الترجمة البولسية
رسالة يعقوب : عدد الفصول 5 | عدد اﻵيات :108 |
الفصل 1 |
العنوان |
عدد اﻵيات: 27 |
الفصل 2 |
انتباذ محاباة الوجوه |
عدد اﻵيات: 26 |
الفصل 3 |
اللسان وشرّه |
عدد اﻵيات: 18 |
الفصل 4 |
ألاهواء مصدر البلبال |
عدد اﻵيات: 17 |
الفصل 5 |
الاغنياء المرهقون |
عدد اﻵيات: 20 |
العنوان
1 مِن يَعقوبَ، عَبدِ اللهِ والرَّبِّ يَسوعَ المسيحِ، الى الأَسْباطِ الاثْنَيْ عَشَرَ، الذينَ في الشَّتاتِ، سَلام.
=موقف المسيحي من الشدة
موقف المسيحي من الشدة
2 إِحْتَسِبوا ((مِن دَواعي)) السُّرورِ الكامِلِ يا إِخوتي، أَنْ تَقَعوا في مِحَنِ مُتَنَوِّعَة،
3 عالمينَ أَنَّ امْتحانَ إِيمانِكم يُنشئُ الصَّبر؛
4 ولكِنْ، لِيَصْحَبِ الصَّبرَ عَملٌ كاملٌ، حتَّى تكونوا كامِلينَ، مُتمَّمينَ، غَيرَ ناقِصينَ في شَيء.
5 وإِنْ كانَ أَحدُكم تَنقُصُهُ حِكمَةٌ، فَلْيَسأَلِ اللهَ، الذي يُعطي الجميعَ في سَخاءٍ وعلى غَيرِ مِنَّةٍ، فيُؤْتاها.
6 ولكِنْ، لِيَسأَلْ بإِيمانٍ وبغَيرِ ارْتيابٍ البتَّة. لأَنَّ المُرتابَ يُشبِهُ مَوْجَ البحرِ الذي تُثيرُهُ الرِّيحُ وتَسوقُه.
7 فلا يَتَخَيَّلْ، ذلكَ الإِنسان، أَنَّهُ يَنالُ مِنَ الرَّبِّ شَيئًا:
8 إِنَّهُ إِنسانٌ ذو نَفْسَينِ، مُتَقَلقِلٌ في جَميعِ طُرُقِه.
9 فَلْيُسَرَّ الأَخُ الوضيعُ بِرِفعتِه؛
10 أَمَّا الغَنيُّ فبذِلَّتِه، لأَنَّهُ يَزولُ كزَهَرِ عُشبٍ:
11 أَشرقَتِ الشَّمْسُ بحَرِّها اللاَّفِحِ، فَأَيبَسَتِ العُشبَ، فَسَقطَ زَهَرُه، وتلاشى رُواءُ وَجْهِه؛ كذلكَ الغنيُّ يَذوي في مَساعيه.
12 طوبى للرَّجُلِ الذي يَصْبِرُ على البَلْوى، لأَنَّهُ، وقد صارَ مُختَبَرًا، يَنالُ إِكليلَ الحَياةِ، الذي وَعَدَ بهِ ((اللهُ)) مُحبِّيه.
التجربة مصدرها الشهوة
13 لا يَقولَنَّ أَحدٌ، إِذا ما جُرِّب: "إِنَّما اللهُ يُجرِّبُني": فإِنَّ اللهَ غَيرُ مُجرَّبِ بالشُّرورِ، وهُوَ لا يُجرِّبُ أَحدًا.
14 إِنَّما كلُّ واحدٍ تُجرِّبُهُ شَهوَتُهُ الخَاصَّة، إِذ تَجتَذُِبهُ وتَستَغْويه.
15 ثمَّ الشَّهوةُ إِذا ما حَبِلَتْ تَلِدُ الخطيئَة؛ والخَطيئةُ إِذا ما تَمَّتْ تُنتجُ المَوت.
16 فلا تَغلَطوا، يا إِخوتي الأَحبَّاء:
17 إِنَّما كلُّ عطيَّةٍ صالحةٍ، كلُّ هِبَةٍ كاملةٍ تَهبِطُ مِن فوقُ، من لَدُنْ أَبي الأَنوارِ، الذي ليسَ فيهِ تحوُّلٌ، ولا ظِلُّ تغيُّر.
18 إِنَّهُ بمشيئَتِهِ ولَدَنا بكلمةِ الحقّ، لِنكونَ باكورةً من خلائقِه.
