا؛ ومَن لا يَزِلُّ في الكلامِ فهوَ رَجُلٌ كامل، في وِسْعِهِ أَنْ يَلجُمَ أَيضًا جَسَدَهُ كُلَّه. |
3: | إِذا جَعَلْنا اللُّجُمَ في أَفواهِ الخَيلِ لكي تَنْقادَ لنا، فإِنَّا ((بذلكَ)) نُديرُ جِسْمَها كُلَّهُ |
4: | ها إِنَّ السُّفُنَ، مَعَ كَونِها عظيمةً جدًّا وتَسوقُها الرِّياحُ الهَوْجاءُ، تُديرُها دَفَّةٌ صغيرةٌ جدًّا على ما يَهْوى الرُّبان. |
5: | كذلكَ اللِّسانُ أَيضًا، فإِنَّهُ عُضْوٌ صَغيرٌ، وهوَ يَفْتَخرُ بعظائِمِ الأُمور! ها إِنَّ نارًا يَسيرةً تُضرِمُ غابَةً عظيمة! |
6: | فاللِّسانُ أَيضًا نارٌ؛ إِنَّهُ عالَمُ الإِثم! لقد جُعِلَ اللِسانُ بينَ أَعضائِنا، وهُوَ يُدنِّسُ الجِسمَ كلَّهُ، ويُلهِبُ دائرةَ العُمْرِ، وتُلهِبُهُ جهَنَّم.
|
7: | إِنَّ كُلَّ طَبيعةٍ للوُحوشِ والطُّيورِ والزَّحَّافاتِ وحَيوانِ البَحرِ يُمكنُ قَمْعُها، وقد قُمِعَتْ لِلطَّبيعةِ البشريَّة؛ |
8: | أَمَّا اللِسانُ فما مِن إِنسانٍ يَقْوى على قَمْعِه: إِنَّهُ شَرٌّ لا يَنْضَبِط، مُفْعَمٌ سُمًّا قتَّالاً؛ |
9: | بهِ نُبارِكُ ربَّنا وأَبانا، وبهِ نَلعَنُ النَّاسَ الذينَ صُنِعوا على مِثالِ الله! |
10: | منَ الفَمِ الواحِدِ تَخرُجُ البَركةُ واللَعنَة! فلا يَنبَغي، يا إِخوتي؛ أَنْ يكونَ الأَمرُ هكذا. |
11: | أَتُرى النَّبعَ يَفيضُ منَ المَخرَجِ الواحِدِ بالعَذْبِ والأُجاج؟ |
12: | وهل يُمكنُ، يا إِخوتي، أَنْ تُؤْتِيَ التِّينَةُ زَيتونًا، والجَفْنةُ تينًا؟ والنَّبعُ المالِحُ أَيضًا لا يَأْتي بالماءِ العَذْب.
|
الحكمة الحقّة والكاذبة |
13: | أَفيكم ذو حِكمةٍ ودِراية، فَلْيُبْدِ بحُسنِ تَصرُّفِهِ أَنَّ أَعمالَهُ مُتَّسِمةٌ بوَدِاعةِ الحِكمة. |
14: | ولكِنْ، إِن كانَ لكم في قُلوبِكم غَيْرةٌ مُرَّةٌ وروحُ مُنازَعة، فلا تَفْتَخِروا، ولا تَكْذِبوا على الحَقّ: |
15: | فإِنَّ هذهِ الحكمةَ لَيسَتْ مُنحدِرةً مِن فَوقُ، بل هِيَ أَرضيَّةٌ حَيَوانيَّةٌ شَيطانيَّة؛ |
16: | إِذ إِنَّهُ حيثُ تكونُ الغَيْرةُ ((المُرَّةُ)) والمُنازَعة، فهُناكَ التَّشْويشُ وكلُّ أَمرٍ رَديء. |
17: | أَمَّا الحِكمةُ التي مِن فَوقُ فإِنَّها أَوَّلاً نقيَّةٌ، ثمَّ مُسالِمةٌ، حَليمةٌ، سَهْلَةُ الانقيادِ، مَليئَةٌ رَحمةً وثمِارًا صالِحةً، لا تُحابي ولا تُراءِي. |
18: | إِنَّ ثَمَرَ البِرِّ يُزرَعُ في السَّلامِ لأَجلِ فاعلي السَّلام.
