ثوب. ثياب
وردت في الكتاب المقدس كلمات وأسماء كثيرة لما كان يلبسه الناس في أوقات مختلفة، وان لم ترد أوصاف كافية لهذه الملابس يمكن أن توضحها لنا، لكننا نستطيع أن نعرف بعض الايضاحات بخصوصها مما صوّره القدماء من المصريين والبابليين والاشورين واليونانيين في كتاباتهم وفي فنونهم، إلى جانب ما نراه اليوم فيما يلبسه البسطاء في فلسطين وفي بعض بلاد الشرق الأوسط.
1 - ثياب الرجال:
وتنقسم إلى المنطقة - الثوب الداخلي - الثوب الخارجي - الأحذية - العصائب.
أ - المنطقة:
يظن أنها أقدم أنواع الثياب التي استعملها الإنسان. وكانت تعني في الايام الولى ((ازارا)) يلبس مباشرة حول الحقوين ويغطي العورة، ويشار إليه ((بالمِسح)) الذي كان يقوم مقامها في أوقات الحزن (2 مل 1: 30 واش 20:2)، وكانت تصنع من الجلد أو من القماش الخشن أو من الكتان (2مل 1: 8 وار 13: 1).
وتطور استعمال المنطقة مع الزمن فصارت تعني الزنار أو الحزام (خر 29: واع 21: 11) وغايتها إحكام القميص وكانت تصنع عادة من حبل أو صوف أو بوص أو جلد، أما الكهنة فكانوا يصنعونها من ذهب واسمانجوني وفرمز وبوص مبروم (خر 28: 8). وكانت المنطقة تستخدم في حمل السلاح (2 صم 20: 8) وكذلك الفضة وما نحمله عادة في الجيوب.
ب ـ الثوب الداخلي:
كان في الأصل قميصاً بدون أكمام يمتد إلى الركبة فقط، ثم زيد طوله بعد ذلك وأضيفت إليه الأكمام وبدأوا يمنطقونه. وكان يصنع عادة من صوف أو كتان يختلف قماشه حسب غنى الشخص وذوقه وقد كان الرجل اليهودي يؤدي كل أعماله اليومية مرتدياً هذا القميص، ولكن الكتاب أطلق كلنة عريان في بعض الأماكن على من تجرد من كل شيء إلا القميص (1 صم 19: 24 وميخا 1: 8 ومر 14: 51 و 52 ويو 21: 7).
جـ - الثوب الخارجي:
أو الرداء (مت 5: 40 و 21: 8) كان قطعة مربعة أو مستطيلة من القماش طولها من ستة أقدام تلف حول الجسد، وإذا مسّت الحاجة تطرح فوق المنكب أو تحت الابط. أما في الليل فكانت تستعمل نظير غطاء (خر 22: 26 و 27 وتث 24: 13) ويظن أن الأهداب كانت على أطراف هذا الثوب وحوافيه (عد 15: 38 ومت 23: 5) وهذا هو الشيء الذي كانت الشريعة تحميه لصاحبه لينام فيه حتى وان كان مديناً، رغم أنها أباحت أخذ الثوب الداخلي (القميص) استيفاء للدين. ولكن المسيح في تسامحه العجيب علّم تلاميذه في مت 5: 40 أن يخطو في تبعيته إلى ما بعد الشريعة فيقدمون الرداء الذي يتمتع بحمايتها، علاوة على الثوب، اعلاناً لرغبة الانسان الخيّرة، ورفضه التام لكل خصام وشر، وتسامحه البعيد المدى.
د ـ الأحذية:
(مت 3: 11) أو النعال (تث 25: 9 ومر 6: 9). كان اليهود عادة كباقي الشعوب الشرقية لا يلبسون شيئاً في أقدامهم في داخل بيوتهم، لكنهم متى خرجوا إلى خارج فإنهم يلبسون نعالاً. وقد كانت النعال تصنع إما من خشب أو جلد، وتربط بسيور من جلد (شراك) أو خيط (تك 14: 23 واش 5: 27). وكانت النعال تخلع عند دخول البيوت أو أمكنة العبادة احتراماً لها، كما أنها كانت تخلع في أوقات الحزن (2 صم 15: 30) ولما كانت هذه الأحذية لا تقي القدم من الأقذار والغبار التزم صاحبها أن يغسل قدميه بعد المشي في الخارج، لذلك وجب على المضيف أن يقدم ماءً لهذه الغاية لضيفه (تك 24: 32 ولو 7: 44). وكان حل سيورر الحذاء منوطاً بالخدم وكذلك غسل القدمين (مر 1: 7 ويو 13: 1 - 16).