واجب العمل بكلمة الله
19 إِنَّكم تعلمونَ، يا إِخوتي الأَحبَّاء، أَنَّهُ ينبغي لكلِّ إِنسانٍ أَنْ يكونَ سَريعًا الى الاسْتماعِ، بَطيئًا عنِ التَّكلُّمِ، بَطيئًا عنِ الغَضَب.
20 فإِنَّ غَضَبَ الإِنسانِ لا يُجري بِرَّ الله.
21 لذلكَ، اطَّرِحوا ((عنكم)) كُلَّ نَجاسةٍ، وكلَّ طُغيانِ شَرٍّ، واقْبَلوا بوداعةٍ الكلمةَ التي غُرِسَتْ فيكم، وفي وِسْعِها أن تُخلِّصَ نُفوسَكم.
22 ولكِنْ، كونوا عاملينَ بهذهِ الكلمةِ، لا سامعينَ لَها فَقَط فَتَغُرُّوا أَنفُسَكم.
23 فإِنَّ مَن يَسمعُ الكلمةَ ولا يعمَلُ بها، يُشبِهُ إِنسانًا يَنظُرُ في مِرآةٍ وَجْهَهُ الذي جُبِلَ عَلَيه،
24 وما إِنْ رأَى نَفسَهُ ومَضى، حتَّى نَسِيَ في الحالِ كيفَ كان.
25 أَمَّا مَن يُدقِّقُ النَّظرَ في النَّاموسِ الكاملِ، ناموسِ الحُرِّيَّةِ، ويُداومُ- لا كمَنْ يَسمَعُ فيَنْسى بل كمَنْ يُكِبُّ على العمل- فهذا يكونُ سَعيدًا في عَملِه.
26 إِن ظَنَّ أَحدٌ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وهُوَ لا يَلْجُمُ لِسانَهُ بل يَغُرُّ قَلبَه،ْ فذلكَ دِيانتُهُ باطِلة.
27 إِنَّ الدِّيانةَ الطَّاهرةَ الزَّكيَّة في نَظَرِ اللهِ الآبِ، هي افتقادُ اليَتامى والأَرامِلِ في ضِيقِهم، وصِيانَةُ النَّفْسِ مِن دَنَسِ العالَم.
انتباذ محاباة الوجوه
1 لا تُلبِّسوا، يا إِخوتي، إِيمانَ ربِّنا يسوعَ المسيحِ، ((ربِّ)) المَجد، بمُحاباةِ الوُجوه.
2 فإِذا ما دَخلَ مَجمَعَكم إِنسانٌ بخاتَمٍ مِن ذَهبٍ وفي حُلَّةٍ بهيَّةٍ، ودَخَلَ أَيضًا مِسكينٌ في لِباسٍ قَذِر،
3 فنَظَرتم الى الذي عَليهِ الحُلَّةُ البهيَّةُ وقُلتم لَه: "أَنتَ، إِجْلِسْ ههُنا في الصَّدر!" وقُلتم لِلمِسكينِ: "أَنتَ، قِفْ هُناك!" أَو: "إِجلِسْ ((هنا)) تَحتَ مَوطِئِ قَدَمَيَّ!"
4 أَفلا تكونونَ قد مَيَّزْتم في أَنفُسِكم، وقَضَيتم عَن أَفكارٍ شرِّيرة؟
5 إِسْمعوا، يا إِخوتي الأَحبَّاء: أَما اختارَ اللهُ المساكينَ بحسَبِ العالَمِ ((لِيَكونوا)) أَغنياءَ في الإِيمان، وَوَرثَةً لِلملكوتِ الذي وَعَدَ بهِ مُحبِّيه؟
6 وأَنتم فقد أَهَنتمُ المِسْكين!... أَوَلَيسَ الأَغنياءُ همُ الذينَ يُرْهِقونَكم؟ وهُم أَيضًا يَجُرُّونَكم الى المَحاكِم؟
7 أَوَلَيسوا همُ الذينَ يُجدِّفونَ على الاسمِ الجميلِ الذي بهِ دُعِيتم؟
8 فإِن كُنتم تُتِمُّونَ النَّاموسَ المَلَكيَّ، على حَسَبِ الكِتابةِ القائلة: "أَحببْ قَريبَكَ كنَفْسِكَ"، فنِعِمَّا تَفْعَلون؛
9 وأَمَّا إِن حابَيْتمُ الوُجوهَ، فإِنَّكم تَرتكبِونَ الخطيئَة، والنَّاموسُ يَحجُّكم كَمُتعدِّين.