|
|
الفصل : 4 |
ألاهواء مصدر البلبال
1: | مِن أَينَ فيكمُ الحُروبُ، ومِن أَينَ الخُصومات؟ أَليسَ مِن أَهوائِكمُ المُحارِبةِ في أَعضائِكم؟ |
2: | إِنَّكم تَشتَهُونَ ولا تُحصِّلون، تغارُونَ وتَحسُدونَ ولا تَستَطيعونَ أَن تَفُوزوا، فَتُخاصِمونَ وتُحارِبون. ليسَ لكم شَيءٌ لأَنَّكم لا تَطْلُبون؛ |
3: | تَطلُبونَ ولا تَنالونَ لأنَّكم تُسيئُونَ الطَّلبَ، إِذ تَبْتَغونَ الإِنْفاقَ في مَلذَّاتِكم.
|
4: | أَيُّها الفُجَّارُ، أَمَا تَعلَمونَ أَنَّ صَداقةَ العالَمِ هِيَ عداوةُ الله؟ وإِذَنْ، فمَن أَرادَ أَن يكونَ صَديقًا للعالَمِ جَعلَ نفسَهُ عدوًّا لله. |
5: | أَوَ تظُّنونَ أَنَّ الكتابَ يقولُ عبثًا: "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ، حتَّى الغيرةِ، الرُّوحَ السَّاكنَ فينا؟" |
6: | بل يُعطي نِعمةً أَعظمَ؛ ولذلكَ يقولُ ((الكتاب)): "إِنَّ اللهَ يُقاوِمُ المتُكبِّرينَ، ويُعطي المُتواضعينَ نِعمة". |
7: | فاخضَعوا إِذَنْ للهِ، وقاوِموا إِبليسَ فيَهرُبَ منكم؛ |
8: | إِقْتَربوا الى اللهِ فَيقتَربَ إِليكم؛ طَهِّرُوا أَيدِيَكم أَيُّها الخَطأَةُ، ونَقُّوا قلوبَكم يا ذوي النَّفْسَيْن؛ |
9: | أَحِسُّوا بشقاوَتِكم، ونُوحوا وابْكوا؛ لِيَنْقَلِبْ ضَحِكُكم نَوحًا، وسرورُكم كآبَة؛ |
10: | تَواضعوا أَمامَ الرَّبِّ فيَرفَعَكم. |
11: | لا تَغْتابوا بَعضُكم بَعضًا، أَيُّها الإِخوةُ، فإِنَّ الذي يَغْتابُ أَخاهُ، أَوْ يَدينُ أَخاهُ، إِنَّما يَغتابُ النَّاموسَ ويَدينُ النَّاموسَ؛ وإِنْ كنتَ تَدينُ النَّاموسَ فَلَستَ عامِلاً بالنَّاموسِ بل أَنتَ ديَّانٌ لَه. |
12: | إِنَّما المُشتَرعُ والدَّيَّانُ واحد، وهُوَ القادِرُ أَنْ يُخلِّصَ وأَن يُهلِك. أَمَّا أَنتَ فمَنْ تكونُ حتَّى تَدينَ القَريب؟
|
ان شاء الله |
13: | هَلُمَّ الآنَ أَيُّها القائلونَ: "اليومَ أَو غَدًا نَنطلقُ الى مَدينةِ كذا، ونُقيمُ هُناكَ سَنةً، ونَتْجُرُ ونَكسَب!" |
14: | أَنتمُ الذينَ لا يَعلَمونَ ما يكونُ غدًا! إِذ ما عَسى أَنْ تكونَ حَياتُكم؟ إِنَّما أَنتم بُخارٌ يَبدو هُنَيْهَةً ثمَّ يَضْمَحِلّ. |
15: | فَهَلاَّ تَقولونَ بالحَريّ: "إِنْ شَاءَ الرَّبُّ سنَعيشُ ونَفعَلُ هذا أَو ذاك". |
16: | ولكِنْ لا، فإِنَّكمُ الآنَ تَفْتَخِرونَ في صَلَفِكم! وكلُّ افْتخارٍ كهذا إِنَّما هُوَ شِرِّير. |
17: | وإِذَنْ، فمَنْ عَرَفَ أَنْ يَعملَ الخَيرَ ولم يَعمَلْهُ فَعليهِ خَطيئة.
|
|
الفصل : 5 |
الاغنياء المرهقون
1: | وهَلمَّ الآنَ أَيُّها الأَغْنِياءُ! إِبْكوا وَوَلْوِلوا للشَّقاواتِ التي سَتَنتابُكم. |
2: | إِنَّ ثَراءَكم قد عَفِنَ، وثِيابَكُمُ أَكلَها العُثّ. |
3: | ذَهَبُكم وفِضَّتُكم قد صَدِئا، وصَدَأُهما سَيَشْهَدُ عليكم ويَأْكُلُ لُحومَكم كالنَّار. لَقدِ اذَّخَرتُم للأَيَّامِ الأَخيرَة! |
4: | وها إِنَّ أُجرَةَ العَمَلةِ الذينَ حَصَدوا حُقولَكم، تِلكَ التي قد بَخَستُموهُم إِيَّاها، تَصرُخ! وصُراخُ أُولئِكَ الحَصَّادِينَ قد بَلغَ الى أُذُنَي رَبِّ الصَّبَؤُوت. |
5: | لَقد تَنعَّمتم على الأَرضِ، وتَرِفتُم، وأَشبَعتم قُلوبَكمَ لِيَومِ الذَّبحِ! |
6: | لَقد حَكَمْتم على البارِّ وقَتَلْتُموه؛ وهُوَ لا يُقاوِمُكم!...