وكانت النعال تستعمل مجازاً عند البيع والشراء. فقد كان المشتري اليهودي يخلع نعله ويعطيه للبائع اشارة إلى المبادلة (را 4: 7 و 8).
كما كانت الشريعة الموسوية توصي أخا الزوج المتوفى أن يقيم نسلاً لأخيه، وفي حال رفضه واصراره على الرفض تتقدم الأرملة أمام الشيوخ وتخلع نعله من رجله الخ .. ويسمى عند العبرانيين بيت مخلوع النعل (تث 25: 5 - 10).
هـ - العصائب:
لباس الرأس وقد اتخذ شكل قطعة من القماش ذات طبقتين (كوفية) ويلبسه الانسان للوقاية من الشمس. أو تلف حول الرأس كعمامة.
2 - ثياب المسيح:
كانت ثيابه بسيطة للغاية وتتكون حسب عادة عصره من (1) قميص داخلي يقابل ولا شك ما نلبسه اليوم من ملابس داخلية (2) قميص خارجي، ولعل هذا هو الذي قيل فيه ((قميص بغير خياطة منسوجاً كله من فوق)) (يو 19: 23). ويقول فيه يوسيفوس ((عن مثل هذا القميص الذي بغير خياطة منسوج كله من فوق لم يَحُل لبسه إلا لرؤساء الكهنة)). وقد أخذه العسكر بالقرعة (3) منْطقة لربط القميص (4) الرداء الخارجي الذي نعتقد أنه كان من الصوف الأبيض بناء على ما جاء في وصف ملابسه على جبل التجلي (مر 9: 3). وقد اقتسمه العسكر مع باقي الملابس عند صلب المسيح. (5) الأحذية أو النعال. (6) وأخيراً العمامة أو غطاء الرأس، لأنه كان من الضروري على معلمي اليهود أن يلبسوا غطاء للرأس.
3 - بدلات ثياب:
(مل 5: 5 و 22) كان الملوك والعظماء يهدون بدلات ثياب للضيوف. وبما أن هيئة الثياب كانت متساوية عند الجميع صار ابدال ثياب شخص واحد بثياب ىخر أمراً سهلاً (تك 27: 15 و 1 صم 18: 4 وتث 22: 5 ولو 15: 22).
4 - ثياب الكهنة:
تتكون بالنسبة لهرون من صدرة ورداء وجبة وقميص مخرم وعمامة ومِنْطقة. (خر 28: 4) وبالنسبة لبنيه من اقمصة ومناطق وقلانس للمجد والبهاء وسراويل من كتان (خر 28: 40 - 43).
5 - ثياب النساء:
أما ثياب النساء فلم يكن يختلف عن لباس الرجال إلا في الثوب الخارجي الذي كان أكثر اتساعاً من رداء الرجال وهو الذي يسمّى الآن مئزراً أو ازارا (مر 14: 51) وأضيف إلى ذلك البرقع أو اللثام (تك 24: 65). أما المناديل فكانت تحمل في اليد أو توضع على الوجه (1 ع 19: 12).
وكانت ثياب النساء تزين بالجواهر أو أهداب الذهب والفضة والتطريز. وكانت النساء من عامة الشعب يلبسن الاقراط في آذانهن والخزامة في أنوفهن ويتحلين بالاساور والخلاخل (2 صم 1: 10 واش 3: 16 و 19 و 20) ويحملن المرائي المصنوعة من النحاس المصقول في أيديهن أو يعلقنها على مناطقهن أو في أعناقهن (خر 38: واش 3: 23). وكانت النساء اليونانيات والرومانيات يتركن الشعر يطول ثم يضفرنه ويزينه بالحلي والجواهر وضروب من الزينة أيضاً (1 تي 2: 9 و 10 و 1 بط 3: 3).