العمل بالنَّاموس كلّه
10 فإِنَّ مَن حَفِظَ النَّاموسَ كُلَّهُ وزَلَّ في وَصيَّةٍ واحدةٍ، فقد صارَ مُجْرِمًا في الكلّ.
11 لأَنَّ الذي قالَ: "لا تَزنِ !" قالَ أَيضًا: "لا تَقتُلْ!" وإِذَنْ، فإِنْ أَنتَ لم تَزْنِ، ولكِنْ قَتلتَ، فقد صِرْتَ مُتعدِّيًا للنَّاموس.
12 فتكلَّموا واعْملوا كأَنَّكم مُزمعونَ أَن تُدانوا بناموسِ الحُرِّيَّة.
13 فإِنَّ الدَّينونَةَ سَتَكونُ بلا رَحْمةٍ على مَن لا يَصنْعُ الرَّحْمة؛ بَيدَ أَنَّ الرَّحْمةَ سَتَغْلِبُ الدَّينونَة!
الايمان والاعمال
14 وأَيُّ مَنفعةٍ، يا إِخوتي، لِمَن يَقولُ إِنَّ لَهُ إِيمانًا، ولا أَعمالَ لَه؟ ألَعلَّ الإيمانَ يَقدِرُ أَنْ يُخَلِّصَه؟
15 إِن كانَ أَخٌ أَو أُختٌ عُريانَيْنِ، وهُما في عَوَزٍ الى قُوتِهما اليَوميّ،
16 فقالَ لَهُما أَحدُكم: "إِذْهَبا في سَلام! إِستَدْفِئا واشْبَعا!" ولم تُعْطُوهُما ما هُوَ مِن حاجَةِ الجَسَدِ، فما المَنْفَعةُ؟
17 كذلكَ الإِيمان: فإِنَّهُ، إِنْ خَلا منَ الأَعمالِ، مَيْتٌ في ذاتِه.
18 بل قد يَقولُ قائل: "أَنتَ لكَ إِيمانٌ وأَنا لي أَعمال!... فأَرِني إِيمانَكَ بدونِ الأَعمالِ، وأَنا مِن أَعْمالي أُريكَ إِيماني".
19 أَنتَ تؤمنُ أَنَّ اللهَ واحِد؟ فَنِعمَّا تَفْعل! والشَّياطينُ أَيضًا تُؤْمنُ... وتَرتَعِد.
20 هلاَّ أَردتَ أَنْ تَعْلمَ، أَيُّها الإِنسانُ الباطِلُ الرَّأيِ، أَنَّ الإِيمانَ بدونِ الأَعمالِ مَيْت.
21 أَفلم يتبرَّرْ بالأَعمالِ إِبراهيمُ أَبونا، إِذْ أَصْعَدَ إِسحقَ ابنَهُ على المَذبح؟
22 فأَنتَ تَرى أَنَّ الإِيمانَ كانَ يَعملُ معَ أَعمالِهِ، وأَنَّهُ بالأَعمالِ صارَ الإِيمانُ كاملاً.
23 وتَمَّتِ الكِتابةُ القائلة: "آمنَ إِبراهيمُ بالله فحُسِبَ لهُ ((ذلكَ)) بِرًّا"، ودُعيَ خَليلَ الله.
24 فَتَرَوْنَ إِذنْ، أَنَّ الإِنسانَ بالأَعمالِ يُبرَّرُ، لا بالإِيمانِ وَحدَه.
25 وكذلكَ راحابُ البَغيُّ أَليسَتْ بالأَعمالِ قد بُرِّرَتْ، إِذ قَبِلتِ المُوفَدَيْنِ، وصَرَفَتْهُما مِن طَريقٍ أُخْرى؟
26 فكما أَنَّ الجَسَدَ بدونِ الرُّوحِ مَيْتٌ، كذلِكَ الإِيمانُ بدونِ الأَعمالِ مَيْت.
اللسان وشرّه
1 لا يَكُنْ مِنكم مُعلِّمونَ كثيرونَ، يا إِخوتي؛ فإِنَّا بذلكَ، على ما تَعلمون، نَجلُبُ عَلينا دَينونَةً أَقسى.
2 إِنَّا جميعًا نَزِلُّ كثيرًا؛ ومَن لا يَزِلُّ في الكلامِ فهوَ رَجُلٌ كامل، في وِسْعِهِ أَنْ يَلجُمَ أَيضًا جَسَدَهُ كُلَّه.