|
الصبر على الشدّة |
7: | فاصبِروا إِذَنْ، أَيُّها الإِخوةُ، الى مَجيء الرَّبّ. ها هُوَذا الفلاَّحُ يَنتَظِرُ ثَمرَ الأَرضِ الثَّمينَ، صابِرًا عَليهِ حتَّى يُصيبَهُ المَطَرُ وَسْمِيُّهُ وَوَلِيُّه. |
8: | فاصْبِروا، أَنتم أَيضًا، وثَبّتوا قُلوبَكم: فإِنَّ مَجيءَ الرَّبِّ قَريب. |
9: | لا تَتَذَمَّروا، أَيُّها الإِخوة، بَعضُكم مِن بَعضٍ، لِئَلاَّ يُحكَمَ عَلَيكم: فهوَذا الدَّيَّانُ ((واقِفٌ)) على الباب. |
10: | إِقْتَدوا، أَيُّها الإِخوَةُ، بالأَنبياء الذينَ تكلَّموا باسْمِ الرَّبِّ، في احتِمالِ الشِّدَّةِ وفي طولِ الأَناة. |
11: | ها نَحنُ نُطوِّبُ الصَّابرين: لَقد سَمِعتم بِصَبرِ أَيُّوبَ، ورأَيتُم العاقبةَ ((التي سَاقَها)) الرَّبّ؛ فإِنَّ الرَّبَّ جَزيلُ التَّحنُّنِ رَؤُوف.
|
الحلف |
12: | ولكِنْ، وقَبْلَ كلِّ شَيءٍ، يا إِخوَتي، لا تَحْلِفوا لا بالسَّماءِ ولا بالأَرضِ ولا بقَسَمٍ آخَر. بل فَلْيَكُنْ عِندَكم النَّعَمْ، نَعمْ؛ واللاَّ، لا، لكي لا تَقَعواَ تَحتَ الدَّينونَة.
|
مسحة المرضى |
13: | هَل فيكم مَن يُعاني مَشقَّة؟ فَلْيُصَلِّ؛ أَو مَسرورٌ؟ فَلْيُرنّم. |
14: | هَل فيكم مَريض؟ فَلْيَدْعُ كهنةَ الكنيسَةِ وَلْيُصَلُّوا عَلَيهِ، ويَمْسَحوهُ بالزَّيْتِ باسْمِ الرَّبّ. |
15: | فإِنَّ صَلاةَ الإِيمانِ تُخلِّصُ المريض؛ والرَّبُّ يَنهِضُه؛ وإِنْ كانَ قدِ اقترَفَ خطايا تُغْفَرُ لَه. |
16: | إِعْتَرِفوا إِذَنْ بَعضُكم لِبَعضٍ بِزَلاَّتِكم، وصَلُّوا بَعضُكم لأَجْلِ بَعضٍ حتَّى تُبرَأُوا: لأَنَّ صَلاةَ البارِّ الحارَّةَ لها قُوَّةٌ عظيمة. |
17: | إِنَّ إِيلِيَّا كانَ إِنسانًا خَاضِعًا للآلامِ مِثلَنا: وقد صَلَّى بِحَرارةٍ أَنْ لا يَنزِلَ المَطَر، فلم يَنزِلْ على الأَرْضِ ثَلاثَ سَنواتٍ وستَّةَ أَشهُر؛ |
18: | ثمَّ عَادَ فصَلَّى فأَمطَرَتِ السَّماءُ، وأَنتَجتِ الأَرضُ ثَمَرَها.
|
ختام: الاصلاح الاخوي |
19: | يا إِخوتي، إِنْ ضَلَّ أَحدُكم عَنِ الحقيقةِ، وردَّهُ إِليها آخَرُ، |
20: | فاعْلَموا أَنَّ مَن رَدَّ خَاطِئًا عَن طَريقِ ضَلالِهِ، قد خَلَّصَ نَفسَهُ مِنَ المَوتِ، وَسَتَرَ جَمًّا مِنَ الخطايا...
|