3 إِذا جَعَلْنا اللُّجُمَ في أَفواهِ الخَيلِ لكي تَنْقادَ لنا، فإِنَّا ((بذلكَ)) نُديرُ جِسْمَها كُلَّهُ
4 ها إِنَّ السُّفُنَ، مَعَ كَونِها عظيمةً جدًّا وتَسوقُها الرِّياحُ الهَوْجاءُ، تُديرُها دَفَّةٌ صغيرةٌ جدًّا على ما يَهْوى الرُّبان.
5 كذلكَ اللِّسانُ أَيضًا، فإِنَّهُ عُضْوٌ صَغيرٌ، وهوَ يَفْتَخرُ بعظائِمِ الأُمور! ها إِنَّ نارًا يَسيرةً تُضرِمُ غابَةً عظيمة!
6 فاللِّسانُ أَيضًا نارٌ؛ إِنَّهُ عالَمُ الإِثم! لقد جُعِلَ اللِسانُ بينَ أَعضائِنا، وهُوَ يُدنِّسُ الجِسمَ كلَّهُ، ويُلهِبُ دائرةَ العُمْرِ، وتُلهِبُهُ جهَنَّم.
7 إِنَّ كُلَّ طَبيعةٍ للوُحوشِ والطُّيورِ والزَّحَّافاتِ وحَيوانِ البَحرِ يُمكنُ قَمْعُها، وقد قُمِعَتْ لِلطَّبيعةِ البشريَّة؛
8 أَمَّا اللِسانُ فما مِن إِنسانٍ يَقْوى على قَمْعِه: إِنَّهُ شَرٌّ لا يَنْضَبِط، مُفْعَمٌ سُمًّا قتَّالاً؛
9 بهِ نُبارِكُ ربَّنا وأَبانا، وبهِ نَلعَنُ النَّاسَ الذينَ صُنِعوا على مِثالِ الله!
10 منَ الفَمِ الواحِدِ تَخرُجُ البَركةُ واللَعنَة! فلا يَنبَغي، يا إِخوتي؛ أَنْ يكونَ الأَمرُ هكذا.
11 أَتُرى النَّبعَ يَفيضُ منَ المَخرَجِ الواحِدِ بالعَذْبِ والأُجاج؟
12 وهل يُمكنُ، يا إِخوتي، أَنْ تُؤْتِيَ التِّينَةُ زَيتونًا، والجَفْنةُ تينًا؟ والنَّبعُ المالِحُ أَيضًا لا يَأْتي بالماءِ العَذْب.
الحكمة الحقّة والكاذبة
13 أَفيكم ذو حِكمةٍ ودِراية، فَلْيُبْدِ بحُسنِ تَصرُّفِهِ أَنَّ أَعمالَهُ مُتَّسِمةٌ بوَدِاعةِ الحِكمة.
14 ولكِنْ، إِن كانَ لكم في قُلوبِكم غَيْرةٌ مُرَّةٌ وروحُ مُنازَعة، فلا تَفْتَخِروا، ولا تَكْذِبوا على الحَقّ:
15 فإِنَّ هذهِ الحكمةَ لَيسَتْ مُنحدِرةً مِن فَوقُ، بل هِيَ أَرضيَّةٌ حَيَوانيَّةٌ شَيطانيَّة؛
16 إِذ إِنَّهُ حيثُ تكونُ الغَيْرةُ ((المُرَّةُ)) والمُنازَعة، فهُناكَ التَّشْويشُ وكلُّ أَمرٍ رَديء.
17 أَمَّا الحِكمةُ التي مِن فَوقُ فإِنَّها أَوَّلاً نقيَّةٌ، ثمَّ مُسالِمةٌ، حَليمةٌ، سَهْلَةُ الانقيادِ، مَليئَةٌ رَحمةً وثمِارًا صالِحةً، لا تُحابي ولا تُراءِي.
18 إِنَّ ثَمَرَ البِرِّ يُزرَعُ في السَّلامِ لأَجلِ فاعلي السَّلام.
ألاهواء مصدر البلبال
1 مِن أَينَ فيكمُ الحُروبُ، ومِن أَينَ الخُصومات؟ أَليسَ مِن أَهوائِكمُ المُحارِبةِ في أَعضائِكم؟
2 إِنَّكم تَشتَهُونَ ولا تُحصِّلون، تغارُونَ وتَحسُدونَ ولا تَستَطيعونَ أَن تَفُوزوا، فَتُخاصِمونَ وتُحارِبون. ليسَ لكم شَيءٌ لأَنَّكم لا تَطْلُبون؛
3 تَطلُبونَ ولا تَنالونَ لأنَّكم تُسيئُونَ الطَّلبَ، إِذ تَبْتَغونَ الإِنْفاقَ في مَلذَّاتِكم.
4 أَيُّها الفُجَّارُ، أَمَا تَعلَمونَ أَنَّ صَداقةَ العالَمِ هِيَ عداوةُ الله؟ وإِذَنْ، فمَن أَرادَ أَن يكونَ صَديقًا للعالَمِ جَعلَ نفسَهُ عدوًّا لله.
5 أَوَ تظُّنونَ أَنَّ الكتابَ يقولُ عبثًا: "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ، حتَّى الغيرةِ، الرُّوحَ السَّاكنَ فينا؟"
6 بل يُعطي نِعمةً أَعظمَ؛ ولذلكَ يقولُ ((الكتاب)): "إِنَّ اللهَ يُقاوِمُ المتُكبِّرينَ، ويُعطي المُتواضعينَ نِعمة".
7 فاخضَعوا إِذَنْ للهِ، وقاوِموا إِبليسَ فيَهرُبَ منكم؛
8 إِقْتَربوا الى اللهِ فَيقتَربَ إِليكم؛ طَهِّرُوا أَيدِيَكم أَيُّها الخَطأَةُ، ونَقُّوا قلوبَكم يا ذوي النَّفْسَيْن؛
9 أَحِسُّوا بشقاوَتِكم، ونُوحوا وابْكوا؛ لِيَنْقَلِبْ ضَحِكُكم نَوحًا، وسرورُكم كآبَة؛
10 تَواضعوا أَمامَ الرَّبِّ فيَرفَعَكم.
11 لا تَغْتابوا بَعضُكم بَعضًا، أَيُّها الإِخوةُ، فإِنَّ الذي يَغْتابُ أَخاهُ، أَوْ يَدينُ أَخاهُ، إِنَّما يَغتابُ النَّاموسَ ويَدينُ النَّاموسَ؛ وإِنْ كنتَ تَدينُ النَّاموسَ فَلَستَ عامِلاً بالنَّاموسِ بل أَنتَ ديَّانٌ لَه.
12 إِنَّما المُشتَرعُ والدَّيَّانُ واحد، وهُوَ القادِرُ أَنْ يُخلِّصَ وأَن يُهلِك. أَمَّا أَنتَ فمَنْ تكونُ حتَّى تَدينَ القَريب؟
ان شاء الله
13 هَلُمَّ الآنَ أَيُّها القائلونَ: "اليومَ أَو غَدًا نَنطلقُ الى مَدينةِ كذا، ونُقيمُ هُناكَ سَنةً، ونَتْجُرُ ونَكسَب!"
14 أَنتمُ الذينَ لا يَعلَمونَ ما يكونُ غدًا! إِذ ما عَسى أَنْ تكونَ حَياتُكم؟ إِنَّما أَنتم بُخارٌ يَبدو هُنَيْهَةً ثمَّ يَضْمَحِلّ.
15 فَهَلاَّ تَقولونَ بالحَريّ: "إِنْ شَاءَ الرَّبُّ سنَعيشُ ونَفعَلُ هذا أَو ذاك".
16 ولكِنْ لا، فإِنَّكمُ الآنَ تَفْتَخِرونَ في صَلَفِكم! وكلُّ افْتخارٍ كهذا إِنَّما هُوَ شِرِّير.
17 وإِذَنْ، فمَنْ عَرَفَ أَنْ يَعملَ الخَيرَ ولم يَعمَلْهُ فَعليهِ خَطيئة.
الاغنياء المرهقون
1 وهَلمَّ الآنَ أَيُّها الأَغْنِياءُ! إِبْكوا وَوَلْوِلوا للشَّقاواتِ التي سَتَنتابُكم.
2 إِنَّ ثَراءَكم قد عَفِنَ، وثِيابَكُمُ أَكلَها العُثّ.
3 ذَهَبُكم وفِضَّتُكم قد صَدِئا، وصَدَأُهما سَيَشْهَدُ عليكم ويَأْكُلُ لُحومَكم كالنَّار. لَقدِ اذَّخَرتُم للأَيَّامِ الأَخيرَة!
4 وها إِنَّ أُجرَةَ العَمَلةِ الذينَ حَصَدوا حُقولَكم، تِلكَ التي قد بَخَستُموهُم إِيَّاها، تَصرُخ! وصُراخُ أُولئِكَ الحَصَّادِينَ قد بَلغَ الى أُذُنَي رَبِّ الصَّبَؤُوت.
5 لَقد تَنعَّمتم على الأَرضِ، وتَرِفتُم، وأَشبَعتم قُلوبَكمَ لِيَومِ الذَّبحِ!
6 لَقد حَكَمْتم على البارِّ وقَتَلْتُموه؛ وهُوَ لا يُقاوِمُكم!...
الصبر على الشدّة
7 فاصبِروا إِذَنْ، أَيُّها الإِخوةُ، الى مَجيء الرَّبّ. ها هُوَذا الفلاَّحُ يَنتَظِرُ ثَمرَ الأَرضِ الثَّمينَ، صابِرًا عَليهِ حتَّى يُصيبَهُ المَطَرُ وَسْمِيُّهُ وَوَلِيُّه.
8 فاصْبِروا، أَنتم أَيضًا، وثَبّتوا قُلوبَكم: فإِنَّ مَجيءَ الرَّبِّ قَريب.
9 لا تَتَذَمَّروا، أَيُّها الإِخوة، بَعضُكم مِن بَعضٍ، لِئَلاَّ يُحكَمَ عَلَيكم: فهوَذا الدَّيَّانُ ((واقِفٌ)) على الباب.
10 إِقْتَدوا، أَيُّها الإِخوَةُ، بالأَنبياء الذينَ تكلَّموا باسْمِ الرَّبِّ، في احتِمالِ الشِّدَّةِ وفي طولِ الأَناة.
11 ها نَحنُ نُطوِّبُ الصَّابرين: لَقد سَمِعتم بِصَبرِ أَيُّوبَ، ورأَيتُم العاقبةَ ((التي سَاقَها)) الرَّبّ؛ فإِنَّ الرَّبَّ جَزيلُ التَّحنُّنِ رَؤُوف.
الحلف
12 ولكِنْ، وقَبْلَ كلِّ شَيءٍ، يا إِخوَتي، لا تَحْلِفوا لا بالسَّماءِ ولا بالأَرضِ ولا بقَسَمٍ آخَر. بل فَلْيَكُنْ عِندَكم النَّعَمْ، نَعمْ؛ واللاَّ، لا، لكي لا تَقَعواَ تَحتَ الدَّينونَة.
مسحة المرضى
13 هَل فيكم مَن يُعاني مَشقَّة؟ فَلْيُصَلِّ؛ أَو مَسرورٌ؟ فَلْيُرنّم.
14 هَل فيكم مَريض؟ فَلْيَدْعُ كهنةَ الكنيسَةِ وَلْيُصَلُّوا عَلَيهِ، ويَمْسَحوهُ بالزَّيْتِ باسْمِ الرَّبّ.
15 فإِنَّ صَلاةَ الإِيمانِ تُخلِّصُ المريض؛ والرَّبُّ يَنهِضُه؛ وإِنْ كانَ قدِ اقترَفَ خطايا تُغْفَرُ لَه.
16 إِعْتَرِفوا إِذَنْ بَعضُكم لِبَعضٍ بِزَلاَّتِكم، وصَلُّوا بَعضُكم لأَجْلِ بَعضٍ حتَّى تُبرَأُوا: لأَنَّ صَلاةَ البارِّ الحارَّةَ لها قُوَّةٌ عظيمة.
17 إِنَّ إِيلِيَّا كانَ إِنسانًا خَاضِعًا للآلامِ مِثلَنا: وقد صَلَّى بِحَرارةٍ أَنْ لا يَنزِلَ المَطَر، فلم يَنزِلْ على الأَرْضِ ثَلاثَ سَنواتٍ وستَّةَ أَشهُر؛
18 ثمَّ عَادَ فصَلَّى فأَمطَرَتِ السَّماءُ، وأَنتَجتِ الأَرضُ ثَمَرَها.
ختام: الاصلاح الاخوي
19 يا إِخوتي، إِنْ ضَلَّ أَحدُكم عَنِ الحقيقةِ، وردَّهُ إِليها آخَرُ،
20 فاعْلَموا أَنَّ مَن رَدَّ خَاطِئًا عَن طَريقِ ضَلالِهِ، قد خَلَّصَ نَفسَهُ مِنَ المَوتِ، وَسَتَرَ جَمًّا مِنَ الخطايا...